منذ بدء عدوانه الوحشي على قطاع غزة قبل نحو، لم يتوقف جيش الاحتلال عن تجريب خطط ومشاريع ميدانية لتهجير أهالي قطاع غزة، سواء داخل حدوده أو خارجه، لكنه لم يفلح في أي منها، بفعل صمود الأهالي، وتمسكهم بالبقاء في منازلهم وأماكنهم، رغم وحشية ما تعرضوا له من مجازر، لدفعهم إلى الرحيل.

بدأ الاحتلال ليل السبت/ الأحد حملة جوية مكثفة على مناطق شمال قطاع غزة، تزامنت مع إعلانه عن عملية عسكرية في منطقة جباليا بهدف لـ"القضاء على بنية تحتية مسلحة".



ورغم مزاعم جيش الاحتلال أن تحركاته الجديدة لا علاقة لها بما بات يعرف بخطة "غيورا آيلاند"، وأن هذه عملية عسكرية بحتة، ومنفصلة تماماً عن "العملية السياسية"، إلا أن ما يجري على الأرض يشي بعكس ذلك، فحجم القوة النارية، وشمول أوامر الإخلاء الجديدة كافة مناطق شمال قطاع غزة، يؤكد أن الخطة قد بدأ تنفيذها بالفعل.



تفاصيل من خطة "غيورا آيلاند"
قدم مجموعة من جنرالات الاحتلال، خطة لتهجير للسيطرة على مناطق شمال قطاع غزة، والتي تقع شمال ما بات يعرف بـ"محور نتساريم"، وعرفت بخطة الجنرال المتقاعد "غيورا آيلاند"، وتهدف بالأساس إلى تهجير أهالي شمال قطاع غزة إلى جنوبه، تحت ذريعة القضاء على المقاومة.

في إطار الخطة، يطالب غيورا آيلاند بفرض حصار كامل على شمال قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال، إلى جانب إصدار أوامر صارمة لسكان شمال القطاع المتمسكين بالبقاء بضرورة مغادرته بشكل فوري.


تنص "خطة الجنرالات" على أن يُلقي "الجيش الإسرائيلي" منشورات على نحو 500 ألف فلسطيني تطالبهم بمغادرة المنطقة، مع منحهم مهلة أسبوع واحد فقط لتنفيذ هذه الأوامر العسكرية.
وتزعم الخطة توفير ما أسماها آيلاند "ممرات آمنة" لسكان شمال غزة للانتقال إلى جنوب القطاع، على أن يمروا بنقاط تفتيش لفصل المدنيين عن المقاتلين.

بعد انقضاء الأسبوع المحدد، ستبدأ قوات الاحتلال بفرض حصار كامل على شمال غزة ووضع مغاير تمامًا لما هو عليه، حيث سيتم إعلانها منطقة عسكرية مغلقة، ويُمنع الفلسطينيون من دخولها أو البقاء فيها، كما سيتم منع تدفق المساعدات الإنسانية أو الطعام إليها.



في سياق هذه الخطة، يتم التعامل مع أي شخص يبقى في شمال القطاع على أنه من مقاتلي حماس، يواجه فيها حصارًا شديدًا في كافة الإمدادات الغذائية إضافة إلى التعامل مباشرة مع قوات الاحتلال التي ستبدأ عملية عسكرية جديدة موسعة هناك.

من وجهة "آيلاند"، فإن نجاح الخطة المذكورة في شمال القطاع سيُمكن "الجيش" من القضاء على حركة حماس، والاحتذاء بها مثالًا يُطبق في مناطق أخرى من القطاع مثل رفح، خان يونس، ودير البلح.

لماذا يتوقع فشل هذه الخطة؟

خطة مجربة 
لم يكن العدوان البري الذي بدأ الاحتلال بشنه في السابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي بعيدا عن أهداف وتفاصيل الخطة الجديدة، فمنذ اللحظة الأولى طالب الاحتلال سكان مناطق شمال قطاع غزة بالنزوح نحو الجنوب.

دفع الاحتلال بنحو خمس فرق نحو شمال قطاع غزة في آنذاك في محاولة لتهجير الفلسطينيين، لكنها لم تفلح في ذلك، فيما الخطة الجديدة تعتمد على فرقة واحدة فقط، وهي الفرقة 162 والتي بدأت عملياتها الأحد، في منطقة جباليا.

لم تترك قوات الاحتلال مكانا في شمال قطاع غزة إلا وتوغلت فيه، مرتكبة جرائم وحشية ومروعة بحق المدنيين العزل، إلا أن ذلك كله لم ينجح في تفريغ مناطق شمال قطاع غزة والتي يقدر من بقي فيها بنحو نصف مليون.


رفض النكبة الثانية
يعتقد الفلسطينيون، خصوصا أولئك المتواجدون في شمال قطاع غزة أن رحيلهم من منازلهم وأحيائهم يعني عدم العودة لها مجددا، وذلك في أعقاب فصل مناطق شمال القطاع عن جنوبية عند منطقة محور "نتساريم" جنوب غزة، ومنع عودة من نزحوا صوب الجنوب إلى منازلهم في الشمال.

يرفض الفلسطينيون الرحيل من شمال قطاع غزة، رغم وحشية ما تعرضوا له من مجازر، وذلك رفضا لنكبة ثانية قد تحل بهم حال قرروا الرحيل نحو الجنوب.

خدعة المناطق الآمنة
لم يترك الاحتلال مجالا لتصديق روايته فيما يتعلق بما يسمى "المناطق الآمنة"، والتي يطلب إخلاء مناطق الشمال صوبها، وتتركز حاليا على الشريط الساحلي لخانيونس ودير البلح جنوب قطاع غزة، إذ إن أبشع المجازر المروعة ارتكبت هناك، وطالت نازحين من شمال قطاع غزة. ما ولّد قناعة لدى الأهالي أنه لا مكان آمنا في قطاع غزة بأكلمه، وعليه يفضل الأهالي البقاء في أماكنهم ويرفضون الرحيل.


المقاومة مستمرة
رغم الحرب الشرسة والتي هدفت أساسا إلى القضاء على المقاومة، إلا أنها لا زالت تضرب قوات الاحتلال وتكبده خسائر فادحة في شتى مناطق قطاع غزة، بل وتتبع أساليب وتكتيكات جديدة لاستنزاف الاحتلال وإغراقه في وحل غزة.

وفي شمال قطاع غزة تواصل المقاومة عملياتها ضد قوات الاحتلال في العديد من مناطق الاشتباك، خصوصا في المناطق المحيطة بمحور نتساريم حيث تتواجد هناك قوات الاحتلال.
وتحت ضربات المقاومة، لم تتمكن قوات الاحتلال من تحقيق أي من أهدافها حتى الآن رغم مرور عام كامل على الحرب، وهذا مؤشر كبير على فشل الاحتلال في تحقيق أي من أهدافه، أبرزها القضاء على المقاومة.

المعارك شمال فلسطين
منذ بدء العدوان الواسع والعنيف على لبنان في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، دفع الاحتلال بقوات إضافية على الحدود مع جنوبي لبنان، سحب جزء منها من قواته العاملة في قطاع غزة.

تزداد المعركة مع حزب الله شراسة وقوة، خصوصا بعد الخسائر الكبيرة التي مني به جيش الاحتلال جراء عمليات التوغل المحدودة في بعض القرى اللبنانية المتاخمة للحدود.

المعارك مع حزب الله، وهو الأكثر تسليحا تستدعي حشد قوات أكبر هناك في محاولة للسيطرة على الموقف، وهذا بالتأكيد سيسحب من رصيد القوات المتواجد في قطاع غزة، والتي تم تحريك قطاعات كبيرة منها نحو الحدود مع لبنان خلال الأيام القليلة الماضية.

وعليه فإن التواجد المحدود لقوات الاحتلال في قطاع غزة، لن يتمكن من إنجاح أي خطة لتهجير الأهالي من شمال القطاع نحو جنوبية، فما فشلت في تحقيقه خمس فرق عسكرية قاتلت في قطاع غزة على مدار عام كامل، لن تنجح فيه فرقة واحدة، وهي 162 والتي تقوم حاليا بنشاط عملياتي في جباليا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال تهجير شمال القطاع فلسطيني فلسطين الاحتلال تهجير شمال القطاع المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مناطق شمال قطاع غزة قوات الاحتلال جیش الاحتلال شمال القطاع فی قطاع غزة القضاء على فی شمال

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يشن حملة دهم واسعة ويعتقل أسيرة محررة ويجرف أراضي شمال الضفة

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في مدن وبلدات فلسطينية، في حين اقتحمت بلدتي يعبد وبلعا بالمدرعات شمالي الضفة الغربية.

وذكرت مصادر للجزيرة أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة كوبر واعتقلت 16 فلسطينيا، بينهم الأسيرة المحررة حنان البرغوثي شمال غرب مدينة رام الله.

وأفادت مصادر محلية، بأن جنود الاحتلال اعتقلوا عددا من أهالي بلدة كوبر، من بينهم سيدة، خلال اقتحام البلدة الذي استمر لعدة ساعات، حيث احتجزت قوات الاحتلال العشرات من الشبان وحققت معهم ميدانيا بعد أن حولت منزل المحرر نائل البرغوثي إلى مركز تحقيق ميداني.

كما اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الظاهرية جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية، ودهمت منازل عدة وفتشتها واعتقلت 10 فلسطينيين، بينهم 3 من أعضاء المجلس البلدي في المدينة.

واقتحمت قوات الاحتلال كذلك المركز الطبي التابع لبلدية الظاهرية واعتقلت فلسطينيين من داخله وحولت ديوان إحدى العائلات لمركز تحقيق ميداني واحتجزت المعتقلين داخله.

وفي سلواد شمال شرق رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال المواطنين عددا من الفلسطينيين بعد مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها.

كما اقتحمت حي المصايف بمدينة البيرة، وبلدة عزون شرق قلقيلية (شمال)، ومخيم العروب وبلدة نحالين في الخليل جنوبي الضفة المحتلة.

الاحتلال يواصل هدم المنازل الفلسطينية في الضفة الغربية (الأناضول)

وفي بلعا، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، شرق مدينة طولكرم.

إعلان

وذكرت مصادر محلية لـ"وفا"، أن عددا من الآليات العسكرية ترافقها مدرعتان من نوع "إيتان"، اقتحمت البلدة من جهة حاجز عناب العسكري شرق بلدة عنبتا، وتمركزت في مناطق الدوة والحف وبطاط، ونشرت فرق المشاة في محيط الأحراش.

وأضافت المصادر المحلية، أن قوات الاحتلال دهمت المنازل في تلك المناطق، وقامت بتفتيشها والعبث وتخريب محتوياتها، وأخضعت سكانها للاستجواب الميداني.

وأعلنت مديرية التربية والتعليم في طولكرم عن تأخير دوام مدارس بلعا إلى الساعة التاسعة، نظرا لاقتحام الاحتلال للبلدة.

وفي يعبد، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة بالمدرعات جنوب غرب جنين.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت يعبد بمدرعات "إيتان" وتسببت بأضرار مادية في مركبة لأحد المواطنين، كما دمرت بسطات للخضار في حارة العمارنة وأعمدة كهرباء في شوارع البلدة.

وفي السياق ذاته، اقتحم الاحتلال قرية كفر قود جنوب جنين، دون أن يبلغ عن اعتقالات.

يشار إلى أن الاحتلال صعد من اقتحاماته لبلدات وقرى محافظة جنين منذ بدء العدوان على مدينة جنين ومخيمها قبل 92 يوما، يتخللها مداهمات واعتقالات.

في غضون ذلك، جرَّفت قوات الاحتلال أراضي الفلسطينيين خلف الجدار العازل في المنطقة الواقعة بضاحية "ارتاح" غرب مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية.

وعبر مزارعون وأصحاب أراض عن خوفهم من قيام قوات الاحتلال بإزالة الجدار المحاذي لأراضيهم ونقله إلى داخلها ومصادرة مساحات واسعة من تلك الأراضي.

وتواصل قوات الاحتلال مصادرة أراضي الفلسطينيين غرب طولكرم بالتزامن مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة طولكرم ومخيماتها.

اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 16 ألف فلسطيني بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (الفرنسية) إرهاب المستوطنين

في الوقت ذاته، حطم مستوطنون إسرائيليون متطرفون مركبة فلسطينية، في حين أغلق آخرون مدخل بلدة بالضفة الغربية المحتلة، بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

إعلان

وذكر شهود عيان أن مجموعة من المستوطنين المتطرفين اقتحموا بلدة "كفل حارس" شمال مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية، وحطموا مركبة وألحقوا الضرر بها.

وعادة ما تتعرض "كفل حارس" إلى اقتحامات من قبل المستوطنين الذين يؤدون طقوسا دينية في مقامات تاريخية مدعين أنها "يهودية".

وشرق محافظة رام الله وسط الضفة الغربية، أغلق مستوطنون متطرفون المدخل الشرقي لبلدة دير جرير بحماية من الجيش الإسرائيلي.

وذكر شهود أن المستوطنين أحضروا آليات هدم كبيرة واتجهوا بها نحو بؤرة استيطانية تقع على أراضي بلدتي دير جرير وسلواد.

​​​​​​​وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون عدوانهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 955 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود. ​​​​​​​

مقالات مشابهة

  • 500 ألف نازح جديد في غزة خلال شهر
  • استشهاد فتى بنابلس ومستوطنون يمزقون المصحف قرب الخليل
  • الاحتلال يأمر بإخلاء 3 مناطق في شمال غزة
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة قفين شمال طولكرم
  • السيسي يجدد رفض مصر لتهجير الفلسطينيين
  • الحكومة السودانية: الدعم السريع أحرقت 270 قرية في شمال دارفور
  •  جيش الاحتلال يواصل حملة اعتقالات في الضفة الغربية والقدس المحتلة
  • قوات الاحتلال تنسف مبانٍ سكنية شمال رفح الفلسطينية جنوبي غزة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 16 فلسطينيًا شمال رام الله
  • الاحتلال يشن حملة دهم واسعة ويعتقل أسيرة محررة ويجرف أراضي شمال الضفة