القدس المحتلة- أعلنت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حالة التأهب القصوى في البلاد، خشية عودة فصائل المقاومة الفلسطينية لتنفيذ عمليات استشهادية ومسلحة بمناسبة الذكرى الأولى لـ"طوفان الأقصى"، والتي تتزامن مع 4 أعياد يهودية خلال أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وأولها عيد "رأس السنة العبرية".

وانعكست هذه المخاوف للأجهزة الأمنية الإسرائيلية مع تصاعد وتيرة عمليات المقاومة في الضفة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ أحبط جهاز الأمن العام "الشاباك" بالتعاون مع الشرطة الإسرائيلية داخل الخط الأخضر وقرب المستوطنات بالضفة والقدس أكثر من 1200 عملية، منها 900 عملية إطلاق نار و290 محاولة لزرع عبوات ناسفة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 230 قصة حزينة عصية على النسيان من حرب إبادة غزةlist 2 of 2عائلة من غزة تسترجع ذكريات عام من الفقد والنزوحend of list

وتشكل هذه المعطيات -بحسب رصد إذاعة الجيش الإسرائيلي- ضعف عدد العمليات التي أحبطت خلال العام الذي سبق اندلاع الحرب على غزة، إذ رصدت الأجهزة الأمنية ارتفاعا في الجرأة ونوعية العمليات التي ينفذها فلسطينيون من الضفة، سواء داخل الخط الأخضر أو بالقرب من المستوطنات ومعسكرات الجيش في الضفة.

وعقب معركة "طوفان الأقصى" -التي شنتها حركة حماس على مستوطنات "غلاف غزة" وبلدات إسرائيلية بالجنوب- وحتى الأول من أكتوبر/تشرين الأول الحالي تم تنفيذ أكثر من 350 عملية إطلاق نار أو طعن أو دهس أو هجمات بالقنابل والعبوات الناسفة -سواء داخل الجانب الإسرائيلي أو في الضفة والقدس وعند المعابر الحدودية- أسفرت عن مقتل 42 إسرائيليا، أغلبيتهم من العسكريين والمستوطنين، كما أصيب نحو 300 بجروح متفاوتة، بحسب رصد القناة الـ12 الإسرائيلية.

حالة تأهب قصوى

وحيال ذلك توجد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى مع بدء الأعياد اليهودية وعشية الذكرى السنوية الأولى لـ"طوفان الأقصى"، إذ تلقت الشرطة الإسرائيلية 60 إنذارا ساخنا تحذر من احتمال تنفيذ عمليات مسلحة وتفجيرية واستشهادية داخل المدن والبلدات الإسرائيلية، ودعت الشرطة الإسرائيليين الحاصلين على رخصة لحمل السلاح.

كما نشرت الأجهزة الأمنية أكثر من 5 آلاف شرطي في قلب المدن والمجمعات التجارية ومراكز التسوق والترفيه، واستنفرت قواتها في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، خصوصا في مدينتي القدس وتل أبيب.

وأكدت الشرطة الإسرائيلية أنها تكافح بالتعاون مع جهاز "الشاباك" ما سمته "التحريض على الإرهاب" عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتنفذ الاعتقالات الاستباقية لإحباط أي تخطيط لأي عملية، وذلك خشية تنفيذ العمليات داخل إسرائيل، بحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني "والا".

وتعززت مخاوف أجهزة الأمن الإسرائيلية بعد العملية المسلحة في محطة القطار الخفيف في يافا مساء الثلاثاء الماضي، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة 23 إسرائيليا، إذ أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن العملية التي نفذها محمد راشد مسك وأحمد عبد الفتاح الهيموني، وأدت إلى مقتل 7 إسرائيليين وإصابة 16.

وسبق هذه العملية المسلحة للمقاومة الفلسطينية والتي تزامنت مع الهجوم الصاروخي الإيراني على عمق الجانب الإسرائيلي عملية تفجيرية نفذت في 18 أغسطس/آب الماضي بتل أبيب حين انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها الشهيد جعفر منى من مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة.

وعقب العملية التفجيرية في قلب تل أبيب أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي مسؤوليتهما عن الهجوم، وأكدتا عودة "العمليات الاستشهادية" إلى قلب المدن الإسرائيلية، وذلك ردا على استمرار الحرب على غزة والإبادة التي يمارسها جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة.

ومنذ ذلك الحين حذر مسؤولون أمنيون إسرائيليون من تصاعد التوتر الأمني في الضفة ومن مغبة عودة العمليات الاستشهادية وتفجير الحافلات في قلب المدن الإسرائيلية، وأجمعت التقديرات على أن التصعيد في الضفة قد يتطور ويتصاعد عبر عمليات مسلحة وتفجيرية داخل الخط الأخضر، وليس فقط بالضفة.

عقب اندلاع "طوفان الأقصى" تم تنفيذ أكثر من 350 عملية إطلاق نار أو طعن أو دهس أو هجمات بالقنابل والعبوات الناسفة (الفرنسية) ما يحفز الضفة

مؤخرا، أرسل قسم الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) تقييما تحذيريا إلى جهاز الأمن توقع بموجبه تصعيدا بالعمليات داخل حدود إسرائيل إلى حد توقع اندلاع انتفاضة ثالثة تحدث فيها عمليات مسلحة وهجمات بالقنابل.

ويقول محلل الشؤون العسكرية والأمنية في موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني رون بن يشاي إن هذا "هو التحذير الذي يجب أن يؤخذ على محمل الجد".

وعلى عكس الانتفاضات السابقة التي كانت عبارة عن انفجارات بركانية شعبية عفوية نتيجة لأحداث معينة أخرجت الفلسطينيين إلى الشوارع فإن التصعيد الحالي يتطور تدريجيا حسب ما يقول بن يشاي "وفي كل مرة تضاف إليه عناصر جديدة، في الواقع لقد بدأ التصعيد حتى قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أجبر الجيش على إرسال وحدات قتالية من خط المواجهة مع غزة إلى الضفة".

ويضيف المحلل الإسرائيلي أن ما تغير منذ اندلاع الحرب هو الاستخدام المكثف للمتفجرات، وزيادة الدافعية لدى الشباب في المخيمات لتنفيذ العمليات "ربما نتيجة للحرب على غزة، فالدافع المتزايد ينبع من حقيقة أن كل عائلة فلسطينية تقريبا بالضفة لديها أقارب في غزة، وهذا حافز لا ينبغي تجاهله بالاعتبارات المتعلقة باستمرار الحرب، وتوزيع قوة الجيش بين مختلف الجبهات".

هجمات كلاسيكية

بدوره، لم يتفاجأ دورون ماتسا -وهو مسؤول كبير سابق في الشاباك وباحث في المجال الإسرائيلي الفلسطيني- بالهجمات في تل أبيب ويافا، وقال "لا نعرف من الذي خطط للهجوم، وهل البصمة هي لحزب الله أم لإيران أم للفصائل الفلسطينية".

وأوضح ماتسا أن العملية المسلحة في يافا وقبلها عملية العبوة الناسفة في تل أبيب "تعيدنا إلى أبعاد مثل هذه العمليات الكلاسيكية، والتي كانت في الانتفاضة الثانية، والعمليات الجديدة تعود بصماتها أكثر إلى حماس أو الجهاد الإسلامي أو حتى تنظيم فتح".

وأشار المسؤول السابق في الشاباك لصحيفة "إسرائيل اليوم" إلى أنه قبل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كانت الضفة مشتعلة، إذ توسع النشاط المسلح لمختلف الفصائل والتنظيمات الفلسطينية هناك، مع التركيز على التسابق فيما بينها، وتطورت بنيتها التحتية المسلحة بعيدا عن أنظار الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

ويقول ماتسا إن الجيش الإسرائيلي يشن حربا شديدة في جميع أنحاء الضفة، مضيفا "هناك تحركات، وهناك إجراءات مضادة، وهناك غارات على جنين وطولكرم وحتى نابلس، ومؤخرا الخليل ورام الله أيضا، كلما قام الجيش بالمزيد من العمليات العسكرية بالضفة نرى مستويات عالية من الإرهاب والأسلحة".

"هذه هي بنى تحتية مسلحة لم تبنِ نفسها كما هو الحال في قطاع غزة لإطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي"، وفق المسؤول السابق بالشاباك، معقبا "بل هي بنى تحتية إرهابية من النوع الكلاسيكي لأولئك الذين يحملون الأسلحة ويعدّون المتفجرات وينفذون هجمات من النوع الذي رأيناه بالفعل في التسعينيات".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات الأمنیة الإسرائیلیة أکتوبر تشرین الأول الأجهزة الأمنیة طوفان الأقصى فی الضفة أکثر من

إقرأ أيضاً:

محافظة القدس : الدعوات الإسرائيلية لذبح قرابين بالأقصى “تطور خطير”

القدس – أكدت محافظة القدس الفلسطينية، الثلاثاء، إن دعوات الجماعات الإسرائيلية المتطرفة لذبح قرابين في المسجد الأقصى الأسبوع القادم “تطور خطير”، محذرة من “اعتداء خطير على الوضع التاريخي والقانوني القائم” للمسجد.

وقالت المحافظة في بيان: “الدعوات لمحاولات ذبح ما يُسمى “قربان الفصح العبري” داخل المسجد الأقصى المبارك ومحيطه تصعيد خطير يأتي في سياق المحاولات الحثيثة والمحمومة لاستهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك”.

وأضافت أن “ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل التابعة للجماعات المتطرفة بما فيها جماعات الهيكل المزعوم المتطرفة تتزامن مع صور واستعراضات مُهدِّدة نشرتها شخصيات بارزة في هذه الجماعات الاستيطانية، بدعم وتحريض مباشر من وزراء ومسؤولين في حكومة الاحتلال، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي (المتطرف إيتمار بن غفير)”.

ومع اقتراب “عيد الفصح” اليهودي، دعت جمعيات استيطانية لإدخال القرابين إلى المسجد الأقصى وذبحها داخله، بزعم أنه مكان “الهيكل” المزعوم.

ويبدأ عيد الفصح اليهودي في 12 أبريل/ نيسان الجاري، وينتهي في 20 من الشهر نفسه.

واعتبرت محافظة القدس تلك الدعوات “استفزازًا وانتهاكا صارخًا لمشاعر المسلمين، واعتداءً سافرًا على حقوقهم الدينية في واحد من أقدس مقدساتهم”.

وحذرت من ” أن هذا السعي المحموم لتنفيذ طقوس توراتية داخل المسجد الأقصى، يُعدّ اعتداءً خطيرًا على الوضع التاريخي والقانوني القائم”.

والوضع القائم في المسجد الأقصى هو الذي ساد قبل احتلال إسرائيل مدينة القدس الشرقية عام 1967، وبموجبه فإن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، هي المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد.

لكن في 2003، غيرت إسرائيل هذا الوضع بالسماح لمستوطنين باقتحام الأقصى، دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية التي تطالب بوقف الاقتحامات.

وتزعم إسرائيل أنها “تحترم الوضع القائم” بالمسجد الأقصى، وهو ما تنفيه دائرة الأوقاف الإسلامية التي أكدت مرارا في السنوات الماضية أن إسرائيل “تنتهك الوضع التاريخي والقانوني القائم بالمسجد” عبر سماحها أحاديا للمستوطنين باقتحامه.

وأضافت محافظة القدس ” أن مساعي الجماعات المتطرفة تُشكّل “خرقًا واضحًا وتدخلا سافرا في الوصاية الهاشمية، وللدور الأردني الرسمي في إدارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية في المدينة المقدسة، بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك وساحاته”.

واحتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية “وادي عربة” للسلام، التي وقعها مع إسرائيل عام 1994.

واعتبرت المحافظة هذه المحاولات “الخطيرة جزءًا من حرب دينية ممنهجة تُديرها الجمعيات الاستعمارية المدعومة من حكومة الاحتلال، بهدف تهويد المسجد الأقصى، وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا تمهيدًا للسيطرة الكاملة عليه”.

وشددت على أن تلك الممارسات “لن تؤدي سوى إلى تفجير الأوضاع في القدس والمنطقة بأسرها، وجرّها نحو موجات من العنف وربما حرب دينية لا تُحمد عقباها”.

وحملت “حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الدعوات وما قد يترتب عليها من تصعيد”.

والأربعاء، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلة وسط حراسة مشددة.

ودعت المجتمع الدولي، والدول العربية والإسلامية “إلى التدخل الفوري للجم هذه الجماعات المتطرفة، ومنع تحويل القدس إلى ساحة صراع ديني بفعل السياسات العدوانية الإسرائيلية”.

وشددت على أن “القدس بمقدساتها ليست مكانًا للطقوس التلمودية، والمسجد الأقصى المبارك سيبقى إسلاميًا خالصًا، مهما بلغت جرائم المتطرفين، ومهما اشتدّت محاولات التزوير والاستيلاء”.

​​​​​​​وكانت السلطات الإسرائيلية فرضت قيودا مشددة على وصول الفلسطينيين من الضفة إلى القدس الشرقية منذ اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ويعتبر الفلسطينيون هذه الإجراءات جزءا من محاولات إسرائيل لتهويد القدس الشرقية، بما في ذلك المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • تركيا تنسق العمليات العسكرية في سوريا مع الاحتلال الإسرائيلي (اجتماع)
  • مندوب الجزائر بمجلس الأمن: العمليات الإسرائيلية تنتهك مواثيق الأمم المتحدة
  • «رسالة احتجاج تكسر الصمت».. هل بدأ الانقسام داخل الجيش الإسرائيلي؟
  • وزارة الصحة في غزة: 1522 شهيدا و3834 مصابا منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية
  • محمد وازن يكشف عن تمرد داخل الجيش الإسرائيلي بسبب الحرب على غزة
  • تحقيق إسرائيلي يكشف تفاصيل الفشل في سديروت يوم 7 أكتوبر
  • محافظة القدس : الدعوات الإسرائيلية لذبح قرابين بالأقصى “تطور خطير”
  • محافظة القدس: الدعوات الإسرائيلية لذبح قرابين بالأقصى تطور خطير
  • انفوجرافيك ـ اليونيسف: إغلاق 21 مركزاً لعلاج سوء التغذية في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي وأوامر الإخلاء في مناطق العمليات
  • تكريم فريق الزوراء بشرارة بطل طوفان الأقصى بعمران