سواليف:
2025-02-03@12:44:45 GMT

لماذا نقوم بالعادات؟

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

لماذا نقوم بالعادات؟

م. #أنس_معابرة

هذا هو المقال الأول في سلسلة سأتحدث فيها عن #العادات، وتأثيرها على حياتنا، وستجد أن كل مقال يحمل فكرة منفصلة عن الأخرى، ولكن تكامل كل تلك الأفكار سيجعل منك انساناً مختلفاً، وستمتلك المعرفة اللازمة لاكتساب عادات حسنة، أو لتتخلى عن عادات سيئة.

اما بالنسبة للسؤال المهم وهو: لماذا نقوم بالعادات؟ فإن الجواب على هذا السؤال يحتاج منا إلى أن ندرك معنى العادة، وآلية عمل الدماغ.

مقالات ذات صلة عيد معلم وسط الزحام 2024/10/05

أولاً: العادة سلوك نقوم به عدداً كبيراً من المرات بحيث يصبح القيام به عملية أتوماتيكية، لا تحتاج إلى تفكير.

ثانياً: يشكّل الدماغ ما نسبته 2% من كتلة جسم الانسان، ولكنه يستهلك ما متوسطه 20% من الطاقة التي يستهلكها الجسد بشكل عام.

ولو عدنا بالزمن إلى الانسان البدائي، لوجدنا انه كان يعتمد في طعامه على الصيد، وعندما يتناول وجبة؛ لا يعلم متى ستكون الوجبة التالية، فهو يشعر بالتهديد الغذائي طوال الوقت. وهنا برزت أهمية المحافظة على الطاقة، وتقليل معدل الاستهلاك منها، وهنا بالذات؛ يأتي دور العقل الباطن.

فالعقل يتكون من قسمين افتراضيين، العقل الباطن والعقل الواعي، فالباطن لا يحتاج إلى استهلاك الطاقة، وهو سجل كبير لجميع العادات المبرمجة ألياً بداخله، ولا نحتاج إلى التفكير عند استعماله. أما العقل الواعي؛ فهو الجزء الذي يستهلك الكثير من الطاقة عند استخدامه، ويتم ذلك عند المبادرة باتخاذ قرار، أو التفكير في سلسلة من العمليات التي تحتاج إلى تدبّر وتمحيص.

أي أن التفكير بالعادات يتم من خلال العقل الباطن، ولا نحتاج إلى التركيز من أجل القيام بعادة، وهو تماماً ما حصل معنا عندما قدنا السيارة لأول مرة، كنا بحاجة إلى التركيز على معايرة الكرسي والمرأتين الجانبيتين، والنظر إلى ما حول السيارة، بل ربما أطال البعض منا النظر إلى الدواستين لحين ما أدركت قدماه كيفية التفريق بينهما. ولكن كل ذلك انتهى بعد أن أصبحت القيادة عادة لدينا، فنجلس بالسيارة ونعاير الكرسي والمرايا ونشغل السيارة ونبدأ بالقيادة دون أن يأخذ ذلك حيزاً من تفكيرنا.

إن جواب السؤال المطروح في بداية المقال هو أننا نقوم بالعادات لكي تصبح حياتنا أسهل، ولكي يكون الدماغ مرتاحاً بشكل أكبر، ولكي نوفر الطاقة التي يستهلكها العقل الواعي، فهو يزيح عن كاهله عناء التفكير في تفاصيل العملية التي نود القيام بها في حال كان عادة مكتسبة.

هنا تكمن صعوبة تغيير عادة سلبية، لأن الدماغ يقاوم هذا التغيير، ولا يريد أن يعود إلى وضع الاستعداد والتفكير من جديد، فعندما تريد الإقلاع عن التدخين، أنت بحاجة إلى اخراج تلك العادة من العقل الباطن، ووضعها في العقل الواعي للتفكير في التبعات السلبية للتدخين مع كل سيجارة، هذا بالإضافة إلى التبعات السلبية وأعراض الانسحاب على الأجزاء الأخرى من الجسد.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: العقل الباطن

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الفكر المستنير نتاج استضاءة العقل بنور الهداية

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الفكر على ثلاثة أنحاء: "فكر سطحى" وهو الذي ابتلينا به في عصرنا الحاضر؛ ينظر إلى الأشياء من الخارج ويفسرها بطريقة ساذجة، ويتعامل مع الأحداث بانطباع وليس بعقل ، ولا بمعرفة المآل وما تؤول إليه الأشياء ، فإذا استُثير ثار, وإذا أُنكر عليه انهار . ما هذا ؟ هذه تصرفات غير عاقلة ؛ لأنها سطحية من الخارج.

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان هناك تفكير آخر ، وهو : "التفكير العميق" ويشترك فيه الإنسان مؤمنًا كان أو كافرًا ، فهو لا يختص بفئة دون أخرى ، بل هو قدرة وهبها الله للإنسان في ربط المعلومات. فالذكاء في حقيقته ، وفي تعريفه الأصح ، هو قوة ربط المعلومات.

والإنسان لديه قوة وهبها الله له في ربط المعلومات, وهذه المعلومات تصله عن طريق الحواس ، فيتلقاها ويفكر فيها ، ثم يرتب بعضها فوق بعض ، أو بجوار بعض ، فيستنبط من المقدمات النتائج. وهذه القوة ، وهي قوة ربط المعلومات وهي الذكاء ، فتراها سريعة قوية واضحة عند بعضهم،  وبعكس ذلك عند آخرين. و{ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ } فتجد أحدهم ذكيًا ، وترى الآخر غبيًا بليدًا لا يستطيع ربط المعلومات ولا استخراج النتائج من المقدمات. هذا هو التفكير العميق الذكى ، وهو ما يحقق كثيرًا من مصالح الدنيا. 

الثالث: "التفكير المستنير" مستنير يعني أنه طالب للنور، ومستنير يعني طالب للنور  ، أي أن النور يقع عليه فيضيء طريقه ، مثل الشمعة التي تشتعل فتضيء لغيرها الطريق. وقد يكون التفكير العميق مستنيرًا .

  
ولكن ما التفكير المستنير  تحديدًا؟ التفكير المستنير لا يصلح أن يكون تفكيرًا سطحيًا, بل يجب أن يكون عميقًا ، لكنه لا يقتصر على العمق فقط ، بل لا بد أن يكون هناك ضوء ، نور جاء إليه ، وقع عليه نوره. ما هذا الضوء ؟ { وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } الذِّكر.. ذكر الله وربط الأشياء به ، ومعرفة قضية الكون وغايتها ، ومعرفة كلام الله وهدايته، هذه هى الاستنارة.


فلو فكرتم بعمق ، ووصلت إلى أن هذه الورقة التى في الشجر مكونه من اليخضور ، ومن البلازما ، ومن الكلوروفورم ، وغير ذلك ، فهذا تفكير عميق ومفيد ، ويمكن من خلاله إنتاج  معجون أسنان لمقاومة التسوس ، وهذا تفكير عميق ومفيد ، ولكن كونك تربط هذا بالله ، وترى هذا الكون فتستدل من هذا الأمر الذي قد مكّنك الله منه وبه على الله ، وكونك قد التزمت بمراد الله في كونه من صلاح الأرض وعدم إفسادها ، ومن التعمير لا التدمير, ومن التحبيب لا التخريب, فإنك بذلك تكون في نطاق الاستنارة. لأنك قد أدخلت الله ، مقصود الكل ، في المسألة.

أما الذي يعيش وقد ولى ظهره لله ، وحرم نفسه من فتح الله ، وحرم نفسه من هداية الله ، فأنَّى له الاستنارة ! فالنور خارج عن دائرته ، فهو في دائرة الظلمة ، لا في دائرة النور ، وإن كان يفكر تفكيرًا عميقًا. لذا ، عندما يقول الله تعالى : { وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } فإنه ينقلنا من دائرة الظلام إلى دائرة النور ، فلا يرضى لنا أن نفكر التفكير السطحى ، ولا يرضى لنا أن نقف عند التفكير العميق ، بل يأمرنا أن ندخل به بهذا التفكير العميق ، الذي به العمارة ، إلى نور قد جاء من عند الله {وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } ذِكرًا، {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } بهذا البيان .. فاللهم اجعلنا من الشاكرين.

مقالات مشابهة

  • أطعمة خارقة تعزز قوة الدماغ و العقل| موجودة في كل بيت
  • 40 خبيرًا يشاركون في انطلاق مؤتمر حفر الباطن الدولي للصحة الريفية
  • وزير الخارجية يستقبل وزير خارجية الدنمارك
  • مُحافظ حفر الباطن يرعى مؤتمر حفر الباطن الدولي للصحة الريفية في نسخته الثانية
  • شيخ العقل زار حاصبيا وقرى حدودية جنوبية: نثق بالجيش كقوة للوطن
  • قائمة أكلات لشهر رمضان توفر عليك مجهود التفكير.. 30 وجبة متنوعة
  • تشعر بالإرهاق بسبب التفكير.. حظك اليوم برج الدلو الأحد 2 فبراير
  • علي جمعة: الفكر المستنير نتاج استضاءة العقل بنور الهداية
  • يعتمدون على العقل.. 4 أبراج فلكية تقيد مشاعرها عند اتخاذ قرارات حاسمة
  • وزير التعليم الأسبق: لابد من تدريب المعلمين والطلاب على منهجية التفكير الإبداعي