هل تواجه لبنان نفس مصير غزة؟.. أرواح الأبرياء عالقة في برودة الواقع المدمر.. وحزب الله صامد في وجه العدوان
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعيش لبنان أوقاتًا مأساوية جراء القصف الإسرائيلي المتوحش الذي يتواصل بلا رحمة، حيث تتحول المدن إلى أنقاض، وأرواح الأبرياء تتعرض للخطر، في ظل الصرخات والدمار، يواجه اللبنانيون واقعًا مؤلمًا، حيث يختلط الخوف بفقدان الأمل، وسط قسوة الحرب التي لا تميز بين أحد، حيث تسود حالة من الترقب والخوف والتساؤلات هل ستواجه لبنان نفس مصير غزة بحجة القضاء على حزب الله، وتحولت غزة إلى أنقاض واستشهد ما يقرب من 41 ألفا و870، و97 ألفا و166 مصاباحتى الآن ومازالت الأعداد في تزايد.
الخوف من المجهول: اللبنانيون يترقبون مصيرهم وسط أجواء القلق
تقول أروى دامون، رئيسة الشبكة الدولية للمساعدات والإغاثة، خلال حديثها لإحدي الشبكات، أن العديد من اللبنانيين شهدوا على مدار العام الماضي، كيف تحولت غزة إلى أنقاض، ويتساءلون في قلق عما إذا كان لبنان سيواجه مصيرًا مشابهًا.
وأوضحت أن مدى الخوف الذي يشعر به الناس هنا عميق وواسع، فقد تابع الجميع ما يحدث في غزة، مشيرة إلى أن العاملين في المجال الإنساني اضطروا إلى التسارع في الاستجابة لأزمة غير مسبوقة، بينما يعيشون هم أنفسهم حالة من التوتر والقلق.
ولفتت إلى أن العديد فقدوا أحباءهم أو أجبروا على الفرار من منازلهم، لافتة أن الأثر النفسي لهذه الأحداث مدمر للغاية، فضلاً عن الأضرار الجسدية التي يتكبدها السكان.
بداية التصعيد العسكري في لبنان
في الأسبوع الماضي، نفذت إسرائيل توغلاً بريًا في جنوب لبنان، ضمن سياق تصعيد الصراع مع جماعة حزب الله، وتعتبر هذه الخطوة تصعيدًا ملحوظًا، إذ قامت الاحتلال بقصف وسط بيروت لأول مرة منذ عام 2006، حيث كانت الهجمات السابقة تقتصر على الضاحية الجنوبية.
تشير تقارير الخبراء العسكريين إلى أن القصف الإسرائيلي يشهد مستوى غير مسبوق خارج غزة خلال العقدين الماضيين، مما يزيد من المخاوف من احتمال اندلاع حرب إقليمية شاملة.
تفاقمت هذه المخاوف بعد الهجوم الصاروخي الأكبر من نوعه الذي شنته إيران على إسرائيل الأسبوع الماضي، حيث أكدت طهران استعدادها لمهاجمة إسرائيل مجددًا إذا لزم الأمر.
وقد كانت بداية الأحداث عقب استهداف زعيم حزب الله حسن نصر الله، ثم قيام الاحتلال بالتوغل البري لجنوب لبنان، يوم الإثنين الماضي، بحجة استهداف مواقع حزب الله، وأكد حينها المسؤولون الإسرائيليون أن العملية ستكون محدودة، دون توضيح مدة التوغل أو عمقه.
ليأتي رد إيران يوم الثلاثاء الماضي، بإطلاق أكثر من 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، ردًا على القيادي حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وتعهدت إسرائيل بالرد.
بينما قامت إسرائيل يوم الأربعاء، بتحذير سكان عشرين قرية في جنوب غرب لبنان من الإخلاء، مطالبًا إياهم بالانتقال لمسافة 31 ميلاً داخل البلاد، عقب ذلك وسعت التحذيرات لتشمل أكثر من 100 قرية، ثم قام الاحتلال بقصف وسط بيروت في اليوم التالي حيث أوضحت الصحة اللبنانية أن الغارات الاسرائيلية على بلدات وقرى جنوب لبنان والنبطبة والبقاع وبعلبك الهرمل وجبل لبنان؛ أدت في إلى استشهاد 46 شخصا وإصابة 85 آخرين بجروح.
وفي يوم الجمعة، اندلعت اشتباكات بين الاحتلال وحزب الله، فيما استهدفت الغارات الإسرائيلية زعيم حزب الله الجديد المحتمل، هاشم صفي الدين، الذي فقد الاتصال به بعد الهجوم.
كما أكد المسؤولون مقتل أحد قادة الجناح العسكري لحركة حماس في لبنان في غارة جوية نادرة قرب طرابلس، أمس السبت، كما نفذت إسرائيل 4 غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، وقد طالت الغارات منطقة حارة حريك والصفير، والمريجة، والغبيري، وبرج البراجنة وشويفات العمروسية، بالإضافة إلى مبنى بلدية الغبيري.
مدير الصحة اللبنانية: 3 مستشفيات خارج الخدمة جراء العدوان الإسرائيلي
أعلن الدكتور فادي سنان، مدير عام وزارة الصحة اللبنانية، يوم السبت، عن خروج ثلاثة مستشفيات في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي "سانت تريز، الرسول الأعظم، والبرج"، عن الخدمة بشكل كامل نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، الذي أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 2000 شخص وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين.
ووصف سنان الوضع الإنساني في لبنان بأنه مأساوي، مشيرًا إلى تزايد أعداد القتلى بشكل كبير، وأن نحو 100 من العاملين في القطاع الصحي أصيبوا، بالإضافة إلى تضرر أكثر من 100 سيارة إسعاف جراء القصف المستمر على البلاد.
حزب الله يتصدى لتسلل الإحتلال وإصابات مؤكدة في صفوف الجنود
أصدر حزب الله بيانًا أكد فيه أن مقاتليه استهدفوا قوات إسرائيلية خلال عملية إجلاء للجنود الجرحى والقتلى الذين تعرضوا لقصف صاروخي في منطقة المنارة الإسرائيلية في الساعات الأولى من صباح اليوم، كما أعلن الحزب أنه نفذ هجمات جديدة على شمال إسرائيل، حيث أطلق صواريخ نحو قاعدة جوية قريبة من مدينة حيفا.
أعلن حزب الله في بيان له أن مقاتليه استهدفوا، بعد منتصف ليل السبت-الأحد، مجموعة من الجنود الإسرائيليين حاولوا التسلل نحو منطقة "خلة شعيب" في بليدا جنوبي لبنان باستخدام قذائف المدفعية، مؤكداً أن مقاتليه أجبروا القوات الإسرائيلية على التراجع، مشيرين إلى تسجيل إصابات مؤكدة في صفوفهم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل لبنان حزب الله الاحتلال الإسرائيلي إبادة غزة الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان القصف الاسرائيلي العدوان الإسرائيلي الغاشم حزب الله أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد هدنة غزة.. هذا مصيرُ حماس في لبنان
أثارُ انتهاء حرب غزّة بعد معركة طويلةٍ دامت لأكثر من عامٍ ونيّف ستنتقلُ حكماً إلى لبنان بحُكم الواقع، فالهُدنة هناك ستفتح الباب أمام مناقشة نفوذ حركة "حماس" ومدى بقائها واستمراريتها سواء في القطاع الفلسطينيّ أو خارجهِ وتحديداً في لبنان. لا يُخفي مقرّبون من "حماس" سعادتهم بإنتهاء الحرب، ويقولون إن "الحركة" صدمت واستطاعت أن تنتزع عملية التفاوض وتضع شروطها من دون أن تنكسر نهائياً، وذلك رغم الكثير من الخسائر التي مُنيت بها عسكرياً وعلى الصعيد القياديّ. في المقابل، يتبيّن أن الحركة لا تريدُ أن تُغفل "ساحة لبنان"، فأولوياتها هنا أساسية لكنها تبدلت بحُكم وقائع عديدة منها ما يفرضه اتفاق وقف "إطلاق نار" بين لبنان وإسرائيل والنظرة إلى السلاح "غير الشرعي" داخل لبنان وتحديداً بعد انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون رئيساً للبلاد. اليوم، بات سلاح حركة "حماس" خارج المخيمات "تحت الرصد"، وتقول المعلومات إنَّ الحركة تسعى لـ"لملمة نفسها" مُجدداً وسط قرارٍ بعدم التمرّد نهائياً على أيّ قرار ينسحب عليها في الداخل اللبناني أسوة بأي قراراتٍ أخرى تطال فصائل فلسطينية أخرى وأبرزها "القيادة العامة" التي سلمت أسلحتها في البقاع للجيش قبل أكثر من أسبوعين. تكشفُ المصادر أنَّ "حماس" ترحب بأي خطوة تسمح بالحفاظ على كيانها السياسي في لبنان لكنها في الوقت نفسه لا تُمانع أي خطوة تشملُ مواقعها العسكرية وتساهم في ضبط سلاحها لأن الداخل اللبناني والمرحلة الجديدة تفرضُ ذلك.في المقابل، فإنَّ "حزب الله" سيكون أكثر سلاسة بشأن "حماس" وموقعها في لبنان، وهذا الأمر لا يُعفيه من مسؤولية ضبط وجودها في جنوب لبنان وتحديداً ضمن المخيمات الفلسطينية على اعتبار أن مسؤولية الأمن في هذه التجمعات باتت مطروحة على طاولة البحث خصوصاً لجهة نزع سلاح المخيمات وتحويل أمنها ليكون تحت إمرة الجيش. هنا، يتضحُ تماماً أن ضبط نفوذ "حماس" في لبنان سيكونُ عنواناً بارزاً لاحقاً، لكن هذا الأمر سيتطلب تباحثاً مع مُختلف القوى الفلسطينية المركزية وبالتالي الذهاب نحو تفعيل جديد للحوار اللبناني - الفلسطيني على قاعدة إرساء أسس جديدة للوجود الفلسطيني في لبنان بما يتماشى مع طبيعة المرحلة الجديدة التي بدأت مع انتخاب عون رئيساً للجمهورية. ضُمنياً، فإنّ المسألة الحاسمة في هذا الإطار قد تؤدي إلى إنهاء ما يسمى بـ"معسكرات التدريب" في مختلف القرى والبلدات التي كانت "حماس" تتواجد فيها، علماً أن عمليات التجنيد لم تتوقف وإن كانت لصالح "سياسي" لا عسكريّ. ومما لا شك فيه هو أن دور "حماس" داخل المخيمات يعتبرُ "محدوداً" مقارنة بدور حركة "فتح" التي تُمثل السلطة الفعلية هناك، وقد أظهرت الوقائع المختلفة أن التعاون بين الجبهتين (فتح وحماس) يُثمر استقراراً على الجبهة الفلسطينية في لبنان وبالتالي فإن أي انكسارٍ لطرف على حساب آخر سيعني "اشتعال فتيل القتال" وهذا ما يخشاه كثيرون وبأي لحظةٍ كانت. إزاء ذلك، فإن المسؤولية في هذا الإطار تقعُ على عاتق الدولة اللبنانية لتكريس أسس المعالجة، وما يمكن قوله هو إنّ طرح هذا الملف سيقترب ولن يكون بعيداً وذلك على أُسس واضحة استناداً لمبدأ "حصرية السلاح بيد الدولة ".
المصدر: خاص "لبنان 24"