ليبيا – سلط تقرير اقتصادي نشره موقع “أويل برايس” الإخباري البريطاني المعني بأخبار النفط والغاز الضوء على مساعي ليبيا وتطلعاتها لتنويع مزيج الطاقات فيها.

التقرير الذي تابعته وترجمت أهم ما ورد فيه من تحليلات اقتصادية صحيفة المرصد أكد تركيز البلاد حاليا على تطوير إمكاناتها بمجال طاقات الشمس والرياح لتقليل اعتمادها على النفط وتعزيز أمن الطاقة فيما تتلقى دعما دافعا بهذا الاتجاه عبر شراكات دولية مع الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وإيطاليا.

ووفقا للتقرير تسعى ليبيا عبر تحقيقها خطوات كبيرة في انتقالها في مجال الطاقات لأن تصبح نموذجا لتطوير الطاقة المتجددة في إفريقيا لا سيما بعد مواجهة عقبات ضخمة بإنتاج النفط والغاز المرتفع والمنخفض على مدى السنوات القليلة الماضية لفتح الحقول وإغلاقها مع استمرار الصراعات السياسية.

وبحسب التقرير تواجه البلاد بانتظام نقصا في الطاقات مع طلب متزايد لاعتمادها الشديد على النفط والغاز لسنوات نقص الاستثمار في البنية التحتية مشيرا لتخطيط السلطات منذ العام 2013 بشكل استراتيجي حتى العام 2025 لتحقيق مساهمة الطاقة المتجددة بنسبة 7% في عام 2020 و10% في العام القادم.

وبين التقرير تركيز جهود توسيع القدرة على طاقة الرياح والشمس في وقت تسببت فيه التغييرات المنتظمة في القيادة السياسية والاضطرابات المستمرة بتأخر تحقيق طموحات الطاقات المتجددة في ليبيا لعدة سنوات مؤكدا إطلاق الاتحاد الأوروبي في مارس الفائت مبادرة بالخصوص.

وأوضح التقرير إن المبادرة المعلن عنها بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمؤسسة الألمانية للتعاون الدولي تهدف لتعزيز قدرة ليبيا على إنتاج الطاقات المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة وتخفيف آثار تغير المناخ فالاتحاد الأوروبي خصص أموالا للألمان والإنمائي الأممي لتنفيذ مشاريع طاقات خضراء.

وأضاف التقرير إن المبادرة تندرج في سياق تنفيذ مشروعي “دعم التحول في مجال الطاقة والتخفيف من آثار تغير المناخ” و”الطاقة المستدامة والتكيف مع تغير المناخ من أجل المرونة” لتعمل المؤسسة والبرنامج والاتحاد بشكل وثيق مع المعنيين في ليبيا لتنفيذ هذه المشاريع.

ونقل التقرير عن سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا “نيكولا أورلاندو” قوله:”إن إطلاق المشروعين مؤشر لبناء شراكات ملموسة وفعالة من خلال تبادل وجهات النظر حول المستقبل وتعبئة الموارد لتحقيق هدف مشترك لأن تغير المناخ يشكل تحديا عالميا كبيرا ولكن يمكن اعتباره أيضا فرصة لتعزيز الرخاء”.

وتابع التقرير إن حكومة ليبيا تسعى من خلال الشركة العامة للكهرباء إلى تنفيذ العديد من مشاريع طاقة الرياح والشمس فنحو 88% من أراضي البلاد تتكون من الصحارى التي يمكن أن توفر البيئة المثالية لهذه المشاريع مبينا أن شركتا “باور تشاينا” الصينية و”إي دي إف” الفرنسية تعملان حاليا على ذلك.

وأشار التقرير إلى عمل الشركتين على تطوير محطة للطاقة الشمسية بقدرة ألف و500 ميغاواط في شرق ليبيا في حين تبني شركة “توتال إنيرجي” الفرنسية محطة أخرى قدرتها 500 ميغاواط في السدادة متوقع لها أن تبدأ العمل في العام 2026 فضلا عن مشروع آخر تنفيذ العامة للكهرباء مع شركة أسترالية.

وأضاف التقرير إن الشركة العامة للكهرباء تعمل مع “إيه جي إنيرجي” الأسترالية لبناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 200 ميغاواط في مدينة غدامس فضلا عن عملها مع شركة “ألفا دبي” القابضة الإماراتية بهدف تطوير محطتين أخريين لذات النوع من الطاقات.

ترجمة المرصد – خاص

 

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: تغیر المناخ التقریر إن

إقرأ أيضاً:

500 مشروع جديد في قطاع الطاقة بجنوب أفريقيا

في إنجاز غير مسبوق، أعلنت هيئة تنظيم الطاقة الوطنية في جنوب أفريقيا "نيرسا" (NERSA) عن تسجيل 501 مشروع جديد لتوليد الطاقة خلال العام الماضي، وهو الرقم الأعلى في تاريخ البلاد.

تأتي هذه الخطوة ضمن الجهود الحكومية المستمرة لمعالجة أزمة الكهرباء، التي أثرت بعمق على الاقتصاد والحياة اليومية للمواطنين.

ولطالما عانت جنوب أفريقيا من أزمة كهرباء مزمنة، حيث تواجه شبكة التوزيع ضغطًا متزايدا نتيجة ارتفاع الطلب، وتهالك البنية التحتية، والاعتماد الكبير على محطات الفحم التي تعاني من مشكلات فنية وإدارية. وقد أدى ذلك إلى تكرار انقطاعات الكهرباء، مما أثر بشكل مباشر على الأنشطة الاقتصادية وأربك حياة السكان.

لمواجهة هذه التحديات، أطلقت الحكومة خطة تحول واسعة النطاق تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الاستثمارات في مشاريع التوليد المستقلة. وشهدت اللوائح التنظيمية تغييرات جوهرية، شملت تسهيل منح التراخيص لمشاريع الطاقة المتجددة والمستقلة، مما أسفر عن هذا الارتفاع القياسي في عدد المشاريع المسجلة.

الطاقة المتجددة تتصدر المشهد

في ظل هذه التحديات، أصبحت مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، في صدارة المشهد. ومع تزايد الضغوط البيئية والدولية لخفض انبعاثات الكربون، تسارعت وتيرة التحول بعيدًا عن الفحم الذي لا يزال يمثل أكثر من 70% من إنتاج الكهرباء في البلاد.

إعلان

تندرج معظم المشاريع المسجلة حديثًا ضمن "برنامج شراء الطاقة المتجددة للمنتجين المستقلين"، الذي يهدف إلى جذب الاستثمارات الخاصة لقطاع الطاقة. كما أدى تخفيف القيود التنظيمية، خاصة السماح للشركات الخاصة بإنتاج الكهرباء دون موافقة مسبقة من الحكومة، إلى تسريع وتيرة هذه المشاريع.

التحديات التي لا تزال قائمة

رغم هذه التطورات الإيجابية، يواجه قطاع الطاقة في جنوب أفريقيا عدة عقبات يجب تجاوزها لضمان استدامة الإمدادات الكهربائية، من أهمها:

البنية التحتية المتقادمة: تحتاج شبكة الكهرباء إلى استثمارات ضخمة في الصيانة والتحديث لاستيعاب الإنتاج المتزايد وتجنب الأعطال المتكررة. أزمة "إسكوم": لا تزال شركة الكهرباء الوطنية "إسكوم" تعاني من مشكلات مالية وإدارية تؤثر على كفاءة تشغيل الشبكة، مما يستدعي إصلاحات جذرية لضمان استقرار المنظومة. تمويل المشاريع: رغم تزايد اهتمام المستثمرين، فإن تمويل مشاريع الطاقة الجديدة لا يزال يواجه تحديات، خاصة بسبب التكاليف المرتفعة لإنشاء وتشغيل المحطات. مشاريع الطاقة المتجددة تكتسب زخما كبيرا في جنوب أفريقيا (شترستوك) تأثير اقتصادي واجتماعي ملموس

يمثل هذا العدد القياسي من المشاريع دفعة قوية للاقتصاد المحلي، حيث من المتوقع أن توفر آلاف الوظائف الجديدة في مراحل البناء والتشغيل. كما أن زيادة إنتاج الكهرباء ستعزز بيئة الأعمال، مما يساعد الشركات على تفادي الخسائر المرتبطة بانقطاع التيار الكهربائي.

أما بالنسبة للمواطنين، فمن المرجح أن تؤدي هذه المشاريع إلى تحسين استقرار الشبكة الكهربائية وتقليل فترات انقطاع الكهرباء، مما ينعكس إيجابيًا على جودة الحياة اليومية.

ما الذي يحمله المستقبل لقطاع الطاقة؟

مع استمرار الحكومة في تنفيذ سياسات داعمة لمشاريع الطاقة الجديدة، يعتقد الخبراء أن جنوب أفريقيا تسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق أمن الطاقة. ومع ذلك، فإن النجاح على المدى الطويل يعتمد على تنفيذ إصلاحات هيكلية أعمق، وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية، وضمان بيئة تنظيمية مستقرة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • ليبيا تطلق العطاء العام لاستكشاف النفط والغاز
  • وزير الكهرباء: وصول مزيج الطاقة لـ65% عام 2040 ودعم التصنيع المحلى وتوطين الصناعات
  • ليبيا.. إجراء أول جولة عطاءات لاستكشاف النفط منذ 17 عاماً
  • أسعار النفط ترتفع بدعم قوي من بيانات صينية
  • نائبة: 5 مسارات يجب على الحكومة التحرك فيها لمواجهة ارتفاع أحمال الكهرباء
  • السوداني يترأس اجتماعاً للفريق الوطني لمشاريع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة
  • الكوني لـ “السفير البريطاني”: العمل بنظام الأقاليم الثلاثة طريق استقرار ليبيا
  • «الكوني» يؤكد: العمل بنظام «الأقاليم الثلاثة» طريق استقرار ليبيا
  • 500 مشروع جديد في قطاع الطاقة بجنوب أفريقيا
  • أويل برايس: واشنطن تضغط وبغداد تستجيب لتصدير النفط من الاقليم