عرض الفريق سعد الدين الشاذلي الذي شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973 في كتابه "مذكرات حرب أكتوبر"، رؤيته التفصيلية حول التخطيط والإعداد العسكري الذي سبق الهجوم على القوات الإسرائيلية، كما قدم عبر هذه المذكرات نظرة دقيقة ومفصلة على الاستراتيجية العسكرية التي اتبعتها القيادة المصرية في حربها مع العدو.

وتُعد مذكرات الفريق الشاذلي شهادة مهمة عن التخطيط لحرب أكتوبر، حيث تكشف عن تفاصيل دقيقة واستراتيجيات مبتكرة تم اتباعها لتحقيق مفاجأة العدو وتجاوز تفوقه العسكري، وتظل مذكراته مرجعًا مهمًا لفهم طبيعة التخطيط لهذه الحرب التاريخية.

الاستعدادات العسكرية والاستراتيجية

وذكر الفريق الشاذلي في مذكراته أن التخطيط لحرب أكتوبر بدأ وسط ظروف بالغة الصعوبة، حيث كانت القوات المسلحة المصرية تتعامل مع جيش إسرائيلي مزود بأحدث المعدات والأسلحة بدعم لا محدود من الولايات المتحدة الأمريكية، إذ كان التفوق الإسرائيلي يُعتبر مشكلة كبيرة للقوات المصرية، ما دفع القيادة العسكرية المصرية إلى التركيز على مفاجأة العدو واستغلال نقاط الضعف في دفاعاته القوية، مستغلًا عنصر المفاجأة لتحقيق النصر.

وكانت أولى الأولويات في الحرب هي عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف، الذي كان الإسرائيليون يعتقدون أنه غير قابل للاختراق، وأنه الصد المنيع الذي لا يمكن اختراقه، ما صعب المهمة أمام المهندسين العسكريين المصريين الذين استطاعوا التفكير بكل السبل وتوصلوا في النهاية إلى استخدام خراطيم المياه عالية الضغط لتفجير الساتر الترابي، وهو الحل الذي تجاوز التعقيدات الهندسية وخفف من حدة المقاومة التي كانت متوقعة من الجانب الإسرائيلي. 

التنسيق مع القوات السورية

وأشار الفريق الشاذلي في مذكراته إلى أن التعاون بين مصر وسوريا كان عنصرًا حاسمًا في الخطة العسكرية، وأن القوات المصرية اعتمدت على فتح جبهة شرقية من قبل الجيش السوري في مرتفعات الجولان، وذلك لتشتيت القوات الإسرائيلية وإجبارها على القتال في جبهتين مختلفتين، هذا التعاون، بحسب الشاذلي، ساهم في تخفيف الضغط عن القوات المصرية وساهم في نجاح العمليات في الساعات الأولى من الحرب.

الرهان على المفاجأة

اختيار توقيت الهجوم كان جزءًا أساسيًا من التخطيط الاستراتيجي، حيث اختارت القيادة المصرية بدء الهجوم في يوم 6 أكتوبر 1973، الذي صادف عيد الغفران الإسرائيلي، وهو يوم ذو طابع ديني يلتزم فيه الإسرائيليون بالراحة والتوقف عن العمل، وفقًا للشاذلي، ساعد هذا التوقيت في إرباك القوات الإسرائيلية ومنح المصريين عنصر المفاجأة، حيث تمكنت القوات المصرية من تحقيق تقدم كبير في الساعات الأولى من الحرب.

وأشار إلى أنه كانت هناك ثمة خلاف بسيط بين الجانب المصري والسوري في تحديد توقيت الهجوم بالضبط، وأن المشير أحمد إسماعيل سافر إلى سوريا في اليوم الثالث من أكتوبر أي قبل الحرب بأربعة أيام، وذلك للاتفاق على الموعد النهائي للهجوم مؤكدًا أن القوات المصرية كانت تخطط لبدء الهجوم مع آخر ضوء الليل على خلاف القوات السورية التي فضلت بداية الهجوم في الضوء الأول من النهار.

أهمية الخطة وتأثيرها على الحرب

وأوضح الشاذلي في مذكراته أن التخطيط لحرب أكتوبر كان يعتمد على استراتيجية طويلة الأمد، حيث تم تنفيذ العديد من التدريبات والمناورات العسكرية للوصول إلى جاهزية كاملة قبل بدء الهجوم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نصر أكتوبر 6 أكتوبر انتصارات أكتوبر القوات المسلحة التخطیط لحرب أکتوبر الفریق الشاذلی القوات المصریة

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفي: القوات المسلحة المصرية أعادت الكرامة لكل الشعب بنصر أكتوبر

قال الكاتب الصحفي صلاح مغاوري، إنّ ذكرى انتصارات أكتوبر 1973 تعد من الأيام المباركة في تاريخ مصر الحديث التي عاشها الجميع، موضحا أنّ القوات المسلحة المصرية أعادت الكرامة لكل الشعب، كما استعادت حقوق مصر التي سُلبت في في عدوان 1967، إذ إنّ هذا اليوم يمثل عقيدة راسخة في وجدان الشعب  بأنّ مصر لن تتخلى عن حقوقها، بالتالي إرادة الدولة والمواطن قادرة على تحدي كل الصعاب.

رسائل انتصارات أكتوبر 1973

وأضاف «مغاوري»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «هذا الصباح»، عبر قناة «إكسترا نيوز»، أنّ هناك الكثير من الرسائل التي تحملها انتصارات أكتوبر 1973 في وجدان الشعب المصري بأكمله، مشيرا إلى أنّ ذكرى السادس من أكتوبر لم تكن مجرد انتصار عسكري، ولكن تصميم وإرادة وتخطيط وإعادة الثقة للمواطن المصري التي كاد أن يفقدها.

إرادة الشعب المصري وتضحياته

 وأكمل الكاتب الصحفي أنّ الهدف الرئيسي من عدوان 1967 هو فقدان ثقة الشعب المصري الذي سعت إليه الكثير من الجهات التي كانت معادية لمصر في هذا التوقيت، ولكن تم إعادة الثقة للشعب من خلال العقيدة القتالية التي يتسم بها الجيش المصري العظيم، لافتا إلى أنّ المواطن المصري لديه إرادة حقيقية وتضحيات على مدار تاريخه الطويل تمثلت في إصراره على إعادة حقوقه وما سُلب منه، ما تجلى واضحا في انتصارات أكتوبر المجيدة.

مقالات مشابهة

  • خبير اقتصادي: الشعب المصري تحمل أعباء السنوات الأولى لحرب أكتوبر
  • إكسترا نيوز تستعرض التسلسل الزمني لحرب أكتوبر: كابوس في ذاكرة قادة إسرائيل
  • «الغباري»: حرب أكتوبر تثمن منهج التخطيط والإعداد المحكم لتحقيق النصر
  • فيديو جراف.. التسلسل الزمنى لحرب أكتوبر المجيدة
  • التسلسل الزمني لحرب أكتوبر.. فيديو جراف
  • في الذكرى الـ 51 لحرب أكتوبر المجيدة 1973.. حقائق ثابتة بانتصار القوات المسلحة المصرية.. تحطيم أسطورة إسرائيل المزعومة بأنهم جيش لا يُقهر
  • كاتب صحفي: القوات المسلحة المصرية أعادت الكرامة لكل الشعب بنصر أكتوبر
  • أطفال في محاكاة لحرب أكتوبر احتفالاً بالنصر.. «زرع العلم.. طرح الأمل»
  • الفريق الرويشان:دول محور المقاومة ستوقف لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يهدد المنطقة