قراءة متأنية في أبعاد ورسائل اغتيال حسن نصر الله.. للمقاومة خاصة والمنطقة عامة
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
ثمة عناصر أربعة في قراءتنا لأبعاد ورسائل عملية اغتيال أمين عام حزب الله وسوف نتناولها عنصرا بعد عنصر في السطور التالية:
1- تمكن الكيان الصهيوني ونجاح جهازه الاستخباراتي في الرصد والتتبع والوصول إلى شخصية هامة بحجم حسن نصر الله، بعد النجاح في الوصول إلى بعض الشخصيات القيادية الهامة في الحزب مثل فؤاد شكر وإبراهيم عقيل ومؤخرا علي كركي.
- إسرائيل لم تقم بتلك العملية الهامة في الوصول إلى الأمين العام وحدها، بل تم ذلك بمشاركة أجهزة استخبارات غربية وغير غربية! تلك الأجهزة التي قدمت المساعدة للكيان من خلال تواجدها في بيروت وانطلاقاتها من مقراتها الدبلوماسية (السفارات) تحت مسميات مختلفة! وقيامها بالإمداد اللوجيستي والمعلوماتي للموساد، فيما يشبه غرفة العمليات المنعقدة لخدمة دولة الاحتلال..
- عدم صحة قياس طبوغرافيا قطاع غزة على الأراضي اللبنانية، وهنا نشير إلى أن مأساة الحصار المضروب على غزة كان له وجهه الحسن في السيطرة على كامل القطاع ونجاح الأجهزة المعنية في مسح كل شبر في غزة وقيامها بقطع دابر الجواسيس التي لم يعد لها مكان في تلك المحرقة! وهنا نتذكر الدور الكبير لرئيس المكتب السياسي الحالي يحيى السنوار، الذي ترأس ساعتها الخلية المعنية باصطياد الجواسيس! والأمر يختلف في لبنان البلد المفتوح على مصراعيه، علاوة على التركيبة المتباينة للشعب اللبناني وتعدد طوائفه، بخلاف وحدة سكان غزة..
2- النجاح الاستخباراتي للكيان الصهيوني لا يعدو كونه عملية قتل يمكن أن تقوم بها أي من عصابات المافيا التي تحترف مثل تلك الأعمال، كما حدث في روسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وأشهرها كولومبيا، وإن تلك العمليات لا تمت إلى الحروب بصلة ولا علاقة لها بالأهداف المعلنة لدولة الاحتلال، وهي كالتالي:
أ- قطع الارتباط والإسناد من حزب الله عن قطاع، غزة وإنهاء ما يعرف بوحدة الساحات بين فصائل المقاومة بالمنطقة العربية..
ب- إعادة المستوطنين اليهود المهجّرين إلى مستوطناتهم وكيبوتساتهم في جنوب الأرض المحتلة بمحاذاة الجنوب اللبناني..
ج- إعادة حزب الله وإرجاعه قسرا من الحدود مع الأرض المحتلة إلى الخلف لمسافة 10 كيلومترات، أي خلف نهر الليطاني..
وبالتالي، فحالة النشوة التي طفحت على قادة الاحتلال ليست إلا جرعة تخدير للشارع الإسرائيلي، الذي لن يلبث أن يعود للانفجار كما كان وأكثر حينما سيفاجأ بضراوة ردود الأفعال القادمة من محاور المقاومة بخلاف الرد الإيراني -وقع بالفعل- مع رفع سقف الانتقام لدى حزب الله والحوثي في اليمن خاصة بعد تعرضه للاعتداءات الأخيرة، إضافة إلى مشاركة "المقاومة الإسلامية" في العراق بمسيراتها الهجومية. لاحظ أنني لم أتكلم عن الأسرى الإسرائيليين في أيدي المقاومة الفلسطينية؛ ممن طفح الكيل بأسرهم من تراخي ومراوغة حكومة نتانياهو في عقد صفقات تبادل للإفراج عن ذويهم في قبضة المقاومة الفلسطينية..
3- الموقف الإيراني قبل الضربة الأخيرة والمرونة لدى صُنّاع القرار في إيران إزاء الأحداث الأخيرة، حرصا من إيران على تحقيق مصالحها ومآربها في إكمال برنامجها النووي وإعادتها إلى الساحة الدولية وإنهاء الحصار المضروب عليها ورفع الحظر عن أرصدتها لدى البنوك الدولية وعودة صادراتها إلى الأسواق الخارجية.. إلخ، أصابها بالتراخي والتبلد حتى في حالات الاعتداء عليها وعلى هيبتها وكرامتها؛ بدءا باغتيال شخصية كبيرة مثل إسماعيل هنية داخل أراضيها، وانتهاء بقتل رجلها القوي؛ الأمين العام لحزب الله..
هذه المرونة والبطء في رد فعل طهران قد وضعها على المحك أمام حلفائها وأذرعها، بل ونال من احترامها وتقديرها أمام عمقها في العالم الإسلامي، بل وكاد أن يهدم كل ما بنته من سمعة في الارتباط بالقدس وبالنصرة لحركات المقاومة، فكان لا بد من الضربة الأخيرة -حتمية الفعل- بالصواريخ البالستية والصواريخ المجنحة (كروز) والمسيرات الموجهة..
4- اغتيال حسن نصر الله وقبله عدد من أهم قيادات الحزب وضع حدا لبعض السخافات التي يرددها البعض باتهام الحزب بالخيانة والعمالة، وفي الإنكار على قادة المقاومة الفلسطينية بالشراكة الاستراتيجية مع الحزب، ربما للخلفية العقائدية للحزب، وربما لدور الحزب في مساندة النظام السوري.
ولست أدري ردة فعل هؤلاء بعد التطورات الأخيرة من قصف الضاحية الجنوبية وعمليات الاغتيال التي طالت رؤوس الحزب عقابا لهم على الخيار الاستراتيجي في تبني المساندة والدعم للمقاومة في غزة، ربما يراجعون أنفسهم ويعترفون بخطأ تشنجهم وتناولهم الأمور الاستراتيجية والعلاقات الدولية بعقلية العقائد والأيديولوجيات!
ولو صدقوا، فلماذا لم يعلنوا براءتهم من السكوت والصمت الذي أصابهم -صمت القبور- على التحالفات التي أبرمتها حكوماتهم مع الكيان الصهيوني ومع دول تدين بالوثنية الصريحة والتي غالبا ما تضررت منها دول وطوائف مسلمة، وليس بعيدا عنا ما جرى من تحالفات وعلاقات حميمية بين دول خليجية وبين الهند والصين مع ما تفعله الأولى في كشمير المسلمة وتقوم به الثانية من جرائم في حق سكان تركستان الشرقية أو مسلمي طائفة الإيجور.. فلماذا الكيل بمكيالين إذا؟!
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب الله حسن نصر الله الاحتلال غزة المقاومة الإيراني الفلسطينية إيران فلسطين غزة حزب الله الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله
إقرأ أيضاً:
بعد 3 أشهر .. العثور على 3 جثث في موقع اغتيال نصر الله بالضاحية الجنوبية
#سواليف
عثر الدفاع المدني اللبناني امس الجمعة على 3 جثث تحت #أنقاض #مبنى قرب #بيروت استهدفته غارة إسرائيلية أسفرت في 27 سبتمبر/أيلول الماضي عن مقتل الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني #حسن_نصر_الله، في حين يتواصل البحث عن آخرين.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن عناصر من الدفاع المدني كانوا يبحثون في #حارة_حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت عن 7 مفقودين نتيجة الغارة الإسرائيلية التي قتلت نصر الله، موضحة أنهم تمكنوا من انتشال جثامين 3 أشخاص ما زالوا مجهولي الهوية حتى الآن.
ولم يسبق لوزارة الصحة اللبنانية أن أعلنت حصيلة القتلى والجرحى النهائية في هذه الغارة التي سوت بالأرض مباني عدة في موقع المقر المركزي لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، واعتبرت من أشد الغارات في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
مقالات ذات صلة ترتيب جواز السفر الأردني لعام 2024 2024/12/21وكان حزب الله أعلن أن 4 آخرين قُتلوا مع نصر الله من بينهم عباس نيلفوروشان نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني، وقائد عمليات الحزب في جنوب لبنان علي كركي.
وأعلن حزب الله بعد وقف إطلاق النار أنه يحضر لإقامة تشييع “شعبي” لنصر الله، من دون أن يحدد تاريخه.
ويسري منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وقف لإطلاق النار في لبنان أنهى حربا استمرت منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بأعقاب إعلان حزب الله فتح جبهة إسناد قطاع غزة الذي يواجه عدوانا إسرائيليا.