حافظ الائتلاف الحاكم في ماليزيا بقيادة رئيس الوزراء أنور إبراهيم على قواعده أمام تحالف المعارضة في الانتخابات التي أجريت السبت لاختيار مجالس 6 ولايات.

وأظهرت النتائج الصادرة عن لجنة الانتخابات أن ائتلاف "باكاتان هارابان" (تحالف الأمل) بزعامة أنور احتفظ بـ 3 ولايات هي سيلانغور وبينانغ ونيغيري سمبيلان.

ويقع في سيلانغور أكبر ميناء في البلد، أما بينانغ فهي مركز صناعة أشباه الموصلات المزدهرة، وهما أغنى ولايتين في ماليزيا.

في المقابل، حافظ تحالف المعارضة "بيريكاتان ناسيونال" (التحالف الوطني) بزعامة رئيس الوزراء السابق محيي الدين ياسين على سيطرته على الولايات الثلاث الأخرى، كيدا وترينغانو وكيلانتان.

وحققت المعارضة تقدما قويا في سيلانغور، حيث فقد الائتلاف الحاكم غالبية الثلثين.

وقال أنور إبراهيم في مؤتمر صحفي عقب إعلان النتائج "هذا قرار الشعب. علينا احترام هذا القرار"، كما دعا إلى وحدة الصف.

وأضاف أن الحكومة الفدرالية لا تزال قوية بعد هذه الانتخابات، وأن الائتلاف الحاكم "سيواصل العمل الجاد لخدمة الشعب بما يتفق مع تطلعاتنا لبناء ماليزيا".

استفتاء على الشعبية

وانتخابات السبت هي أصعب تحد سياسي يواجهه أنور منذ توليه رئاسة حكومة وحدة وطنية في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، بعد انتخابات عامة لم تسفر عن غالبية مطلقة لأي حزب.

ورأى محللون أن اجتيازه هذا التحدي سيوفر له وقتا لتعزيز سلطته في الدولة المسلمة الواقعة في جنوب شرق آسيا.

ولا يؤثر انتخاب أعضاء مجالس الولايات على غالبية الثلثين الداعمة لأنور في البرلمان، لكن نُظر إلى الاقتراع على نطاق واسع باعتباره استفتاء على شعبية أنور، بما في ذلك جهوده من أجل مجتمع أكثر اندماجا يسمح للأقليات الوازنة من الصينيين والهنود بمشاركة أوسع في الدولة ذات الغالبية المسلمة من الملايو.

"تحالف الأمل" احتفظ بسيطرته على 3 ولايات بينها أغنى ولايتين في ماليزيا (رويترز)

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الخبير في مركز أبحاث المحيط الهادي في ماليزيا أوه إي صن، قوله "إنه فوز مثير لأنور بعد أن أحبط تحدي الحزب الإسلامي القوي بي إيه إس (أحد أركان تحالف المعارضة)".

بدورها، قالت الخبيرة في الشؤون الماليزية بجامعة نوتنغهام، بريدجت ويلش، إن الاحتفاظ بالولايات الثلاث "انتصار لأنور"، لأنه "خاض هذه الحملة بشكل دفاعي".

وكان الخبير في شؤون ماليزيا بجامعة تسمانيا في أستراليا جيمس تشين قد حذر من عواقب "وخيمة" إذا خسر أنور ولو ولاية واحدة، ومن بين تلك العواقب تغير الولاءات التي يمكن أن تهدد مستقبله السياسي.

مستقبل الحكومة الماليزية

وقال المحلل السياسي في شركة "سولاريس إستراتيجيز سنغافورة" الاستشارية مصطفى عز الدين إن الفوز "يخفف الضغط على أنور من نواح عديدة إذ لن يواجه أي تحولات سياسية كبيرة يمكن أن تغير الوضع الراهن".

لكنه أضاف أن النتيجة مخيبة للآمال أيضا لأن "ائتلافه لم يحرز تقدما كبيرا".

وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت قبل انتخابات السبت مخاوف كبيرة بين الناخبين بشأن قضايا اقتصادية مثل ارتفاع الأسعار وتباطؤ النمو وضعف العملة.

وقد تولى أنور إبراهيم (76 عاما) رئاسة الوزراء بعد صراع طويل، وفاز حزبه بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات العامة، لكنه لم يتمكن من تحقيق الغالبية المطلقة اللازمة لتشكيل الحكومة.

وأجبره ذلك على تشكيل ائتلاف مع خصوم سابقين في "المنظمة الوطنية المتحدة للملايو" لضمان تأمين غالبية الثلثين في البرلمان ونيل موافقة ملك ماليزيا على تشكيل "حكومة وحدة".

ولا يزال الائتلاف صامدا في بلد شهد تعاقب 3 رؤساء حكومات خلال 4 سنوات، بعد هزيمة نجيب عبد الرزاق وخسارته رئاسة الوزراء في انتخابات 2018 وسط فضيحة الفساد المتعلقة بصندوق الثروة السيادي.

لكن المحلل أوه إي صن قال إن أنور إبراهيم "يجب أن يظل يقظا"، إذ يرى أنه "ليس هناك ما يضمن بقاء حكومته حتى الانتخابات العامة المقبلة" في 2027.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی مالیزیا

إقرأ أيضاً:

خاص | مصدر في الائتلاف الوطني السوري يرجح حلّه بعد سقوط الأسد

بعد النجاح الذي حققته فصائل الثورة السورية في إسقاط نظام بشار الأسد، تعالت التساؤلات حول دور ومستقبل "الائتلاف الوطني السوري"٬ الذي كان يمثل المعارضة السورية في المحافل الدولية٬ فيما رجح مصدر مسؤول في الائتلاف لـ"عربي21" حله.

في 18 من كانون الأول/ديسمبر الجاري٬ قال رئيس الائتلاف، هادي البحرة، إن الائتلاف لم يجتمع مع قائد غرفة العمليات العسكرية آنذاك٬ أحمد الشرع، لكن جرى بعض التواصل مع أطراف في إدارة الحكومة وأطراف مقربة.

الحوار وتقاسم المسؤوليات هو السبيل لبناء وطن للجميع، بعيداً عن المصالح الفردية والصراعات على المناصب. الأولوية يجب أن تكون لتوحيد الجهود والعمل المشترك لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة.#انتصار_الثورة_السورية #سقوط_نظام_الأسد #سورية_حرة #سورية #سوريا #الائتلاف pic.twitter.com/EhO9bjUYSR — الائتلاف الوطني السوري (@SyrianCoalition) December 20, 2024
وأضاف البحرة خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول أن الائتلاف سيعود إلى البلاد وسينشئ مقراً هناك.

وأشار البحرة إلى ضرورة العمل على ترتيب الأمور اللوجستية وضمان حرية التعبير. وأكد أن حكومة تصريف الأعمال في سوريا يجب أن تكون ذات مصداقية ولا تقصي أي طرف، ولا تقوم على أساس طائفي.

وأعرب الائتلاف عن دعمه للحكومة المؤقتة برئاسة محمد البشير، مبيناً أن تطبيق القرار الأممي 2254 بات محصوراً بقوى الثورة عقب إسقاط نظام الأسد.


كما أعلن الائتلاف في بيان صدر 16 كانون الأول/ديسمبر الجاري، عن رفضه لأي وصاية على سوريا. وأكد أن تنفيذ قرار مجلس الأمن يتم عبر "عملية سياسية بملكية السوريين وقيادتهم، وعبر الحوار السوري، ولا تتحكم بها الأمم المتحدة بأي شكل من الأشكال".
بيان صحفي

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

دائرة الإعلام والاتصال

16 كانون الأول 2024

إن الائتلاف الوطني السوري، إذ يتابع عمله بعد إسقاط النظام المجرم، من أجل تحقيق كامل أهداف الثورة وتطلعات الشعب السوري في العدالة والحرية والديمقراطية؛ يوضح ما يلي:

• بسقوط… pic.twitter.com/POlDTa85vM — الائتلاف الوطني السوري (@SyrianCoalition) December 16, 2024


الاستقالات تتوالى
ويذكر أن هيئة التفاوض السورية والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية٬ شهدا عدة استقالات جماعية بعد سقوط النظام السوري.

ففي 18 و19 كانون الأول/ديسمبر الجاري٬ أعلن الأعضاء المستقيلون تركهم العمل في الكيانين، لانتفاء الحاجة إليهما بعد سقوط نظام المخلوع بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري، وفق ما ذكروه عبر حساباتهم على منصات التواصل، وكان معظمهم من الضباط المنشقين عن جيش النظام المخلوع.

والأعضاء المستقيلون هم (العميد إبراهيم الجباوي - العميد الركن عبد الله قاسم الحريري - العميد عوض أحمد العلي - العميد عبد الجبار عكيدي من "هيئة التفاوض" - الدكتور محمد الدغيم من "الائتلاف")
استقالة من الائتلاف الوطني السوري

اِنسجاماً مع تطورات المشهد السوري في انتصار الثورة المباركة، وتحقيق هدفها في سقوط النظام الاستبدادي المجرم، و ولادة سوريا الجديدة.

أعلن استقالتي من الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، مُتمنياً لأبناء بلدي الحبيب تحقيق تطلعاتهم الواعدة… — د. محمد الدغيم (@mdughiem1) December 17, 2024


الائتلاف يجيب
طرح "عربي21" تساؤلاته على مصدر مسؤول داخل الائتلاف٬ رفض الكشف عن هويته٬ حول أولويات الائتلاف في الفترة القادمة؟ وقال "نسعى للعمل على استقرار الأوضاع الأمنية والعسكرية داخل البلاد٬ وتنفيذ روح القرار الأممي رقم 2254 ٬ والدعوة إلى حوار وطني يشمل جميع مكونات المجتمع السوري".

وفي إجابته عن مستقبل الائتلاف في الفترة القادمة٬ أكد بأن الائتلاف سيقوم بحل نفسه لأن هدفه قد انتهي٬ حيث شكل لتمثيل الشعب السوري٬ ولكن بعد سقوط النظام فلم يعد له دور على المدى البعيد٬ لكنه لم يقدم تاريخا لحل الائتلاف.

وبعد سؤاله عن الدستور الذي سيعود إليه الشعب السوري في المرحلة الانتقالية الحرجة٬ قال المسؤول داخل الائتلاف٬ إن هناك اقتراحان لحل هذا الإشكال٬ أولا القيام بإعلان دستوري مؤقت٬ ثانيا العودة للعمل بدستور عام 1950 ٬ وذلك حتى كتابة دستور جديد للبلاد من قبل جميعة تأسيسية.


ما هو قرار 2254؟
في 18 كانون الأول/ديسمبر 2015 ٬ اعتمد مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أميركي يهدف إلى وضع إطار لحل سياسي للأزمة السورية التي بدأت عام 2011. استند القرار إلى بيان اتفاق جنيف "1" وبيانات فيينا الخاصة بسوريا.

نص القرار على بدء محادثات السلام في سوريا في كانون الثاني/يناير 2016، وأكد أن الشعب السوري هو من يحدد مستقبل البلاد. دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية، وطالب بوقف أي هجمات ضد المدنيين فوراً.

بنود القرار
وقف إطلاق النار: دعا القرار إلى وقف فوري للأعمال القتالية في سوريا، باستثناء العمليات العسكرية ضد تنظيمات مثل تنظيم الدولة وجبهة النصرة، والجماعات المصنفة "إرهابية" والمدرجة في لوائح مجلس الأمن.

العملية السياسية: دعم القرار عملية انتقال سياسي بقيادة سورية وفقاً لبيان جنيف الصادر عام 2012. ودعا إلى بدء مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة برعاية الأمم المتحدة، محدداً مدة 6 أشهر لتشكيل حكومة انتقالية ذات مصداقية وغير طائفية، و18 شهراً لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف أممي.


الإصلاح الدستوري: طالب القرار بصياغة دستور جديد لسوريا كجزء من عملية الانتقال السياسي.

الوضع الإنساني ومكافحة الإرهاب: أكد القرار على أهمية إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق السورية دون عوائق، ودعا الأطراف إلى تسهيل العودة الآمنة للنازحين واللاجئين. كما شدد على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في سوريا.

الائتلاف فقد هدفه
وقال الكاتب والصحفي السوري أحمد كامل٬ الذي شغل منصب المستشار الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سابقا٬ في إجابته على سؤال "عربي21" حول مستقبل الائتلاف.

بأن "الائتلاف هيئة شكلت لتمثيل الشعب السوري للتفاوض نيابة عنه٬ وتنتهي مهمته كما تم الاتفاق في يوم التأسيس بسقوط النظام٬ ثم تم تعديل الأمر، وأصبح بتشكيل المؤتمر الوطني".


وتابع "الآن سقط النظام ومعه يسقط الائتلاف، فلم يعد له عمل٬ لم يعد له مهمة٬ فجميع هيئات الائتلاف، من هيئة التفاوض، واللجنة الدستورية، وأستانا٬ كلهم فقدوا مضمونهم، ولم يعد لهم معنى لوجودهم".

وأكد الصحفي السوري "أن الخريطة السياسية في سوريا انقلبت رأسا على عقب٬ فهيئة تحرير الشام كانت مجرد فصيل عسكري محصور في منطقة صغيرة نسبيا٬ الآن هي الفصيل الذي أوقف مذبحة السنة التي استمرت 54 عام٬ الذي أسقط النظام الذي لم يستطع أحد في الدنيا إسقاطه، وهزم حزب الله وطرده من سوريا، وهزم روسيا وحشرها في قاعدة صغيرة لا تعرف ماذا تفعل بها٬ وهزم إيران وطردها٬ وهزم الفصائل الشيعية العراقية والأفغانية والباكستانية".

وأضاف "أصبح أهم جهة مرت على سوريا منذ خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي٬ بعده أحمد الشرع٬ وهكذا ينظر ملايين السوريين".

ويرى كامل أن حل أعضاء الائتلاف الوحيد بعد أن يحلوا أنفسهم٬ أن يعودوا إذا قرروا ذلك، ولكن عن طريق أحزاب سياسية لها برامج واضحة تتنافس من أجل كسب ثقة المواطن السوري. وأكد جورج صبرا يعود إلى حزب الشعب الديمقراطي السوري٬ وأعضاء الائتلاف من الإخوان٬ يعودوا إلى حزب الإخوان المسلمين. "ويجلس الجميع مع أحمد الشرع كحزب، ويتفاوضوا معه كحزب".

مقالات مشابهة

  • وزارة التجارة تعلن فوز 4 مترشحين في انتخابات غرفة الباحة
  • خاص | مصدر في الائتلاف الوطني السوري يرجح حلّه بعد سقوط الأسد
  • امتحانات الثانوية العامة 2025| مطالب بإلغاء البابل شيت وعودة الأسئلة المقالية
  • حرق شجرة الميلاد في قرية سورية ذات غالبية مسيحية يؤدي إلى تظاهرات
  • الدولار يحافظ على قوته مع استمرار هيمنة توقعات الفائدة الأميركية
  • الدولار يحافظ على قوته مع استمرار هيمنة توقعات الفائدة
  • ائتلاف حقوقي يستندر التضييق والحصار على الصحفيين والمدافعين/ات عن حقوق الإنسان
  • انتخابات غيرت خريطة السياسة العالمية في 2024.. أبرزها وصول ترامب للبيت الأبيض
  • بيان عاجل لـ أمريكا بعد فوز الحزب الحاكم في انتخابات موزمبيق
  • رومانيا: الرئيس يوهانيس يرشح رئيس الوزراء لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة وسط تحديات سياسية وأزمة ثقة