ليبيا – ناقش تقرير تحليلي نشره مركز الأبحاث والدراسات البولندي “معهد أوروبا الجديدة” الأسباب الكامنة لعدم سعي الليبيين شأنهم شأن غيرهم للهجرة من بلادهم.

التقرير الذي تابعته وترجمت أهم ما ورد فيه من رؤى تحليلية صحيفة المرصد أكد أن ليبيا تمثل مركزًا رئيسيا للهجرة غير الشرعية بشمال إفريقيا في وقت من النادر فيه أن يهاجر مواطنوها إلى الخارج بشكل دائم سفراتهم الموسمية لتونس حينما تسوء الأوضاع الأمنية أو لتلقي العلاج الطبي ولقضاء العطلات.

وأوضح التقرير إن ليبيا لا تمثل سوى بلد عبور للمهاجرين غير الشرعيين من دول منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مبينًا أن البلاد المفتقدة لسلطة مركزية موحدة منذ اغتيال العقيد الراحل القذافي في العام 2011 لم يُظهر سكانها أي اهتمام جماعي بالهجرة لتلبية ظروف المعيشة فيها احتياجاتهم الأساسية.

وأضاف التقرير إن تفكيك المزايا الاجتماعية الممنوحة في عهد العقيد الراحل القذافي ودعم الكهرباء والغاز والمياه والغذاء وزيادة التفاوت في الدخل بعد العام 2011 لم يحل دون استفادة العديد من الليبيين من أرباح صادرات النفط فيما يعيشون بأمان في مجتمعات تقليدية تجعلهم يترددون في المغادرة.

وتابع التقرير إن ارتباط مواطني ليبيا القوي بوطنهم يجعل الهجرة أقل جاذبية بالنسبة لهم ما يجعل الأراضي التونسية ملاذًا أساسيًا لسفرات موسمية والبعض يملك منازل هناك لقضاء فترات قصيرة من الوقت للراحة أو الاستشفاء أو اللجوء من التهديدات ويعودون بعد ذلك فيما تعد تونس والجزائر ملاذين ثانويين.

ووفقًا للتقرير أثرت لوائح التأشيرات الحالية على نطاق الهجرة إلى البلدان المجاورة إذ يمكن لليبيين دخول تونس والجزائر بشكل قانوني لمدة تصل إلى 90 يومًا من دون تأشيرة ويمكن للنساء والأطفال والرجال فوق سن الـ45 عامًا البقاء في مصر لمدة تصل إلى 6 أشهر.

وبحسب التقرير يتعين على الرجال ممن تتراوح أعمارهم بين الـ18 والـ45 عامًا التقدم بطلب نيل التأشيرة المصرية في وقت لا يشكل فيه انتقال السكان، مشيرًا لهجرة بعض الليبيين إلى دول الاتحاد الأوروبي إذ شهدت الفترة بين عامين 2014 و2023 تقدم 127 ألفا و813 منهم بطلبات الحصول على الـ”شنغن”.

وبين التقرير تلقي قرابة الـ80% من هؤلاء ردًا إيجابيًا ليأتي أكبر قدر من طلبات هذه التأشيرات بين العامين 2014 و2020 ولينخفض جزئيًا في العامين 2015 و2016 لأدنى مستوى قياسي بسبب الوضع غير المستقر في البلاد وصعوبة الوصول إلى البعثات الديبلوماسية.

وأضاف التقرير إن الأمد الزمني بين العامين 2017 و2019 شهد تقدم 31 ألفا و28 من الليبيين للحصول على “الشنغن” لينال 74.1% القبول ويتغير الحال في العام 2020 بسبب وباء كورونا إذ انخفض عدد الطلبات لألفين و694 قياسًا بالعام السابق له إذ سجل 11 ألفا و254 طلبًا.

وتابع التقرير إن الفترة الممتدة منذ العام 2021 وحتى العام 2023 شهدت ارتفاعا في عدد طلبات التأشيرة المقدمة بشكل مطرد مدفوعا بإعادة فتح قنصليات دول الاتحاد الأوروبي في البلاد فقد زادت الطلبات المقدمة بأكثر من 5 أضعاف من 4700 إلى 24 ألفًا و500.

وأوضح التقرير رجح العام 2023 تقدم الليبيين بطلبات للحصول على تأشيرات في قنصليات إيطاليا بمعدل 12 ألفا و40 طلبا ومالطا 7 آلاف و23 واليونان 5 آلاف و160 من الطلبات فيما قامت تركيا في العام 2020 بتبسيط إجراءات السفر إليها وسمحت بالدخول المجاني لمدة تصل إلى 90 يومًا بلا تأشيرة.

وتابع التقرير إن التقديرات تشير إلى أن العام 2023 شهد زيارة 200 ألف ليبي تركيا لأغراض السياحة ما يحتم التوجه إلى التركيز على وقف الهجرة غير شالرعية من البلاد المعروفة بمواردها النفطية الهائلة وعدد سكانها القليل البالغ 7 ملايين نسمة.

وأضاف التقرير إن ليبيا بهذا الحال قادرة على توفير فرص العمل لملايين المهاجرين القادمين من مصر ودول منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ليكون الاستثمار المباشر الأجنبي في قطاع استخراج الهيدروكربونات العائد إلى البلاد في العام 2021 مفيدا.

واختتم التقرير بالإشارة لأهمية حفظ حقوق هؤلاء ومنع تحولهم  لعبيد الأمر الواقع لأصحاب عملهم ما يعني ضرورة إجبار مؤسسات الاتحاد الأوروبي السلطات الليبية على التخلي عن معارضتها للأمم المتحدة وربط تقديم المساعدات الإنمائية بهذا المطلب.

ترجمة المرصد – خاصه

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: التقریر إن فی العام

إقرأ أيضاً:

العثور على 55 جثة لمهاجرين جنوبي ليبيا

أعلنت السلطات في ليبيا انتشال 11 جثة لمهاجرين غير نظاميين، ليصل العدد إلى 55 في 3 مقابر جماعية عُثر عليها خلال أسبوع جنوب شرقي البلاد.

وقال جهاز الإسعاف والطوارئ فرع الكفرة، التابع لحكومة الوحدة الوطنية بالعاصمة طرابلس، في بيان، إنه انتشل 11 جثة لمهاجرين غير نظاميين.

وأضاف أنه بالجثث المنتشلة يصل العدد إلى 55 جثة، اكتشفها جهاز الهجرة غير الشرعية في مقبرة جماعية بمنطقة الكفرة، الخاضعة لسيطرة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

مشاهد تحصلت عليها الأحرار تظهر انتشال 11 جثة اليوم من المقبرة الجماعية المُكتشفة جنوب #الكفرة، يُرجّح أنها تعود لمهاجرين غير نظاميين، حسب جهاز الإسعاف والطوارئ pic.twitter.com/ZpePnTk4cW

— قناة ليبيا الأحرار (@LibyaAlAhrarAR) February 13, 2025

وتوقع البيان أن يكون العدد الإجمالي 74 جثة، لافتا إلى أن جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية نفذ عملية مداهمة، أنقذ خلالها أرواح عدد كبير من المهاجرين بالصحراء.

والجمعة الماضي، أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة الموازية بشرقي البلاد اكتشاف مقبرة جماعية في مزرعة بمنطقة أجخرة جنوب شرق ليبيا، تضم 19 جثة.

وبعدها بيومين، أعلن النائب العام الصديق الصور "تحرير" 76 مهاجرا غير نظامي، وانتشال 28 جثة لآخرين من سجن بمدينة الكفرة، تديره "منظمة إجرامية تمتهن الاتجار بالبشر".

تُعرب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها البالغ إزاء اكتشاف مقبرتين جماعيتين في #ليبيا في أعقاب مداهمات نفذتها قوات أمنية تابعة للجيش الوطني الليبي على مواقع للاتجار بالبشر. ففي 7 فبراير، تم اكتشاف مقبرة جماعية في مزرعة بمنطقة أجخرة في الواحات، تحتوي على 19 جثة، وفي 8… pic.twitter.com/GynKx79Hx6

— UNSMIL (@UNSMILibya) February 12, 2025

إعلان

وقد أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن "قلقها البالغ إزاء اكتشاف مقبرتين جماعيتين بليبيا في أعقاب مداهمات نفذتها قوات أمنية على مواقع للاتجار بالبشر".

ودعت البعثة الأممية، في بيان على منصة إكس، إلى إجراء تحقيق كامل في المقبرتين الجماعيتين، وتقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة.

وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة أعربتا عن إدانتهما لاكتشاف تلك المقابر، وذلك في بيانات منفصلة بشأن الوقائع تلك.

كما قالت المنظمة الدولية للهجرة، الاثنين الماضي، إن بعض الجثث التي عُثر عليها في مقبرتين جماعيتين في ليبيا "تحمل آثار طلقات نارية".

وتنشط في مدن ومناطق جنوب شرقي ليبيا "عصابات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر"، لأنها مناطق حدودية مع الدول الأفريقية التي تعد المصدر الأول للمهاجرين الفارين من بلادهم نحو أوروبا.

وتوجد في ليبيا حكومتان، إحداهما معترف بها دوليا وهي حكومة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها العاصمة طرابلس، وتدير منها غرب البلاد بالكامل.

أما الثانية فهي حكومة أسامة حماد، وكلفها مجلس النواب، ومقرها بمدينة بنغازي، وتدير شرق البلاد بالكامل ومدن في الجنوب.

مقالات مشابهة

  • السفير حسام زكي: القمة العربية في القاهرة قد تتأجل بضعة أيام لهذه الأسباب
  • التقرير المالي لاتحاد كرة القدم: 15مليونا مكافآت و63 مليونا VAR
  • باحث: إسرائيل لا تريد الانسحاب من جنوب لبنان لهذه الأسباب
  • زيلينسكي يطالب بتشكيل "قوات مسلحة أوروبية".. لهذه الأسباب
  • جريمة القاهرة الجديدة.. ننشر التقرير الطبي لـ مرام أسامة ضحية زوجها رجل الأعمال | خاص
  • جارنا المسيحي كان يقتسم ثمار فيلتنا.. ياسمين الخيام: والدي رفض السكن في العمارات لهذه الأسباب
  • ياسمين عز للعازبات: بلاش الارتباط لهذه الأسباب
  • نحو ثلث الإسرائيليين فكروا في مغادرة الأراضي المحتلة العام الماضي
  • العثور على 55 جثة لمهاجرين جنوبي ليبيا
  • ليبيا والاتحاد الأوروبي يبحثان في بروكسل تعزيز التعاون لمكافحة «الهجرة غير الشرعية»