الوطن:
2024-10-06@11:29:12 GMT

نص خطبة الجمعة القادمة.. «رحم اللَّه رجلًا سمحًا»

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

نص خطبة الجمعة القادمة.. «رحم اللَّه رجلًا سمحًا»

كشفت وزارة الأوقاف عبر صفحتها الرسمية، عن خطب أيام الجمع في شهر أكتوبر 2024، ومنها خطبة الجمعة المقبل بتاريخ 8 ربيع الآخر 1446هجريا الموافق 11 أكتوبر 2024.

خطبة الجمعة القادمة

وحملت خطبة الجمعة القادمة، عنوان «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا» وجاء نص الخطبة كالآتي:

«الحمدُ للهِ الذي تكرَّمَ على العالمينَ بدينِ الإسلامِ، وجعلَ السماحةَ فيهِ منهجًا للأنامِ، ويسَّرَ شرائعَهُ وبيَّنَ الأحكامَ، الحَمْدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)) [النساء: 29]، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وليُّ الصالحينَ، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفُيُّهُ مِن خلقهِ وخليلُهُ، القائلُ كما في حديثِ أبي سعيدٍ الخدرِي -رَضِيَ اللهُ عَنْهَ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ( إنَّما البيعُ عَن تراضٍ)، فاللهمَّ صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ  المختارِ وعلى آلهِ وصحبهِ الأطهارِ وسلمْ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ.

أمَّا بعد فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } "سورة  أل عمران :102". 

أيُّها السادةُ، ما أحوجنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلي أنْ يكونَ حديثُنَا عن: رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا، وخاصة ولقد فقدنَا السماحةَ في البيعِ والشراءِ بل وفي حياتِنِا كلِّهَا ، وخاصةً وهناكَ مِن التجارِ مَن لا يرقبونَ في مؤمنٍ إلًّا ولا ذمةً، كلُّ همِّهِ وغايتِهِ نفسُهُ فقط لا غير ، وخاصةً عندمَا صدرَ قرارٌ بمنعِ الاستيرادِ، مباشرةً وبدونِ توقُّفٍ ولا تردُّدٍ يرفعُ التجارُ الأسعارَ، لماذا هذا -يا عبادَ الله-؟ لماذا هذه الشدَّةُ والقسوةُ؟ أين الشفقةُ والرحمةُ على عبادِ الله؟ وخاصةً وأنتم ترونَ الفقرَ يزدادُ يوماً بعدَ يومٍ، وخاصةً ونحن نعيشُ في زمنِ الأزماتِ الماليةِ والاقتصاديةِ الرهيبةِ في العالمِ كلِّهِ ،وخاصةً هناك تجارُ الأزماتِ يستغلونَ حاجةَ الناسِ فكثرَ الجشعُ والطمعُ  والاستغلالُ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ ،وخاصةً وأنَّ تجارَ اليومِ إلا ما رحمَ اللهُ قد ماتَ إحساسُهُم، ودُفنتْ مشاعرهُم  وقلَّ إيمانُهُم، ونسُوا ربَّهُم، ولا عليهم أنْ يموتَ الناسُ جوعًا، ولا يبالونَ بغلوِّ العيشِ الذي يعصرُ الناسُ عصرًا، ولا يتألمونَ للحاجةِ التي أرهقتْ مضاجعَ الناسِ بالليلِ، وأرهقتهُم بالنهارِ، هم تجارُ حروبٍ وأزماتِ، لا تهمُّهُم إلا أنفسهُم ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ، وخاصةً و التجارةُ مِن الكسبِ الحلالِ الذي أمرَنَا بهِ دينُنَا الحنيفُ واعتبرَهَا مِن الأماناتِ التي أوصَي الإسلامُ بحفظِهَا، والسماحةُ مِن أهمِّ أخلاقِ المسلمِ في البيعِ والشراءِ.

تفاصيل خطبة الجمعة

أيُّها السادة: إنَّ شريعة الإسلام نظّمتْ شؤونَ الحياةِ كلِّها، فما مِن شأنٍ مِن شؤونِ حياةِ الإنسانِ إلّا وللشريعةِ فيهِ التعليماتُ الطيّبةُ والتوجيهاتُ القيّمةُ؛ لتحوّلَ المجتمعَ المسلمَ في كلِّ ميادينِ حياتِهِ؛ لأنْ يكونِ مجتمعًا مرتبطًا بدينِهِ، ومِن ذلكُم شأنُ الأسواقِ، بيعًا وشراءً، فإنَّ شريعةَ الإسلامِ جاءتْ بالضوابطِ الشرعيةِ والآدابِ المستحبَّةِ والتوجيهاتِ النافعةِ لمَن يأتُوا الأسواقَ، ومَن يشتغلونَ فيهَا، ومَن مِهْنتُهم البيعُ والشراءٌ فيها لأنَّ الأسواقَ مِن الأماكنِ البغيضةِ للهِ تعالي كما في الحديثٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي اللهُ عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: ( أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا)، وكيف لا؟ وطلبُ الحلالِ مِن الرزقِ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ.

إنّ ابتغاءَ المالِ الطيبِ ضرورةٌ لاستقامةِ الحياةِ الاجتماعيةِ واستقرارِهَا، وأنّ طلبَ المعيشةِ والتكسّبِ مِن أهمِّ الأمورِ التي حثَّنَا عليها دينُنَا الحنيفُ، لذا أمرَنَا بالخروجِ في طلبِ الرزقِ، قال جلَّ وعلا وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا [النبأ:11]، قال جلَّ وعلا ((عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [المزمل:20]. وكيف لا؟ ودينُنَا دينُ الشمائلِ الحسنةِ والقيمِ المستحسنةِ والأخلاقِ العاليةِ والآدابِ الغاليةِ.. بل الغايةُ الأسمَى مِن بعثتهِ ﷺ هي الأخلاقُ فقالَ كما في حديثِ أبي هريرةَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ:{ بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ } رواه البخاري.

خلقَ السماحةِ يجبُ أن يظهرَ في تعاملِنَا، وخاصةً في الدينارِ والدرهمِ، ويتأكدُ هذا عندمَا تُشحَنُ النفوسُ بحبِّ الدنيا وطلبِ المزيدِ منها، واللهُ جلَّ وعلا فطرَ الإنسانَ على حبِّ المالِ والدنيا، قالَ جلَّ وعلا: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) [العاديات: 8)، وقالَ جلَّ وعلا: (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) [الفجر: 20]، وقالَ جلَّ وعلا: «إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا» ((المعارج: 19 – 21).

وطلبَ ربُّنَا -عزَّ وجلَّ- مِن الإنسانِ أنْ يجاهدَ نفسَهُ أثناءَ تعاملِهِ مع الدنيا التي زيَّنَهَا لهُ وفطرَهُ على محبَّتِهَا، وأنْ يجعلَهَا في يدِهٍ لا في قلبِه. وقد بيَّنَ لنَا سيدُنًا رسولُ اللهِ ﷺ حقيقةَ هذه الدنيا بقولِهِ: «لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ» (رواه الترمذي، وقال ﷺ : «مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا» (رواه الترمذي).

لذا وجبَ علينَا السماحةُ في جميعِ شؤونِ حياتِنَا، فالدنيا لا قيمةَ لهَا ولا وزنَ لهَا إنَّمَا الدنيا إلى زوالٍ. وكيف لا؟ وقد أكرمنَا اللهُ تعالى بشريعةٍ كلِّها خيرٌ ورحمةٌ ومنفعةٌ للبشريةِ في دنياهُم وآخرتِهِم، لمَن قَبِلَهَا وآمنَ بهَا والتزمَهَا، هذه الشريعةُ تدعُو المؤمنَ لأنْ يكونَ متخلِّقاً بالسماحةِ في معاملتِهِ مع خلقِ اللهِ تعالى؛ لأنَّ السماحةَ تقوِّي الإيمانَ، وتُضاعفُ الثوابَ عندَ اللهِ تعالى، وتشدُّ أزرَ العبادِ، وتجعلُ المحبةَ بينَ الأفرادِ، والمودةَ والرحمةَ في قلوبِ العبادِ.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة وزارة الأوقاف خطبة الجمعة

إقرأ أيضاً:

ما دلالة إلقاء “خامنئي” خطبة الجمعة بالعربية وبجانبه بندقية؟ هل يعجل هجومه الناري على الكيان وداعميه بالحرب الكبرى؟

سرايا - رثى المرشد الإيراني علي خامنئي في خطبة الجمعة بطهران السيد حسن نصر الله، واصفا إياه بـ”درة لبنان الساطع”.

“خامنئي” ألقى خطبة الجمعة في أمر لا يخلو من دلالة بالغة.

المرشد الإيراني حمل بشدة على الكيـان الصهيوني مؤكدا أنه الذي سيتعرض للهزيمة أمام المقـاومين، لافتا إلى أن مقاتلي فلسطين ولبنان أعادوا الكيان الغاصب 70 عامًا إلى الوراء، والنصر سيكون حليفهم.


وأكد أن دول المنطقة قادرة على تحقيق الأمن والسلام.

المرشد الإيراني قال إن خطبته موجهه إلى الأمة الإسلامية جمعاء، وللشعبين اللبناني والفلسطيني بشكل خاص، لافتا إلى أن الجميع حزين ومكلوم.

خطبة المرشد كان لها ردود أفعال هائلة، في السطور التالية التفاصيل:
السفير فرغلي طه مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق يقول إن إيران تظل منذ عام 1973 بعد حرب اكتوبر، هي والمقاومة الفلسطينية واللبنانية، هم من بقى ليحارب إسرائيل وحدهم ويدفعون أثمانا كبيرة، برغم فارق التكنولوجيا والمساعدات الغربية لإسرائيل.


ويقول السفير ” طه” إن الأمر ينطوي على دلالتين واضحتين في خطبة خامنئي:
أن الخطبة موجهة أساسا لشعوب العرب، ثم إن البندقية ربما تعنى استمرار المقاومة والإستعداد لغدر العدو.

في سياق إيران قال د. إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إنه كان يتحسب طوال إلقاء المرشد الاعلي الايراني السيد علي خامنئي خطبة الجمعة في طهران والتي خصصها لتأبين زعيم حزب الله الراحل حسن نصر الله، وسط هذا الحشد الغفير من المصلين وكبار المسئولين الايرانيين من سياسيين وعسكريين، أن تقدم اسرائيل بمعاونة جهاز الموساد وعملائه، علي محاولة اغتياله وقد صار هدفا مكشوفا ومتاحا لها، ومعه كل من سوف يمكنهم الوصول اليهم من هؤلاء المسئولين الكبار.

ويضيف أنه كان يخشي في كل لحظة أن ينقلب هذا المشهد فجأة ليأخذ شكلا دراميا كارثيا قد يكون بداية الحرب التي يتوعدون بها ايران في تل ابيب، لأن احد وزراء نتنياهو كان قد خرج بالامس ليتهم المرشد الايراني بانه مصدر كل المشاكل والازمات في المنطقة، وان نهايته أصبحت قريبة.

ويلفت إلى أنه كان يعني بذلك أنه لن يكون بعيدا عن الاغتيال كغيره ممن طالتهم يد إسرائيل، مشيرا إلى أن المناسبة مرت بسلام، وإن كانت كل الشواهد والمؤشرات تنبئ بأن الأسوأ بين الدولتين قادم في الطريق،وأنه قد يكون من العنف والشراسة بمكان.

وقال إن هذا ليس تخمينا او اجتهادا أو مجرد احتمال قد يحدث او لا يحدث، وإنما هو أمر مؤكد ايا ما كان الشكل الذي سوف تكون عليه بداية هذه الحرب بين اسرائيل وايران.

وقال إن اللحظات الراهنة ربما تكون من أخطر اللحظات التي مر بها الشرق الاوسط خلال عقود طويلة من الحروب والصراعات والازمات، وهو الذي يقف حاليا فوق اعلي جبل ينتظر من يقذف به الي الهاوية بحرب لن تكون كأي حرب، ولتتحول هذه المنطقة بعدها الي كرة من النار.

واختتم مؤكدا أن ما قاله المرشد الايراني في خطابه اليوم والذي كان خطابا سياسيا بامتياز وصال فيه وجال واتهم فيه امريكا واسرائيل بما اتهمهم به، ربما يحرك الدافع لديهما علي الإسراع بشن هذه الحرب دون مزيد من الانتظار أو التأجيل،لافتا إلى أن المنطقة كلها، مرة اخري، علي حافة الانفجار.

رأي اليوم

إقرأ أيضاً : ما قصة الصور التي طلبها نتنياهو وكلفت "إسرائيل" عشرات من نخبة جنودها ؟ إقرأ أيضاً : من هو هاشم صفي الدين؟إقرأ أيضاً : مصادر: (إسرائيل) تأكدت من نجاح اغتيال هاشم صفي الدين وكل مرافقيه

مقالات مشابهة

  • «رحم اللَّه رجلا سمحا».. نص خطبة الجمعة القادمة
  • ما دلالة إلقاء “خامنئي” خطبة الجمعة بالعربية وبجانبه بندقية؟ هل يعجل هجومه الناري على الكيان وداعميه بالحرب الكبرى؟
  • خطبة الجمعة بمساجد الإسماعيلية بعنوان"وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّه"
  • ألقى خطبة الجمعة.. خامنئي: نصرالله قدّم خدمة للمنطقة كلها وهجومنا على إسرائيل أقل جزاء
  • كلمة الخامنئي في خطبة الجمعة قبل تشييع جثمان حسن نصر الله
  • خطبة الجمعة اليوم 4 أكتوبر.. «وما النصر إِلا من عند الله»
  • الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة.. غدا
  • «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ».. نص خطبة الجمعة غدا 4 أكتوبر 2024
  • وفد من “حماس” يلتقي الرئيس الايراني في الدوحة