قالت صحيفة لوموند إن الانحدار "غير الليبرالي" لا نهاية له في تونس، ووصفته بأنه انتكاسة مذهلة نحو الاستبداد تدمر إنجازات التحول الديمقراطي الذي حدث عام 2011، ورأت أن الانتخابات الرئاسية المقررة اليوم الأحد تمثل مرحلة جديدة من اندفاع الرئيس قيس سعيد المتهور نحو تعزيز سلطته الشخصية.

وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أن الرئيس سعيد -الذي جعلته أوروبا شريكا مميزا في سياسات احتواء الهجرة- يتصرف في الدستور والقوانين وفقا لأهوائه، ويلغي أي نصوص قانونية تعيق طموحه، مثل تعديله قانون الانتخابات في اللحظة الأخيرة لتجريد القضاء الإداري من صلاحياته في مسائل النزاعات الناشئة عن صناديق الاقتراع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بقوة قنبلة ذرية.. لا ميناء يريد استقبال سفينة محملة بشحنة روسية من نترات الأمونيومlist 2 of 2وول ستريت جورنال: بايدن على الهامش بينما تعيد إسرائيل تشكيل الشرق الأوسطend of list

وتساءلت لوموند: هل كان قيس سعيد يشعر بتحول المد ليلجأ إلى هذه القوة القانونية الجديدة؟ وهل كان يشعر بالقلق من انقلاب محتمل في حظه الانتخابي حتى يلجأ إلى القضاء على منافسيه الأكثر جدية تحت ذرائع واهية؟

وتضيف الصحيفة أنه هكذا تُجرى انتخابات 6 أكتوبر/تشرين الأول في جو مؤسف، حيث لا يكون أمام سعيد سوى مرشحين فقط، أحدهما حُكم عليه للتو بالسجن 12 عاما بتهمة "تزوير الرعاية".

ورأت الصحيفة أن المشهد السياسي في "تونس قيس سعيد" ليس أكثر من حقل من الخراب، فنحو 170 من نشطاء المعارضة والمواطنين المنتقدين الآن في السجون حسب منظمة هيومن رايتس ووتش، ويتم تكميم وسائل الإعلام وتقييد الجمعيات، ويبرر سعيد هذا التصعيد القمعي بأنه تعقب للمؤامرات التي تحاك من الخارج.

من منقذ إلهي إلى مستبد

ولم ينتبه أحد -حسب الصحيفة- إلى مواقف سعيد القديمة المعادية للديمقراطية التمثيلية والهيئات الوسيطة، لأن رفضه أخطاء المرحلة الانتقالية والفساد وانعدام الأمن والتدهور الاجتماعي والاقتصادي أعمى أغلبية المجتمع التونسي عن ذلك، فسلمت نفسها لهذا المنقذ الإلهي الذي تحول إلى حاكم مستبد ألحق ضررا عميقا بالشخصية السياسية التونسية التي ولدت أمل "الربيع العربي".

وما يزيد محنة التونسيين هو أن فرنسا وأوروبا تشاهدان بدون مبالاة مغامرة سعيد المحفوفة بالمخاطر رغم الإحراج الذي يهمس به الدبلوماسيون الأوروبيون، والذي ليس له وزن كبير في مواجهة السياسة الواقعية التي صدر مرسومها من بروكسل.

وخلصت الصحيفة إلى أن بروكسل راضية عن تعاون سعيد في وقف تدفقات الهجرة نحو إيطاليا حتى أن رئيسة المجلس الإيطالي جورجيا ميلوني جعلته نموذجا للاستعانة بمصادر خارجية لمراقبة الحدود في الاتحاد الأوروبي لا يترك للديمقراطيين التونسيين أي سند يعتمدون عليه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات قیس سعید

إقرأ أيضاً:

من تونس.. دورة لـ«تأهيل المدربين» في إعداد خطط إدارة «النفايات الصلبة»

اختتمت اليوم السبت، في تونس أعمال الدورة التدريبية المكثفة حول “إدارة النفايات الصلبة وجمع البيانات لإعداد الخطط التشغيلية”، التي استمرت على مدار أربعة أيام، بتنظيم من وزارة الحكم المحلي وبالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ).

واستهدفت الدورة “عدداً من موظفي الإدارة العامة لشؤون الإصحاح البيئي، وإدارة النفايات الصلبة، ومكتب الإحصاء والبيانات، وإدارة المتابعة وتقييم الأداء، ومشروع التحول الرقمي، بمشاركة خبراء ومختصين في مجال جمع وتحليل البيانات من الوكالة الألمانية”.

وتضمن البرنامج التدريبي “محاور أساسية، منها أساليب جمع وتحليل البيانات، أهمية جودة وموثوقية المعلومات، تقييم كلفة إدارة النفايات، بالإضافة إلى مناقشة أحدث التقنيات الرقمية مثل أنظمة تحديد المواقع GPS والذكاء الاصطناعي، كما تم استعراض تجارب ناجحة من تونس والأردن والسعودية، إلى جانب مناقشة دور القطاع الخاص في تعزيز كفاءة إدارة النفايات”.

وشهد حفل الاختتام مشاركة مدير عام الإدارة العامة لشؤون الإصحاح البيئي، “إبراهيم بن دخيل” ، الذي أكد أن “هذه الدورة تأتي ضمن سلسلة من الدورات الهادفة إلى تأهيل المدربين وتعزيز قدراتهم في إعداد الخطط الوطنية والفرعية لإدارة النفايات الصلبة في مختلف المناطق”.

كما شدد على “أهمية استفادة المشاركين من هذه البرامج التدريبية والورش، مشيرًا إلى أن المرحلة القادمة ستتطلب تطبيق ما تم اكتسابه في الدورات السابقة، لضمان تحسين أداء البلديات في هذا المجال الحيوي”.

وتم في ختام الدورة “إعداد دليل إرشادي لدعم البلديات في تحسين منظومات إدارة النفايات الصلبة، إضافة إلى توزيع شهادات المشاركة على المتدربين، تأكيدًا على التزام الجهات المنظمة بتطوير هذا القطاع وضمان استدامته”.

تجدر الإشارة إلى أن “هذه الدورة تأتي في إطار تعزيز قدرات المشاركين في إدارة النفايات الصلبة والإدارات المعنية، من خلال تبني منهجيات حديثة في تحليل البيانات وتخطيط الاستراتيجيات المستدامة، مما يسهم في تحسين كفاءة إدارة النفايات على المستوى المحلي”.

مقالات مشابهة

  • من داخل أروقة قصر الحكم في تونس
  • جلسات «الملتقى» في «الشارقة المسرحية» تناقش دور النقد
  • اليسار التونسي.. عنوان واحد وفسيفساء مبعثرة
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • لماذا يشعر بعض الناس بالبرد أكثر من غيرهم؟: أسباب غير متوقعة وراء ذلك
  • من تونس.. دورة لـ«تأهيل المدربين» في إعداد خطط إدارة «النفايات الصلبة»
  • "لوموند": الولايات المتحدة تمثل تهديدا للديمقراطية في أوروبا
  • لوموند : أمريكا تمثل تهديدا للديمقراطية في أوروبا.. فورين بوليسي : الهند المستفيد الأكبر من سياسات ترامب.. لوفيجارو : في ألمانيا كل شيء يحتاج إلى إعادة بناء
  • كولر يشعر بالفخر بسبب تعليق مصري ..ويكشف سبب استمراره مع الأهلي
  • انقاذ خيالي لشاب مصري سقط من قمة جبل بمنحدر قاتل