البابا فرنسيس يترأس قداسا إلهيا بمناسبة عيد القديس ميخائيل
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ترأس قداسة البابا فرنسيس بعد ظهر السبت ٥ أكتوبر في بازيليك القديس بطرس قداسا للدرك الفاتيكاني لمناسبة عيد شفيعه رئيس الملائكة ميخائيل والذي يُحتفل به في ٢٩ سبتمبر. وفي عظته تحدث البابا عن الكفاح والذي أوكله الرب للملائكة في المقام الأول.
وتابع أن الشيطان يحاول دائما أن يدمر الإنسان بنواياه التي يقدمها كأشياء جيدة، ولكن لدينا اليقين بأننا لسنا بمفردنا في هذا الكفاح لأن الله قد أوكل إلى الملائكة مهمة الدفاع عن الإنسان.
وتوقف الأب الأقدس عند كون هذا عملا ثمينا إلا أنه قبل كل شيء خدمة للكنيسة أريد أن أشكركم عليها، قال البابا.
وأشار في هذا السياق إلى استقبال عناصر الدرك يوميا في الفاتيكان وخارجه أعدادا كبيرة من الأشخاص والحجاج، وأضاف أن عناصر الدرك الفاتيكاني هم غالبا أول من يلتقي هؤلاء الأشخاص أو ربما الوحيدون الذين يلتقون بهم، ولهذا، قال البابا، فإني أتضرع إلى الله سائلا أن يهبكم دائما نعمة أن تكونوا انعكاسا لحنانه.
هذا وأراد البابا فرنسيس التوجه إلى عائلات عناصر الدرك ليعرب لها عن الشكر على الصبر، مشيرا إلى أن عمل عناصر الدرك والإطفاء لا يمكن أن يتم بدون صبر وتفَهم عائلاتهم. وتابع الأب الأقدس معتذرا للعائلات على كل تلك الساعات التي تغَيب فيها أزواجكم وآباؤكم وأبناؤكم وأخوتكم عن البيت للقيام بخدمتهم، قال البابا.
وتابع أنه يدرك أن هذا ليس بالأمر السهل، ثم أوكل عائلات عناصر الدرك إلى حماية مريم العذراء وإلى القديس ميخائيل كبير الملائكة كي لا يفرق الإنسان ما جمعه الله.
وذكَّر قداسته بقراءة اليوم مشيرا إلى أن الإنجيل يدعونا إلى الوحدة لا إلى الانقسام، ودعا البابا هنا الجميع إلى أن يتذكروا دائما أن الوحدة هي أسمى من النزاع.
ثم ختم البابا فرنسيس عظته مجددا شكره لعناصر الدرك على خدمتهم كما وتضرع كي يهبهم الله الحكمة والصبر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أكتوبر البابا فرنسیس عناصر الدرک قال البابا
إقرأ أيضاً:
النص الكامل للخطاب الملكي بمناسبة المسيرة الخضراء
وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مساء اليوم الأربعاء، خطابا ساميا إلى شعبه الوفي بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة.
في ما يلي النص الكامل للخطاب الملكي السامي :
“الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
شعبي العزيز،
نخلد اليوم، ببالغ الاعتزاز، الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء.
وهي مسيرة سلمية وشعبية، مكنت من استرجاع الصحراء المغربية، وعززت ارتباط سكانها، بالوطن الأم.
ومنذ ذلك الوقت، تمكن المغرب من ترسيخ واقع ملموس، وحقيقة لا رجعة فيها، قائمة على الحق والشرعية، والالتزام والمسؤولية. ويتجلى ذلك من خلال :
– أولا : تشبث أبنائنا في الصحراء بمغربيتهم، وتعلقهم بمقدسات الوطن، في إطار روابط البيعة، القائمة عبر التاريخ، بين سكان الصحراء وملوك المغرب.
– ثانيا : النهضة التنموية، والأمن والاستقرار، الذي تنعم به الصحراء المغربية.
– ثالثا : الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء، والدعم الواسع لمبادرة الحكم الذاتي.
وبموازاة مع هذا الوضع الشرعي والطبيعي، هناك مع الأسف، عالم آخر، منفصل عن الحقيقة، ما زال يعيش على أوهام الماضي، ويتشبث بأطروحات تجاوزها الزمن :
– فهناك من يطالب بالاستفتاء، رغم تخلي الأمم المتحدة عنه، واستحالة تطبيقه، وفي نفس الوقت، يرفض السماح بإحصاء المحتجزين بمخيمات تندوف، ويأخذهم كرهائن، في ظروف يرثى لها، من الذل والإهانة، والحرمان من أبسط الحقوق.
– وهناك من يستغل قضية الصحراء، للحصول على منفذ على المحيط الأطلسي.
لهؤلاء نقول : نحن لا نرفض ذلك؛ والمغرب كما يعرف الجميع، اقترح مبادرة دولية، لتسهيل ولوج دول الساحل للمحيط الأطلسي، في إطار الشراكة والتعاون، وتحقيق التقدم المشترك، لكل شعوب المنطقة.
– وهناك من يستغل قضية الصحراء، ليغطي على مشاكله الداخلية الكثيرة.
– وهناك كذلك من يريد الانحراف بالجوانب القانونية، لخدمة أهداف سياسية ضيقة.
لهؤلاء أيضا نقول : إن الشراكات والالتزامات القانونية للمغرب، لن تكون أبدا على حساب وحدته الترابية، وسيادته الوطنية.
لقد حان الوقت لتتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها، وتوضح الفرق الكبير، بين العالم الحقيقي والشرعي، الذي يمثله المغرب في صحرائه، وبين عالم متجمد، بعيد عن الواقع وتطوراته.
شعبي العزيز
إن المرحلة التي تمر منها قضية وحدتنا الترابية، تتطلب استمرار تضافر جهود الجميع.
ونود الإشادة هنا، على وجه الخصوص، بروح الوطنية التي يتحلى بها المغاربة المقيمون بالخارج، وبالتزامهم بالدفاع عن مقدسات الوطن، والمساهمة في تنميته.
وتعزيزا لارتباط هذه الفئة بالوطن، قررنا إحداث تحول جديد، في مجال تدبير شؤون الجالية المغربية بالخارج.
وذلك من خلال إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بها، بما يضمن عدم تداخل الاختصاصات وتشتت الفاعلين، والتجاوب مع حاجياتها الجديدة.
لهذا الغرض، وجهنا الحكومة للعمل على هيكلة هذا الإطار المؤسساتي، على أساس هيأتين رئيسيتين :
– الأولى، هي مجلس الجالية المغربية بالخارج، باعتباره مؤسسة دستورية مستقلة، يجب أن تقوم بدورها كاملا، كإطار للتفكير وتقديم الاقتراحات، وأن تعكس تمثيلية مختلف مكونات الجالية.
وبهذا الخصوص، ندعو إلى تسريع إخراج القانون الجديد للمجلس، في أفق تنصيبه في أقرب الآجال.
– أما الثانية، فهي إحداث هيئة خاصة تسمى “المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج”، والتي ستشكل الذراع التنفيذي، للسياسة العمومية في هذا المجال.
وسيتم تخويل المؤسسة الجديدة، مهمة تجميع الصلاحيات، المتفرقة حاليا بين العديد من الفاعلين، وتنسيق وإعداد الاستراتيجية الوطنية للمغاربة المقيمين بالخارج وتنفيذها.
وستقوم المؤسسة الجديدة كذلك، بتدبير “الآلية الوطنية لتعبئة كفاءات المغاربة المقيمين بالخارج”، التي دعونا لإحداثها، وجعلها في صدارة مهامها.
وذلك لفتح المجال أمام الكفاءات والخبرات المغربية بالخارج، ومواكبة أصحاب المبادرات والمشاريع.
وإننا ننتظر من هذه المؤسسة، من خلال انخراط القطاعات الوزارية المعنية، ومختلف الفاعلين، أن تعطي دفعة قوية، للتأطير اللغوي والثقافي والديني، لأفراد الجالية، على اختلاف أجيالهم.
ومن أهم التحديات، التي يتعين على هذه المؤسسة رفعها، تبسيط ورقمنة المساطر الإدارية والقضائية، التي تهم أبناءنا بالخارج.
كما نحرص أيضا، على فتح آفاق جديدة، أمام استثمارات أبناء الجالية داخل وطنهم. فمن غير المعقول أن تظل مساهمتهم في حجم الاستثمارات الوطنية الخاصة، في حدود 10 %.
شعبي العزيز،
إن التضحيات التي قدمها جيل المسيرة، تحفزنا على المزيد من التعبئة واليقظة، قصد تعزيز المكاسب التي حققناها، في ترسيخ مغربية الصحراء، ومواصلة النهضة التنموية، التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية.
وبنفس الروح، يجب العمل على أن تشمل ثمار التقدم والتنمية، كل المواطنين في جميع الجهات، من الريف إلى الصحراء، ومن الشرق إلى المحيط، مرورا بمناطق الجبال والسهول والواحات.
ونغتنم هذه الذكرى المجيدة، لاستحضار قسمها الخالد، وفاء لروح مبدعها، والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، وأرواح كل شهداء الوطن الأبرار.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.