تأهب إسرائيلي في ذكرى طوفان الأقصى خشية العمليات الاستشهادية
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
القدس المحتلة- أعلنت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حالة التأهب القصوى في البلاد، خشية عودة فصائل المقاومة الفلسطينية لتنفيذ عمليات استشهادية ومسلحة بمناسبة الذكرى الأولى لـ"طوفان الأقصى"، والتي تتزامن مع 4 أعياد يهودية خلال أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وأولها عيد "رأس السنة العبرية".
وانعكست هذه المخاوف للأجهزة الأمنية الإسرائيلية مع تصاعد وتيرة عمليات المقاومة في الضفة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ أحبط جهاز الأمن العام "الشاباك" بالتعاون مع الشرطة الإسرائيلية داخل الخط الأخضر وقرب المستوطنات بالضفة والقدس أكثر من 1200 عملية، منها 900 عملية إطلاق نار و290 محاولة لزرع عبوات ناسفة.
وتشكل هذه المعطيات -بحسب رصد إذاعة الجيش الإسرائيلي- ضعف عدد العمليات التي أحبطت خلال العام الذي سبق اندلاع الحرب على غزة، إذ رصدت الأجهزة الأمنية ارتفاعا في الجرأة ونوعية العمليات التي ينفذها فلسطينيون من الضفة، سواء داخل الخط الأخضر أو بالقرب من المستوطنات ومعسكرات الجيش في الضفة.
وعقب معركة "طوفان الأقصى" -التي شنتها حركة حماس على مستوطنات "غلاف غزة" وبلدات إسرائيلية بالجنوب- وحتى الأول من أكتوبر/تشرين الأول الحالي تم تنفيذ أكثر من 350 عملية إطلاق نار أو طعن أو دهس أو هجمات بالقنابل والعبوات الناسفة -سواء داخل الجانب الإسرائيلي أو في الضفة والقدس وعند المعابر الحدودية- أسفرت عن مقتل 42 إسرائيليا، أغلبيتهم من العسكريين والمستوطنين، كما أصيب نحو 300 بجروح متفاوتة، بحسب رصد القناة الـ12 الإسرائيلية.
حالة تأهب قصوىوحيال ذلك توجد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى مع بدء الأعياد اليهودية وعشية الذكرى السنوية الأولى لـ"طوفان الأقصى"، إذ تلقت الشرطة الإسرائيلية 60 إنذارا ساخنا تحذر من احتمال تنفيذ عمليات مسلحة وتفجيرية واستشهادية داخل المدن والبلدات الإسرائيلية، ودعت الشرطة الإسرائيليين الحاصلين على رخصة لحمل السلاح.
كما نشرت الأجهزة الأمنية أكثر من 5 آلاف شرطي في قلب المدن والمجمعات التجارية ومراكز التسوق والترفيه، واستنفرت قواتها في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، خصوصا في مدينتي القدس وتل أبيب.
وأكدت الشرطة الإسرائيلية أنها تكافح بالتعاون مع جهاز "الشاباك" ما سمته "التحريض على الإرهاب" عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتنفذ الاعتقالات الاستباقية لإحباط أي تخطيط لأي عملية، وذلك خشية تنفيذ العمليات داخل إسرائيل، بحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني "والا".
وتعززت مخاوف أجهزة الأمن الإسرائيلية بعد العملية المسلحة في محطة القطار الخفيف في يافا مساء الثلاثاء الماضي، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة 23 إسرائيليا، إذ أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن العملية التي نفذها محمد راشد مسك وأحمد عبد الفتاح الهيموني، وأدت إلى مقتل 7 إسرائيليين وإصابة 16.
وسبق هذه العملية المسلحة للمقاومة الفلسطينية والتي تزامنت مع الهجوم الصاروخي الإيراني على عمق الجانب الإسرائيلي عملية تفجيرية نفذت في 18 أغسطس/آب الماضي بتل أبيب حين انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها الشهيد جعفر منى من مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة.
وعقب العملية التفجيرية في قلب تل أبيب أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي مسؤوليتهما عن الهجوم، وأكدتا عودة "العمليات الاستشهادية" إلى قلب المدن الإسرائيلية، وذلك ردا على استمرار الحرب على غزة والإبادة التي يمارسها جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة.
ومنذ ذلك الحين حذر مسؤولون أمنيون إسرائيليون من تصاعد التوتر الأمني في الضفة ومن مغبة عودة العمليات الاستشهادية وتفجير الحافلات في قلب المدن الإسرائيلية، وأجمعت التقديرات على أن التصعيد في الضفة قد يتطور ويتصاعد عبر عمليات مسلحة وتفجيرية داخل الخط الأخضر، وليس فقط بالضفة.
مؤخرا، أرسل قسم الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) تقييما تحذيريا إلى جهاز الأمن توقع بموجبه تصعيدا بالعمليات داخل حدود إسرائيل إلى حد توقع اندلاع انتفاضة ثالثة تحدث فيها عمليات مسلحة وهجمات بالقنابل.
ويقول محلل الشؤون العسكرية والأمنية في موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني رون بن يشاي إن هذا "هو التحذير الذي يجب أن يؤخذ على محمل الجد".
وعلى عكس الانتفاضات السابقة التي كانت عبارة عن انفجارات بركانية شعبية عفوية نتيجة لأحداث معينة أخرجت الفلسطينيين إلى الشوارع فإن التصعيد الحالي يتطور تدريجيا حسب ما يقول بن يشاي "وفي كل مرة تضاف إليه عناصر جديدة، في الواقع لقد بدأ التصعيد حتى قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أجبر الجيش على إرسال وحدات قتالية من خط المواجهة مع غزة إلى الضفة".
ويضيف المحلل الإسرائيلي أن ما تغير منذ اندلاع الحرب هو الاستخدام المكثف للمتفجرات، وزيادة الدافعية لدى الشباب في المخيمات لتنفيذ العمليات "ربما نتيجة للحرب على غزة، فالدافع المتزايد ينبع من حقيقة أن كل عائلة فلسطينية تقريبا بالضفة لديها أقارب في غزة، وهذا حافز لا ينبغي تجاهله بالاعتبارات المتعلقة باستمرار الحرب، وتوزيع قوة الجيش بين مختلف الجبهات".
هجمات كلاسيكيةبدوره، لم يتفاجأ دورون ماتسا -وهو مسؤول كبير سابق في الشاباك وباحث في المجال الإسرائيلي الفلسطيني- بالهجمات في تل أبيب ويافا، وقال "لا نعرف من الذي خطط للهجوم، وهل البصمة هي لحزب الله أم لإيران أم للفصائل الفلسطينية".
وأوضح ماتسا أن العملية المسلحة في يافا وقبلها عملية العبوة الناسفة في تل أبيب "تعيدنا إلى أبعاد مثل هذه العمليات الكلاسيكية، والتي كانت في الانتفاضة الثانية، والعمليات الجديدة تعود بصماتها أكثر إلى حماس أو الجهاد الإسلامي أو حتى تنظيم فتح".
وأشار المسؤول السابق في الشاباك لصحيفة "إسرائيل اليوم" إلى أنه قبل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كانت الضفة مشتعلة، إذ توسع النشاط المسلح لمختلف الفصائل والتنظيمات الفلسطينية هناك، مع التركيز على التسابق فيما بينها، وتطورت بنيتها التحتية المسلحة بعيدا عن أنظار الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ويقول ماتسا إن الجيش الإسرائيلي يشن حربا شديدة في جميع أنحاء الضفة، مضيفا "هناك تحركات، وهناك إجراءات مضادة، وهناك غارات على جنين وطولكرم وحتى نابلس، ومؤخرا الخليل ورام الله أيضا، كلما قام الجيش بالمزيد من العمليات العسكرية بالضفة نرى مستويات عالية من الإرهاب والأسلحة".
"هذه هي بنى تحتية مسلحة لم تبنِ نفسها كما هو الحال في قطاع غزة لإطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي"، وفق المسؤول السابق بالشاباك، معقبا "بل هي بنى تحتية إرهابية من النوع الكلاسيكي لأولئك الذين يحملون الأسلحة ويعدّون المتفجرات وينفذون هجمات من النوع الذي رأيناه بالفعل في التسعينيات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات الأمنیة الإسرائیلیة أکتوبر تشرین الأول الأجهزة الأمنیة طوفان الأقصى فی الضفة أکثر من
إقرأ أيضاً:
6 أعوام على عملية التاسع من رمضان.. باكورة العمليات الكبرى ضد العدوان
وتعتبر تلك المنشأة المستهدفة محطة تحويلية تربط ميناء رأس تنورة في شرق المملكة بميناء ينبع غرب المملكة وتنقل عبر خطي أنابيب عملاقة 3 ملايين برميل نفط يوميًّا، كما تعتبر أولى العمليات الواسعة التي استهدفت العمق السعوديّ وكان لها الصدى الواسع على مستوى العالم.
وقد أخرست تلك العملية كُـلّ الألسنة التي حاولت التقليل من خطورة ودقة الهجمات اليمنية وتأثيرها الكبير على إمدَادات الطاقة السعوديّة التي تغذي الحرب على اليمن.
مسؤولون سعوديّون عبروا عن الفاجعة وهول الحرائق التي أحدثتها العملية، كما أحدثت تأثيراً إقليمياً ودولياً أثبت أن اليمن غيّر فلسفة الحرب ومن يقف أمام اليمن سيُمنى بهزيمة ساحقة.
وبيّنت الأحداث أن عملية التاسع من رمضان مثلت ضربة استراتيجية أثّرت على سوق البورصة السعوديّة أكثر المراكز الاقتصادية حساسية، وقد أتى رد فعلها تجاه هذه العمليات العسكرية سريعًا للغاية، وتمثل ذلك بهبوط مؤشرات الأسهم كما سجلت سوق النفط العالمية طفرة تبلغ 1,5 في المِئة بما يتعلق بأسعار النفط.
عملية التاسع من رمضان كشفت للعالم نقاط الضعف الحقيقية لعبيد المال والطاقة، وكشفت للشعوب الحرة والأنظمة المستهدفة من قبل الرأسمالية الأمريكية، أن أسلحة نوعية بتكلفة بسيطة وقدرات ممكنة ومتوفرة بإمْكَانها أن تضرب أهدافًا مؤلمة وفاعلة ومؤثرة، وتخلط الأوراق وتعيد الحسابات المبنية على المصالح غير المشروعة.
عملية التاسع من رمضان أكّـدت أن اليمن قوة إقليمية وتصنف العملية كأول عملية عسكرية واسعة بالطيران المسيّر "محلية الصنع" خارج الجغرافيا اليمنية، حَيثُ وقد أعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، عن استهداف مضخات تصدير النفط في الدوادمي وعفيف بالرياض، وقلبت تلك العملية كُـلّ الموازين وغيَّرت كُـلّ الحسابات.
وتأتي هذه العملية كمفاجأة لليمنيين وفاجعة للعدو السعوديّ والإماراتي وأسيادهم من الأمريكيين والصهاينة، حَيثُ نُفذت العملية بعد رصد دقيق وتعاون من الشرفاء من أبناء تلك المناطق وأدت إلى التوقف الكامل لضخ النفطِ عبر خط الأُنبوب وأثرت بشكل مباشر على اقتصاد العدوّ.
أحدثت عملية التاسع من رمضان ضجة إعلامية وتأثيراً إقليمياً ودولياً لما لها من تخطيط وتنفيذ دقيق بأبسط الإمْكَانات، وشكلت قلقًا كَبيرًا لدى قوى العدوان وقضت مضاجعهم ومثلت كابوسًا مزعجًا لهم، حَيثُ لم يكن يتوقع العدوّ السعوديّ على الإطلاق امتلاك القوات المسلحة اليمنية لهذا السلاح الاستراتيجي "البسيط"، والذي تحول في ما بعد إلى كابوس أرق المملكة السعوديّة، وخلق توازن في الردع، وأجبر العدوّ على التراجع، وإعادة حساباته في معركته المتوحشة مع اليمنيين، وُصُـولًا إلى إرسال وفده بقيادة "آل جابر" إلى صنعاء.
وفي الوقت الذي نشهد فيه تنفيذ وعد القائد عند قوله في خطابه بالعام 2017م في تهديدٍ للعدو السعوديّ والإماراتي في عدوانهم على بلدنا: "صواريخنا وصلت إلى الرياض وستصل إلى ما بعد ما بعد الرياض"، وفي خطابٍ آخر توعد السيد -حفظه الله- الكيان الإسرائيلي في حال تورطه بأية حماقة ضد شعبنا "فَــإنَّ شعبنا لن يتردّد في إعلان الجهاد في سبيل الله ضد هذا العدوّ وتوجيه أقسى الضربات الممكنة لاستهداف الأهداف الحساسة جِـدًّا على كيان العدوّ الإسرائيلي".
وبعد 6 أعوام من عملية التاسع من رمضان التي كانت باكورة العمليات الكبرى وتجسيدًا لوعد السيد القائد وصلت صواريخنا ومسيّراتنا إلى ما بعد الرياض، بل إلى ما بعد "يافا"، نصرةً للإخوة في فلسطين ووقوفًا وإسنادًا لهم في عملية طوفان الأقصى، وقد تمكّنت القوات المسلحة اليمنية في إجبار العدوّ الصهيوني على اللجوء إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وبهذه المعطيات فَــإنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ أصبحت تتحكم بالممرات البحرية العالمية، وتهدّد العدوّ الصهيوني في حال تنصله عن أي بند من بنود الاتّفاق.
ومنذ عملية التاسع في رمضان دفاعًا عن الشعب اليمني إلى المشاركة في عملية طوفان الأقصى بعمليات منع واستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وُصُـولًا إلى البحر العربي والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وإلى عمليات استهداف كيان العدوّ الإسرائيلي في عمقه وفي الأراضي المحتلّة "أم الرشاش"، جسد اليمنيون بقائدهم وجيشهم بأنهم رجال القول والفعل حقًا، لتكون تلك العملية المباركة هي الباكورة التي ارتكزت عليها الإرادَة اليمنية لتنفيذ أقسى العمليات ضد قوى الطغيان والعدوان والاستكبار.