تستضيف “خولة للفن والثقافة” فعاليات المعرض الشخصي للفنان العالمي كاظم خراساني بمقرها في أبوظبي ويستمر حتى الأول من نوفمبر المقبل حيث شهد إقبالاً كبيراً من الزوار والخطاطين والمختصين والمهتمين بفنون الخط العربي مما يعكس الاهتمام المتزايد بالخط العربي كفن عالمي يربط بين الثقافات ويعزز الهوية الفنية والثقافية.

وتأتي استضافة هذا الحدث الفني في إطار حرص خولة للفن والثقافة على تفعيل الاهتمام بالفنون الكلاسيكية بجميع أنماطها وتعزيز التواصل والتلاقي الثقافي والفني والتركيز على إحياء فن الخط العربي العريق والتعريف بمدارسه واتجاهاته وتفاصيله.

وقدم الفنان كاظم خراساني عدداً من اللوحات التي جاءت تحت عنوان “الرومانسية الشرقية” وهي سلسلة فنية تتعمق في أعماق الروح البشرية وتقدم نظرة جديدة على الفن الشرقي خالية من الألوان لكنها غنية بالنسيج والتكوين هيكلها التجريدي والتعبيري يقدم جاذبية لافتة ويدعو الجمهور إلى تجربة لا شعورية حيث تتدفق المشاعر بحرية مخلقةً اتصالًا غير معلن ومن خلال تجريد اللون والتركيز على الشكل.

وتعبر “الرومانسية الشرقية” عن صدق ووضوح يعكس رؤية الفنان عن الشرق.

وأكدت حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي رئيسة خولة للفن والثقافة أن تنظيم هذا المعرض يأتي في إطار حرص خولة للفن والثقافة على توفير منصة ثقافية للفنانين والخطاطين على المستوى المحلي والعربي لعرض إبداعاتهم أمام شريحة واسعة من الجمهور وإتاحة الفرصة لهم لاطلاع الجمهور على هذا النوع من الفن الثقافي من حيث أنماطه وأعلامه وقواعده وما استجد من ملامح التطوير والتجدد في تشكيلاته على مر القرون.

وأشارت سموها إلى سعي خولة للفن والثقافة لتنظيم المعارض والفعاليات الفنية والثقافية والتعاون مع المبدعين والفنانين المحليين والعرب والعالميين بهدف تعزيز التفاعل الفني والثقافي والحضاري وتوفير المنصة الثقافية المناسبة لتبادل الأفكار والإبداعات إلى جانب إتاحة الفرصة للجمهور للاستمتاع بجماليات فن الخط العربي والذي يتمتع بصفات خاصة تميزه عن غيره وهو من أبرز الفنون التشكيلية مشيدة بما قدمه الفنان كاظم خراساني من أعمال فنية مبدعة.

وشملت فعاليات المعرض عقد ورشة عمل للفنان كاظم خراساني بعنوان “الخط الكوفي الحديث” قدم خلالها الفنان شرحاً مستفيضاً حول تاريخ الخط الكوفي وأصوله و مراحل تطوره عبر العصور مع التركيز على استخداماته المتنوعة في الفن الحديث كما تناول الفنان أساليب الكتابة بالخط الكوفي بشكل يناسب كافة المستويات من المبتدئين إلى المحترفين.

وشهدت الورشة أداءً حيًا للفنان حيث قام بالكتابة بالخط الكوفي على لوحة كبيرة أمام الحضور وشاركهم في تجربة كتابة أسمائهم على ورق تذكاري كتجربة تفاعلية لاقت استحسان الجميع.

حضر الورشة أكثر من 30 شخصا من عشاق الخط العربي والفنانين المعروفين بالإضافة إلى مشاركين غير ناطقين باللغة العربية كانوا حريصين على التعرف على هذا الفن العريق مشيدين بالتجربة الفريدة وعمق المعرفة التي قدمها الفنان كاظم خراساني.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: خولة للفن والثقافة الخط الکوفی الخط العربی

إقرأ أيضاً:

قصة عائلة مصرية احترفت الخط العربي على مدى قرنين من الزمان

لقرنين من الزمان، لم يتوقف أفراد عائلة خالد الصوفي زاده عن ممارسة فنون الخط العربي والنحت والتذهيب، العائلة التي تعد الأقدم في هذا المجال بمصر ولا يزال أبناؤها يمارسون تلك الفنون، من الجد الأكبر إلى الحفيد، تزين أعمالهم المساجد في أنحاء مصر وخارجها أوراق رسمية تاريخية هامة وشواهد القبور وغيرها الكثير، محتفظين بالعديد من الأسرار والأدوات الخاصة جدا، وأيضا بالذكريات.

من عاصمة الخلافة إلى القاهرة.. هكذا بدأت القصة

يحكي محمد شافعي، أصغر الأحفاد والبالغ من العمر 30 عاما، قصة عائلته للجزيرة نت "اسمي محمد شافعي حسن أحمد خالد الصوفي زاده، بدأت القصة عندما قرر جدي الأكبر الشيخ خالد الصوفي زاده، المولود في أنقرة بالربع الأخير من القرن الـ19 الارتحال إلى مصر لطلب العلم، وكان متقا لفني الخط والتذهيب عن والده، وبرع أيضا في علم الكيمياء، وحين استقر به المقام في القاهرة نهاية القرن التاسع عشر التحق بالجامع الأزهر، ثم عُين إماما لجامع محمد علي باشا بالقلعة، ثم قرر أن يتزوج فاختار ابنة الشيخ عبد العزيز سليم وأخت صديقيه العالم الأزهري الشيخ عبد الوهاب سليم والخطاط درويش سليم عام 1895، واتخذ منزلا له بجوار مسجد الإمام الشافعي، أنجب ابنه الوحيد أحمد عام 1900، ومات عام 1931 ودفن بمقابر الإمام الشافعي".

محمد شافعي خلال عمله (الجزيرة)

ويواصل محمد شافعي قص حكايته قائلا "حفظ الابن الوحيد أحمد أفندي القرآن كاملا، وأخذ فن الخط العربي عن والده وعن خاله الخطاط درويش سليم، وتخصص في تنفيذ النقوش الكتابية خطا ونحتا وتذهيبا، فكتب شواهد مقابر مشاهير القرن الماضي أمثال سعيد باشا ذو الفقار، وصبري باشا أبو علم، كما كتب بالعديد من المساجد منها مسجد نازلي هانم حليم ومسجد أحمد حمزة باشا، وتوفي عام 1969".

إعلان بطاقات المشاهير وقبورهم

امتد إرث عائلة الصوفي زاده خارج مصر، خاصة بعد مولد حسن أحمد خالد الصوفي، الذي تميز منذ طفولته بحفظ القرآن الكريم وتعلم فنون الخط والنحت والتذهيب على يد والده وخاله. التحق بمدرسة تحسين الخطوط الملكية، حيث كرمه الملك فاروق ضمن أوائل دفعته. حصل على دبلوم التخصص في التذهيب عام 1945، ثم عُين خطاطا وأصبح مراقبا عاما لدار الكتب المصرية.

يروي محمد "بفضل مهارته ودقته، أسندت إليه كتابة شواهد قبور الملك فاروق والرئيس جمال عبد الناصر وإسماعيل باشا صدقي، ومحمد محمود باشا، وجلال باشا فهيم، وطه حسين، ويوسف وهبي، وأم كلثوم، وفريد الأطرش، وغيرهم. كما شارك في كتابة بالعديد من المساجد، أبرزها مسجد نمرة بجبل عرفات حيث خط الأشرطة الكتابية فوق أبواب المسجد الـ64، بالإضافة إلى مسجد الإمام الحسين ومساجد الليث بن سعد والسيدة عائشة".

الجد حسن خالد (الجزيرة)

 

رغبةً منه في توسيع العائلة، أنجب حسن أبناء عدة. كان رسمي أحمد خالد الصوفي من أبرزهم، إذ تخصص في الخطوط أكاديميا، وعمل خطاطا بوزارة الداخلية. ساهمت وظيفته في كتابة البطاقات الشخصية يدويا لرؤساء ووزراء ومشاهير منهم جمال عبد الناصر، ومحمد أنور السادات، ومحمد حسني مبارك.

أما يوسف أحمد خالد الصوفي، فقد عمل خطاطًا بالمطابع الأميرية. وواصل الحفيد مصطفى بن حسن خالد التخصص في المجال، حيث حصل على دبلوم الخطوط وانتُدب مصممًا للعديد من المؤسسات والعلامات التجارية. واستمر الإرث حتى أصغر الأحفاد محمد، الذي سماه والده تيمنا بالإمام الشافعي.

يقول محمد شافعي للجزيرة نت "تعلمت فن الخط من عمي مصطفى خالد وجدي يوسف خالد، وحصلت على دبلوم الخطوط عام 2020، بالإضافة إلى ثلاث جوائز في فن الخط العربي، أبرزها الجائزة الأولى لملتقى القاهرة الدولي لفن الخط العربي".

من أعمال محمد شافعي (الجزيرة) ميراث يندثر شيئا فشيئا

تواجه كتابات عائلة الصوفي زاده خطر الاندثار تدريجيًا، مما دفع محمد شافعي إلى بذل جهود كبيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. يقول محمد "تُجرى حاليًا مجموعة من أعمال التطوير في مقابر القاهرة، تشمل إزالة بعض القبور لتوسعة الطرق ورصفها. للأسف، من بين هذه القبور، توجد مقابر خطت عائلتنا نقوشها وكتاباتها على مدى قرنين من الزمن. ولأن النقش ذاته يُعد الوثيقة الوحيدة التي توثق أعمالنا، ولغياب النماذج الورقية حاولت توثيق ما أمكنني عبر التصوير".

إعلان

ويشير محمد إلى صعوبة الحفاظ على هذه الأعمال قائلا "نقل النقوش أو الاحتفاظ بها أمر شبه مستحيل. أولًا، لأن هذه النقوش تعد ملكيات خاصة لأصحابها، وليس لي الحق في التصرف بها. ثانيًا، القرار بنقلها أو إزالتها يعود لأصحابها. كما أن بعض المواقع مغلقة، مما يجعل حتى عملية التصوير مستحيلة. هذا الأمر يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لي، لأن جزءًا مهمًا من الإرث الفني لعائلتي، الذي يشمل نقوشًا تحمل أسماء المتوفين، أدعية وأشعارًا وآيات قرآنية، مهدد بالضياع. لقد أفنت عائلتنا عمرها في هذا المجال، ورغم استمرارنا في ممارسة هذا التخصص، فإن الطلب على النقوش الكتابية تراجع بشكل ملحوظ مقارنة بالماضي".

مقالات مشابهة

  • تطورات الحالة الصحية للفنان محمد عبدالعظيم
  • وزير الثقافة يفتتح معرض "ربع تون" للفنان العالمي نصير شمة بدار الأوبرا .. صور
  • وزير الثقافة يفتتح معرض «ربع تون» للفنان العالمي نصير شمة بدار الأوبرا المصرية
  • وزير الثقافة يفتتح معرض ربع تون للفنان العالمي نصير شمة بدار الأوبرا المصرية
  • بحضور وزير الثقافة وشخصيات عامة.. افتتاح المعرض الأول للفنان التشكيلي نصير شمة| فيديو
  • وزير الثقافة يفتتح معرض «ربع تون» للفنان نصير شمة
  • وزير الثقافة يفتتح معرض "ربع تون" للفنان العالمي نصير شمة بدار الأوبرا
  • «خولة للفن والثقافة» ترسخ مكانتها منصة رائدة للإبداع في 2024
  • “خولة للفن والثقافة” ترسخ مكانتها منصة رائدة للإبداع في 2024
  • قصة عائلة مصرية احترفت الخط العربي على مدى قرنين من الزمان