المراهقة مرحلة انتقالية صعبة، تتسم بالتحولات الجسدية والنفسية السريعة؛ يبحث خلالها المراهقون عن هويتهم، ويشعرون برغبة قوية في الاستقلال والاكتشاف لكل ما حولهم، وهذه الرغبة النابعة من الفضول والمعرفة قد تدفعهم أحيانًا إلى اتخاذ قرارات خاطئة والانجراف في تيارات لا تتوافق مع قيم المجتمع، فهل تدفعهم شهوة المعرفة إلى التورط في أفكار متطرفة؟.

. هذا ما تجيب عنه الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسي بطب الأزهر، خلال حديثها لـ«الوطن».

التصدي للأفكار المتطرفة

أطلقت «الوطن» حملة توعوية بعنوان «تعزيز قيم الهوية الدينية»، تحت شعار «الإيمان قوة.. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين»، تهدف إلى التصدي للأفكار الإلحادية، وجاءت ضمن 3 حملات لمواجهة الانحراف والتطرف الاجتماعي والفكري والديني تحت شعار «مجتمع صحي آمن.. أوله وعي وأوسطه بناء وآخره تنمية».

ولتوضيح العلاقة بين شهوة المعرفة في مرحلة المراهقة والتورط في الفكر الإلحادي، أوضحت الدكتورة صفاء حمودة، أنّ المراهقين يمتلكون فضولًا كبيرًا ورغبة ملحة في استكشاف العالم من حولهم، وهذه الصفة الإيجابية تساهم في تطوير شخصيتهم وتوسيع آفاقهم، وأنه على الرغم من ذلك، فإنه إذا لم يجري توجيه هذا الفضول بالشكل الصحيح، فقد يؤدي إلى انجراف المراهقين وراء تيارات خاطئة، مثل العنف، والجريمة، وإدمان المخدرات، وتكوين علاقات ضارة، بل والتورط في الأفكار المتطرفة الإلحادية نتيجة إطلاعهم على معلومات وآراء مغلوطة.

عوامل انجراف المراهقين في تيارات الإلحاد

وهناك مجموعة من العوامل تزيد من انجراف المراهقين في تيارات التطرف والإلحاد، منها الضغوط الاجتماعية؛ إذ يسعى المراهقون جاهدين للاندماج في مجموعات الأقران، وقد يؤدي الضغط الاجتماعي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة، كما أن وسائل الإعلام والإنترنت تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل سلوك المراهقين، وقد تعرضهم لأفكار ومعلومات مضللة، كما أن غياب الرقابة الأسرية أو ضعفها قد يجعل المراهقين أكثر عرضة للانحراف، فضلًا عن المشكلات النفسية؛ إذ يعاني بعض المراهقين من مشكلات نفسية، مثل الاكتئاب والقلق، ما يجعلهم أكثر عرضة لاتخاذ قرارات خاطئة والانجراف في تيارات خاطئة منها الإلحاد.

وقدمت «حمودة» بعض النصائح لحماية المراهقين من السقوط في تيارات التطرف والفكر الإلحادي، منها الحوار المفتوح؛ إذ يجب أن يكون هناك حوارا مفتوحا بين الآباء والأبناء مبني على الثقة المتبادلة، كما يجب توفير بيئة آمنة ومحفزة للمراهقين، تساعدهم في تطوير مهاراتهم وقدراتهم، إلى جانب أهمية توعيتهم بمخاطر الانحراف وتزويدهم بالمعرفة اللازمة لاتخاذ قرارات صائبة، فضلًا عن تقديم الدعم النفسي لهم، لا سيما الذين يعانون من أي مشكلات نفسية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مرحلة المراهقة أفكار إلحادية فی تیارات

إقرأ أيضاً:

استشاري نفسي: التصدي لظاهرة التنمر يتطلب تكاتفًا أسريًا ومجتمعيًا

دعا الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إلى ضرورة بناء حائط صد نفسي لدى الأفراد، وخاصة الأطفال والشباب، لمواجهة ظاهرة التنمر الإلكتروني التي أصبحت تنتشر بشكل ملحوظ على وسائل التواصل الاجتماعي.

رغبة في الإيذاء| خبير: التنمر الإلكتروني يكشف عن شخصيات سايكوباتية في المجتمعفتاة الشيخوخة: أعاني من التنمر والوحدة واشتغلت في بنزينة وكول سنتر |فيديوأثر التنمر النفسية 

وأوضح خلال مداخلته في برنامج «صباح البلد» أن الشخصيات السامة التي تمارس هذا النوع من الأذى تسعى لتحقيق مكاسب لحظية أو شعور مؤقت بالسيطرة، محذرًا من تداعياتهم السلبية على الصحة النفسية للمجتمع.

حماية الفئات الأكثر عرضة للتنمر

وأشار فرويز إلى أهمية التوعية والتدخل النفسي المبكر لحماية الفئات الأكثر عرضة للتنمر، مؤكدًا أن التصدي لهذه الظاهرة يتطلب تكاتفًا أسريًا ومجتمعيًا.

طباعة شارك استشاري الطب النفسي ظاهرة التنمر الفئات الأكثر عرضة للتنمر

مقالات مشابهة

  • استشاري صحة نفسية يحذر من تفشي ظاهرة التحديات الخطرة بين المراهقين
  • دراسة توضح تأثير استخدام شات جي بي تي على الشعور بالوحدة وزيادة العزلة
  • استشاري نفسي: التصدي لظاهرة التنمر يتطلب تكاتفًا أسريًا ومجتمعيًا
  • أزمة دقيق وغذاء وارتفاع أسعار.. الجوع يهدد سكان غزة
  • أحمد حمودة: قرار رحيل كولر خاطئ والأهلي سيخسر مبارياته في كأس العالم
  • غرق طالب أثناء الاستحمام بترعة في سوهاج
  • وزارة الدفاع الإيرانية: لا توجد أي شحنة ذات استخدام عسكري في ميناء الشهيد رجائي
  • فضيحة. بنكيران يستضيف متطرف موريتاني هاجم إعتراف ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء (فيديو)
  • آفاد التركية تكشف عن المدن الأقل عرضة لخطر الزلازل
  • دراسة جديدة: النوم الكافي يعزز نمو الدماغ لدى المراهقين