مسارات جوية تجلب الأموال.. كيف استفادت طالبان من التوترات في الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
تشهد الأجواء الأفغانية نشاطًا غير مسبوق في حركة الطيران الدولي، حيث أصبحت المسار الذي اضطرت الكثير من شركات الطيران العالمية للتوجه إليه، بعد تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، نتيجة الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل وتوعد الأخيرة بالرد، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "إندنبدنت" البريطانية.
وتفادت العديد من شركات الطيران المرور عبر الأجواء الإيرانية، متجهة بدلاً من ذلك إلى الأجواء الأفغانية، مما أسهم في تحقيق "أرباح كبيرة" لحكومة حركة طالبان الأصولية، التي تسيطر على البلاد منذ 15أغسطس 2021.
ومنذ عودة قبضة طالبان على السلطة، فإنها تفرض قوانين متشددة، وحرمت النساء من الكثير من حقوقهن الأساسية، مما جعلها محور انتقادات دولية.
لكن اضطرت العديد من شركات الطيران، مثل الخطوط الجوية السويسرية، والخطوط الجوية البريطانية، والألمانية "لوفتهانزا"، وغيرها، لاستخدام الأجواء الأفغانية في ظل التطورات الأخيرة.
وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم موقع "FlightRadar24" المتخصص بتتبع حركة الطيران، إيان بيتشينيك، إن الشركات "تختار المسار الأفغاني لكونه أكثر أمانًا، مقارنة بالمسارات الأخرى في الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أن هذا القرار هو "موازنة بين المخاطر" التي تفرضها النزاعات القائمة.
وسجلت الأجواء الأفغانية أعلى نسبة مرور للطائرات الدولية منذ سيطرة طالبان على البلاد قبل أكثر من 3 أعوام.
والخميس، عبرت 191 رحلة دولية الأجواء الأفغانية، حيث دفعت شركات الطيران مبلغ 700 دولار عن كل رحلة لصالح وزارة الطيران المدني التابعة لطالبان.
وتعتبر هذه الرسوم مصدرًا مهمًا لدخل النظام الأفغاني، الذي يعاني من ضائقة مالية.
وكانت شركات الطيران تتجنب استخدام الأجواء الأفغانية بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد، نتيجة مخاوف أمنية، بالإضافة أن المجتمع الدولي سعى للضغط على الجماعة الأصولية من خلال تقليص إيراداتها من رسوم عبور الطائرات.
لكن هذا التوجه تراجع، مع تزايد المخاطر في المنطقة، واضطرار الشركات للبحث عن مسارات أكثر أمانًا.
وبالرغم من أن إيرادات عبور الطائرات ليست ضخمة بالمقارنة مع احتياجات طالبان، فإنها تشكل مصدرًا مهمًا للنظام، حيث قد تصل الإيرادات إلى 50 مليون دولار سنويًا، إذا استمرت حركة الطيران بالمعدلات الحالية، حسب الصحيفة البريطانية.
ورغم تزايد استخدام الأجواء الأفغانية، تظل هناك أخطار محدقة بالطيران المدني في مناطق النزاعات.
ويشير خبراء مثل كبير تانيجا، من "مؤسسة الأبحاث" في دلهي، إلى أن الطيران فوق مناطق النزاع يظل محفوفًا بالمخاطر، مستشهدًا بحوادث سابقة مثل إسقاط الطائرة الماليزية MH17 فوق أوكرانيا.
ومع ذلك، يعتبر بعض الخبراء أن الأجواء الأفغانية "أكثر أمانًا مقارنة بالأجواء الإيرانية" في الوقت الحالي، خاصة مع الارتفاع الكبير للطائرات العابرة الذي يجعلها بعيدة عن مدى الصواريخ والمخاطر الأرضية، حسب الصحيفة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: شرکات الطیران
إقرأ أيضاً:
ماكرون يزور جرحى فلسطينيين في مستشفى العريش قرب قطاع غزة
العريش (مصر) القاهرة "أ ف ب" "د ب أ": زار الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون اليوم مستشفى العريش بشمال شبه جزيرة سيناء المصرية، على بعد 50 كيلومتر من معبر رفح مع قطاع غزة، والتقى بعدد من المرضى والجرحى الفلسطينيين والطواقم الطبية والإغاثية.
وتوجه ماكرون إلى العريش في اليوم الثاني من زيارته الرسمية إلى مصر التي ركز فيها على الحرب في غزة.
وقال ماكرون إنه سيدعو من العريش إلى فتح المعابر وإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني المحاصر.
واستأنفت إسرائيل هجماتها في قطاع غزة في 18 مارس بعد شهرين من هدنة هشة تم خلالها تبادل عدد من الرهائن والمعتقلين لدى إسرائيل وحماس.
وتعتبر مدينة العريش المطلة على البحر المتوسط القاعدة الخلفية للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة والتي تمنع إسرائيل دخولها منذ بداية مارس.
وزار ماكرون فلسطينيين رفقة نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الذي حمل ورودا بيضاء للمرضى الذين يتلقون العلاج بالمستشفى القريب من قطاع غزة. وكان ماكرون شكر السيسي في مؤتمر صحفي الاثنين "على استقبالكم لنا في العريش... في هذا الموقع المتقدم لدعم المدنيين في غزة".
وفي المستشفى زار الرئيسان عدة أجنحة، منها غرفة لألعاب للأطفال.
وقال الطبيب في مستشفى العريش محمود محمد الشاعر للصحفيين إنه منذ بدء الحرب استقبل المستشفى 1200 مريض فلسطيني، موضحا أن هناك عدة مستشفيات أخرى قريبة تستقبل أيضا مصابين فلسطينيين من غزة.
وأضاف الشاعر أن المستشفى استقبل الكثير من المصابين، بينهم إصابات في العين والمخ "والكثير من حالات البتر بين الأطفال".
وفي العريش زار ماكرون أيضا مخازن الهلال الأحمر المصري التي تضم مساعدات موجهة لقطاع غزة ووصف مدينة العريش بأنها "ترمز للدعم الإنساني للمدنيين في غزة".
وحذر مصدر إغاثي فرنسي من أن الدواء سينفذ من قطاع غزة خلال أسبوع، مشيرا إلى أن القطاع لم يدخله أي مساعدات منذ شهر.
وقال مصدر إغاثي فرنسي آخر لوكالة فرانس برس إن سعر المياه ارتفع كثيرا في القطاع، معتبرا أن إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية ورقة ضغط في المفاوضات مع حماس.
حماية طواقم الإغاثة
في 23 مارس، قتل 15 شخصا في هجوم إسرائيلي على طواقم إسعاف في مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر، على بعد 50 كيلومتر من العريش، بحسب الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني. وأثار الهجوم انتقادات دولية دفعت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لطلب تحقيق "معمق" في الحادث.
وعقب قمة ثلاثية الاثنين أكد ماكرون والسيسي وملك الأردن عبد الله الثاني أن "حماية المدنيين وعمال الإغاثة الإنسانية وضمان إمكانية إيصال المساعدات بالكامل التزامات يجب تنفيذها بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وفي بيانهم المشترك دعا القادة الثلاثة إلى "عودة فورية لوقف إطلاق النار لحماية الفلسطينيين وضمان تلقيهم المساعدات الطارئة الإنسانية بشكل فوري وكامل".
وخلال اجتماعهم في القاهرة، أجرى السيسي وعبد الله وماكرون مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ناقشوا فيها التطورات في غزة، في اليوم ذاته الذي استقبل فيه الأخير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض.
ومن العريش، سيؤكد الرئيس الفرنسي كذلك "التزام فرنسا استكمال دعمها الإنساني لسكان غزة"، بحسب بيان لقصر الإليزيه.
وأكد ماكرون في مؤتمر صحفي مع السيسي الاثنين رفضه التهجير القسري لسكان غزة ودعمه للخطة العربية لإعادة إعمار القطاع الفلسطيني.
وحيّا ماكرون "الجهود الثابتة التي تبذلها مصر من أجل وقف إطلاق النار"، مجددا تأييده للخطة العربية لإعادة إعمار غزة التي صاغتها مصر وتبنتها الجامعة العربية في مارس في مواجهة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضخ استثمارات لتحويل قطاع غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" مع إعادة توطين سكانه في دول الجوار مثل مصر والأردن.
وقال السيسي الاثنين "توافقنا على رفض أي دعوات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم".
وشدد ماكرون كذلك على أنه لا ينبغي أن يكون لحركة حماس دور في حكم قطاع غزة "وألا تستمر الحركة في تشكيل تهديد لإسرائيل".
وجاء في البيان الثلاثي المشترك لماكرون والسيسي وعبد الله الثاني أن "الحوكمة والحفاظ على النظام والأمن في غزة، وكذلك في جميع الأراضي الفلسطينية، يجب أن تكون بشكل حصري تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية الممكّنة بدعم إقليمي ودولي قوي".
تثبيت وقف إطلاق النار
أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطى اليوم أهمية استعادة الهدوء وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وضمان تنفيذ مراحله الثلاث.
جاء ذلك خلال لقاء جمع الوزير عبد العاطي اليوم مع نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط مورجان أورتاجس ، وتيم ليندركينج مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى بالإنابة، وذلك على هامش المشاركة في مؤتمر حوار الشرق الأوسط - أمريكا" المنعقد فى أبوظبي ، وفق المتحدث باسم الخارجية تميم خلاف.
وصرح المتحدث ، في بيان صحفي ، بأن اللقاء تناول الشراكة الاستراتيجية المصرية-الأمريكية التى تمتد لأكثر من أربعة عقود، وسبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين بما يحقق المصالح المشتركة والارتقاء بهذه الشراكة إلى آفاق أرحب.
وشهد اللقاء تبادلا للرؤى بشأن التطورات الأخيرة في قطاع غزة والضفة الغربية في ظل التصعيد الإسرائيلي الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أكد الوزير عبد العاطى على ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى، مشددا على رفض مصر لتهجير الفلسطينين من أرضهم.
وتناول الوزير عبد العاطي خطة إعادة إعمار غزة التى تم اعتمادها عربيا واسلاميا وتحظى بدعم من الاتحاد الاوروبى واليابان وفاعلين دوليين آخرين، منوها فى هذا الخصوص إلي حرص مصر على عقد مؤتمر دولى لإعادة الاعمار فى غزة بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية بمشاركة الفاعلين الدوليين.
وشدد الوزير عبد العاطي على ضرورة تحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى المشروعة، معربا عن تطلع مصر إلى تعزيز التنسيق مع الإدارة الأمريكية للعمل على تحقيق السلام العادل المنشود في الشرق الأوسط.
كما شدد الوزير عبد العاطى على ضرورة إيجاد أفق سياسي يؤدي إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، بما يحقق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.
كما تطرق اللقاء الى تطورات الاوضاع فى الشرق الأوسط، حيث تم تبادل وجهات النظر بشأن التطورات فى لبنان وسوريا وليبيا والسودان واليمن، والتأكيد على ضرورة ضمان حرية الملاحة فى البحر الاحمر.