ماذا كتب الأبطال في مذكراتهم عن الحرب؟.. «شهادات للتاريخ»
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
51 عامًا مرت على انتصار مصر في حرب 6 أكتوبر، الذي نسجت فيها البطولات بيد شعبها والقوات المسلحة المصرية، إذ ضربوا أروع الأمثلة في الشجاعة التي جعلتهم يعبروا قناة السويس ويستعيدوا الأراضي المصرية المحتلة، ويحطموا حصون خط بارليف، ويتسببوا في خسارة فادحة للجيش الإسرائيلي، فكانت أفعالهم وشهاداتهم للتاريخ، وهو ما سطروه في مذكراتهم عن الحرب، والتي تعتبر من أصدق الكتابات، إذ أنها جاءت من معايشتهم لظروف الحرب، فحرب أكتوبر 1973 كانت حجر الزاوية في كثير من كتابات قادتها ومذكراتهم الشخصية.
من أبرز الشهادات كانت شهادة الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية وقت قيام حرب أكتوبر، وكتب في مذكراته عن مراحل تطور الخطط وكيف استقر الرأي على عملية العبور: «كان الوفد المصري على أتم الاستعداد طيلة أيام الحرب، وكنت أشعر حينها أن مصر لابد أن تنبض بالحياة، لابد أن تنتصر».
ويذكر أنه لم ينس خريف 1968، عندما بدأت القيادة العامة للقوات المسلحة تستطلع إمكانية القيام بتحرير سيناء: «قبل أن أعين رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة، كنت مشترك في عملية تحرير سيناء، فالعملية العسكرية والنصر لمصر متأصل بداخلي، وبالفعل تمكنا بأساليب الضغط السياسي الانتصار عليهم».
وحكى اللواء أركان حرب محمد عبد الحليم أبو غزالة، وزير الدفاع المصري، في مذكراته «وانطلقت المدافع عند الظهر»، أنه لم ينس شعوره عندما تفاجئت إسرائيل من عملية الاقتحام في السادس من أكتوبر 1973 بخمس فرق مصرية، معبرًا أن كل الدلائل التي تمت لفترة طويلة قبل الحرب كانت توحي بأن مصر مُصرة على خوض حرب: «أتممت دراسة الموقف العسكري للعدو، حتى أثبتت القوات المسلحة المصرية أنها قادرة على تلقين العدو الاسرائيلي درسًا لن ينساه»، كما قدم صورة عن الحرب يومًا بيوم وتفصيلا لما دار في أشهر الحرب.
وفي سرد لرحلة الساق المعلقة جاءت مذكرات العميد عادل يسري، قائد لواء المشاة إذ أنها كانت مختلطة بالألم والفرح، تحت عنوان «رحلة الساق المعلقة من رأس العش إلى رأس الكوبري»، إذ فقد ساقه أثناء الحرب: «بُترت ساقي ولكني كنت سعيدًا لنصر مصر، لم استطع أن أصف ما حل بي، شعور مختلط بالفرح والشجن، حتى أنني رقصت وأُطلقت عليًّ ألمانيا لقب الجنرال الراقص، لأني رقصت على رجل واحدة لمدة طويلة».
وتأتي عبارات النجاح والتصميم على الانتصار، في مذكرات قائد الجيش الميداني خلال حرب أكتوبر، اللواء عبد المنعم خليل الذي نشرها في مذكراته من خلال حلقات في جريدة الأنباء الكويتية تحت عنوان «حروب مصر في أوراق قائد ميداني عام 1989»، إذ قدم موسوعة متكاملة عن حرب أكتوبر أمضى سنوات في إعدادها: «كنا في عمق يصل إلى نحو 10-12 كيلومترا، للاستعداد لصد الهجوم المضاد الرئيسي للعدو، وتمكنا من الانتصار بفارق ساحق».
«مذكرات الأبطال في حرب أكتوبر أشبه بنبض وشريان حياة مصر، لأنهم جعلوا انتصارها حي إلى الآن»، كلمات عبر بها الدكتور محمد صادق إسماعيل، أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن أهمية المذكرات التي كتبها أبطال الحرب، مؤكدًا أنها هامة لعدة أسباب، أولًا لأنها صدرت من بعض السياسين والمقاتلين الذين شاهدوا حرب أكتوبر، وبالتالي تعد هذه المذكرات تجسيدًا لما حدث أثناء الحرب، ثانيًا لأنهم جسدوا الظروف التي لامست الحرب، سواء ما قبل حرب أكتوبر 1973 وفترة بناء الجيش المصري، أو أثناء الحرب والتكنيكات والأحداث.
وحكى أن ما بها من أحداث وعرض للبطولات والصور مهم للغاية: «المذكرات هامة بكل ما تحمله الكلمة، لأن بها ما يتعلق بمسألة استدعاء المواقف بمعنى أنهم عرضوا ما حدث أثناء حرب أكتوبر وما بعدها، من وقف إطلاق النار وصولًا إلى استئاف التفاوض واتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام، وعرضوا الموقف كله بوضوح وتفاصيل ربما كانت غائبة عن الجماهير، لأن الفترة هذه كانت لا توجد بها أقمار صناعية ولا إنترنت ولا قنوات مفتوحة، فكان هذا نقل وتجسيد لما يحدث للأجيال ما بعد الحرب».
وأضاف أنها مهمة للأجيال الجديدة وتجسد الواقع بشكل حقيقي، وتمنى أن تتحول إلى أفلام وثائقية أو درامية لنقل الصورة، لأن الأجيال الجديدة في حاجة لمعرفة كل ما يتعلق بالحرب: «المذكرات ملحمة تاريخية، بدأت من التفكير في الحرب، وصولًا إلى الحصول على الأرض المصرية بالكامل، وكلها أمور هامة جدًا، وهي تاريخ ينطق بما حدث».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرب أكتوبر ذكرى حرب أكتوبر 1973 حرب أکتوبر فی مذکرات
إقرأ أيضاً:
3 سنوات من الحرب الروسية على أوكرانيا.. ماذا خسر العالم؟
استنزفت الحرب الروسية على أوكرانيا أطرافها وأثرت على أطراف أخرى، وبلغت الخسائر المباشرة وغير المباشرة على جميع الأطراف ما يصل إلى 2.5 تريليون دولار، وهو ما يتجاوز ميزانية ألمانيا السنوية لـ5 سنوات، وميزانية دول أفريقية مجتمعة لعقود.
ورصد تقرير لصهيب العصا بثته قناة الجزيرة تفاصيل تكلفة هذه الحرب على أطرافها وتأثيراتها على مستوى العالم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تصريحات ترامب تعكس التحول الأميركي الكبير من الحرب الأوكرانيةlist 2 of 2النفط السوري… رحلة 90 عاما من الاكتشاف إلى الأزمةend of listوبخصوص المساعدات المالية والعسكرية التي تدفقت على أوكرانيا منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022، كانت الولايات المتحدة أكبر المساهمين، حيث قدمت مساعدات بقيمة تتجاوز 119 مليار دولار، تلاها الاتحاد الأوروبي بمساعدات بلغت 52 مليار دولار.
ووفق التقرير، فقد تحولت هذه المساعدات إلى ديون على أوكرانيا يطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتسديدها وعينه في ذلك على المعادن الثمينة التي تمتلكها أوكرانيا الخائفة على مصير ثرواتها.
خسائر أوكرانية وروسيةأما إعادة إعمار ما دمرته الحرب، فقدرت الحكومة الأوكرانية والبنك الدولي التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار والتعافي بأكثر من 480 مليار دولار.
وبلغت تكلفة الحرب على أوكرانيا خلال 3 سنوات حوالي 820 مليار دولار.
ومن جانب روسيا، فقد تلقت موسكو عدة ضربات من أوروبا والولايات المتحدة عنوانها الرئيسي العقوبات، 16 ألفا و500 عقوبة فرضتها دول مختلفة على روسيا خلال السنوات الثلاث الماضية، هدفت بشكل أساسي إلى تقويض الاقتصاد الروسي والأموال الروسية في الخارج.
إعلان
وجمدت احتياطات من العملات الأجنبية قيمتها 350 مليار دولار ما يعني نصف إجمالي احتياطات روسيا من النقد الأجنبي.
في المقابل، يقول الاتحاد الاوروبي إنه جمد نحو 70% من أصول البنوك الروسية.
وبينما تؤكد أرقام البنك الدولي أن الاقتصاد الروسي تراجع في العام الأول للحرب، لكنه تعافى في العامين التاليين، تقول وزارة الخزانة الأميركية إن العقوبات على روسيا دفعت إلى تسجيل تراجع بنسبة 5% من النمو الاقتصادي الذي كان من الممكن تحقيقه في روسيا.
وفي التكلفة المباشرة، قال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأميركية إن روسيا أنفقت أكثر من 200 مليار دولار بشكل مباشر على الجيش لتنفيذ عمليات في أوكرانيا، وإن موسكو خسرت أكثر من 10 مليارات دولار بسبب إلغاء صفقات أسلحة أو تأجيلها.
خسائر أوروبيةأما الطرف الثالث المتضرر من هذه الحرب فهم الأوروبيون، حيث أدت الحرب إلى نزوح ملايين الأوكرانيين، مما شكّل عبئًا على الدول الأوروبية المجاورة، فقد استقبلت بولندا وألمانيا وجمهورية التشيك أعدادا كبيرة من اللاجئين الأوكرانيين، مما تطلب موارد إضافية لتوفير المأوى والرعاية الصحية والتعليم.
ويشير تقرير الجزيرة إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا أدت إلى إفلاس شركات وارتفاع أسعار المواد الغذائية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا بسبب اعتمادها على الغاز الروسي.
وتُقدر بعض الدراسات خسائر الاقتصاد الأوروبي بحوالي تريليون و600 مليار دولار بسبب هذه الحرب، ويشمل ذلك الآثار المباشرة مثل العقوبات، وكذلك الآثار غير المباشرة مثل زيادة الإنفاق العسكري وتكاليف رعاية اللاجئين.
ولأن أوكرانيا هي أحد أهم موردي القمح بالعالم، فقد توقف وصول القمح إلى دول كثيرة، فارتفعت أسعاره 60% في العام الأول للحرب، وانخفض المخزون العالمي 6% في دول تعتمد على القمح الأوكراني مثل الشرق الأوسط وأفريقيا.
إعلان