تركت الحرب آلاف الأطفال في القطاع بلا أب أو أم. فإما فراقٌ وبعْد المسافة بين الطفل وأهله لأسباب مختلفة أو أن القصف الأعمى آثر أن يحوّل هذا البعد إلى فراق أزلي فغيّب الموت من كان يوما كل شيئ لهؤلاء الصغار في هذا العالم.

اعلان

ما من بشرٍ لم يجرّب وجع الفقد ولم يَعِشْه. فأنْ تفقد عزيزا عذابٌ لا يضاهيه عذاب وإن عزّيْت نفسك أو عزّاك غيْرُك بأن الحياة تمضي ولا تتوقف عند موت أحد.

أليس الحزنُ هو الشيء الوحيد الذي يخالف قوانين الطبيعة فيصغر بعد أن كان كبيرا؟

لكن لألم الفراق طعمٌ آخر لدى لم تمهله الدنيا والبشر أن يشبع من الأب والأم فحُرم الحنان والعطف وقبلهما الإحساس بالأمان.

صغارٌ وقبلهم آباؤهم فتحوا أعينهم في قطاع محتل ومحاصر منذ عقود فكانت الحروب كلّ نصيبهم من هذه الدنيا. ولم يظفروا في هذا السجن الكبير إلا بماء بحر غزة الملوث وبحنان الأسرة التي كانت ملاذهم الوحيد في عالم بشع لا يرحم. كثيرون من من هؤلاء الأطفال فقدوا الحضن الدافئ فحُرموا من الأب أو الأم أو الاثنين معا في الحرب الدائرة منذ عام.

هذه الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 12 شهرا في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس تركت آلاف الأطفال في القطاع بلا أب أو أم. فإما فراقٌ وبعْد المسافة بين الطفل وأهله لأسباب مختلفة أو أن القصف الأعمى آثر أن يحوّل البعد إلى فراق أزلي فغيّب الموت من كان يوما كل شيئ لهؤلاء الصغار في هذا العالم.

طفلتان فلسطينيتان تجلسان على ركام مبنى مدمر في اليرموك في غزة 05/07/2024AP/ 2024

في هذه الحرب، ذاق أطفال غزة مرارة اليتم وأضحوْا وحيدين إلا من جدّ أو جدة يحاولان بالكاد تعويض جزء يسير من حنان الوالدين وسد فراغ تركه الغياب وتحمل عبء تربيتهم في بقعة كانت أصلا تفتقر لأدنى مقوّمات الحياة قبل أن تأتي الحرب لتخرج قطاع غزة من التاريخ.

كبروا قبل الأوان

أمير عاشور (12 سنة) وشقيقته فاطمة عاشور (10 سنوات) فقدا والديْهما وأختهما الصغرى ذات الخمس سنوات في قصف إسرائيلي طال منزل الأسرة في رفح في ديسمبر 2023.

رحل الثلاثة وكُتبت النجاة لأمير وفاطمة حين تمكن المسعفون من إخراجهما من تحت ركام البيت المدمّر على رؤوس ساكنيه. ليتولى العناية بهما جدهما لوالدتهما. مهمةٌ شاقة ومسؤولية كبرى اضطلع بها عطا عاشور الذي يعترف أنه لم يتمكن أبدا من تعويض ما فقده الصغيران ولا أن يحل محل والديهما.

يقول عطا وهو يحاول حبس دموع اغوررقت بها عيناه إنه كثيرا ما يرى الحزن في مقلتي أمير وفاطمة لأن الجرح غائر في نفسهما المنكسرة ويضيف: "حين أُفاجأ بأمير وهو يبكي، أدرك أنه يفكر في والده ووالدته ويشتاق لهما."

أطفال في دير البلح وسط غزةAbdel Kareem Hana/AP

رغم الشموخ والصبر الذي يتجلّد به، فإن لأمير أيضا نصيبُه من دمعة تملأ عينه قبل أن تجد طريقها لوجنته فيقول إنه لم يتمكن من توديع والديه حين استشهدا وفق تعبيره لكن لن يستطيع أبدا أن ينساهما. نفس الشعور يستبد بفاطمة التي تقول إنها مشتاقة لأبيها وأمها وتستذكر كل لحظة ذاقت فيها حنان الوالدة وعطفها واهتمامها بأطفالها.

قصة موجعة أخرى بطلاها أنس (7 سنوات) ودعاء (8 سنوات). فقد الصغيران أباهما عبد العزيز العيش وأمّهما سماح وشقيقهما أمير الذي لم يتعدى عمره السنتين حين استهدف بيتَ الأسرة قصفٌ إسرائيلي على رفح في مارس الماضي.

ولم تجد الجدة نجاح العيش بدا من الاهتمام بأنس ودعاء وحفيدين آخرين لابنة أخرى فقدت زوجها في غارة إسرائيلية في أول يوم من عملية طوفان الأقصى. لكن القلق من المستقبل ماثل أمام هذه السيدة (52 عاما) خوفا من يباغتها الموت فلا تكمل المهمة وتترك الصغار في منتصف طريق دونه عقبات وتحديات.

وكأن اليتم لم يكف. فقد كبر أنس ودعاء قبل الأوان وأصبح عليهما أن يصارعا من أجل البقاء من خلال البحث اليومي عن لقمة وقطرة ماء.

19 ألف طفل في غزة ذاق مرارة اليتم والفراق

هؤلاء الأطفال هم جزء يسير من وضع إنساني كارثي خلفته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. فقد هجر القصف نحو مليوني فلسطيني بما فيهم آلاف الأطفال وقتل قرابة 42 ألف آخرين إضافة إلى 100 ألف جريح بحسب وزارة الصحة في غزة.

وتقول اليونيسف إن 19 ألف طفل قد أصبحوا بمفردهم أو فقدوا والديهم أو هُجّروا ففرّقت الحرب بينهم وبين أسرهم. أما العدد الفعلي للأطفال اليتامى فلا مجال لمعرفته بسبب الظروف الحالية. .

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الحرب في يومها الـ 366: غارات إسرائيلية مكثفة على غزة ولبنان تسفر عن قتلى وجرحى تونس: الملايين ينتخبون رئيسا للبلاد وسط انتقادات المعارضة وقمع المنافسين وخشية العزوف عن التصويت أبصر النور يوم 7 أكتوبر.. ينام ويصحو على صوت "الزنانة" فكان عامه الأول شاهداً على الدمار والألم منظمة الأمم المتحدة إسرائيل طوفان الأقصى حركة حماس أطفال اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب في يومها الـ 366: غارات إسرائيلية مكثفة على غزة ولبنان تسفر عن قتلى وجرحى يعرض الآن Next تونس: الملايين ينتخبون رئيسا للبلاد وسط انتقادات المعارضة وقمع المنافسين وخشية العزوف عن التصويت يعرض الآن Next أبصر النور يوم 7 أكتوبر.. ينام ويصحو على صوت "الزنانة" فكان عامه الأول شاهداً على الدمار والألم يعرض الآن Next ماكرون دعا لوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة ونتنياهو يرد: معك أو بدونك سننتصر وصدى عارك سيلاحقك يعرض الآن Next الذكرى 75 للعلاقات الكورية الصينية: ما الذي يخبئه المستقبل؟ اعلانالاكثر قراءة من "الأم الحنون الحامية إلى دور المتفرج".. كيف فقدت فرنسا نفوذها في لبنان؟ بايدن يعارض أي ضربة إسرائيلية لمنشآت النفط الإيرانية كردٍ على الهجوم الصاروخي الإيراني محمد بن سلمان وكوشنير: دعم مالي كبير يستثمره صهر ترامب في إسرائيل وبحث مستفيض للتطبيع مع تل أبيب ناشطون يهاجمون مقر جامعة الدول العربية في تونس احتجاجا على موقفها من الحرب على فلسطين ولبنان حب وجنس في فيلم" لوف" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيللبنانحزب اللهحركة حماسطوفان الأقصىغزةجنوب لبنانضحايافرنسااعتداء إسرائيلالمملكة المتحدة Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس لبنان حزب الله طوفان الأقصى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس لبنان حزب الله طوفان الأقصى منظمة الأمم المتحدة إسرائيل طوفان الأقصى حركة حماس أطفال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل لبنان حزب الله حركة حماس طوفان الأقصى غزة جنوب لبنان ضحايا فرنسا اعتداء إسرائيل المملكة المتحدة السياسة الأوروبية یعرض الآن Next

إقرأ أيضاً:

من هو الدكتور اليمني الذي قتل هو ووالدته بغارات إسرائيلية على البقاع الغربي في لبنان (تفاصيل)

الجديد برس|

قتل الدكتور اليمني، علي الحاج ووالدته، جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلهما في قرية الرفيد بمنطقة البقاع الغربي في لبنان، أمس الجمعة.

وأوضح الدبلوماسي اليمني السابق في بيروت، عبدالرحمن الأشول، أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف منازل سكنية في منطقة ريفية بعيدة عن الحدود مع فلسطين المحتلة، أسفر عن مقتل العديد من المدنيين، بمن فيهم الدكتور علي الحاج ووالدته.

وأكد الأشول أن المنطقة المستهدفة لا توجد بها معسكرات أو عناصر لحزب الله، مما يبرز الطابع العشوائي للعدوان الإسرائيلي.

الدكتور علي الحاج، وهو أحد أبناء الجالية اليمنية في لبنان، كان يقيم مع والدته اللبنانية. ووفقاً للمعلومات، ينتمي والده إلى منطقة يريم في محافظة إب اليمنية.

وأشار الأشول إلى أن الدكتور علي الحاج هو الأكبر بين إخوته قاسم وأحمد، وكان معروفاً بعلاقاته الطيبة وتفانيه في العمل الاجتماعي، خاصة مع الجالية اليمنية في لبنان.

وأضاف أن الدكتور علي كان دائم التواصل مع السفارة اليمنية لمتابعة شؤون دراسته وإخوته في الجامعات اللبنانية.

تأتي هذه الفاجعة في وقت يعاني فيه اليمنيون المقيمون في لبنان من أوضاع صعبة، خاصة بعد إعلان السفارة اليمنية في بيروت عن عجزها عن تقديم أي مساعدة للجالية اليمنية بسبب تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعرض أسلحة ومعدات يزعم مصادرتها من حماس وحزب الله بعد هجوم 7 أكتوبر
  • ما الذي تبقى من المؤسسات التعليمية في غزة بعد عام من الإبادة؟
  • مباشر. الحرب في يومها الـ 366: غارات إسرائيلية مكثفة على غزة ولبنان تسفر عن قتلى وجرحى
  • «الأورومتوسطي»: 70 غارة إسرائيلية على جباليا ومخيمها وبيت لاهيا أمس
  • الذكرى 75 للعلاقات الكورية الصينية: ما الذي يخبئه المستقبل؟
  • غارة إسرائيلية على مسجد في غزة تقتل 19 فلسطينياً وتصعيد القصف على الضاحية الجنوبية في بيروت
  • من هو الدكتور اليمني الذي قتل هو ووالدته بغارات إسرائيلية على البقاع الغربي في لبنان (تفاصيل)
  • الحرب في يومها الـ365: غارات إسرائيلية مكثفة على لبنان وغزة مع استمرار النزوح والاحتدام في القتال
  • دموع تحت القصف.. قصة ياسمينا وأمنيتها التي ضاعت وسط لهيب المعارك