قبل 39 عاما.. سليمان خاطر أول مصري يطلق الرصاص على كامب ديفيد
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
في 5 تشرين الأول/أكتوبر، تحل ذكرى العملية التي نفذها المجند في الجيش المصري، سليمان خاطر، الذي قام بقتل عدد من الإسرائيليين الذين عبروا الحدود المصرية.
وأثارت هذه الحادثة جدلاً كبيرًا وأدت إلى اعتقال خاطر ومحاكمته، لتنتهي بوفاته الغامضة داخل السجن الحربي، مما ترك تساؤلات مستمرة حول ملابسات وفاته وأحداث تلك العملية.
وتعود أحداث الواقعة إلى 5 تشرين الأول/أكتوبر 1985، أثناء تأدية سليمان خاطر لنوبة حراسته المعتادة في منطقة رأس برقة بجنوب سيناء، عندما فوجئ بمحاولة مجموعة من الإسرائيليين تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته. وبعد أن أطلق رصاصات تحذيرية دون استجابة لإبعادهم، اضطر إلى فتح النار عليهم.
أكتوبر شهر النفحات. فى مثل هذا اليوم 5 أكتوبر 1985، أطلق المجند المصري #سليمان_خاطر النار على اسرائيليين تسللوا لنقطة حراسته. حوكم عسكريا وصدر عليه حكم بالمؤبد. بعدها بأيام، أذاعت الصحف خبر وفاته على أنه انتحار، لكن شعب مصر لم يصدق الكذبة وهتف في الشوارع سليمان خاطر مات مقتول. pic.twitter.com/MDvAfM1PCK — المجلس الثوري المصري (@ERC_egy) October 5, 2024 سليمان خاطر شهيد اتفاقيات العار في محاكمته وقف كالجبل الشامخ قائلا لمحاكميه :
لقد علمونا ان ارضنا طاهره مقدسه وكل ما فعلته اني دافعت عن طهاره وقدسيه أرضنا ..
_الشهيد قتل في محبسه وحاول نظام مبارك واعلامه ان يصورا لنا انه انتحر
فقلنا جميعا فى جنازته : البطل لا ينتحر pic.twitter.com/1xx6QRakIi — Hassan Alzaem (@alzaem_hassan) October 5, 2024
وتمت محاكمة سليمان عسكريًا، وخلال التحقيقات، أوضح أن هؤلاء المستوطنين قد دخلوا الأراضي المصرية دون ترخيص، ورفضوا الانصياع لتحذيراته.
وُلد سليمان خاطر في عام 1961 بقرية "إكياد البحرية" بمحافظة الشرقية، وكان الأصغر بين إخوته.
الأرض لا تشرب الدماء
وقبل 15 عاماً من الواقعة، كان خاطر طفلاً شاهداً على المجزرة الدموية في مدرسة "بحر البقر"، وهو المشهد الذي ظل محفوراً في ذاكرته. لاحقاً، أصبح الجندي الذي أطلق أول وآخر رصاصة مصرية على الإسرائيليين منذ توقيع اتفاقية السلام بين مصر والاحتلال الإسرائيلي عام 1979.
الذكرى الرابعة الخمسين لذكرى مذبحة بحر البقر. يوم 8 أبريل عام 1970 إسرائيل قصفت مدرسة بحر البقر الإبتدائية بطائرات فانتوم فى قرية بحر البقر فى محافظة الشرقية بكل خسه لتقتل ٣٠ طفل من طلاب المدرسة و ١١ من العاملين و المدرسين واصابة اكثر من ٥٠ آخرين. pic.twitter.com/zwRtrPUtw1 — khaled El Bana (@khaledelbana) April 7, 2024
في رواية شقيقة سليمان خاطر عن الواقعة، خلال لقاء تلفزيوني سابق، ذكرت أن "سليمان هرع بسرعة فور سماعه بالحادث، وعاد في حالة ذهول من هول المشهد الذي شاهده".
وأوضحت أنه "لم يتمكن من النوم تلك الليلة"، متأثراً بما رآه من آثار الهجوم الإسرائيلي على مدرسة "بحر البقر"، والذي خلف عشرات الضحايا من الأطفال.
وثم تطوع خاطر في قوات الأمن المركزي التابعة للشرطة المصرية، وبعد توقيع اتفاقية "كامب ديفيد"، تم تعيينه قائداً للنقطة 46 التابعة لقوات الأمن المركزي في منطقة رأس برقة بسيناء.
وفقاً لشروط الاتفاقية، انسحبت القوات العسكرية الإسرائيلية تدريجياً، وسلمت هذه النقاط للشرطة المصرية بحد أدنى من التسليح، مع ترك المناطق الحدودية خالية من المعدات العسكرية الثقيلة.
"أنا مكلف بحماية الحدود"
وفي يوم الحادثة، أطلق الجندي الرصاص حين حاولت مجموعة إسرائيلية، وفقاً لأقوال خاطر في التحقيقات، التسلل إلى الأراضي المصرية. والمجموعة كانت تضم "نساءً عاريات وأطفالاً ورجلاً"، ورغم التحذيرات، لم يتراجعوا، مما دفع خاطر لإطلاق النار عليهم.
وأثناء التحقيقات، قال سليمان خاطر في دفاعه: "أنا رجل واقف في خدمتي وأقوم بواجبي، ولدي أجهزة ومعدات لا يجب أن يراها أحد. الجبل من أصله ممنوع أن يصعد عليه أي شخص سواء كان مصرياً أو أجنبياً". تصريحات خاطر أكدت على التزامه بأداء واجبه العسكري في حماية حدود مصر، خاصة في منطقة حساسة مثل سيناء بعد اتفاقية "كامب ديفيد".
وتساءل خاطر قائلاً للمحقق: "أنتم قلتم ممنوع ليه؟ قولوا لنا نسيبهم وإحنا نسيبهم". وعندما سأله المحقق: "لماذا يا سليمان تصر على تعمير سلاحك؟"، أجاب خاطر: "لأن الذي يحب سلاحه يحب وطنه، والذي يهمل سلاحه يهمل وطنه".
وعندما تم سؤاله عن سبب حفظه لرقم سلاحه، رد سليمان: "لأني أحبه كما أحب كلمة مصر تماماً".
"لا أخشى الموت"
وقبل صدور الحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة في 28 ديسمبر/كانون الأول 1985، قال سليمان: "لا أخشى الموت ولا أرهبه، إنه قضاء الله وقدره، لكنني أخشى أن يؤثر الحكم الصادر ضدي على زملائي ويصيبهم بالخوف ويقتل فيهم وطنيتهم".
وبعد صدور الحكم، علق قائلاً: "هذا الحكم ليس ضدي، بل هو حكم ضد مصر، لأني جندي مصري قمت بواجبي".
فور إعلان الحكومة عن وفاة سليمان خاطر داخل محبسه منتحرا، خرجت مظاهرات شعبية تندد بما وصفته باغتياله. وقاد طلاب الجامعات والمدارس الثانوية المظاهرات مرددين هتافات مثل: "الشعب هياخد التار.. الصهيوني ده غدار"، و"سليمان قالها في سينا.. قال مطالبنا وقال أمناينا"، و"سليمان خاطر يا شرقاوي.. دمك فينا هيفضل راوي"، و"سليمان خاطر قالها قوية.. الرصاص حل قضية"، و"سليمان خاطر مات مقتول.. مات علشان مقدرش يخون".
وفي عام 1989 دفعت الحكومة المصرية تعويضات لعائلات القتلى الإسرائيليين تقدر بنحو 500 ألف دولار في مجملها.
في شباط/فبراير 2018، عُرضت مسرحية بعنوان "سليمان خاطر" في نادي الصيد بالقاهرة، والتي تناولت قصة الجندي المصري سليمان خاطر. وعقب العرض، تم القبض على كاتب المسرحية والمخرج، حيث قضت محكمة عسكرية بحبسهما لمدة شهرين مع إيقاف التنفيذ. وأشارت وزيرة الثقافة آنذاك إلى أن المسرحية لم تحصل على موافقة الرقابة الفنية قبل عرضها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية المصري سليمان خاطر انتحار كامب ديفيد مصر انتحار كامب ديفيد الاسرائيليين سليمان خاطر المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بحر البقر خاطر فی
إقرأ أيضاً:
تحرك مجتمعي للحد من ظاهرة إطلاق الرصاص في المناسبات بالمخا
وجه عقال ووجهاء مدينة المخا الساحلية غرب تعز، نداء إلى قيادة السلطة المحلية في المديرية لاتخاذ إجراءات مناسبة للحد من ظاهرة إطلاق الرصاص العشوائي في الأعراس والمناسبات.
جاء هذا النداء عقب تزايد ظاهرة إطلاق النار في المناسبات والأعراس خلال الأشهر الماضية، حسبما أفاد عاقل العقال، عبده سيـف في تصريخ خاص لـ(نيوزيمن).
وقال سيف إن هذه الظاهرة أصبحت تشكل ضررا وإزعاجا لسكان المدينة وخصوصاً مع انتشار الألعاب النارية ذات الانفجارات القوية التي تفزع الأطفال والنساء وكبار السن.
وأضاف إن الأعوام السابقة كانت قد تراجعت تلك الظاهرة؛ بسبب الجهود المبذولة من المجتمع وبالتنسيق والتعاون مع الأمن، مؤكداً أنها عادوت مجددا بوتيرة عالية نتيجة تدني تفاعل المجتمع و التعاون مع الأمن للحد منها.
وأشاد سيف بالحالة الأمنية المستقرة التى تحققت في المخا، مشيراً إلى أن البيئة الاستثمارية والتنموية التي تشهدها المخا تتطلب مزيداً من التعاون والتعاضد المجتمعي لترسيخ الطمأنينة والهدوء ما يساهم بتسارع الانتعاش التنموي والاستثماري لهذه المدينة الحيوية وحماية سكانها من أي مخاطر بما في ذلك ظاهرة إطلاق النار في المناسبات.
ويطالب المواطنون بإجراءات فورية وعقوبات مناسبة للمخالفين، وتخويل الجهات الأمنية باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين، ومساندة الجهات الأمنية في الحد من هذه الظاهرة.