أسرار لا تعرفها عن الرياضيين الأبطال في حرب أكتوبر
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
في ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، نستعيد قصة تلاحم الرياضة بالوطن، وكيف تحول أبطال الملاعب إلى فرسان حقيقيين في ميادين القتال، فكتبوا أسطرًا خالدة في تاريخ مصر.
لم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة عسكرية، بل كانت ملحمة وطنية جمعت كل المصريين، من كل شرائح المجتمع، ومن بينهم الرياضيون الذين تركوا بصمات واضحة في هذه الحرب.
رياضة وتضحية
كانت الرياضة في ذلك الوقت أكثر من مجرد هواية، بل كانت رسالة وطنية، فكانت الملاعب شاهدة على حماس الجماهير ودعمهم للقوات المسلحة. وكان الرياضيون يعتبرون أن الفوز في أي مباراة هو انتصار لمصر، وأن الخسارة هي جرح في كرامة الوطن.
ولما جاءت ساعة الحقيقة، لم يتردد الرياضيون في ترك الملاعب والتوجه إلى جبهات القتال، حيث لبسوا الزي العسكري و حملوا السلاح، وشاركوا جنباً إلى جنب مع زملائهم في الجيش في الدفاع عن الوطن.
أمثلة مشرقة
تضم قائمة الرياضيين الذين شاركوا في حرب أكتوبر أسماء لامعة، منهم:
الجنرال محمود الجوهرى: أحد أبرز المدربين في تاريخ الكرة المصرية، كان ضابطًا في سلاح الإشارة خلال الحرب.الجنرال الراحل محمود الجوهري، تلك الشخصية الفذة التي ارتبط اسمها ارتباطاً وثيقاً بنجاحات الكرة المصرية، لم يكن مجرد مدرب بارع قاد الفراعنة لتحقيق إنجازات تاريخية، بل كان قائداً عسكرياً شجاعاً شارك في حرب أكتوبر المجيدة. هذا التوازن الرائع بين الميدان الأخضر وميدان المعركة جعل منه نموذجاً يحتذى به، حيث استطاع أن يجمع بين شغفه بالكرة ووطنيته الصادقة، فخرج إلى المعاش برتبة عميد في سلاح الإشارة حاملاً معه إرثاً كروياً وعسكرياً يخلد اسمه في ذاكرة الأجيال.
هذا القائد الشجاع الذي قاد منتخب مصر لحصد بطولة أمم أفريقيا عام 1998، وتأهل الفراعنة إلى كأس العالم بإيطاليا عام 1990، يعتبر أيقونة رياضية وعسكرية، وقد ترك بصمة واضحة في تاريخ مصر الحديث.
محمود بكر: المعلق الرياضي الشهير، كان نقيباً في سلاح الاستطلاع بقوات المشاة.
لم يكن الراحل محمود بكر مجرد صوت مألوف في عالم التعليق الرياضي، بل كان بطلاً حقيقياً في ميدان المعركة. فقبل أن يسحر الجماهير بصوته الرخيم وأسلوبه السلس في التعليق على المباريات، كان أحد الجنود المشاركين في حرب أكتوبر المجيدة ضمن قوات المشاة. هذه الشخصية المتعددة الأوجه تثبت لنا أن الأبطال الحقيقيون هم من يمتلكون القدرة على التميز في مجالات مختلفة، تاركين بصمة خالدة في ذاكرة الوطن.
إن مشاركة محمود بكر في حرب أكتوبر إلى جانب مسيرته الحافلة في مجال التعليق الرياضي تجسد الوحدة الوطنية التي جمعت بين أبناء الوطن في مواجهة التحديات. فجنودنا الأبطال الذين شاركوا في الحرب، مثل محمود بكر، كانوا يمثلون كل شرائح المجتمع، وكانوا جميعاً متحدين من أجل هدف واحد هو الدفاع عن الوطن. وهكذا، فإن أسماء هؤلاء الأبطال ستظل محفورة في وجدان الأجيال القادمة، تلهمنا جميعاً بالوطنية والتضحية.
اللواء محمد عبدالعزيز قابيل: أحد نجوم الزمالك، كان قائد الفرقة الرابعة المدرعة.
لم تكن مسيرة بطلنا مقتصرة على المستطيل الأخضر فحسب، بل امتدت لتشمل ميادين الشرف والبطولة. فبعد أن ترك بصماته في عالم كرة القدم، سواء مع الأهلي أو الزمالك، انتقل إلى ميدان آخر، ميدان العطاء والتضحية، حيث التحق بالكلية الحربية وتخرج ضابطًا بسلاح المدرعات. لم يتخلَّ عن حبه لكرة القدم، لكنه وضع وطنه أولاً ،
وشارك في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، حيث قاد قواته بشجاعة وإقدام، مساهمًا في تحقيق النصر العظيم. ورغم انشغاله بواجباته العسكرية، إلا أنه لم ينقطع عن متابعة أخبار الرياضة ودعم فريقه، مما يؤكد عمق حبه للرياضة ووطنه.
حمادة إمام: نجم الزمالك، كان ضابطًا بالقوات المسلحة.
لم يكن حمادة إمام مجرد لاعب كرة قدم، بل كان قائداً شجاعاً في ميادين القتال. كان أحد المشاركين في حرب أكتوبر وأبطالها، فبينما كان يسحر الجماهير بأهدافه الرائعة ومراوغاته الساحرة، كان يخدم وطنه في صفوف القوات المسلحة. هذا التوازن الرائع بين الرياضة والحياة العسكرية جعل منه نموذجاً يحتذى به، حيث استطاع أن يجمع بين شغفه بالكرة ووطنيته الصادقة، ليكتب اسمه بحروف من نور في تاريخ الرياضة المصرية والعسكرية. إنه قدوة للأجيال القادمة، يلهمهم بالمثابرة والاجتهاد والوطنية. كما أنه كان أحد الركائز الأساسية التي بنيت عليها شخصية نادي الزمالك، فبمهارته العالية وروحه القتالية، ساهم في تحقيق العديد من الانتصارات للقلعة البيضاء ، وخرج إلى المعاش برتبة عقيد.
صبرى سراج: لاعب كرة يد بالزمالك، فقد ذراعه أثناء الحرب.
لم يكن صبري سراج مجرد نجم سلة لامع في نادي الزمالك، بل كان بطلاً حقيقياً في ميدان المعركة. فقد شارك في حرب أكتوبر، حيث كان له دور بارز في صد هجمات العدو، وفقد ذراعه في هذه المعارك الشرسة. إلا أنه لم يستسلم، بل عاد ليكمل مسيرته الرياضية والإدارية، ليصبح نموذجاً يحتذى به في الإصرار والعزيمة. هذه القصة البطولية تذكرنا بأن الأبطال الحقيقيون هم من يضحون بأنفسهم من أجل الوطن، وأن الرياضة ليست مجرد لعبة، بل هي وسيلة لبناء شخصية قوية ووطنية.
فكري صالح : حارس مرمى الزمالك السابق وعميد مدربي حراس المرمى بالكرة المصرية أحد نجوم الرياضة الذين شاركوا في حرب السادس من أكتوبر 1973.
لم يكن فكري صالح مجرد حارس مرمى موهوب في نادي الزمالك، بل كان بطلاً حقيقياً في ميدان المعركة. فبينما كان يحمي عرين الفارس الأبيض، كان يخدم وطنه في صفوف القوات المسلحة، و شارك أيضا في حرب أكتوبر المجيدة، مواجهاً مخاطر جسيمة دفاعاً عن أرض الوطن. هذه التجربة الشجاعة صقلته وشكلت شخصيته القوية، مما جعله قدوة للأجيال القادمة. إن قصة فكري صالح هي قصة كل مصري شريف، حيث يتمثل التضحية والفداء في كل عمل نقوم به، سواء في الميدان الرياضي أو في ميدان المعركة. فكلاهما يتطلبان الانضباط، والعمل الجماعي، والروح القتالية. وقد أثبت فكري صالح أن هذه الصفات يمكن أن تتواجد في شخصية واحدة، مما يجعله نموذجاً يحتذى به لنا جميعًا.
و علق اللاعب والبطل فكري صالح عام ٢٠٢٢ على ذكرى النصر عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قائلا : "منذ أول ترم في الكلية الحربية ومصر مش في قلبي، بل مصر هي قلبي، وربنا يحفظها يارب بحفظه الجميل، ويجعلها بقدرته وبكرمه أم الدنيا وقد الدنيا".
سمير زاهر: رئيس اتحاد الكرة السابق، شارك في الحرب بعد حرب 1967.
سمير زاهر، القائد الذي قاد المنتخب المصري لتحقيق العديد من الإنجازات، لم يكن مجرد رئيس اتحاد كرة قدم. فقبل أن يتولى هذا المنصب الهام، كان جنديًا شجاعًا في صفوف القوات المسلحة المصرية، حيث شارك في حرب أكتوبر المجيدة. تجربته في الحرب صقلته وشكلت شخصيته القيادية، فبعد أن حقق النصر في ميدان المعركة، واصل تحقيق الانتصارات في الملاعب، ليصبح رمزاً للوطنية والإصرار والعزيمة. إن قصة سمير زاهر تلهم الأجيال القادمة، وتذكرنا بأن البطولة الحقيقية تتجاوز حدود الملعب، وأن النجاح الحقيقي هو الذي يجمع بين الإنجاز الشخصي والخدمة للوطن.
دروس مستفادة
تُعتبر مشاركة الرياضيين في حرب أكتوبر مثالًا حيًا على التلاحم الوطني، وعلى قدرة المصريين على التضحية من أجل الوطن. كما أنها تؤكد أن الرياضة ليست مجرد تسلية، بل هي أداة قوية لبناء الشخصية وتنمية روح الفريق والوطنية.
الرياضة في خدمة الوطن
واليوم، وبعد مرور سنوات على حرب أكتوبر، لا تزال الرياضة تلعب دورًا هامًا في حياة المصريين. فالملاعب هي مكان للتعبير عن الفرح والحزن، وهي منصة للتواصل بين الناس. كما أن الرياضة تساهم في تعزيز الصحة العامة، وبناء مجتمع قوي ومتماسك.
إن قصة الرياضيين الذين شاركوا في حرب أكتوبر هي قصة بطولة وتضحية، وهي مصدر إلهام للأجيال القادمة. فمهما تغير الزمان، فإن قيم الوطنية والإخلاص للوطن ستظل راسخة في قلوب المصريين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حرب اكتوبر أبطال حرب أكتوبر حرب السادس من اكتوبر ذكرى حرب ٦ أكتوبر ذكرى نصر 6 أكتوبر فی حرب أکتوبر المجیدة فی میدان المعرکة الذین شارکوا فی شارک فی حرب فکری صالح محمود بکر فی تاریخ بل کان لم یکن
إقرأ أيضاً:
250 مليون كوب يومياً: الشاي التركي أكثر من مجرد مشروب!
تعتبر تركيا واحدة من الدول التي يستهلك فيها الفرد أكبر كمية من الشاي في العالم، حيث يقدر أن حوالي 250 مليون كوب من الشاي تُشرب يومياً، سواء خلال وجبة الإفطار أو في الجلسات الاجتماعية.
في هذا السياق، أشار إبراهيم أكوش، رئيس مجلس إدارة شركة إيفور تشاي ” Efor CHAy “، إلى أن الشاي الأسود يحتل مكانة بارزة في الثقافة التركية.
وبيّن أن الشاي يحظى بإعجاب فئة واسعة من المستهلكين بفضل طعمه، وطريقة تخميره التقليدية، وعرضه المميز، وألوانه الزاهية.
كما أكد أن الشاي يرتبط بمحادثات الأصدقاء في أوقات الإفطار، أو أثناء استراحة الغداء، أو في المساء، معتبراً أنه يمثل الصداقة والمشاركة والدفء، حيث يشرب 9 من كل 10 أشخاص في تركيا الشاي بشكل يومي، بمتوسط 3-4 أكواب لكل فرد.
فرص العمل في قطاع الشاي
وأشار أكوش إلى أن تركيا تُعد من أكبر منتجي الشاي في العالم، حيث يتم إنتاج حوالي 280 ألف طن من الشاي المجفف سنويًا. وأضاف أن 250 ألف شخص يعتمدون مباشرة على زراعة الشاي، ونحو مليون شخص بشكل غير مباشر.
وتطرق أكوش إلى طلب الشاي التركي في الأسواق العالمية بفضل جودته الجيدة وخصائصه الفريدة، مؤكدًا أن الشركة تعمل على تحسين مبيعاتها الخارجية من خلال الامتثال للمعايير الدولية وتطوير استراتيجيات تواكب توقعات الأسواق.
اقرأ أيضاالطائرة الحربية التي تحلم بها الجيوش: “بيرقدار قزل…
الأحد 19 يناير 2025وأكد أكوش أن الشاي التركي ليس مجرد مشروب، بل هو ممثل للثقافة، ولذلك يتم الاستثمار في الفعاليات الترويجية والمعارض لتعزيز حضوره في الأسواق العالمية.