تعرف على أساليب الحرب النفسية التي مارسها الاحتلال ضد سكان غزة (شاهد)
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
على مدار عام على العدوان المتواصل على قطاع غزة، لجأ الاحتلال لممارسة الحرب النفسية على الفلسطينيين، من أجل ترهيبهم وضرب روحهم المعنوية، فضلا عن الحصول على معلومات استخبارية عن أسراه.
ومنذ اليوم الثالث للعدوان، بدأ الجيش الإسرائيلي تكثيف استخدامه أساليب الحرب النفسية على الفلسطينيين، ورفع وتيرة استهداف السكان، عبر العديد من الوسائل الحديثة والقديمة.
وتنوعت أساليب الاحتلال في حربها النفسية على الفلسطينيين في غزة، واعتمدت بصورة كبيرة على الاتصالات والتقنيات الحديثة، لكنها لم تغفل الوسائل القديمة والتقليدية في ممارسة هذا النوع من الحرب على المدنيين.
ومن وسائل الاحتلال، عمليات التلاعب العاطفي، عبر رسائل إلى الأشخاص وعائلاتهم تحمل تهديدات بالقتل، واجتياح المناطق أو قصفهم بالطائرات، فضلا عن تضخيم بعض المعلومات لصناعة انتصار وهمي من خلالها.
ونستعرض في التقرير التالي، جانبا من أبرز الوسائل التي استخدمت خلال العدوان الجاري على قطاع غزة، منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، وحتى الآن.
قطع الإنترنت والاتصالات
مع انطلاق العدوان البري على قطاع غزة، في 27 تشرين أول/أكتوبر، أقدمت قوات الاحتلال، على قطع الاتصالات كافة عن قطاع غزة، سواء الهاتفية أو شبكات الإنترنت، وفقد سكان غزة الاتصال بالعالم الخارجي بالكامل، ولم تخرج من غزة صورة سوى تلك التي تبثها بعض قنوات الأخبار المرتبطة بالأقمار الصناعية مباشرة، والتي تضمنت مشاهد قاسية لعمليات القصف الوحشي لكافة مناطق شمال قطاع غزة تمهيدا لدخول القوات البرية.
وأدى انقطاع الاتصالات لحالة هلع بين السكان، فضلا عن عدم القدرة على الاطمئنان على بعضهم البعض، إضافة لعدم قدرة المناطق التي يتواجد بها مصابون شهداء على إبلاغ طواقم الإسعاف بسبب انعدام الاتصالات.
وانتشرت الرسالة الشهيرة، على موقع شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" والتي قالت فيها "يؤسفنا أن نعلن عن انقطاع كامل لجميع خدمات الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة" فضلا عن رسائل أخرى من شركة جوال التي تشغل الهواتف الخلوية.
ومن جوانب الحرب النفسية التي لا يزال الاحتلال يمارسها حتى اليوم في غزة، طريقة إلقاء المنشورات، وهي وسيلة تقليدية ظهر في الحروب قبل عقود طويلة، بهدف التأثير على السكان، سواء بتوجيه تهديدات لهم، أو بهدف بث الرعب ومحاولة استدراج البعض لتقديم معلومات للعدو.
ومن أشكال المنشورات التي ألقيت على غزة:
منشورات أوامر الإخلاء:
وهي أوراق، تحمل خريطة للمنطقة المستهدفة، وتقسم على بلوكات، وبداخل المنشورات تفصيلات تتعلق بأمر إخلاء المنطقة والمكان الذي يجبر الفلسطينيون على النزوح إليه.
ورغم أن بعض المنشورات التي طلبت إخلاءات للمناطق، لم يعقبها عدوان بري على المنطقة المستهدفة، إلا أنها خلقت حالة هلع لدى المدنيين ودفعتهم للخروج من المنطقة تجنبا للقصف الوحشي الممارس ضدهم.
منشورات الأموال:
لجأ الاحتلال، إلى إلقاء منشورات على شكل عملته "الشيكل"، من الفئات الورقية الكبيرة، لإغراء سكان غزة في التقاطها وقراءة ما فيها، وهو واحد من الأساليب التقليدية كذلك للمنشورات.
وتضمنت المنشورات النقدية التي ألقيت في أغلب رسائلها، عبارات تتهم قيادات المقاومة الفلسطينية بسرقة أموال الشعب الفلسطيني، وبناء الأنفاق بها، وترك الشعب فقيرا ويتعرض للحرب، بهدف بث الفرقة وإيهام الفلسطينيين بأن المقاومة ضدهم.
منشورات الأسرى:
ومن جملة ما ألقاه الاحتلال، منشورات تحمل صورا لكافة أسراه في قطاع غزة، وتضمنت تفاصيل حول جهات اتصال عبر واتس آب والهاتف الخلوي، مع جهاز مخابرات الاحتلال الشاباك، وعرض مكافآت مالية، بغرض استدراج الأشخاص للاتصال بهم والحصول منهم على معلومات سرية.
مكبرات الصوت
من الأساليب النفسية التي لجأ إليها الاحتلال، خلال عدوانه البري على غزة، وخاصة في خانيونس، إقامة حواجز لعبور النازحين من المنطقة، ونصب منصة تحمل مكبرات صوت يستخدمها جندي يتحدث اللغة العربية، ويبدأ بترديد عبارات تهاجم المقاومة الفلسطينية، وقيادات المقاومة، ويذكرهم بصورة شخصية وبالأسماء، ويبدأ بزعم أنهم يعيشون في منازل مرفهة ويرتدون أفضل الثياب، ويخبر النازحين أنهم يسيرون على الطين وبيوتهم تدمرت، من أجل زرع الإحباط في نفوسهم وتوجيه غضبهم تجاه المقاومين.
ويعد هذا الأسلوب من الأساليب التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية، بين الألمان والسوفييت، خلال حصار ستالين غراد، عبر بث بيانات متبادلة بعد التأثير على الروح المعنوية للجنود، من خلال قصص مختلقة لخلق بلبلة.
صحيفة ورقية
كما لجأ الاحتلال إلى إلقاء صحيفة ورقية على سكان غزة، في مناطق النزوح، أطلق عليها اسم الواقع، تضمنت بث رسائل تحمل المقاومة مسؤولية الوضع المأساوي الذي يعيشه النازحون، وانعدام الطعام والشراب والمأوى، إضافة إلى رسوم كاريكاتورية تصور المقاومة بأنها تعيش تحت الأرض ويتوفر لديها كل المستلزمات والفلسطينيون محرومون منها.
ومن ضمن الحرب النفسية التي تضمنتها تلك الصحيفة، نشر صور لفلسطينيين من غزة، وتهديدهم بشكل رسمي بكشف تفاصيل خاصة عن حياتهم، إضافة إلى نشر صور لأشخاص آخرين، ووصفهم بأنهم أفراد في أجهزة الأمن الفلسطينية بغزة، واتهامهم بالتجسس على حياة الفلسطينيين، لكن تلك الوسيلة تعرضت لضربة بعد نشر صور لأشخاص متوفين فضلا عن معلومات عن أطفال في سن 8 سنوات و12 عاما باعتبارهم مقاومين.
إلقاء السجائر
ولجأ الاحتلال إلى استغلال انقطاع بعض المواد من غزة، وخاصة السجائر، إلى إلقاء أكياس تحتوي على سيجارتين، ورسالة للمدخنين، بهدف استدراجهم للحصول على معلومات، فضلا عن اتهام المقاومة، بأنها السبب من وراء حرمانهم من السجائر.
صور المعتقلين والشهداء
ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة، تعامل الاحتلال مع ملف المعتقلين من القطاع، بصورة سرية، ونادرا ما كانت تعرف أسماء الأسرى، لكنه في محطات عديدة، لجأ إلى نشر عشرات الصور، بادعاء أنها لأسرى وأخرى لشهداء.
لكن بعد مراجهة الجهات الحكومية بغزة، للصور التي كان ينشرها الاحتلال، ظهر مرارا وجود صور لأشخاص غير موجودين بالأساس في قطاع غزة، وبعض الأشخاص متوفين قبل العدوان، وصور أخرى لأشخاص يدعي الاحتلال قصفهم في استهداف محدد ويتبين أنهم استشهدوا قبل تلك الحادثة بأيام وأسابيع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية غزة الاحتلال الحرب النفسية غزة الاحتلال حرب نفسية عام على الطوفان المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرب النفسیة لجأ الاحتلال النفسیة التی على قطاع غزة سکان غزة فضلا عن
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يترك عشرات الآليات المدمرة خلفه بعد الانسحاب من غزة (شاهد)
تداولت الحسابات الفلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي صورا للدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية المدمرة التي تركها جيش الاحتلال خلفه بعدما انسحب من مراكز المدن في قطاع غزة مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وأظهرت الصور عشرات الدبابات المدمرة بفعل قذائف المقاومة على مدار 471 يوما، إضافة إلى الجرافات العسكرية التي كانت تعمل على تدمير بيوت الفلسطينيين.
دبابات إسرائيلية دمرتها المقاومة الفلسطينية في جباليا شمال قطاع #غزة
Israeli tanks destroyed by the
Palestinian resistance in Jabalia, north of the #Gaza Strip. pic.twitter.com/enE4Cr91K0 — الـشـبـ????ـراوي #غـزَّة (@M_shebrawy3) January 19, 2025
واستخدمت المقاومة خلال التصدي لحرب الإبادة الإسرائيلية العديد من الأسلحة البسيطة التي تحولت لرموز عالمية كان أبرزها قذيفة "الياسين 105" المضادة للدروع، وعبوات "العمل الفدائي" وعبوات "شواظ" وغيرها.
ناقلات جند معطلة في بيت حانون وجباليا، تركها الجيش قبل انسحابه، ويُحتمل أن تكون مفخخة.
هذا النوع كان يستخدم في نسف الأحياء السكنية . pic.twitter.com/3pw1mlF5in — Tamer | تامر (@tamerqdh) January 19, 2025
واتبعت المقاومة إلى حد كبير أساليب وتكتيكات عمل كمائن لقوات الاحتلال واستدراجها إلى أماكن مفخخة مسبقة، وهو ما تم توثيقه بعشرات المقاطع المصورة منذ بداية الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
#جباليا .. هنا بقايا دبابات العصابات شاهدة على بأس المقاومة..#غزة_تنتصر pic.twitter.com/lKdvUnBoms — مختار غمّيض (@ghommokh) January 19, 2025
وأكد الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، أن معركة طوفان الأقصى بدأت من تخوم غزة لكنها غيرت وجه المنطقة، وأضفت معادلات جديدة في الصراع مع الاحتلال، بما في ذلك إسقاط منظومة ردعه وقتل الآلاف من جنوده وإعطاب أكثر من 2000 من آلياته.
دبابات اسرائيلية تركها جيش الاحتلال في حي تل السلطان برفح جنوب قطاع غزة. pic.twitter.com/w7EsMkiLVw — فلسطين بوست (@PalpostN) January 19, 2025
وتحدث أبو عبيدة عن صفقة تبادل الأسرى التي بدأت مرحلتها الأولى، عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.
وقال في كلمة مصورة: "471 يوما على معركة طوفان الأقصى التاريخية التي دقعت المسمار الأخير بنعش الاحتلال الزائل دون شك"، مشددا على أنّ "التضحيات والدماء العظيمة التي بذلها شعبنا لن تذهب سدى".
ماذا رأيتم في غزة في اليوم التالي؟
وجدنا بأس رجال الله في أرضه، على شكل دبابات مدمرة، وجرافات مقلوبة، وبقايا كمائن، وآثار لمقتلة خاضها الرجال في كل شارع وحارة.
وجدنا ثلّة قليلة غلبت عدوا مدججا مدعوما بفضل الله ونصره pic.twitter.com/CGfoPHrhuz — mohammed haniya (@mohammedhaniya) January 19, 2025
وتابع قائلا: "شعبنا قدم من أجل حريته ومقدساته تضحيات غير مسبوقة على مدى 471 يوما (..)، ربح البيع يا شهداءنا ويا شعبنا المرابط، وهذه التضحيات لها ما بعدها ولن تضيع هدرا، وطاب سعيكم أيها المقاومون الصابرون في ظل الظروف المستحيلة القاهرة".
هذا ما عثر عليه الشعب الغزاوي من خردة بقايا دبابات جيش الحفاضات الصهيوني قبل قليل.
من هنا مر أبطال القسام????#حماس_تمثل_أمة_الإسلام #غزة_تنتصر pic.twitter.com/mD0510N3PX — د.حمود النوفلي (@hamoodalnoofli) January 19, 2025
وذكر أن "المقاومة والشعب في غزة قدموا نموذجا فريدا في قدرة أصحاب الأرض على الفعل المؤثر والصمود"، مضيفا أننا "صنعنا ملحمة تاريخية ليس لها مثيل في العالم، تحية لكم يا شعبنا في غزة يا تيجان الرؤوس، يا من نهضتم نهضة المعتصم لأجل القدس والأرض".
ولفت إلى أن "معركة طوفان الأقصى بدأت من تخوم غزة، لكنها غيرت وجه المنطقة وأدخلت معادلات جديدة في الصراع مع الكيان"، مؤكدا أن المعركة أدت إلى فتح جبهات قتال جديدة، وأجبرت الكيان على اللجوء إلى قوى دولية لمساندته.