موقع 24:
2025-03-17@14:58:15 GMT

تقرير: إيران في موقف ضعيف وموقعها الإقليمي يتدهور

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

تقرير: إيران في موقف ضعيف وموقعها الإقليمي يتدهور

غداة إطلاق إيران نحو 200 صاروخ باليستي على أهداف متعددة في إسرائيل، أعلن المسؤولون الإسرائيليون في 2 أكتوبر (تشرين الأول) عن خطط للقيام برد عسكري كبير، قد يستهدف منشآت النفط والمواقع النووية الإيرانية.

وحذر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان طهران من "عواقب وخيمة"، مؤكداً دعم الولايات المتحدة لأي رد إسرائيلي.

في الوقت ذاته، بدأت إسرائيل هجوماً برياً في جنوب لبنان لدفع مقاتلي حزب الله إلى التراجع شمال نهر الليطاني.
جاء الهجوم الصاروخي الإيراني، وهو الثاني على إسرائيل في ستة أشهر، بعد أيام قليلة من غارة جوية إسرائيلية في بيروت قتلت زعيم حزب الله حسن نصر الله. كما لقي ما لا يقل عن ست شخصيات بارزة أخرى في الجماعة مصرعهم في غارات جوية إسرائيلية خلال أسبوع واحد.  المشهد الجيوسياسي للمنطقة

وفي هذا الإطار، قال كمران بخاري، الأكاديمي المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية لمنطقة أوراسي، إن تدمير إسرائيل لقيادة حزب الله وقدراته العسكرية قد مهد الطريق لتغيير ضخم في المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط.
وأضاف الكاتب في تحليله بموقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" البحثي الأمريكي: بعد عقود من تدبيرها لهجمات، تعرضت إيران لنكسة كبيرة في استراتيجيتها الإقليمية. فإلى جانب تعرضها لانتكاسة إقليمية، أصبحت طهران أيضاً في موقف داخلي هش نتيجة لمواجهتها المباشرة مع إسرائيل. ووفرت هذه التطورات فرصة تاريخية للولايات المتحدة وتركيا، وربما للدول العربية، للحد من النفوذ المفرط الذي بنته إيران على مدار العقود الأربعة الماضية.


الضربة القاضية

وتابع الكاتب: لم يكن حزب الله يوماً بهذا الضعف؛ كان الحزب قد تأسس في أوائل الثمانينات، وتطور ليصبح القوة المهيمنة في لبنان، بل أقوى حتى من القوات المسلحة اللبنانية. في عام 2000،  أجبر إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان بعد احتلال دام 18 عاماً.

Through the battering of its proxies, especially Hezbollah, Iran has suffered humiliation and tactical defeats that threaten to fester into strategic ones, writes @mlivecche. https://t.co/X7LmwclDKQ

— IRD (@TheIRD) October 4, 2024

وبعد ست سنوات، أكد قوته العسكرية عندما خاض حرباً مع إسرائيل انتهت بلا هزيمة. وكانت إنجازات الجماعة مثيرة للإعجاب لدرجة أن إيران جعلتها حجر الزاوية في استراتيجيتها الإقليمية، إذ قامت بتشكيل وكلائها المسلحين في العراق وسوريا واليمن على نموذج حزب الله.
وأوضح الكاتب أن الضرر الذي لحق بقدرات حزب الله العسكرية وتدمير عدة مستويات من قيادته يمثل ضربات منهجية لنفوذ إيران الإقليمي وأمنها القومي. وكانت إيران – من خلال تهديد حزب الله للجبهة الشمالية لإسرائيل - تستطيع تنفيذ سياسة خارجية عدوانية في العالم العربي وتطوير برنامجها النووي دون خوف كبير من هجوم إسرائيلي.
لذلك، أدركت إسرائيل أن المفتاح لمواجهة هذا الحصار الاستراتيجي الإيراني يكمن في شل قدرات حزب الله. ووجدت الفرصة المناسبة لتنفيذ خطتها خلال العام الماضي، في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول). فبينما كانت القوات الإسرائيلية تكتسح غزة للقضاء على الحركة، نسقت إيران مع وكلائها لاستنزاف موارد إسرائيل مع تعزيز موقف طهران. في الوقت ذاته، كانت جماعة الحوثي التي تتخذ من اليمن مقراً لها تعطل الشحن التجاري بالطائرات المسيرة والصواريخ، بينما كان حزب الله يقصف البلدات الشمالية الإسرائيلية بالصواريخ والمدفعية

Iran’s Regional Position Is Crumbling https://t.co/GLSwUoh2ZR via @Geopolitical Futures

— Alan M Bevin (@AlanMBevin) October 3, 2024

مع استمرار العملية في غزة، حوّل القادة الإسرائيليون تركيزهم نحو الجبهة الشمالية، مع تسريع الهجمات ضد حزب الله. وظلت إسرائيل تقضي على قادة حزب الله والقادة العسكريين الإيرانيين بشكل متزايد لعدة أشهر، لكن نقطة التحول جاءت الشهر الماضي عندما فجرت الآلاف من أجهزة "البيجر" التي يستخدمها الحزب، وقضت على الكثير من قيادته العسكرية العليا في غارات جوية. وصعدت إسرائيل من حملتها الأسبوع الماضي بغارة جوية استهدفت مخبأ القيادة لحزب الله، مما أسفر عن مقتل زعيم الجماعة الذي قادها لمدة 32 عاماً، حسن نصر الله، والذي جعل من حزب الله القوة الهائلة التي يعرف بها اليوم.
وشنت إسرائيل توغلاً برياً في جنوب لبنان يوم الثلاثاء، معلنة في البداية نيتها دفع حزب الله إلى الوراء. ومع ذلك، وبسبب نجاحها المبكر على ما يبدو، وسعت إسرائيل أهدافها. فهي تسعى الآن لتحويل الخسائر العسكرية لحزب الله إلى ضعف سياسي، مما يخلق فرصة لمعارضي الحزب من الحد من سلطته. وإذا نجحت إسرائيل في مسعاها، فقد يعني ذلك نهاية استراتيجية إيران الإقليمية، لكن الأمر قد يؤدي أيضاً إلى اندلاع حرب أهلية في لبنان، وهو أمر ليس بالغريب على لبنان الذي عرفته من قبل.


تأثير الدومينو

وأشار الكاتب إلى أن تراجع حزب الله له آثار كبيرة على سوريا. فمنذ عام 2011، كان حزب الله وإيران حاسمين في دعم الحكومة السورية. ومع ذلك، حافظ الأسد على مسافة من الصراع الحالي بين إسرائيل وحزب الله، وركز بدلاً من ذلك على إصلاح علاقاته مع الدول العربية وتركيا.
ومضى الكاتب يقول: يمثل الوضع انتكاسة كبيرة لإيران، ويعرض جهودها التي استمرت أربعة عقود لبناء نفوذ من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط الشرقي للخطر. أصبحت هذه القضية أقل مشاكل طهران بعد أحداث الأيام القليلة الماضية. فهي الآن تواجه تهديداً بضربات إسرائيلية غير مسبوقة على أراضيها وكشف نقاط ضعف النظام. من المحتمل أن تحدث عدة جولات من الضربات المتبادلة، حتى وإن كان من غير المرجح أن تنشب حرب مباشرة مستمرة بين إسرائيل وإيران بسبب المسافة بينهما.
واختتم الكاتب تحليله بالقول: "إن إيران أضعف بكثير من إسرائيل وتواجه خسائر أكبر في مثل هذا الصراع. يكمن أحد المخاوف الرئيسية لدى طهران في أن يؤدي النزاع إلى زعزعة استقرار البلاد مع اقتراب النظام من انتقال تاريخي للقيادة.

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل حزب الله

إقرأ أيضاً:

إيران الدولة الثوريّة تشدّ أحزمة المواجهة

 

حزمت “إيران الإسلاميّة ” موقفها، عزم قائدها على تدبّر الأمر متوكّلًا على ربّه، توسّط مشهدًا جامعًا لأركان الحكم، على يمينه قادة الأجهزة العسكريّة والأمنيّة، وعلى يساره رئيس الجمهوريّة ورؤساء المجالس والمؤسسات العليا الرسميّة؛ وبلسان الواثق من شعبه، ألقى فصل خطابه أمام العالم وأمام نزق “دونالد ترامب” بكلمته المدوّية “لا” للهيمنة الأمريكيّة وسياساتها الاستكباريّة وأساليبها الاستعلائيّة، بعدما أثبتت التجربة صوابيّة منطق عدم الثقة بالإدارة الأمريكيّة.
تدرك “إيران” اللحظة التاريخيّة جيّدًا، وتعي جدّيّة المخاطر وأهوالها، وتعرف بعمق ما يصيب مجتمعها من آثار عدوانيّة مستمرة منذ عقود عبر ضغوط اقتصاديّة قصوى عليها، لا سيّما بعد تمزيق “ترامب” الاتفاق النووي عام 2018، والافتعالات الدائمة لإضعافها من الداخل وتحريك موجات الفتن فيها، وتفرقة وحدتها وتشويه هويّتها وممارسة كافة أشكال الحرب النفسيّة والناعمة عليها؛ وإعاقة تقدّمها وعلاقاتها.
كما تعلم “طهران” علم اليقين ما أصاب “جبهة المقاومة” من فقد قادتها الكبار منذ كانون الثاني 2020 إلى نهاية العام 2024؛ وهي تراقب عن كثب التغيّرات الاستراتيجيّة في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق واليمن، وتدرس نتائج الحرب العالميّة المتمادية للقضاء على المقاومة والانقلاب على الممانعة السياسيّة للإملاءات الأمريكيّة.
كما أن “طهران” لا تستهين بمسالك المملكة العربيّة السعوديّة نحو التطبيع، وأن ما رعته الصين من تسوية إيرانيّة-سعوديّة لا يعوّل على استمراره، رغم حرصها الأكيد على استقرار المنطقة، إذا ما أُطلقت الصافرة الأمريكيّة للإخلال بها.
تصغي “طهران” دون اضطراب إلى التهديدات المتكرّرة الموجّهة إليها. كما تقرأ بحكمة وشجاعة الرسائل الديبلوماسيّة والإعلاميّة. ويمكن إيراد تهديدين (أمريكيّ وإسرائيليّ) وتحذير (تركيّ)، لاستجلاء الواقع.
التهديد الأبرز، أعلنه “ترامب” واضعًا إيران بين خيارين “الاتفاق أم الحرب”، مستأنفًا عقوبات ولايته الأولى على صادرات النفط الإيرانية.
ينسب “ترامب” إلى “إيران” الضعف حاليًا، فيتحفّز لاتخاذ إجراءات حاسمة ضدّها، وفق ما أدلى به مستشار الأمن القومي مايك والتز (19 كانون الثاني/يناير 2025). حدّد شهرًا واحدًا أمام إيران للانصياع إلى مفاوضات شكلية تنتهي بإملاءاته على برنامجها النووي ثم يستلحقه بتقييد دورها في المنطقة والبحث حول صواريخها الباليستيّة.
فيما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية هدف مناورتها مطلع آذار الجاري بمشاركة وحدة قاذفاتها الاستراتيجية في الشرق الأوسط “تعزيز التنسيق مع الشركاء الإقليميّين وإظهار قدراتها العسكرية”.
يساوق التهديد الأمريكيّ تحريض إسرائيلي قديم جديد على ضرب إيران، وقد أعلن “بنيامين نتنياهو” عشية الإعلان عن وقف إطلاق النار المزعوم في لبنان، أن السبب الأول لإعلانه هو التزامه بالأمن القومي وتركيز الجهود على مواجهة إيران ومنع طهران من تطوير سلاح نووي، مضيفًا أنه “لن يعطي المزيد من التفاصيل حول ذلك”. بينما أعلن رئيس أركانه الجديد “إيال زامير” أنّ عام 2025 سيركّز على الصراع في غزّة ومع الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة، وأنه سوف تتمّ إعادة هيكلة استراتيجية “الجيش” الإسرائيليّ للتعامل مع التهديد الإيرانيّ على وجه التحديد.
أما التحذير التركيّ لوزير الخارجية “هاكان فيدان، فإنّه يختلف نوعيًّا عما سبقه، لكونه لا يهدّد إيران ومقدّراتها وبرنامجها النوويّ، إنّما يتكامل مع الوعيدين الأمريكيّ-الإسرائيليّ، حاملًا لهجة استقواء ودلالات جديدة أمام الأحداث الجارية وموقعه منها، حيث بدا “كاتم أسرار أردوغان” واضحًا بالنزول عند رغبات الغرب وعدم التصدّي للتوسّع الإسرائيليّ إلا من بضعة تحفّظات كلاميّة، جازمًا في سعي أنقرة إلى ملء الفراغ وتصدّره في الساحة السوريّة على حساب الدور الإيراني الذي غالب إسقاط الدولة السورية وتفكيك وحدتها وانعدام استقرارها وانسلاخها من تاريخها وإيقاعها في فم التنين الأمريكيّ والاحتلال الإسرائيليّ وقطع طرق الإمداد على حركات المقاومة اللبنانيّة والفلسطينيّة.
يتضح أن ما يسمى بالمفاوضات التي يتم التداول حولها ما هي إلا خديعة بائسة لتشويش الرأي العام، وتصب لصالح الهيمنة الأمريكيّة وتستجيب لمعالجة الهواجس الأمنيّة الإسرائيليّة، ولإضعافها أمام منافسيها الإقليميّين، وليست من أجل حلّ المشكلات الإيرانيّة.
يمكن الجزم، بعدم رغبة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في إثارة مواجهة واسعة النطاق، خاصة أنّ تغيّر المشهد الجيوسياسي الراهن لا يبدو في مداه القصير لصالحها، قبل أن تستعيد حركات المقاومة عافيتها وقوّتها، وقبل أن يرسو المشهد السوري على أرضية مغايرة. إلّا أنّ “إيران الإسلاميّة” بكل تأكيد لن تقبل بالرضوخ لشروط “ترامب”، مما يرفع من احتمالية الصراع دون أن تتحدّد معالمه بوضوح.
تقتحم “طهران” مخاطر احتمالية الحرب عليها، بعدما نقضت الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) عهدها بالتعويض عن إنسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، وبعدما استنفد مسؤولها كافة الإجراءات والتدابير الديبلوماسيّة، واتبعت “أقصى درجات العقلانية”، وتحكّمت بردود أفعالها، وهي تشاهد حرب الإبادة في غزّة والجرائم الأمريكيّة الإسرائيليّة تصب جام حممها على لبنان واليمن والعراق وسورية، فاحتفظت لنفسها بحق الرد على العدوان الإسرائيليّ السافر داخل أراضيها في محافظات طهران وخوزستان وإيلام (26 تشرين الأوّل 2024م).
وتؤكّد “طهران” أن نهجها مستمر، كدولة ثوريّة تضبط مصالحها على مبادئها، وتسير ضمن حدّي درء الخطر وحفظ هويتها وسيادتها وكرامتها الوطنيّة والقوميّة والإسلاميّة؛ إلا إذا وضعت الحرب أثقالها فالسبيل الوحيد هو الدفاع والمواجهة.
باحث في الشؤون الإيرانيّة

مقالات مشابهة

  • بعد دراستها.. إيران تؤكد حتمية الرد على رسالة ترامب
  • إيران: سنرد على رسالة ترامب بعد "التدقيق الكامل"
  • واشنطن: على إيران إثبات تخليها عن برنامجها النووي
  • ضغوط أميركية للتفاوض مع إسرائيل ولبنان يطالب بتفكيك ألغام الاحتلال
  • مدير المنتدى الإقليمي: الضربات الأمريكية تستهدف إنهاء أذرع إيران
  • ترامب يفاوض إيران عبر الإمارات
  • أول تعليق من إيران على الهجمات الأمريكية ضد اليمن
  • وعيد وإدانة ورفض.. هكذا ردت إيران على "ضرب الحوثيين"
  • إيران الدولة الثوريّة تشدّ أحزمة المواجهة
  • هذا ما طلبه ترامب بشأن لبنان.. تقريرٌ إسرائيليّ يكشف