بوابة الفجر:
2025-04-01@05:59:54 GMT

كيف دعم الفن الحرب في السودان؟

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

 

الفن دائمًا ما كان أداة قوية للتعبير عن المشاعر والقضايا الإنسانية، إلا أن دوره يتغير وفقًا للسياقات التي يُستخدم فيها. في السودان، ومع اندلاع الحرب الأهلية، تحول الفن من وسيلة للتعبير عن السلام والتعايش إلى أداة لدعم الصراع وتأجيج العنف.
هذه الظاهرة أثارت تساؤلات حول دور الفنان الحقيقي في المجتمع، وما إذا كان من الممكن لفنان أن يدعم الحرب والصراعات الداخلية.

 

الأغاني الوطنية والطائفية: تعزيز الحماس العسكري

استخدمت أطراف الصراع الأغاني الوطنية والطائفية لزيادة الحماس بين الجنود والمجتمعات المؤيدة لهم. تلك الأغاني تركز بشكل كبير على معاني التضحية والشجاعة في سبيل الوطن، كما أنها تصوّر العدو بأسلوب عدائي، مما يزيد من حدة الكراهية والعنف بين الأطراف المتنازعة. هذه الأغاني كانت تُذاع على نطاق واسع بين المجتمعات لتعزيز التأييد للحرب، مما يسهم في إطالة أمد الصراع.

الرسوم والأعمال الفنية الدعائية: تمجيد الجنود وتأجيج الانقسام

ساهم الفنانون في دعم الحرب من خلال إنتاج رسوم وتصميمات تعزز الصورة البطولية للجيوش والفصائل المتنازعة. هذه الأعمال الفنية غالبًا ما كانت تُستخدم كدعاية لتمجيد الجنود وتشجيع المجتمعات على دعم الفصائل التي تقاتل في الخطوط الأمامية. في الوقت نفسه، ساهمت هذه الرسوم في تأجيج مشاعر الانقسام بين الجماعات المختلفة، مما أدى إلى مزيد من التعقيد في المشهد السياسي والعسكري.

الإعلام الفني المرئي والمسموع: نشر رسائل دعائية

وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لعبت دورًا كبيرًا في نشر رسائل دعائية تحض على القتال أو تدعم أحد أطراف الحرب. البرامج الفنية والأفلام الوثائقية القصيرة كانت تُستخدم لنشر سرديات داعمة للحرب، تحاول إضفاء شرعية على الصراع، وتوجيه الرأي العام نحو دعم استمرار القتال. هذا الاستخدام المفرط للفن كوسيلة دعائية أسهم في تعميق الشرخ المجتمعي.

الشعر والأدب: تمجيد البطولة في الحرب

بعض الشعراء والأدباء السودانيين انخرطوا في تمجيد البطولة في الحرب من خلال كتابة قصائد وأعمال أدبية تدعم أحد أطراف الصراع على حساب الآخر. هذه الأعمال الأدبية كانت تؤجج مشاعر العداء بين الأطراف المتنازعة وتعمل على تأييد استمرار الحرب، بدلًا من الدعوة إلى الحوار والسلام.

الأغاني الحماسية والشعبية: تأجيج الاستقطاب المجتمعي

الأغاني ذات الإيقاعات الحماسية والتعابير القوية استخدمت أيضًا كأداة لرفع معنويات الجنود والمجتمعات المتعاطفة مع أحد الأطراف. هذه الأغاني ساعدت في تكريس الانقسامات المجتمعية، حيث أنها تُستخدم لزيادة الاستقطاب وتعزيز روح العداء بين الجماعات المتصارعة، مما يؤدي إلى استمرار دوامة العنف في البلاد.

الفن للسلام لا الحرب

في حديثه لـ«الفجر»، صرّح المحلل السياسي السوداني أحمد محمود أحمد بأن دور الفنان الحقيقي يجب أن يكون بعيدًا عن دعم الحرب والصراعات الداخلية. وأكد أن الفنان يجب أن يكون رمزًا للسلام والإبداع، لا داعمًا للعنف الذي يفتك بأبناء الوطن الواحد.

وأوضح أحمد محمود أحمد أن دعم بعض الفنانين للحرب في السودان يثير تساؤلات حول مفهوم الفنان ودوره في المجتمع. وأضاف: "الفنان يتميز بحس مرهف ووجدان عميق، يسعى من خلال إبداعه إلى تجاوز القبح والمآسي، والبحث عن الجمال".

وأكد أن الفنان الحقيقي يسعى إلى صنع الحياة من خلال فنه وليس التبشير بالموت، داعيًا الفنانين إلى تبني موقف إنساني يدعو للسلام وينبذ الصراعات الدموية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الحرب في السودان السودان اخبار السودان اليوم

إقرأ أيضاً:

(أكل تورك و أدِّي زولك)

بعد زيارة محمد إدريس دبي (محمد كاكا) الرئيس التشادي إلى أبو ظبي في يونيو 2023 أي بعد شهرين من إندلاع تمرد و حرب مليشيا الجنجويد الإماراتية المجرمة الإرهابية ، و بعد أن دفعت له أبوظبي خلال تلك الزيارة مبلغ مليار و نصف المليار دولار كمنحة ، أذكر أنني وجهت إليه رسالة قلت فيها : نحن في السودان لدينا مثل شعبي تقول كلماته ( أكل تورك و أدي زولك ) و هو لا يحتاج إلى تفسير !!

و أذكر حينها أن أحد الأصدقاء من دولة تشاد تواصل معي و طلب مني شرحاً للمثل و المناسبة التي قيل فيها و عندما فعلت إنفجر صديقي من الضحك و ذكر لي لاحقاً أن هذا المثل أصبح موضوعه الرئيسي في أي جلسة أنس تجمعه مع أصدقائه !!

في تلك الرسالة ذكرت أن تشاد تدرك جيداً أن مصالحها الإستراتيجية ترتبط بالسودان مباشرة و أن أمنها القومي و استقرارها مرتبط بأمن و استقرار السودان لذلك عليها أن تراعي هذا الأمر و ألا تتورط في الحرب !!

و مع مرور الأيام أصبحت تشاد في ظل قيادة محمد كاكا جزءاً من معسكر الحرب على شعب و دولة السودان و ما يزال (مطار أم جرس) بالقرب من الحدود بين البلدين حتى اليوم يمثل أكبر قاعدة إماراتية في غرب أفريقيا لإمداد المليشيا بالسلاح و العتاد !!

السودان يمتلك كل الأدلة التي تثبت تورط نظام محمد كاكا في الحرب لذلك نقدم بشكوى رسمية ضدها في مجلس الأمن ، و أعلن كذلك على لسان الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة عضو مجلس السيادة أن (مطار أم جرس) الذي ينقل عبره الدعم العسكري للمليشيا أصبح هدفاً مشروعاً للجيش السوداني !!

جاء في أخبار اليوم أن السعودية رتبت للقاء يجمع رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق البرهان الذي يزورها حالياً بالرئيس التشادي الذي سبقه إلى هناك و ذلك بغرض تسوية الخلاف المتصاعد خاصة بعد تصريحات العطا الأخيرة !!

عموماً نتمنى أن يكون محمد كاكا قد وعى الدرس و عرف أين تكمن مصالح بلاده و شعبه الحقيقية و أن يؤدي ذلك إلى تغيير موقفه من الحرب ، و نتمنى للمبادرة السعودية النجاح ..
سوار
28 مارس 2025

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أخبار الفن.. صدمة الوسط الفنى برحيل إيناس النجار.. الرقابة تكشف حقيقة تغيير نهاية لام شمسية
  • حوارات ثقافية| عن معرضه «دروب حانية».. الفنان ماهر جرجس لـ«البوابة نيوز»: استلهمت بعض لوحاتى من الفن المصرى القديم.. وأميل الى الألوان الساطعة والوضوح دون الإخلال بالقيم التشكيلية
  • ماهر جرجس عن معرضه «دروب حانية »: استلهمت بعض لوحاتي من الفن المصري القديم
  • عزلتهم أم عزلهم !!
  • الجيش خاض أربع معارك رئيسية كانت سببا في انهيار الميليشيا في وسط السودان
  • الصراع الإقليمي بين الدول ليس معادلة صفرية بالضرورة، بل عملية إعادة تموضع مستمرة
  • حميدتي: الحرب في السودان لم تنته وسنعود إلى الخرطوم أشد قوة
  • مواقف الإمارات ومحنة السودان
  • (أكل تورك و أدِّي زولك)
  • الجيش السوداني يوسع سيطرته على الخرطوم