في ذكرى استشهاد الإمام زيد.. حشود مليونية في 40 ساحة تحذَّر العدوان من التلاعب بملف المرتبات والاستمرار في العدوان والحصار
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
بيان المظاهرات :
– ندعو الأمة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول المسيئة للقرآن الكريم
– نؤكد موقفنا المبدئي في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني حتى طرد الصهاينة وتحرير فلسطين
– ندعو العدوان إلى وقف عدوانه وحصاره واحتلاله والكف عن المؤامرات الاحتلالية
– نعتبر منع تسليم المرتبات عدوانا مكتمل الأركان ولن نقف مكتوفي الأيدي وقد أعذر من أنذر
– نقول للأمريكيين: لا تلعبوا بالنار وسنجعلكم تدفعون الثمن غاليًا بإذن الله المهيمن العزيز الجبار
– ندعو الشعب اليمني إلى الجهوزية والاستعداد لحرب تطهير اليمن من المحتلين ومرتزقتهم
الثورة / صنعاء / محافظات
شهدت العاصمة صنعاء و12 محافظة يمنية مظاهرات جماهيرية حاشدة صباح ومساء أمس إحياء لذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام، الذي يصادف 25 محرم من كل عام.
واحتشدت جماهير الشعب اليمني في 40 ساحة وميدانا توزعت على العاصمة صنعاء، وباقي المحافظات الحرة التي شهدت مظاهرات ضخمة إحياء لذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام، وأكدت الحشود الجماهيرية، أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام هو تجسيد للولاء والارتباط بإمام الثائرين والمنهج الذي تحرك به.
وتحت عنوان بصيرة وجهاد، احتشد اليمنيون في مظاهرات ضخمة في العاصمة صنعاء وفي المحافظات الحرة، ورددت الحشود، هتافات الحرية وشعار الإمام زيد «هيهات منا الذلة»، والتأكيد على مضي الشعب اليمني على نهج وموقف وتضحية إمام الثوار وثورته ضد الطغاة والمستكبرين والظالمين.
واحتضنت العاصمة صنعاء، عصر أمس، مسيرة جماهيرية كبرى في شارع المطار إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام تحت شعار «بصيرة وجهاد»، ورفعت الحشود الجماهيرية، الشعارات واللافتات المؤكدة على مواصلة الصمود والثبات والتضحية والمُضي على نهج الإمام زيد -عليه السلام- وثورته في مواجهة قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، وجرائمها بحق الشعب اليمني ونهب ثرواته.
كما احتضنت محافظة صعدة مظاهرة ضخمة صباح أمس، واحتضنت كل من العاصمة صنعاء، ومحافظة الحديدة، ومحافظة صعدة، ومحافظة مارب، ومحافظة إب، ومحافظة البيضاء، ومحافظة ريمة، ومحافظة عمران، ومحافظة حجة، ومحافظة المحويت، ومحافظة الجوف، ومحافظة ذمار، ومحافظة تعز، مظاهرات جماهيرية حاشدة في عدد من الساحات التي شهدت حضورا جماهيريا كبيرا صباح ومساء أمس بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام.
وأكدت الحشود الاقتداء بالإمام زيد بن علي عليهما السلام، والسير على المبادئ والقِيم التي ضحى من أجلها لنصرة الحق والدين وتصحيح واقع الأمة، والدفاع عن المستضعفين ومقارعة الظالمين والطغاة.
واعتبرت في المسيرة، إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد محطة إيمانية تعبوية للأمة، لتعزيز وحدة الصف، والوقوف في وجه طواغيت العصر والمستكبرين، مهما كانت التضحيات.
وأشارت إلى أن حليف القرآن الإمام زيد عليه السلام، حمل راية الحق -في زمن السكوت- ضد الظلم والباطل، وجسّد بثورته معاني الجهاد والتضحية، والتحرك في سبيل الله.
وشددت على أن الشعب اليمني ماضٍ في ثورته ضد قوى الطغيان والاستكبار وأعداء الأمة والدين ومقدساته، اقتداءً بالإمام زيد وثورته ضد الطغاة والظالمين.. وأكدت على إن إحياء هذه الذكرى تجسيدا للارتباط بالإمام زيد والمنهج الذي تحرك من أجله.
بيان المظاهرات
وأكد بيان المظاهرات التي شهدتها اليمن بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام أن خروج أبناء الشعب اليمني اليوم هو للتعبير عن مدى الارتباط برموز القرآن الكريم وأعلام الهدى كالإمام زيد عليه السلام الذي كانت ثورته امتدادا لثورة جدة الإمام الحسين وللدين المحمدي الأصيل، لأنها قدمت النموذج والقدوة والأسوة وأعطت للحق حيوته في واقع الأمة.
وأشار إلى أن الإمام زيد بن علي قدم نموذجا وقدوة وأسوة حسنة، وأعطى للحق حيويته متحركا في نصرة كتاب الله تعالى وإنقاذ الأمة من حالة الذل والهوان والاستسلام والخضوع للمجرمين والظالمين.
ولفت إلى أن الإمام زيد عليه السلام كان يرى أن من أهم ما تحتاج إليه الأمة هو الوعي والبصيرة مقابل حالة التضليل التي تستهدف الأمة في كل شيء.. مشيرا إلى أنه تحرك في الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما لهذه الفريضة من ثمرة وقيمة في استقامة الحياة.
وأوضح البيان أن المسيرة القرآنية بمنهجها وقيادتها تمثل الامتداد للنهج المحمدي الأصيل، وكذا الامتداد لخط الإمام زيد عليه السلام في استنهاض الأمة وتربيتها، في مواجهة الطغاة والمستكبرين.
وذكر أن الشعب اليمني، ومن واقع انتمائه الإيماني، معني بالتحرك والتصدي للأعداء الذين يستهدفون الأمة بمثل ما كان المجتمع المسلم مستهدف به في عصر الإمام زيد بن علي.
وقال «وفي هذا العصر وفي هذا الزمن الذي تطورت فيه الوسائل والإمكانات لدى أعدائنا نحن معنيون بأن يكون لنا الموقف الواعي والاستعداد العالي للتضحية، وإدراك ضرورة التحرك على المستوى الإيماني والأخلاقي، وعلى مستوى إنقاذ الأمة».
ودعا البيان الأمة الإسلامية في كل البلدان إلى اتخاذ موقف حازم وجاد يرقى إلى مستوى المسؤولية تجاه الأعداء فيما يقومون به من إساءة للقرآن الكريم من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية.
وأكد على الموقف الثابت والمبدئي للشعب اليمني تجاه القضية والشعب الفلسطيني حتى تحقيق الهدف المنشود في تطهير فلسطين، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من براثن العدو الصهيوني.
كما أكد الوقوف إلى جانب شعوب الأمة في مظلوميتها في البحرين، وسوريا، ولبنان، والعراق، وإيران وسائر الأقطار الإسلامية.
ودعا بيان المسيرة تحالف العدوان إلى وقف عدوانه على اليمن، وإنهاء الحصار والاحتلال، ومعالجة ملفات الحرب في موضوع الأسرى والإعمار والأضرار والكف عن المؤامرات الهادفة لاستقطاع أجزاء من البلاد.
واعتبر الحصار ومنع تسليم المرتبات من عائدات النفط والغاز، عدوانا مكتمل الأركان والشعب اليمني وقيادته وجيشه لن يقفوا مكتوفي الأيدي وقد أعذر من أنذر.
وأضاف «نقول للأمريكيين وللقوات الأجنبية الموجودة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي: لا تلعبوا بالنار، وإياكم والاقتراب من مياهنا الإقليمية، أو الاستمرار في احتلالكم لجزرنا؛ لأننا سنجعلكم تدفعون الثمن غاليًا، بإذن الله المهيمن العزيز الجبار المتكبر».
ودعا البيان أبناء الشعب اليمني إلى الجهوزية الدائمة، واليقظة والانتباه، والاستعداد لمواصلة التصدي للأعداء وردعهم وتطهير البلاد من شرهم وطغيانهم ومؤامراتهم.. حاثا الجميع على استلهام دروس الثبات والوفاء والوعي والبصيرة من مدرسة الإسلام وأعلامه الأبرار كالإمام زيد ورفاقه.
نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أيها الإخوة وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
وعظَّم الله أجرنا وأجركم في ذكرى استشهاد حليف القرآن الإمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «عليهم السلام»
إنّ صلتنا كأمة مسلمة بتاريخنا ورموزنا هي صلة حتمية؛ ولذلك تأثيرٌ في واقع الأمة، وخروجنا اليوم هو لنعبر عن مدى ارتباطنا برموز القرآن وأعلام الهدى كالإمام زيدٍ عليه السلام الذي كانت ثورته امتدادًا لثورة جده الإمام الحسين وللدين المحمدي الأصيل؛ لأنها قدمت النموذج والقدوة والأسوة، وأعطت للحق حيويته في واقع الأمة.
لقد تحرك الإمام زيد وكان من أهم عناوين نهضته: التمحور حول كتاب الله؛ لأن الإمام زيد كانت له صلة قوية بالقرآن حتى سُمي بحليف القرآن، وهذا ما يجب أن تأخذه الأمة بعين الاعتبار وهو أن تعزز من ارتباطها بكتاب الله على مستوى الاهتداء والوعي والبصيرة والاتباع والعمل، وعلى مستوى أن يكون لها موقف تجاه من يسيئون إلى القرآن وإلى الرسول كموقف الإمام زيد الذي قال لليهودي الذي كان يسب رسول الله في محضر الطاغية هشام: (أما والله لئن مكنني الله منك لأختطفن روحك).
كما أنّ من عناوين نهضته المهمة هو إنقاذ الأمة من حالة الذل والهوان والاستسلام والخضوع للمجرمين الظالمين المستكبرين المفسدين، وهو القائل: (ما كره قومٌ قط حرّ السيوف إلا ذلوا).
كما أنّ من العناوين البارزة والواضحة في نهضته عليه السلام هو اهتمامه الكبير بأمر المسلمين، وأَلَمُه على واقعهم، وسعيه للتغيير تجاه ذلك، وهو الذي قال كلمته المشهورة: (والله لوددت أن يدي ملصقةٌ بالثريا ثم أقع إلى الأرض أو حيث أقع فأتقطع قطعةً قطعة وأن يُصلح الله بذلك أمر أمة محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).
والإمام زيد هو الذي قال كلمته الشهيرة: (عباد الله: البصيرة البصيرة) لأنه كان يرى أنّ من أهم ما تحتاج إليه الأمة هو الوعي والبصيرة مقابل حالة التضليل الرهيبة التي تستهدف الأمة في كل شيء.
كما أنه تحرك في الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما لهذه الفريضة من ثمرة وقيمة في استقامة الحياة، وكان يقول: (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت)، ويقول: (لا يسعني أن أسكت وقد خولف كتاب الله وتحوكم إلى الجبت والطاغوت).
والإمام زيد اعتبر نهضته وجهاده أمرًا ضروريًا لكمال الدين، ما لم فسيبقى الدين ناقصًا نقصًا جوهريًا يؤثر على ما بقي منه، وهذا ما أكده حينما خفقت فوق رأسه رايات الجهاد فقال: (الحمد لله الذي أكمل لي ديني، لقد كنت استحيي من جدي رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) أن أَرِدَ عليه يوم القيامة ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنهَ عن منكر).
وكان استقبال الإمام زيد للشهادة بقوله: (الشهادة الشهادة، الحمد لله الذي رزقنيها)؛ لأنه كان مطمئنًا من المبادئ التي تحرك بها وضحى من أجلها، ثم بعد استشهاده عليه السلام ودفنه، تم إخراجه من قبره، ثم عُري وصُلب لسنوات، ثم أُحرق وذُر رماده في نهر الفرات؛ لكيلا يبقى له أثر؛ لكن الله بارك جهوده وتضحياته، وجعل لها الأثر المستمر في واقع الأمة إلى يومنا هذا الذي خرجنا فيه لنؤكد على ما يلي:
1- المسيرة القرآنية بمنهجها وقيادتها تمثل الامتداد للنهج المحمدي الأصيل، والامتداد لخط الإمام زيد عليه السلام في استنهاض الأمة وتربيتها، وفي مواجهة الطغاة والمستكبرين، ونحن كشعبٍ يمني، ومن واقع انتمائنا الإيماني، وما نالنا من شرف كبير عندما قال عنا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) معنيون بأن نتحرك وأن نتصدى لأعدائنا الذين يستهدفوننا بمثل ما كان المجتمع المسلم مستهدفٌ به في عصر الإمام زيد، وفي هذا العصر وفي هذا الزمن الذي تطورت فيه الوسائل والإمكانات لدى أعدائنا نحن معنيون بأن يكون لنا الموقف الواعي والاستعداد العالي للتضحية، وإدراك ضرورة التحرك على المستوى الإيماني والأخلاقي، وعلى مستوى إنقاذ الأمة.
2- ندعو أبناء أمتنا الإسلامية في كل البلدان الإسلامية إلى اتخاذ موقفٍ حازمٍ وجاد يرقى إلى مستوى المسؤولية؛ تجاه الأعداء فيما يقومون به من إساءةٍ للقرآن الكريم، وإحراقٍ للمصحف الشريف، وتمزيقٍ له، وتدنيسٍ له، وأقل شيءٌ في ذلك هو: قطع العلاقات الدبلوماسية، والمقاطعة الاقتصادية؛ وإذا لم يرقَ موقف الأمة إلى هذا المستوى البسيط المتاح السهل الممكن؛ فذلك تفريطٌ عظيم، وتقصيرٌ كبير، وتنكرٌ للقرآن الكريم، وتنصلٌ عن المسؤولية، تجاه أهم مقدس من مقدسات المسلمين، ولذلك العواقب الخطيرة عليهم.
3- نؤكد على موقفنا المبدئي تجاه القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني العزيز، وسعينا لتعزيز التعاون والتنسيق مع إخوتنا المجاهدين في فلسطين، وإخوتنا في محور الجهاد والمقاومة؛ وصولًا إلى تحقيق الهدف المنشود في تطهير فلسطين، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من براثن العدو الإسرائيلي، كما نؤكد وقوفنا إلى جانب شعوب أمتنا في مظلوميتهم في البحرين، وسوريا، ولبنان، والعراق، وإيران وسائر الأقطار الإسلامية.
4- ندعو تحالف العدوان إلى وقف عدوانه على بلدنا، وإنهاء الحصار والاحتلال، ومعالجة ملفات الحرب في موضوع الأسرى والإعمار والأضرار، والكف عن المؤامرات الدنيئة الهادفة لاستقطاع أجزاء من البلاد، ومع استمرار الحصار ومنع تسليم المرتبات من عائدات النفط والغاز؛ فإننا نعتبر ذلك عدوانًا مكتمل الأركان، وشعبنا وقيادتنا وجيشنا لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وقد أعذر من أنذر.
5- نقول للأمريكيين وللقوات الأجنبية الموجودة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي: لا تلعبوا بالنار، وإياكم والاقتراب من مياهنا الإقليمية، أو الاستمرار في احتلالكم لجزرنا؛ لأننا سنجعلكم تدفعون الثمن غاليًا، بإذن الله المهيمن العزيز الجبار المتكبر.
6- ندعو شعبنا العزيز إلى الجهوزية الدائمة، واليقظة والانتباه، والاستعداد لمواصلة التصدي للأعداء؛ لردعهم عن مواصلة عدوانهم، ولإنقاذ البلد من شرهم وطغيانهم ومؤامراتهم، وأن نستلهم من مدرسة الإسلام، وأعلامه الأبرار، كالإمام زيد ورفاقه: دروس الثبات والوفاء، والوعي والبصيرة.
وفي الختام: نسأل اللَّه أن يكتب أجركم أيها الأعزاء على حضوركم ومواساتكم
وَالسَّــــلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَــــةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتـــُه
صادر عن مسيرات ذكرى استشهاد حليف القرآن الإمام زيد بن علي عليهما السلام 1445هـ
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الإمام زید علیه السلام الشعب الفلسطینی للقرآن الکریم العاصمة صنعاء الشعب الیمنی کتاب الله على مستوى وفی هذا إلى أن
إقرأ أيضاً:
لماذا رفض الإمام أبو حنيفة صيام الست من شوال؟.. أسرار ينبغي معرفتها
لاتزال لدينا فرصة للفوز بنفحات وخيرات شهر رمضان التي لم تنته رغم انقضائه وذلك من خلال صيام الست من شوال فهو إحدى النوافل والأعمال الصالحة الْمُسْتَحَبَّة المتعلقة بشهر رمضان؛ والتي أوصى بها صلى الله عليه وآله وسلم، قائلاً: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»، لذا يحرص الكثيرون على صيام الست من شوال، إلا أنه ورد في الأثر أن الإمام أبو حنيفة رفض صيام الست من شوال وكرهه، من هنا ومن عظم فضل هذه الستة أيام يُطرح السؤال عن لماذا رفض الإمام أبو حنيفة صيام الست من شوال وكرهها؟.
ورد أن الإمام أبو حنيفة كره صوم الستة أيام من شوال، واتبعه طائفة من العلماء، كالحسن وأبي حنيفة والثوري ومالك، وغيرهم على أنه لا يستحب صيامهما، أن الإمام أبو حنيفة عَلَّل كره صيام الست من شوال بمشابهة أهْلِ الكتاب؛ حيث زادوا على صيامهم المشروع، فخاف أن يلحق أهل الجفاء -المُتشددون دينيًا- هذه الأيام بشهر رمضان ويظن الناس بعد ذلك أنها "فرض" وليست "سُنة مُستحبة".
حكم صيام الست من شوالقالت دار الإفتاء المصرية ، إن صيام ستَّة أيامٍ من شوال من الأعمال الصالحة الْمُسْتَحَبَّة المتعلقة بشهر رمضان؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»، ويستحب صيام الست من شوال متتابعة في أول شوال بعد يوم العيد –فلا يجوز صوم يوم العيد-؛ لما في ذلك من المسارعة إلى الخير، وإن حصلت الفضيلة بغيره، فإن فرَّقها أو أخَّرها عن شوال جاز، وكان فاعلا لأصل هذه السنة؛ لعموم الحديث وإطلاقه.
وأوضحت أن من أفطر في رمضان لِعُذْرٍ فيستحب له قضاء ما فاته أوَّلا، ثم يصوم ستًّا من شوال؛ فقد كره جماعة من أهل العلم لِمَنْ عليه قضاء رمضان بعذرٍ أن يتطوع بصومٍ قبل القضاء، أما من تعدَّى بفطره –أيْ: أفطر بلا عذر- فيلزمه وجوبًا القضاء فورًا، ومن أفطر رمضان كله لعذر: قضاه في شوال وأتبعه بصيام ستة أيام من ذي القعدة؛ لأنه يُستَحَبُّ قضاء الصوم الراتب، أو عملا بقولِ مَنْ قال بإجزائها وحصول ثوابها لمن أخَّرها عن شوال؛ وذلك تحصيلا لثواب صيام السَّنَة.
وأضاف أن من أحب أن يَقْضِيَ ما أفطره من رمضان ولا يزيدَ على ذلك، فإنه تبرأُ ذمتُه بقضاء هذه الأيام من رمضان في شوّال، ويحصلُ له ثوابُ صيام السِّتِّ من شوّال إن اسْتَوْفي عَدَدَها في قضائه، على أن يُوَجِّهَ نيَّته إلى صِيامِ ما فاتَه مِنْ رمضانَ فقط، ولا يَنْوِي بها صيامَ السِّتِّ مِنْ شوّال، وبوقوع هذا الصيامِ في أيامِ السِّت يَحْصُلُ لَهُ الأجْرُ.
وتابعت : وعلى ذلك نص جماعة من الفقهاء، وهو المعتمد عند الشافعيَّة، فقَدْ أفْتَى العلّامةُ الرَّمْلِيُّ -رحمه الله- بهذا في إجابةِ سؤالٍ عن شخصٍ عليه صومٌ مِنْ رمضان وقضاءٌ في شوّال: هَلْ يَحْصُلُ له قضاءُ رمضانَ وثوابُ سِتَّةِ أيامٍ من شوّال، وهَلْ في ذلك نَقْلٌ؟ فأجاب: "بأنَّهُ يَحْصُلُ بصومه قضاءُ رمضانَ، وإنْ نَوَى بِهِ غَيْره، ويَصِلُ لَهُ ثوابُ سِتَّةٍ مِنْ شوّال، وَقَدْ ذَكَرَ المسألةَ جماعةٌ مِنَ الْمُتَأَخِّرينَ"، وذلكَ أيضًا؛ قِياسًا على من دخل المسجدَ فصلَّى ركعتين قبل أن يجلس، بِنِيَّةِ صلاة الفَرْض، أو سُنَّةٍ راتِبَةٍ، فيَحْصُل له ثوابُ رَكعتَيْ تحيَّةِ المسجد.
وجدير بالذكر أن أهل العلم اختلفوا فيمن صام الست في غير شوال، لعذر أو غيره، هل يحصل له فضيلة صومها في شوال، على أقوال، القول الأول: ذهب جماعة من المالكية وبعض الحنابلة إلى أن الفضيلة تحصل لمن صام ستة أيام في شوال أو بعده، وأن حديث «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»، إنما ذكر شوال من باب التيسير على المكلف، لأن صومها بعد رمضان أسهل من صومها بعد ذلك.
والقول الثاني: ذهب جماعة من الشافعية إلى أن من فاته صيام ست من شوال قضاها في ذي القعدة، لكن ثوابها يكون دون ثواب من صامها في شوال، فمن صام رمضان وأتبعه بست من شوال كان له ثواب صيام سنةٍ فرضا، بخلاف من صام رمضان وستة من غير شوال ، فهذا له ثواب رمضان وثواب ستة أيام نفلا، والقول الثالث: أنه لا تحصل فضيلتها إلا بصومها في شوال، وهو مذهب الحنابلة، قال في "كشاف القناع" (2/338): "ولا تحصل الفضيلة بصيامها أي: الستة أيام في غير شوال لظاهر الأخبار".
صيام ست من شوالورد في صيام ست من شوال أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أوصى بصيام ستة أيام من شوال ، تكون على مدار الشهر ولا يشترط فيها أن تكون متتابعة بعد عيد الفطر مباشرة، حيث يباح صيام الست من شوال متفرقة وعلى مدار الشهر، فلا يلزم المسلم يكون صيام الست من شوال بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له، والأمر في ذلك واسع، وذلك لأن صيام ست من شوال ليس فريضة بل هو سُنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها،ورد حديث صحيح عن صيام ست من شوال يدل على أن من صام شهر رمضان كاملًا ثم صام الست من شوال فيحسب له صيام سنة كاملة، فعنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ».
فضل صيام الست من شوالأولا : الحصول على الأجر العظيم من الله -سبحانه-، كما رُوي في الصحيح من قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: «مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ».
ثانيًا: جَبر النقص الذي قد يطرأ على الفريضة وإتمامه، ويُستدَلّ على ذلك بِما رُوي عن تميم الداريّ -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: «أوَّلُ ما يحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ صلاتُهُ فإن أكملَها كُتِبَت لَه نافلةً فإن لم يَكن أكمَلَها قالَ اللَّهُ سبحانَهُ لملائكتِهِ انظُروا هل تجِدونَ لعبدي مِن تطَوُّعٍ فأكمِلوا بِها ما ضَيَّعَ مِن فريضتِهِ ثمَّ تؤخَذُ الأعمالُ علَى حَسْبِ ذلِكَ».
ثالثًا: زيادة قُرْب العبد من ربّه، وكَسْب رضاه ومَحبّته، قال النبيّ -عليه السلام- فيما يرويه عن ربّه -عزّ وجلّ-: «ما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها».
رابعًا: أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
خامسًا: إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».
سادسًا: إن الله أعد لأهل الصيام بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، كما ثبت في البخاري (1896)، ومسلم (1152) من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
سابعًا: إن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله أبعد الله وجهه عن النار سبعين عامًا، كما ثبت في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا».
ثامنًا: إن الصوم جُنة «أي وقاية» من النار، ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جُنة»، وروى أحمد (4/22) ، والنسائي (2231) من حديث عثمان بن أبي العاص قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال».
تاسعًا: إن الصوم يكفر الخطايا، كما جاء في حديث حذيفة عند البخاري (525)، ومسلم ( 144 ) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
عاشرًا: إن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما روى الإمام أحمد (6589) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ».