لماذا تتوجه غوغل بعتادها التكنولوجي إلى الهند؟
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
تعمل غوغل على تعزيز جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي في الهند وتوجِه جميع منتجاتها نحو المستخدمين الهنود، وتأتي هذه الخطوة لتعزيز المنافسة المتزايدة بين شركات التكنولوجيا الأميركية في سوق لا يضج بالمنافسين، وفقا لموقع "تيك كرانش".
وفي حدث "غوغل فور إنديا" (Google for India) العاشر والمُقام يوم الخميس الماضي، أعلنت غوغل أنها ستقوم بنشر نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها "جيميني" (Gemini) لتعزيز البحث والتعرف البصري ومعالجة اللغة، وهي ميزات رئيسية قادمة لأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.
ويعتمد أكثر من 40% من مستخدمي "جيميني" باللغة الهندية على التفاعلات الصوتية، وتبدو غوغل حريصة على الاستفادة من هذا الاتجاه. حيث ستُطلق الشركة "جيميني لايف" (Gemini Live) مساعد ذكاء اصطناعي يقدم محادثات صوتية طبيعية باللغة الهندية التقليدية، مع دعم لـ8 لغات هندية أخرى في وقت لاحق.
وقالت شركة البحث العملاقة إنها ستوسع أداتها للذكاء الاصطناعي التوليدي للبحث "إيه آي أوفرفيوز" (AI Overviews) لدعم المزيد من اللغات الهندية في الأسابيع المقبلة. ومن الجدير بالذكر أن المراجعة السابقة لـ "إيه آي أوفرفيوز" باللغة الهندية لم تكن مشجعة للغاية.
وتعمل غوغل أيضا على تعزيز عملها في البحث المرئي، من خلال "غوغل لينس" (Google Lens) والتي تُعد أكثر شعبية في الهند من أي مكان آخر، لذا فإن الشركة تجرب عمليات البحث المعتمدة على الفيديو، مما يسمح للمستخدمين بطرح أسئلة معقدة حول الأشياء المتحركة.
وحتى مع تأخر الهند في سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي، لا تزال البلاد تمثل أكبر سوق مفتوحة لشركات التكنولوجيا العملاقة على مستوى العالم.
وجمعت غوغل التي دخلت الهند منذ 20 عاما، ما بين 700 مليون إلى 800 مليون مستخدم هناك، وهي قاعدة واسعة يمكن أن تُسرّع جهود تبني الذكاء الاصطناعي.
وتأتي جهود غوغل في الهند بالتزامن مع ضخ عمالقة التكنولوجيا الأميركية مليارات الدولارات لجذب المستخدمين إلى منتجاتهم المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
ومن جهة أخرى ستحصل خرائط غوغل على ميزات جديدة تركز على الهند، مثل الملخصات المُنشأة بالذكاء الاصطناعي للأماكن، بالإضافة للبحث عن تجارب معينة، وليس فقط المواقع.
وقالت الشركة إنها تحلل مليارات المراجعات والصور لتحويل الخرائط إلى منصة اكتشاف، مما يساعد المستخدمين على استكشاف الأعمال التجارية والمعالم السياحية المحلية.
وقدّمت الشركة أدوات جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي للتجار الهنود تهدف إلى تسهيل بناء حضورهم الرقمي. وقالت إنها تقدم ميزات في مركز التجار الخاص بها، مثل الرسوم المتحركة بالفيديو المنُشأة بالذكاء الاصطناعي من صور المنتجات الثابتة، وذلك لمساعدة الشركات على إنشاء ملفات تعريف أكثر جاذبية عبر الإنترنت.
واقترحت غوغل مجموعة من الأطر التي تساعد الهند في تحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي. وتُقدّر أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد الهند في إطلاق العنان لنحو 4 تريليونات دولار من القيمة الاقتصادية بحلول عام 2030.
يدعو الاقتراح إلى الاستثمارات في قدرة الحوسبة ومجموعات البيانات المفتوحة، بجانب تحديث برامج المهارات. كما يدعو إلى الوصول الشامل للذكاء الاصطناعي وزيادة اعتماده من قبل الحكومة والشركات الصغيرة.
وقالت غوغل "نحن نقف عند لحظة محورية في تطوير الذكاء الاصطناعي في الهند. إن المواهب التكنولوجية المتميزة في الهند والاقتصاد المتنامي ونظام الشركات الناشئة النابض بالحياة يعني أن البلاد في وضع جيد لتحقيق إمكاناتها للقيادة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بالذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی الهند
إقرأ أيضاً:
مولد الفيديو بالذكاء الاصطناعي وصل لبريطانيا ويُقلق المبدعين.. ماذا نعرف عنه
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، لمحرر التكنولوجيا، دان ميلمو، قال فيه: "من الواضح أن التكنولوجيا، التي تم إطلاقها للتو في أوروبا والمملكة المتحدة، لديها القدرة على تحويل صناعات الأفلام والتلفزيون والإعلان".
وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنه: "إذا كنت تريد أن تعرف لماذا أوقَف تايلر بيري توسعة مجمع الاستوديو الخاص به بقيمة 800 مليون دولار فاكتب: شخصان في غرفة معيشة في الجبال، في أداة توليد الفيديو في OpenAI".
وأبرز: "تشير النتيجة من أداة Sora التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي تم إطلاقها في المملكة المتحدة وأوروبا، الجمعة، إلى سبب توقف قطب التلفزيون والسينما الأمريكي عن خططه".
وتابع بيري أنه بالعام الماضي بعد رؤية معاينات Sora، فإنه إذا أراد إنتاج تلك اللقطة الجبلية، فقد لا يحتاج إلى بناء طقم تصوير في الموقع أو على أرضه. وقال: "يمكنني الجلوس في مكتب والقيام بذلك باستخدام جهاز كمبيوتر، وهو أمر صادم بالنسبة لي".
وأضاف: "إن النتيجة من طلب نصي بسيط لا يتجاوز مدته خمس ثوانٍ، يمكنك الانتقال إلى ما يصل إلى 20 ثانية وأيضا تجميع مقاطع فيديو أطول بكثير من الأداة، ويظهر "الممثلون" مشاكل واضحة بأيديهم (مشكلة شائعة مع أدوات الذكاء الاصطناعي)".
"لكن خلفية الجبل والديكورات الداخلية المريحة مقنعة، ولم يستغرق الأمر سوى 45 ثانية بعد إدخال المطالبة النصية. سوف تتحسن التكنولوجيا أيضا" بحسب تايلر بيري.
وأبرز: "للوصول إلى Sora، يحتاج المستخدمون إلى الحصول على حزمة مدفوعة مع ChatGPT، لكنها إشارة إلى المكان الذي تتجه إليه تكنولوجيا إنشاء الفيديو في سوق الذكاء الاصطناعي سريع التطور. كما أنها تؤكد على سبب وصول الخلاف حول حقوق النشر إلى مستويات ساخنة على جانبي الأطلسي".
واسترسل: "من الواضح أن أدوات إنشاء الفيديو مثل Sora وKling وRunway لديها القدرة على تحويل صناعات الأفلام والتلفزيون والإعلان". فيما قالت إحدى فنانات المملكة المتحدة الرقميات التي جربت الأداة، جوزفين ميلر، إنها وسّعت الفرص أمام "المبدعين الأصغر سنا" وهي تستخدمها بالفعل لعرض أفكار الإعلان على العلامات التجارية.
إلى ذلك، تقول شركة OpenAI، بحسب الصحيفة البريطانية، إنّ: "المبدعين والاستوديوهات في المواقع التي يتوفر فيها Sora بالفعل، مثل الولايات المتحدة، يستخدمونه لإنتاج أفكار وعروض أفلام وإعلانات".
ويقول الرئيس التنفيذي لمجموعة Brandtech Group، ديفيد جونز، وهي شركة ناشئة في مجال الإعلان تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء حملات تسويقية، إنه: "سيكون هناك اضطراب هائل في صناعات الإعلان والتسويق بسبب أدوات مثل Sora".
ويقول جونز إن "هذه لحظة كوداك لصناعته، في إشارة إلى شركة أفلام الكاميرا التناظرية التي استسلمت للثورة الرقمية"، فيما يتبنى المعلنون الكبار بالفعل مقاطع الفيديو المصنوعة بواسطة الذكاء الاصطناعي. حيث أنتجت شركة كوكاكولا إعلانا لعيد الميلاد تم إنشاؤه بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي في العام الماضي وتم توضيح آثار التكنولوجيا في تغريدة محددة من أليكس هيرش، مبتكر سلسلة الرسوم المتحركة من إنتاج ديزني.
وكتب: "حقيقة ممتعة: "كوكا كولا حمراء، لأنها مصنوعة من دماء فنانين عاطلين عن العمل!"؛ بينما أصبحت مشكلة خسارة الفنانين أمام الذكاء الاصطناعي ساحة معركة رئيسية في تطوير التكنولوجيا على مستويات متعددة، ولا سيما فيما يتعلق بحقوق الطبع والنشر.
وتعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل Sora وChatGPT بواسطة نماذج مدربة على كميات هائلة من البيانات المستقاة من الإنترنت. إذ يعدّ ChatGPT، الذي طورته أيضا OpenAI، موضوع دعاوى قضائية تزعم أن استخدام أعمال الفنانين دون إذن يعد انتهاكا لحقوق الطبع والنشر.
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنه: "تعمق الخلاف في المملكة المتحدة هذا الأسبوع بشأن خطط الحكومة للسماح لشركات الذكاء الاصطناعي باستخدام الأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر دون إذن".
وأضاف: "ردّ القطاع الإبداعي بإصدار ألبوم احتجاج صامت من قبل 1000 موسيقي ورسالة مفتوحة من شخصيات إبداعية بارزة بما في ذلك دوا ليبا والسير توم ستوبارد والسير بول مكارتني تحذر من أن الحكومة على وشك الموافقة على "التنازل بالجملة عن الحقوق والدخل من القطاعات الإبداعية في المملكة المتحدة لشركات التكنولوجيا الكبرى".
إلى ذلك، لا تتصدر أداة Sora وأقرانها هذا النزاع، لكنهم يمثلون بوضوح تهديدا تنافسيا للفنانين الذين يريدون التعويض إذا تم استخدام أعمالهم لإنشاء هذه الأدوات - ومحتواها. وحذّر الرئيس التنفيذي ليوتيوب، العام الماضي، من أن استخدام OpenAI لمحتوى يوتيوب لتدريب نموذج Sora سيكون انتهاكا لشروط خدمة المنصة. أشارت التقارير بالفعل إلى إلمام Sora الواضح بمحتوى الألعاب.
وقال صانع الأفلام الحائز على جوائز وعضو مجلس اللوردات الذي تحدث ضد خطط الحكومة البريطانية، بيبان كيدرون، لصحيفة "الغارديان" بأنّ: "وصول Sora يضيف طبقة أخرى من الإلحاح إلى المناقشة".