لماذا نقوم بالعادات؟
م. #أنس_معابرة
هذا هو المقال الأول في سلسلة سأتحدث فيها عن #العادات، وتأثيرها على حياتنا، وستجد أن كل مقال يحمل فكرة منفصلة عن الأخرى، ولكن تكامل كل تلك الأفكار سيجعل منك انساناً مختلفاً، وستمتلك المعرفة اللازمة لاكتساب عادات حسنة، أو لتتخلى عن عادات سيئة.
اما بالنسبة للسؤال المهم وهو: لماذا نقوم بالعادات؟ فإن الجواب على هذا السؤال يحتاج منا إلى أن ندرك معنى العادة، وآلية عمل الدماغ.
أولاً: العادة سلوك نقوم به عدداً كبيراً من المرات بحيث يصبح القيام به عملية أتوماتيكية، لا تحتاج إلى تفكير.
ثانياً: يشكّل الدماغ ما نسبته 2% من كتلة جسم الانسان، ولكنه يستهلك ما متوسطه 20% من الطاقة التي يستهلكها الجسد بشكل عام.
ولو عدنا بالزمن إلى الانسان البدائي، لوجدنا انه كان يعتمد في طعامه على الصيد، وعندما يتناول وجبة؛ لا يعلم متى ستكون الوجبة التالية، فهو يشعر بالتهديد الغذائي طوال الوقت. وهنا برزت أهمية المحافظة على الطاقة، وتقليل معدل الاستهلاك منها، وهنا بالذات؛ يأتي دور العقل الباطن.
فالعقل يتكون من قسمين افتراضيين، العقل الباطن والعقل الواعي، فالباطن لا يحتاج إلى استهلاك الطاقة، وهو سجل كبير لجميع العادات المبرمجة ألياً بداخله، ولا نحتاج إلى التفكير عند استعماله. أما العقل الواعي؛ فهو الجزء الذي يستهلك الكثير من الطاقة عند استخدامه، ويتم ذلك عند المبادرة باتخاذ قرار، أو التفكير في سلسلة من العمليات التي تحتاج إلى تدبّر وتمحيص.
أي أن التفكير بالعادات يتم من خلال العقل الباطن، ولا نحتاج إلى التركيز من أجل القيام بعادة، وهو تماماً ما حصل معنا عندما قدنا السيارة لأول مرة، كنا بحاجة إلى التركيز على معايرة الكرسي والمرأتين الجانبيتين، والنظر إلى ما حول السيارة، بل ربما أطال البعض منا النظر إلى الدواستين لحين ما أدركت قدماه كيفية التفريق بينهما. ولكن كل ذلك انتهى بعد أن أصبحت القيادة عادة لدينا، فنجلس بالسيارة ونعاير الكرسي والمرايا ونشغل السيارة ونبدأ بالقيادة دون أن يأخذ ذلك حيزاً من تفكيرنا.
إن جواب السؤال المطروح في بداية المقال هو أننا نقوم بالعادات لكي تصبح حياتنا أسهل، ولكي يكون الدماغ مرتاحاً بشكل أكبر، ولكي نوفر الطاقة التي يستهلكها العقل الواعي، فهو يزيح عن كاهله عناء التفكير في تفاصيل العملية التي نود القيام بها في حال كان عادة مكتسبة.
هنا تكمن صعوبة تغيير عادة سلبية، لأن الدماغ يقاوم هذا التغيير، ولا يريد أن يعود إلى وضع الاستعداد والتفكير من جديد، فعندما تريد الإقلاع عن التدخين، أنت بحاجة إلى اخراج تلك العادة من العقل الباطن، ووضعها في العقل الواعي للتفكير في التبعات السلبية للتدخين مع كل سيجارة، هذا بالإضافة إلى التبعات السلبية وأعراض الانسحاب على الأجزاء الأخرى من الجسد.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: العقل الباطن
إقرأ أيضاً:
لماذا تكثر النوبات القلبية في فصل الشتاء؟
روسيا – تشير العديد من الدراسات الطبية إلى أن نسبة الإصابة بالنوبات القلبية ترتفع في فصل الشتاء، كما تكثر الإصابات بالجلطات، فما السبب في ذلك؟.
وحول الموضوع قالت الطبيبة وأخصائية أمراض القلب الروسية ديانا ماتفييفا:”تشير الإحصائيات الطبية إلى وجود علاقة بين فصول السنة والإصابة باحتشاء عضلة القلب، وتظهر الأبحاث أن النوبات القلبية تكون أكثر شيوعا خلال الأشهر الباردة من السنة، أي في الشتاء ومطلع الربيع، وهناك عدة عوامل تؤثر على هذا الأمر”.
وأضافت:”التغيرات المفاجئة في الضغط الجوي تكون أكثر تواترا في فصل الشتاء وموسم البرد، وهذا الأمر قد يثير نوبات القلب والأوعية الدموية لدى بعض الأشخاص، كما تكثر في فضل الشتاء التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية، وهذه الالتهابات تؤثر على صحة الجسم بشكل عام، وتزيد من الضغط على القلب والأوعية الدموية، وقد تتسبب بحدوث جلطات أو نوبات قلبية”.
وأشارت الطبيبة إلى أن تغيرات نمط الحياة في فصل الشتاء تؤثر على الصحة أيضا، ففي أوقات البرد يميل الناس إلى الحركة بشكل أقل، الأمر الذي يؤثر سلبا على صحة القلب والشرايين، كما يزداد استهلاك الأطعمة الدهنية والغنية بالسعرات الحرارية، ما قد يكون له تأثير سلبي على صحة القلب والشرايين، كما ترتفع في فصل الشتاء معدلات الكآبة والتوتر عند البعض، وهذا عامل خطر على صحة القلب بشكل عام.
المصدر: mail.ru