موقع 24:
2025-04-29@03:58:54 GMT

الحاوية المظلمة

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

الحاوية المظلمة

قبل أيام، اجتمع التحالف العالمي ضد داعش الذي تشارك فيه غالبية دول العالم، ويمكن اعتبار هذا التحالف العالمي هو الأكثر نجاحاً في السنوات العشر الماضية، إرادة سياسية أممية والتزام عسكري أدى إلى هزيمة داعش، بعد أن احتُلت مدينة من أكثر المدن عراقة في التاريخ العربي، مدينة الموصل في العراق.
الدرس الأول المستفاد من الحرب على داعش هو ألا ننتظر حتى يتشكل كيان مثل داعش، كالورم الخبيث الذي يجب استئصاله، ولكن لا ضمانة بأنه لن يعود.


المشهد اليوم على خريطة العالم العربي الكبير هو نزيف مستمر، في غزة ولبنان والسودان وغيرها، وإن لم يتوقف فستُخلق قاعدة جماهيرية من الملايين على امتداد بلاد المنطقة أكثر تطرفاً مما عرفنا أو شهدنا.
هذه الملايين هي جزء من الشباب العربي، ولكن ما يجمعهم والقاسم المشترك بينهم هو أنهم يؤمنون بنفس الفكر الداعشي الذي رأينا كيف يمكنه الانتشار في غفلة من العالم.
علينا ألا ننسى كيف استباح الداعشيون الموصل، وكانوا يسجلون ويوثقون وحشيتهم لتصل الرسالة إلى كل شعوب الأرض، كيف يتم قتل كرامة الانسان، وفي كل فيديو تزيد داعش من جرعة الوحشية في التعذيب والتنكيل والقتل وتزرع الخوف في قلوب الناس.
لا تلتئم جروح الحروب مع توقف إطلاق الرصاص، فبعد صمت البنادق يبدأ التحقق من حجم الدمار، وهو الجانب المرئي من الصورة، ويمكن التعامل معه مباشرة، وعملياً بعد حصر كل الأضرار المادية توضع الخطط لإعادة الإعمار، شريطة الاتفاق على المسار السياسي.
ولكن الجانب غير المرئي هو الأخطر، وهذا الجانب الخفي لا يمكن حتى قياسه لتقدير حجم تأثيره على الشعوب التي تعيش تحت الحروب، وهو يتمثل في المآسي والجروح النفسية التي تترك أثرها خصوصاً على الأطفال، جروح غائرة تبقى في الذاكرة وتحتاج لسنوات طويلة لتندمل.
يرى البعض أنه ليس من السهل على الشباب الذين خاضوا تجارب الحروب المريرة أن ينقذوا أنفسهم، وبالتالي لن يستطيعوا إنقاذ بلادهم، ولعل تاريخ لبنان منذ اندلاع حربه الأهلية قبل نصف قرن إلى الآن هو دليل على صحة من يعتقدون ذلك .
لسان الحال اليوم يقول لكل لبناني: "إن أردت أن تنجو أنت ومن تحب فعليك أن تغادر لبنان وتبدأ حياة جديدة، في أي أرض من بقاع الأرض، بعيداً عن أرزك وزيتونك وكل جميل تحبه في لبنان."
إحدى المآسي التي سمعتها من سنوات عن الحرب الأهلية وكأنني سمعتها البارحة، هي عن طفلة لبنانية لم يتجاوز عمرها السبع سنوات، عندما اضطرت للهروب من لبنان إلى قبرص مع أبيها وأمها وإخوتها مختبئين في باخرة بضائع.
تقول محدثتي عن تجربتها: "ما زلت أشعر برعشة الخوف في جسدي عندما أسترجع صراخ عمال مرفأ بيوت وهم يحاولون دفعنا للمشي بسرعة لركوب الباخرة، والاختباء في إحدى الحاويات التي تآكلت من الصدأ ".
تكمل قائلة "داخل الحاوية عتمة بالمرة، وفي صوتين بس، صوت جاي من بره وهو صوت القذائف والانفجارات، والصوت الثاني من داخل الحاوية وهو صوت بكا الأطفال الخايفين".
تمسح دمعة لم تستأذنها وتقول بصوت تخنقه العبرة: "40 سنة مروا من ظهرت من الحاوية وصوت بكا الأطفال بعده بأذني ".
ما الذي يمكن عمله؟ وكيف نستطيع أن نخاطب برسائلنا شعوب العالم، لكي ينصتوا لبكاء الأطفال الخائفين في غزة ولبنان والسودان من داخل حاوياتهم المظلمة؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله أحداث السودان

إقرأ أيضاً:

انفجار يودي بحياة 26 شخصًا على الأقل في شمال شرق نيجيريا​

أفاد سكان محليون بأن انفجارًا وقع في شمال شرق نيجيريا أسفر عن مقتل 26 شخصًا على الأقل، في منطقة تعاني من تمرد مستمر منذ أكثر من عقد.​

وقع الانفجار في منطقة نائية بالقرب من الحدود مع الكاميرون، حيث استهدفت عبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق مركبة كانت تقل مدنيين. 

وذكر شهود عيان أن الانفجار أدى إلى مقتل معظم الركاب على الفور، بينما نُقل المصابون إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج.​

لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، لكن المنطقة شهدت في السابق هجمات مماثلة نفذتها جماعة بوكو حرام وتنظيم داعش في غرب إفريقيا (ISWAP)، اللذان ينشطان في شمال شرق نيجيريا.​

تأتي هذه الحادثة في وقت تكثف فيه الحكومة النيجيرية جهودها لمكافحة التمرد في المنطقة، حيث أطلقت عمليات عسكرية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة.​

منذ بدء التمرد في عام 2009، قُتل أكثر من 40,000 شخص، ونزح أكثر من 2.5 مليون آخرين من منازلهم، مما أدى إلى أزمة إنسانية حادة في شمال شرق نيجيريا والدول المجاورة.​

تواصل السلطات التحقيق في الحادث، وتحث السكان على توخي الحذر والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة.

طباعة شارك شرق نيجيريا تمرد الكاميرون الانفجار بوكو حرام تنظيم داعش غرب إفريقيا

مقالات مشابهة

  • انفجار يودي بحياة 26 شخصًا على الأقل في شمال شرق نيجيريا​
  • أمين عام حزب الله: نصرة غزة شرف لليمن عن كل العالم
  • داعش يتبنى استهداف قوات قسد في سوريا
  • بالفيديو والصور.. شاهدوا الغارة الاسرائيلية التي استهدفت الضاحية
  • معلومات... هذا الهدف الذي سيقصفه العدوّ الإسرائيليّ في الضاحية
  • «اليونيسف» لـ «الاتحاد»: الإمارات في مقدمة الداعمين لتوفير التطعيمات عالمياً
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت
  • ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !
  • "غزة".. كتاب فريد من نوعه يوثق بالصور معاناة الأطفال بالقطاع
  • «بينهم ملك الأردن ورئيس لبنان ووزير الأوقاف».. حضور عربي في جنازة البابا فرانسيس