ثقافة الفيوم تواصل الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
أقام فرع ثقافة الفيوم عددا من الأنشطة التثقيفية والورش الفنية ضمن أجندة فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة.
جاء ذلك ضمن الفعاليات التي ينظمها فرع ثقافة الفيوم احتفالا بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، وفي إطار خطة وزارة الثقافة، وإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي.
وتحت عنوان " الأدب والحرب" عقدت مكتبة الطفل والشباب بسنورس صالونا ثقافيا حول ذكرى انتصارات أكتوبر، شارك به كل من الأدباء أحمد طوسون، أحمد قرني، والكاتب أحمد حلمي، بحضور الأديب عبد التواب عبد الغني، الدكتور عمر صوفي، منصور أحمد أبوشوشة، محسن أبو زيد، سحر الجمال مسئول الثقافة العامة بالفرع، ونخبة من مثقفي الفيوم.
استهل "طوسون" اللقاء قائلا: أن الحرب لحظة فريدة يتصارع فيها الموت مع الحياة، صاحب القضية العادلة مع المعتدي الظالم، وتكون لحظة الصراع في أعنف صورها وتنعكس تجلياتها على كل شيء بداية من البشر بكافة طوائفهم، أيضا بكل المخلوقات والكائنات من حيوان ونبات وجماد موجود بأرض المعركة.
وأضاف، أن تلك الجدلية بين الموت والحياة هي جوهر الأدب والفنون، لذا نجد انعكاسات الحرب واضحة وجلية في كثير من الكتابات سواء على المستوى العالمي أو المحلي، وعالميا لا يمكننا تجاهل كتابات تولستوي، همنجواي، وأندريه مارلو، وجورج أورويل، أما مصريا نتذكر في الرواية والقصة كتابات جمال الغيطاني الذي كان يعمل كمراسل حربي أثناء حرب أكتوبر ومجموعته الفريدة "حكايات الغريب"، و "الرفاعي"، كذلك "الحرب في بر مصر" ليوسف القعيد، بخلاف العديد من النصوص القصصية والروائية للكتاب فؤاد حجازي، سمير عبد الفتاح، قاسم مسعد عليوه، سمير الفيل، أحمد ربيع الأسواني، السيد نجم، والكثير من الكتاب ممن تناولو حرب أكتوبر وتداعياتها الإنسانية، مشيرا إلى بعض أعماله من قصص قصيرة وقصص للأطفال التي تناولت حرب أكتوبر، وفازت بجوائز في مسابقات أدب الحرب التي نظمتها مجلة النصر التي تصدرها الشئون المعنوية للقوات المسلحة بمناسبة نصر أكتوبر المجيد ومنها؛ "رحلة لؤلؤة إلى أرض الفيروز"، "حكاية الجندي همام والفانوس السحري"، "زهرة حب لمن يستحقها".
من جهته، ناقش "قرني" العديد من الروايات والكتابات التي تناولت الجانب الإنساني والإجتماعي كأوجه أخرى لحرب أكتوبر مثل؛ كتابات يوسف السباعي، وإحسان عبد القدوس، ومجيد طوبيا، وروايات "أبناء الصمت، والرصاصة لا تزال في جيبي".
عرض فيلم الأطفال "بطل من سيناء" ضمن احتفالات ثقافة الفيوم بانتصارات أكتوبروفي كلمته؛ تحدث "حلمي" قائلا: لقد عرف الانسان الحرب منذ فجر التاريخ وسعى إلى تسجيلها، وأقدم أشكال التسجيل هو ما تركه المصرى القديم تخليدا لإنتصاراته على جدران المعابد بشكل أدبي متميز، وكذا ما تركه شاعر كبير مثل؛ هوميروس في ملحمتيه "الألياذة والأوديسا"، وقد قدم العرب أيضا أشعارا كثيرة تفتخر بإنتصاراتهم، وترصد أنواع الحروب وتاريخها، ومن منا لم يحفظ قول المتنبى "الخيل والليل والبيداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم" وما لهذا البيت من دلالات عن الحرب، وأشهر الحروب التي تركت أثرا في العصر الحديث هو نصر أكتوبر، وقد تناول الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور انتصار أكتوبر في قصيدته "رسالتان"، كما شهدت المكتبة عرض فيلم الأطفال "بطل من سيناء"، بالتعاون مع قسم السينما بالفرع، إشراف اميل الفنس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ثقافة أكتوبر الفيوم انتصارات أكتوبر سيناء ثقافة الفيوم بوابة الوفد ثقافة الفیوم
إقرأ أيضاً:
ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
توشك المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس أن تصل إلى ذروتها بإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. ورغم أن جانب دولة الاحتلال غير مأمون بناء على التجارب التاريخية وبناء على تجارب مفاوضات الحرب الحالية، لكن المؤشرات والتسريبات التي رشحت خلال الأيام الماضية والمشهد العام في المنطقة والمزاج الأمريكي كلها تشير إلى أن إسرائيل مضطرة هذه المرة إلى التوقيع قبل بدء الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي ترامب.
إن هذه الخطوة كان يمكن أن تحدث منذ أكثر من عام لولا تعطش رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته اليمينية المتطرفة للدماء ولولا الأحقاد التي تستعر في نفوسهم ضد الشعب الفلسطيني، ولو حدثت في ذلك الوقت لكان يمكن لآلاف الأطفال الذين استشهدوا في هذه الحرب أن يكونوا من بين الذين سيفرحون بالقرار وهم يعودون إلى قراهم المدمرة ليبحثوا عما تبقى من ذكرياتهم وألعابهم وبعض طفولتهم.
لكن قتلة الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء لا يفهمون معنى الطفولة ولا قدسيتها حتى خلال الحرب ومن باب أولى لا يفهمون معنى أن تعود الأمهات الثكلى بأطفالهن فلا يجدن حتى قميصا فيه رائحة طفلها قد يخفف بعض حزنها أو يوقف دموع عينها المبيضة من الحزن والبكاء.
من حق الفلسطينيين أن يشعروا بالنصر رغم كل الخسائر التي منوا بها: خسائر في الأرواح التي قد تصل الآن بعد أن تتلاشى أدخنة الحرب إلى نحو 50 ألف شهيد وأكثر من 200 ألف جريح وبنية أساسية مهدمة بالكامل وغياب كامل لكل مظاهر الحياة الإنسانية وانعدام كامل للمواد الغذائية والطبية.. وشعور النصر مصدره القدرة على البقاء رغم الإبادة التي عملت عليها قوات الاحتلال، الإبادة المدعومة بأعتى الأسلحة الغربية التي جربها العدو خلال مدة تصل إلى 18 شهرا.
في مقابل هذا لا أحد يستطيع أن ينكر أن الموازين في المنطقة قد تغيرت بالكامل خلال هذه الحرب، والمنطقة في اليوم التالي لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار ليست هي المنطقة التي كانت عليها قبل يوم 7 أكتوبر.
وإذا كانت إسرائيل قد صفَّت الكثير من خصومها في هذه الحرب وفككت محور المقاومة وأثخنت الكثير من جبهاته وآخرها الجبهة السورية إلا أنها كشفت عن ضعفها في المواجهات المباغتة، وفضحت أسطورة أجهزتها الأمنية وقبتها الحديدية.
وفي مقابل ذلك فإن حركة حماس رغم ما تعرضت له من خسائر فادحة في رجالها وقياداتها الميدانية إلا أنها أثبتت في الوقت نفسه أنها منظمة بشكل دقيق ومعقد وأنها قادرة على الصمود وتجديد نفسها وتقديم قيادات جديدة.
والأمر نفسه مع حزب الله ومع إيران التي دفعتها هذه الحرب إلى دخول مواجهة مباشرة لأول مرة في تاريخها مع إسرائيل، ولا شك أن تلك المواجهات كشفت لإيران نفسها عن مواطن الضعف في منظوماتها كما كشف مواطن القوة.
ورغم أن بعض الخبراء يرون أن حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله يمكنهم تجديد قوتهم خلال المرحلة القادمة إلا أن الأمر يبدو مختلفا في سوريا التي يظهر أنها خرجت من المحور تماما سواء كان ذلك على المستوى الأيديولوجي أو حتى مستوى العمل الميداني واللوجستي.
وأمام هذا الأمر وتبعا لهذه التحولات ما ظهر منها وما بطن فإن الموازين في المنطقة تغيرت بالكامل، ولا يبدو أن ذلك ذاهب لصالح القضية الفلسطينية في بعدها التاريخي أو في جوهر ما تبحث عنه وهو دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المحتلة ولو على حدود 5 يونيو 1967.
لكن هذا لا يعني أن المقاومة ستنتهي أو تنتهي نصرة القضية الفلسطينية من الشعوب الحرة المؤمنة بالقضية، بل ستزهر في كل مكان في فلسطين أشكال جديدة من المقاومة والندوب الذي أحدثتها الحرب في أجساد الفلسطينيين وفي أرواحهم، ستبقى تغلي وستكون بذورا لمواجهات أخرى أكثر ضراوة وأكثر قوة وإصرارا على النصر.