السعودية والإمارات تحتجزان قيادات يمنية مع عوائلهم لضمان ولائهم
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
ومؤخرا كشفت مصادر دبلوماسية وسياسية لوسائل إعلام خارجية عن احتجاز نساء واطفال قيادات يمنية سياسية وامنية وعسكرية واخضاعهم للاقامات الجبرية في الإمارات والسعودية اللتان تقودان عدوانا على اليمن منذ عشرة أعوام. وأوضحت تلك المصادر أنه "تم التحفظ على عائلات قيادات يمنية واتخاذهم رهائن لضمان ولاء هذه القيادات وتنفيذهم اجندات السعودية والإمارات وهو ماترتب لامرهم من الخارج لضمان ولائها ومن ذلك قيادات ما يسمى ب "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات وما يسمى بالشرعية الزائفة التابعة للسعودية.
وكان قد جاء فضح ذلك سابقا في تسجيل صوتي لنقاشات بين قيادات سياسية يمنية من السعودية والامارات، على "مساحة صوتية" بمنصة إكس"X" دارت تحت عنوان "من يمثل الجنوب وقضيته؟"، وسرعان ما احتدمت لتضطر القيادات السياسية السعودية ولأول مرة إلى كشف ما وصفه مراقبون بأخطر اسرار " ما يسمى بالانتقالي" تعبيرا عن ضيق السعودية به ودعم الامارات لتمرده على ما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي او ما يسمى بالشرعية الزائفة التابعين للسعودية.
وفي تصريحات مماثلة كانت قيادات في "الانتقالي" التابع للامارات قد كشفت أن السعودية تحتجز عائلات علي محسن الاحمر والمقدشي وعبدربه منصور ومعين عبدالملك واحمد بن مبارك وعدد من قيادات ما يسمى بالشرعية الزأئفة التابعة للسعودية.
إلى ذلك كان تقرير لفريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الدولية على اليمن، قد أكد دعم الإمارات جماعات مسلحة، وممارستها الاحتجاز غير القانوني والإخفاء القسري في اليمن، وفي الإمارات وأن هناك معلومات موثوقة - حسب التقرير - تفيد بأن قواتها تخفي قسرا أشخاص بعدن منذ أكثر منذ أعوام وتحتجز عائلات قيادات يمنية في الإمارات او في مقار تواجدها المكثف باليمن.
ويرجع عسكريون وسياسيون سبب وضع عائلات القادة اليمنيين المرتزقة كرهائن في هذا التوقيت الى عدة اسباب منها :
انسداد الافق امام أي انتصار للرياض وأبوظبي وحلفائهما على اليمن ، حيث باتت الرياض هي من تستجدي الهدن من صنعاء ، وانقلبت معادلة الميدان كليا وبات واضحا ان مليشيات الرياض وابوظبي لم تعد قادرة على قلب الطاولة امام سلطة المجلس السياسي الأعلى بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات التابعة لسلطة السياسي الأعلى وقدرات الجيش اليمني المتنامية
كما ان من ضمن اسباب احتجاز السعودية والإمارات لرهائن هو توسع دائرة الشك جهة الخونة في الداخل ، بعد عودة عدد منهم الى صنعاء وتوبتهم عن الفعل الخياني ، ومن ثم تريد الرياض قطع طريق التوبة والرجوع على من تبقى .
إضافة إلى تخوف الرياض وأبوظبي وحلفائهما الأمريكان والبريطانيين وداعميهم الصهاينة على أن يصبح هؤلاء القادة المرتزقة شهود على جرائمهم ت في اليمن يوما ما حين تفتح ملف جرائم العدوان السعودي - الإماراتي وحلفائه خلال العدوان على اليمن والحصار الذي دخل عامه العاشر، وحصد عشرات الالاف من المدنيين الأبرياء وفي مقدمتهم أطفال ونساء.
ووفقا لمصادر عسكرية فإن ما يسمى بولي العهد السعودي يريد من مليشياته ان تكون على اهبة الاستعداد لمواجهة تنامي النفوذ الامارتي ايضا ، الامارات التي تمتلك المال يمكنها بسهولة شراء هؤلاء ، فهم قاتلوا بجانب من دفع المال لهم ، وسيقفون غدا في صف من يدفع لهم أكثر .
وبحسب مصادر قبلية فإن قادة المليشيا التابعين للإمارات خضعوا في اكثر من محطة للابتزاز من قبل نظام أبو ظبي ، وانخرطوا في عمليات يصفها عسكريون ب"لقذرة" ضد شعبهم من أجل حماية أسرهم الموجودة في الإمارات ، ولايسمح لتلك الاسر بلقاء عائلها الا بأذن من محمد بن زايد نفسه.
وتؤكد المصادر العسكرية ذاتها أن عائلات القيادات السياسية والامنية والعسكرية المرتزقة فيما يسمى بالمجلس الانتقالي وعائلات قادة مايسمى الوية العمالقة جميعها تقيم في ابوظبي ، بمن فيهم هاني بن بريك والذي غيبته ابو ظبي عن الانظار خلال الأعوام الأخيرة وسرت أنباء شبه مؤكدة بان الرجل الذي بالغ في التزلف الى نظام ابوظبي معتقل بينما كان في زيارة الى عائلته .
وبحسب سياسيين:تخشى الرياض أيضا من فقدان ما تبقى لها من نفوذ امام صنعاء وامام ابوظبي التي تزاحمها السيطرة في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة لليمن
من جهتها السعودية كانت تروج لنفسها بأكذوبة التعامل الخلاق مع مرتزقتها بعكس ابوظبي التي خلعت قناعها اخيرا واماطت اللثام عن حقيقة نظامها الذي لم يتورع عن الفتك بأقرب الناس اليه من ابناء الامراء ومشايخ نجد ، فكيف سيرتدع ان يفتك بحفنة مرتزقة جرى تحذيرهم عند بداية العدوان بان من يبيع وطنه سيخسر يوما ما بكل المقاييس.
وبشكل أو باخر باتت أقنعة السعودية والامارات تتكشف أكثر فاكثر ولن تستطيع تلك الدول المعتدية التغطية على جرائمها وعدوانها على اليمن وليس أمامها سوى الاستسلام وكف عدوانها لانها مهما صنعت لن تستطيع حجز مرتزقتها اكثر من ذلك.
وبحسب مراقبين فإن قادم الأيام هو خضوع دول العدوان للهدن ومن ثم الاستسلام وكف عدوانها والرحيل من الأراضي اليمنية التي احتلتها واستجداء صنعاء لسلام فرضته الاخيرة بالقوة وبارادة والتفاف اليمنيين الشرفاء.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: قیادات یمنیة فی الإمارات على الیمن ما یسمى
إقرأ أيضاً:
نذر حرب في اليمن بتحركات عسكرية ولافتات متعددة والحوثي يستبق الإجراءات (تحليل)
تتجه الأحداث في اليمن إلى حالة التأزم من جديد، وهذه المرة تأخذ منحى عسكري، وفقا للعديد من المؤشرات الراهنة.
فخلال الأيام الماضية تواصلت المواقف وتواترت المعلومات عن تحركات لعدة دول، وسط تصاعد وتيرة الأحداث في البحر الأحمر، واستمرار هجمات الحوثيين، وتراجع الموقف الأمريكي المحبط.
بريطانيا
تحضر بريطانيا كأحد أبرز الأطراف الفاعلة حاليا، وذلك من خلال الإمداد العسكري الذي تقدمه للحكومة اليمنية المقيمة في عدن، والذي تركز على مكافحة القرصنة البحرية، ودعم قوات خفر السواحل بزوارق سريعة، وتقديم دعم لوجيستي في مجال التدريب والمساعدة، وهي الخطوة التي أعلنت عنها السفارة البريطانية، وأشاد بها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.
ويشير الدعم المقدم لقوات خفر السواحل من قبل بريطانيا، إلى أن الوضع البحري يهيمن على المباحثات بين الحكومة ولندن، التي تشارك في تحالف عسكري بجوار أمريكا في اليمن منذ أكثر من عام، وسبق أن تحركت في هذا المضمار كثيرا.
أمريكا
بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فتشعر بالإحباط تجاه هجمات الحوثيين، خاصة مع التطورات الأخيرة، وإعلان الجماعة توجيه ضربات لحاملة الطائرات الأمريكية، إبراهام لينكولين، والتي سحبتها واشنطن لاحقا، لتخلو المنطقة من حاملة الطائرات الأمريكية، للمرة الثانية منذ اندلاع المواجهات البحرية.
واشنطن بدت في وضعية التأسف، وذلك من خلال تصريحات الخارجية الأمريكية التي قالت إن رفع الحوثيين من قوائم الإرهاب منذ صعود ترمب للسلطة كان بغرض إحلال السلام في اليمن، وهي إشارة إلى أن إزالتهم لم يكن قرارا موفقا، متهمة إيران والحوثيين بافشال مساعي السلام في اليمن.
الدور الأمريكي بدا متخبطا، وينتظر الخطوات القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب، لكنه في نفس الوقت واصل تحميل عدة أطراف المسؤولية، ففي حين يتهم إيران بافشال المفاوضات، يذهب أيضا لاتهام روسيا بتقديم الإمدادات للحوثيين، بما يعزز قدراتهم البحرية.
السعودية
في المقابل تتحرك السعودية في العديد من المسارات، فقد التقت الصين وإيران على طاولة واحدة، وخرجا ببيان موحد حول العديد من القضايا، وبنفس الوقت بعثت الروح في الكيانات المحلية التابعة لها، عبر إحياء الأحزاب السياسية، وتقديمها للواجهة من جيد، كالتكتل الوطني للأحزاب، وكذلك مساعيها في إعادة الروح لمجلس النواب، والتنسيق لعودة جلساته من جديد.
وواصلت الرياض الدفع بأعضاء في مجلس القيادة الرئاسي للقاء العديد من السفراء الأجانب في الرياض، وكان النصيب الأكبر لعضو المجلس عيدروس الزبيدي، الذي كثف لقاءاته مع عدة سفراء، أبزرهم سفراء السعودية، والإمارات، والهند، واليونان، وروسيا، وكوريا الجنوبية، وتركيا، وفرنسا، والصين.
الإمارات
الإمارات العربية المتحدة من جهتها كان لها حضورها اللافت، اتضح ذلك من خلال ما تردد عن مقترح تقدمت به، لتشكيل قوات دولية تؤمن الملاحة في البحرين الأحمر والعربي، بخليط من قوات عربية، ودولية، وهو ما لم تكشف عنه أبوظبي رسميا.
لكن تحركاتها العسكرية تشير إلى تواجدها في صدارة هذه الأحداث، وتؤكد المعلومات وصول طائرة عسكرية إماراتية إلى مطار عتق المحلي، بمحافظة شبوة، على متنها مسؤولين إماراتيين، فيما قال وزير النقل السابق صالح الجبواني إن الطائرة كانت تحمل على متنها أسلحة ومعدات عسكرية.
وتستخدم الإمارات أيضا الأدوات التابعة لها، وظهر نجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح المقيم في أبوظبي، مع محافظ شبوة عوض بن الوزير في لقاء جمعهما، بينما عاد ممثل الإمارات في أبوظبي خلفان المزروعي إلى جزيرة سقطرى، بعد خروجها منها في العام 2019 بموجب اتفاق سعودي إماراتي على مغادرته.
جماعة الحوثي
بالنسبة للحوثيين، فقد واصلوا عملياتهم العسكرية في البحرين الأحمر والعربي، وأعلنوا تنفيذ عدة عمليات هجومية مؤخرا، أبرزها عملية استهدفت سفينة تابعة لتركيا، وهو ما دفع بأنقرة للتنديد، فيما سارع عضو المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثي محمد علي الحوثي، لاستدارك الموقف، والتأكيد على الدور المحوري لتركيا في نصرة فلسطين.
وتستشعر جماعة الحوثي هذه التحركات، وتواصل إزائها في مواصلة الاستعدادات، خاصة في محافظة الحديدة، إذ تكشف المعلومات عن إجبار الجماعة لست قرى سكنية في مديرية الجراحي بمحافظة الحديدة، تحسباً لمعركة قادمة في الساحل الغربي لليمن، وهو ما دفع بالسلطة المحلية التابعة للحكومة في عدن للتنديد بهذه الخطوة، وإعلان رفضها.
خريطة الصراع
تتضح من هذه التحركات أن خارطة جديدة للصراع تتشكل في اليمن، وهي مناطق تماس، بين الحكومة وجماعة الحوثي، سواء كانت برية أم بحرية، وجميعها تشير إلى أن الصراع يتجه نحو الصدام المسلح من جديد، فيما تغيب الجهود الدبلوماسية والأممية، عن لجم هذه التحركات، بل إن مجلس الأمن اعتمد مؤخرا القرار الأممي الذي يمدد حالة حظر السلاح عن الحوثيين، وسبق له التنديد بالهجمات البحرية التي ينفذونها.