كيف دعم الفن الحرب في السودان؟
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
الفن دائمًا ما كان أداة قوية للتعبير عن المشاعر والقضايا الإنسانية، إلا أن دوره يتغير وفقًا للسياقات التي يُستخدم فيها. في السودان، ومع اندلاع الحرب الأهلية، تحول الفن من وسيلة للتعبير عن السلام والتعايش إلى أداة لدعم الصراع وتأجيج العنف.
هذه الظاهرة أثارت تساؤلات حول دور الفنان الحقيقي في المجتمع، وما إذا كان من الممكن لفنان أن يدعم الحرب والصراعات الداخلية.
الأغاني الوطنية والطائفية: تعزيز الحماس العسكري
استخدمت أطراف الصراع الأغاني الوطنية والطائفية لزيادة الحماس بين الجنود والمجتمعات المؤيدة لهم. تلك الأغاني تركز بشكل كبير على معاني التضحية والشجاعة في سبيل الوطن، كما أنها تصوّر العدو بأسلوب عدائي، مما يزيد من حدة الكراهية والعنف بين الأطراف المتنازعة. هذه الأغاني كانت تُذاع على نطاق واسع بين المجتمعات لتعزيز التأييد للحرب، مما يسهم في إطالة أمد الصراع.
الرسوم والأعمال الفنية الدعائية: تمجيد الجنود وتأجيج الانقسامساهم الفنانون في دعم الحرب من خلال إنتاج رسوم وتصميمات تعزز الصورة البطولية للجيوش والفصائل المتنازعة. هذه الأعمال الفنية غالبًا ما كانت تُستخدم كدعاية لتمجيد الجنود وتشجيع المجتمعات على دعم الفصائل التي تقاتل في الخطوط الأمامية. في الوقت نفسه، ساهمت هذه الرسوم في تأجيج مشاعر الانقسام بين الجماعات المختلفة، مما أدى إلى مزيد من التعقيد في المشهد السياسي والعسكري.
الإعلام الفني المرئي والمسموع: نشر رسائل دعائيةوسائل الإعلام المرئية والمسموعة لعبت دورًا كبيرًا في نشر رسائل دعائية تحض على القتال أو تدعم أحد أطراف الحرب. البرامج الفنية والأفلام الوثائقية القصيرة كانت تُستخدم لنشر سرديات داعمة للحرب، تحاول إضفاء شرعية على الصراع، وتوجيه الرأي العام نحو دعم استمرار القتال. هذا الاستخدام المفرط للفن كوسيلة دعائية أسهم في تعميق الشرخ المجتمعي.
الشعر والأدب: تمجيد البطولة في الحرببعض الشعراء والأدباء السودانيين انخرطوا في تمجيد البطولة في الحرب من خلال كتابة قصائد وأعمال أدبية تدعم أحد أطراف الصراع على حساب الآخر. هذه الأعمال الأدبية كانت تؤجج مشاعر العداء بين الأطراف المتنازعة وتعمل على تأييد استمرار الحرب، بدلًا من الدعوة إلى الحوار والسلام.
الأغاني الحماسية والشعبية: تأجيج الاستقطاب المجتمعيالأغاني ذات الإيقاعات الحماسية والتعابير القوية استخدمت أيضًا كأداة لرفع معنويات الجنود والمجتمعات المتعاطفة مع أحد الأطراف. هذه الأغاني ساعدت في تكريس الانقسامات المجتمعية، حيث أنها تُستخدم لزيادة الاستقطاب وتعزيز روح العداء بين الجماعات المتصارعة، مما يؤدي إلى استمرار دوامة العنف في البلاد.
الفن للسلام لا الحربفي حديثه لـ«الفجر»، صرّح المحلل السياسي السوداني أحمد محمود أحمد بأن دور الفنان الحقيقي يجب أن يكون بعيدًا عن دعم الحرب والصراعات الداخلية. وأكد أن الفنان يجب أن يكون رمزًا للسلام والإبداع، لا داعمًا للعنف الذي يفتك بأبناء الوطن الواحد.
وأوضح أحمد محمود أحمد أن دعم بعض الفنانين للحرب في السودان يثير تساؤلات حول مفهوم الفنان ودوره في المجتمع. وأضاف: "الفنان يتميز بحس مرهف ووجدان عميق، يسعى من خلال إبداعه إلى تجاوز القبح والمآسي، والبحث عن الجمال".
وأكد أن الفنان الحقيقي يسعى إلى صنع الحياة من خلال فنه وليس التبشير بالموت، داعيًا الفنانين إلى تبني موقف إنساني يدعو للسلام وينبذ الصراعات الدموية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الحرب في السودان السودان اخبار السودان اليوم
إقرأ أيضاً:
اختفاء 2000 شخص فى السودان منذ بدء الحرب
أعلنت المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء، عن ارتفاع حالات الاختفاء في السودان، إلى نحو 2000 شخص، منذ ما يقرب من عامين على اندلاع الحرب، وأشارت إلى أن معدلات الاختفاء قد تزايدات فى مختلف أنحاء السودان مع استمرار الحرب.
إذ تزداد التحديات في عمليات التوثيق، ومن أبرزها انقطاع شبكات الاتصالات ووسائل النقل؛ مما أدى إلى عزل العديد من المناطق، إلى جانب صعوبة الوصول إليها وانقطاع الكهرباء في معظم أنحاء البلاد.
كما أن توسع رقعة النزاع زاد من تعقيد عمليات الرصد، إذ ينشغل الأهالي بالنزوح، كما يخشون الإبلاغ عن حالات الاختفاء حفاظًا على بقية أفراد أسرهم، إضافة إلى تلقي بعض الأسر تهديدات وطلبات فدية مقابل الإفراج عن أبنائهم المفقودين، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
أما فيما يتعلق بالولايات التي تشهد صعوبات خاصة في توثيق عمليات الرصد فيها (محليات بحري، أم درمان، وجبل أولياء)، النيل الأبيض، دارفور، كردفان، الجزيرة، وسنار.
وكشفت وسائل إعلام سودانية، أن الولايات الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع تشهد انتهاكات واسعة ضد المدنيين العزل، تشمل القتل، الاعتقال، الاغتصاب، الاختطاف، والاختفاء القسري.
وخلال تقرير سابق فى إبريل الماضى، أفادت المجموعة بأن عدد المفقودين بلغ 1140 شخصًا، بينهم 998 رجلًا، و27 طفلًا قاصرًا (20 صبيًا و7 فتيات)، إضافة إلى 116 فتاة، و11 شخصًا من ذوي الاضطرابات النفسية.
المصدر: اليوم السابع
كلمات دالة:السوداناختفاءأوضاع انسانيةالخرطوم تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.
انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن