يتمسك الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي، بين مصر ومدينة رفح الفلسطينية، بذريعة اكتشاف مئات الأنفاق الواصلة بين طرفي الحدود، والتي يزعم الاحتلال أنها استخدمت لتهريب الأسلحة والوسائل القتالية.

ورغم أن مصادر عسكرية إسرائيلية قللت من شأن السيطرة على المحور، وانعكاس ذلك على القدرات التسليحية لحركة حماس والفصائل الأخرى، إلا أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو يصر على الخطوة التي استحدثها ضمن أهداف الحرب، منذ تنفيذ العدوان البري المستمر على رفح قبل نحو أربعة أشهر.


وكشفت مصادر عسكرية إسرائيلية لقناة كان العبرية، خلال الأيام الماضية، أن كل الأنفاق التي اكتشفت أسفل محور فيلادلفيا كانت غير فعّالة، لأن الجيش المصري أغرقها بالماء أو دمّرها من الجانب المصري قبل سنوات عديدة، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول أسباب ابتداع نتنياهو هذه العقدة الجديدة؟.


ماذا فعل النظام المصري بالأنفاق أسفل "فيلادلفيا"؟
منذ أن أمسك رئيس النظام المصري بالحكم في مصر عقب الإطاحة بالرئيس المنتخب، محمد مرسي، عام 2013، عمد إلى خلق وقائع جديدة في مدينة رفح المصرية المتاخمة للحدود مع قطاع غزة، بذريعة منع تسلل المقاتلين إلى شبه جزيرة سيناء للالتحاق بتنظيم "ولاية سيناء"، الذي أعلن مبايعته لتنظيم الدولة.

أقدم الجيش المصري على ترحيل كل سكان مدينة رفح من الجانب المصري، ونقلهم إلى مدينة العريش ومدن الداخل، كالإسماعيلية، ومن ثم قام بهدم منازل المدينة على طول الشريط الحدودي مع القطاع، بهدف خلق شريط عازل يصل عمقه إلى ثماني كيلومترات.


الخطوة جاءت عقب هجوم على حاجز للجيش المصري في "كرم القواديس" وقع في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 ، وعلى إثر ذلك، أصدر رئيس مجلس الوزراء آنذاك إبراهيم محلب، قرارًا بتدشين منطقة عازلة مع قطاع غزة بطول 13 كيلو متر مع قطاع غزة وبعمق 500 متر في عمق الأراضي المصرية.

حدود المنطقة العازلة من الجانب المصري
وحدد القرار حدود المنطقة العازلة بداية من أقصى الشمال عند منطقة "أبو شنار" الساحلية شمالًا وحتى منطقة "جوز أبورعد" جنوبًا وصولًا لقرية "الطايرة" الملاصقة للشريط الحدودي شرقًا.

وخلال الشهور اللاحقة للقرار أخليت مسافة 1000متر على مرحلتين، ثم توقف العمل في المنطقة العازلة لفترة طويلة.

ومع نهاية 2017، بدأت السلطات الأمنية باخلاء المرحلة الثالثة وزادت وتيرة العمل بالمنطقة المحددة كلها حتى وصلت إلى خمسة كيلومتر بعمق الأراضي المصرية في مدينة رفح.

في هذه الأثناء تكفلت الوحدات الهندسية التابعة للجيش المصري بهدم جميع الأنفاق الواصلة بين رفح المصرية والفلسطينية، والتي حفرت أساسا لأغراض مدنية، كان هدفها كسر الحصار عن قطاع غزة، بعد أن ضرب الاحتلال حصارا خانقا وغير مسبوق بعد سيطرة حماس على  قطاع غزة، عام 2007.


طبيعة الأنفاق الموجودة بين طرفي الحدود
توصل بحث أجرته "عربي21" بالاستناد إلى معلومات حصلت عليها من مصادر مطلعة في رفح إلى أن عدد الأنفاق ذات الطابع التجاري بلغ ذروته بين عامي 2009 و2013 حتى وصل إلى أكثر من 1200 نفق متنوع الأطوال والمساحة، استخدمت أساسا لأغراض تجارية، منها إدخال المواد الغذائية وأخرى متعلقة بالإنشاءات، كالإسمنت والحديد، وثالثة خصصت للسيارات التي كان الاحتلال يمنع دخولها إلى قطاع غزة، وغيرها العديد من البضائع الأساسية التي حرم منها القطاع، كالوقود وغيره.

كانت الانفاق مكشوفة وواضحة للعيان ومن السهل تمييزها، ففي الطرف الفلسطيني يكفي أن تشاهد كابينة أو خيمة من القماش أو دفيئة زراعية، لتعلم أن هذه عين النفق من الجانب الفلسطيني، أما من الجانب المصري فكانت الفتحات تنتهي بمزارع أو منازل أو مناطق حرشية.



نشطت خلال الفترة المذكورة عمليات التجارة على طرفي الحدود، وخلقت هذه الأنفاق رغم عدم قانونيتها، فرصا للعمل بالتجارة وقطاع النقل بين مصر وقطاع غزة.



كيف انقسمت رفح إلى شقين فلسطيني ومصري؟
عقب توقيع مصر معاهدة كامب ديفيد للسلام مع الاحتلال الإسرائيلي، تم رسم الحدود بين غزة ومصر عبر مدينة رفح، وذلك عندما انسحب الاحتلال من سيناء عام 1982، حيث قسمت رفح إلى قسمين مصري وفلسطيني، مما أدى إلى تقسيم العائلات، وفصلها عن بعضها البعض بحواجز من الأسلاك الشائكة.

واجه أهالي رفح في السنوات التي تلت إتفاقية كامب ديفيد، صعوبة شديدة في التواصل بين بعضهم البعض، فضلاً عن انعزالهم عن مملتكاتهم وأراضيهم الواقعة في الجانب الآخر لمحل إقامتهم.

كان التواصل بينهم يتم من خلال الأسوار التي وضعت على الحدود، يتشاركون عبرها الفرح والعزاء من خلال النظر من بعيد. أما العبور فكان صعب المنال إلا في حالات نادرة ذلك أن رفح الفلسطينية أصبحت خاضعة للاحتلال الإسرائيلي الذي سيطر أيضا على المعبر الوحيد باتجاه مصر، وتحكم في حركة المرور منه.

ما موقف مصر من احتلال محور فيلادلفيا؟
كررت مصر رفضها المطلق لسيطرة "إسرائيل" على معبر رفح ومحور فيلادلفيا، واتهمتها بالسعي لتغيير الواقع على الأرض ومنع التوصل إلى هدنة في غزة، مما قد يؤدي لتوسع الحرب وينذر بعواقب كارثية.

ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مصدر مصري رفيع قوله مؤخرا أن: "مصر تجدد تأكيدها على ثوابت ومحددات أي اتفاق للسلام، وفي مقدمتها رفض الوجود الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح بشكل قاطع"، مشددا على أن استمرار الحرب على غزة واحتمال توسعها إقليميا "ينذر بعواقب وخيمة على المستويات كافة".



لماذا يتمسك نتنياهو بمحور فيلادلفيا؟
أظهر نتنياهو تشددا متصاعدا إزاء البقاء في محور فيلادلفيا، متحديا بذلك الموقف الأمريكي والإقليمي خاصة مصر التي رفضت الوجود الإسرائيلي هناك، فضلا عن معارضة الموقف الداخلي الذي يرى أن التمسك بهذا الشرط يأتي على حساب حياة الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس" في غزة.

ووفق مراقبين، يشير موقف نتنياهو إلى وجود قناعة راسخة لديه بأهمية التواجد في هذه المنطقة، حيث عارض عام 2005 خطة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بما فيها "فيلادلفيا".

ويعتبر "فيلادلفيا" أحد أبرز نقاط الخلاف الراهنة في المفاوضات المتعثرة لوقف إطلاق النار في غزة، حيث يتمسك نتنياهو ببقاء جيش الاحتلال فيه، بينما تصر حماس على انسحابه بشكل كامل من قطاع غزة.

ويتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو منذ أشهر بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس؛ خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.

وفي المقابل، يهدد وزراء اليمين المتطرف، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الاحتلال محور فيلادلفيا الفلسطينية نتنياهو فلسطين نتنياهو الاحتلال محور فيلادلفيا عام على الطوفان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من الجانب المصری محور فیلادلفیا مدینة رفح قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

القصة الكاملة لإيقاف إيمان خليف مدى الحياة.. رد مفاجئ من اتحاد الملاكمة الجزائري

خلال الساعات الماضية، أثارت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف صاحبة الميدالية الذهبية في أولمبياد باريس 2024، حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أنباء إيقافها مدى الحياة وتجريدها من الميدالية الذهبية والألقاب التي حصلت عليها، نتيجة ارتفاع مستوى هرمون الذكورة لديها.

البداية كانت مع زعم إحدى الصحف المغربية أمس أن الملاكمة إيمان خليف صاحبة ذهبية أولمبياد باريس 2024، تم إيقافها مدى الحياة وتجريدها من جميع الألقاب التي حصلت عليها، إضافةً لمصادرة جائزة مالية قدرها 25 مليون دولار، ما أثار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

تعليق اتحاد الملاكمة الجزائري

بعد هذه الأنباء، خرج  يوسف خليفي، رئيس الاتحاد الجزائري للملاكمة، في تصريحات خاصة لموقع «winwin»، للتعليق، قائلا: «لا يوجد أي شيء رسمي بخصوص هذا الأمر، إنها مجرد شائعات من طرف أبواق إعلامية تستهدف بطلتنا منذ أولمبياد باريس.. إيمان بطلة بجدارة واستحقاق، وأثبتت ذلك أمام الجميع، وكل ما يقال لا نلتفت إليه، كهيئة رسمية».

وكان رئيس الاتحاد الجزائري للملاكمة، أكد أن إيمان خليف صاحبة ذهبية أولمبياد باريس، لم تتعرض لأي عقوبة، كما لا توجد أي مراسلات رسمية في هذا الشأن من أي جهة رسمية تعترف بها اللجنة الأولمبية الدولية ولا الجزائرية.

وعلقت اللجنة الأولمبية الجزائرية على أنباء إيقاف الملاكمة الجزائرية، عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قائلة: «نجدد طمأنة الجماهير الجزائرية بأن كل الأخبار المغلوطة حول الملاكمة الجزائرية عموما والبطلة إيمان خليف خاصة عارية من الصحة ولا تمت بأي صلة للجنة الأولمبية الدولية، هي مجرد حملة ممنهجة ضد الجزائر واضحة المصدر للتشويش على النجاح الباهر للبطلة الأولمبية وسير الجزائر في صف الاتحاد الدولي الجديد الشرعي».

رد اللجنة الأولمبية الجزائرية

وكشفت اللجنة الأولمبية الجزائرية انسحابها من الاتحاد الدولي للملاكمة IBA غير المعترف به وذلك على خلفية أزمة الملاكمة إيمان خليف الحاصلة على الميدالية الذهبية في أولمبياد باريس بعد صدور تقارير غير رسمية بإيقافها مدى الحياة وسحب كافة الميداليات التي حصلت عليها بعد ارتفاع هرمونات الذكورة لديها.

ونفت وكالة الأنباء العالمية «أسوشيتد برس» إيقاف إيمان خليفة مؤكدة أنه لا أساس له من الصحة، مضيفة: «حددت اللجنة الأولمبية الداخلية (IOC) موعدًا نهائيًا في أوائل العام المقبل لهيئة حاكمة ذات مصداقية لتحل محل الرابطة الدولية للملاكمة (IBA)، وحسم الأمر حول هوية البطلة الجزائرية».

وكانت إيمان خليف اتهمت من قبل الإيطالية أنجيلا كاريني بعدم اجتياز اختبارات الأهلية الجنسية، وأيضا أنّها متحولة جنسيا ولا يجوز لها المشاركة في منافسات السيدات، وذلك بعدما تعرضت  الأخيرة للكمة داخل حلبة الملاكمة في أولمبياد باريس 2024، لم تتعرض لها من قبل بحسب الملاكمة الإيطالية.

معلومات عن إيمان خليف 

حصلت إيمان خليف على أول ميدالية ذهبية في تاريخ الجزائر بمنافسات الملاكمة للسيدات في أولمبياد باريس 2024، وجاء ذلك بعد فوزها في المباراة النهائية بمنافسات الملاكمة للسيدات،  وزن 66 كيلوجراما، على الصينية ليو يانج بنتيجة 5/0.

تبلغ الملاكمة الجزائرية من العمر 25 عاما، فهى خاضت رحلة طويلة في الملاكمة، إذ تعتبر أول لاعبة جزائرية تصل إلى نهائي بطولة العالم نسخة 2022، كما أنها شاركت في بطولة الاتحاد الدولي للملاكمة للسيدات 2018 لأول مرة، بالإضافة إلى ذلك، في البداية لعبت كرة القدم قبل أن تتحول إلى الملاكمة.

مقالات مشابهة

  • 3 دعمات وذبحة.. القصة الكاملة لتعرض نشوى مصطفى لوعكة صحية ونقلها للمستشفى
  • جيش الاحتلال: الهجوم البري في جباليا لن يستبدل السيطرة على محور فيلادلفيا
  • ماذا وراء إنشاءات الاحتلال الإسرائيلي الجديدة على محور فيلادلفيا؟
  • أعمدة إنارة عليها كاميرات مراقبة ورشاشات آلية.. إنشاءات إسرائيلية جديدة على محور فيلادلفيا
  • كاميرات مراقبة ورشاشات آلية.. ماذا تفعل إسرائيل في "محور فيلادلفيا"؟
  • الاحتلال ينصب كاميرات مراقبة وأبراج عسكرية على محور فيلادلفيا
  • استدرجوه بمكالمة تليفون..القصة الكاملة لمقتل شاب على يد 4 أشخاص في شبين القناطر
  • القصة الكاملة لإيقاف إيمان خليف مدى الحياة.. رد مفاجئ من اتحاد الملاكمة الجزائري
  • الكشف عن التفاصيل الكاملة لقصة "الفتاة الإيزيدية" في غزة