فرصة كبيرة لأمريكا لإعادة بناء السيادة اللبنانية
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
قال الكاتب والمحلل السياسي ديفيد إغناثيوس إن دبلوماسية إدارة الرئيس جو بايدن أخفقت في كبح جماح إسرائيل وتهدئة الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط خلال العام الماضي.
وأوضح الكاتب في مقاله بموقع صحيفة "واشنطن بوست" أنّ هناك فرصة جديدة تلوح في الأفق للإدارة الأمريكية للمشاركة البناءة ومد يد المساعدة للقوات المسلحة اللبنانية على ملء الفراغ الذي خلفه انهيار حزب الله وإعادة إرساء سيادة الحكومة اللبنانية.فوضى اليوم التالي
في الوقت الذي تقصف فيه إسرائيل حزب الله في لبنان، يقول المنتقدون إنها تتسبب بما يُعرف باسم فوضى "اليوم التالي" هناك كما فعلت في غزة. ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة، نزحَ أكثر من مليون لبناني من منازلهم بالتزامن مع تصاعد وتيرة القتال خلال الشهر الماضي. ولا يبدو أنّ إسرائيل لديها أي خطة لالتقاط الأنفاس.
وفي هذا السياق، أضاف الكاتب أنه يمكن للولايات المتحدة أنْ تُحدث فرقاً حاسماً. فمنذ أكثر من عقد من الزمن، تعمل القيادة المركزية الأمريكية، المسؤولة عن الشرق الأوسط، بالتعاون مع القوات المسلحة اللبنانية من أجل تعزيز قدرتها على استعادة السيطرة على حدود الدولة إذا ما ضعفت قبضة حزب الله. ويبدو أن تلك اللحظة قد حانت.
The U.S. has an opportunity to help rebuild Lebanese sovereignty/David Ignatius op-ed worth reading https://t.co/edZRY1Tv8c
— David Makovsky (@DavidMakovsky) October 6, 2024وتابع الكاتب أن قطع إسرائيل دابر حزب الله، وهو ما بلغ ذروته باغتيال حسن نصر الله - إلى خلق فراغ أمني في لبنان، مؤكداً أن الصفوف الدنيا في حزب الله التي أُصيبت بصدمة مدوية تعقد الآمال على ملء هذا الفراغ. ولكن للمرة الأولى منذ جيل كامل، هناك فرصة حقيقية لأن يتسلم الجيش اللبناني زمام الأمور الأمنية في الدولة وحدودها، شريطة توفر المساعدة المناسبة.
ونقل الكاتب عن مسؤول رفيع المستوى، لم يسمه، أن إدارة بايدن تلمس "فرصة عظيمة" في لبنان. ولكن لمساعدة لبنان على استعادة سيادته، سيتعين على إدارة بايدن التحرك بسرعةٍ وحسم بينما ما يزال حزب الله في حالة من الفوضى.
وكان البنتاغون يتدرب على هذا الدور منذ عدة عقود عبر برنامج دعم الجيش اللبناني. فقبل أقل من أربعة أشهر، استضاف البنتاغون قائد الجيش اللبناني، الجنرال جوزيف عون، في واشنطن وفي مقر القيادة المركزية في فلوريدا.
وكان موقع "المونيتور" الإخباري أورد إباّن زيارة عون في منتصف يونيو الماضي أن مسؤولي إدارة بايدن يريدون أن يُجهِّز الجيش اللبناني قوةً عسكرية تستطيع أن تنتشر على مقربةٍ من الحدود لمراقبة منطقة عازلة مستقبلية تتفاوض بشأنها إسرائيل وحزب الله مُستقبلاً .
Yes it is an opportunity. But #Israel will kill it: The #U.S. has an opportunity to help rebuild #Lebanese sovereignty https://t.co/irqwWXBAPx @IgnatiusPost
— Randa Slim (@rmslim) October 4, 2024وشدَّدَ عاموس هوكشتاين، المبعوث الخاص لبايدن إلى لبنان، على أنَّ عملية نشر الجيش اللبناني هذه ستقتضي "أموالاً طائلة"، موضحاً أن المسألة "تتطلب التجنيد والتدريب والتجهيز، مما سيستغرق وقتاً طويلاً".
مهمة محفوفة بالمخاطرومضى الكاتب يقول إن مهمة "اليوم التالي" في لبنان ستكون محفوفة بالمخاطر للولايات المتحدة وشركائها. وعلى سبيل التذكرة بالتكاليف المحتملة، علينا ألا ننسى تفجير السفارة الأمريكية وثكنات قوات البحرية الأمريكية في بيروت عام 1983.
وزاد: "كانت تلك العمليات، التي نفذها أسلاف حزب الله المدعوم من إيران، تهدف إلى تخريب مهمة الوجود الأمريكي الغامضة التعريف، كما وصفها ليّ المسؤولون أنذاك. كانت الولايات المتحدة تعقد الآمال على ترسيخ أقدام الدولة اللبنانية بعد الاجتياح الإسرائيلي المؤلم عام 1982".
وشدد الكاتب على ضرورة أن يكون أي وجود أمريكي على الأرض هذه المرة محدوداً جداً ومحمياً حمايةً كافية تفاديّاً لتكرار كارثة 1983. لكنَّ هذا لا يعني أنه مستحيل. فالقيادة المركزية الأمريكية تتدرب بانتظامٍ مع القوات المسلحة اللبنانية منذ سنوات، والضباط من كلا الجانبين على اتصالٍ وثيق. وتعمل القوات الأمريكية في أماكن أخرى معرضةً للخطر في المنطقة، بما في ذلك سوريا والعراق.
بعد مناورة مشتركة استمرت 11 يوماً في مايو (أيار) 2021، قالت دانا سترول، نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط: "في تعاملنا مع الجيش اللبناني... إننا مهتمون بتطوير شراكة طويلة الأمد مع مؤسسة تستجيب للشعب اللبناني ومطالبه، وملتزمة بما يصب في مصلحته، وهي مؤسسة وطنية تمثل الشعب وتُعدُّ بديلاً عن حزب الله اللبناني".
وتناول الصحافي المخضرم مايكل يونغ التغيرات التي أعقبت مقتل نصرالله في منشور يوم الأحد على موقع ديوان التابع لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، حيث قارنَ يونغ بين "منطق المقاومة" لدى حزب الله و"منطق الدولة"، وقال إن الأخير "يفرض نفسه على بلدٍ سِيقَ إلى كارثة على يد جماعة مسلحة تجاهلت الدولة اللبنانية".
وكتب يونغ أنه من وجهة نظر كثير من اللبنانيين "الجيش اللبناني هو المؤسسة الوطنية الوحيدة التي تحتفظ بمصداقية وتأييد شعبيين واسعي النطاق".
Yes it is an opportunity. But #Israel will kill it: The #U.S. has an opportunity to help rebuild #Lebanese sovereignty https://t.co/irqwWXBAPx @IgnatiusPost
— Randa Slim (@rmslim) October 4, 2024وعلى مدار العام الماضي من الحرب، لم يواكب إتقان إسرائيل التعبويّ المتزايد تخطيطاً إستراتيجياً مُحكماً لفترة ما بعد الحرب. ففي غزة ولبنان، خلّفت إسرائيل وراءها أنقاضاً وثورة غضب عارمة في غزة تُشكِّل أرضاً خصبة لحروبٍ مستقبلية.
ورأى إغناثيوس أن الحكم المستقر لدولة فلسطينية مستقبلية في غزة والضفة الغربية ربما يُعدُّ من "المهام الصعبة للغاية" في الوقت الحالي.
لكنَّ إعادة بناء الدولة اللبنانية التي تعوِّل على جيش قوي - مدعوم من شعب ضجَّ بتصور حزب الله العنيف للمقاومة - هدف يمكن تحقيقه، حسب الكاتب، وسيتطلب جهداً أمريكياً منضبطاً وإرادة سياسية. لكنها مهمة خليقة بالأشهر الأخيرة لجو بايدن في منصبه ولخلفه.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله الجیش اللبنانی حزب الله فی لبنان فی غزة
إقرأ أيضاً:
بيانات وصور.. صحيفة أميركيّة: هذا ما قامت به إسرائيل بعد اتّفاق وقف إطلاق النار في لبنان
ذكر موقع "الميادين" أنّ صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية كشفت أنّ الجيش الإسرائيلي دمّر مئات المباني وألحق أضراراً جنوبي لبنان، و"انتقل إلى عشرات المواقع الجديدة" خلال الأيام الأربعين الأولى من وقف إطلاق النار الساري منذ الـ27 من تشرين الثاني 2024.
وأشارت الصحيفة إلى أنّها وصلت لهذه الخلاصة بحسب مراجعة أجرتها لبيانات الأقمار الصناعية غير المعلنة سابقاً والصور المفتوحة المصدر، إضافة إلى مقابلات مع الأمم المتحدة والمسؤولين والدبلوماسيين الغربيين واللبنانيين.
ووثّقت البيانات والصور، غارات شبه يومية شنّها الجيش الإسرائيلي على لبنان، وقد شكّكت في ما إذا تشكّل هذه الغارات انتهاكات لوقف إطلاق النار، إذ نقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إنّ "اللجنة التي تقودها الولايات المتحدة لمراقبة الاتفاق لم تحدّد بعد ما يعتبر انتهاكاً للهدنة".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذا "الارتباك" أثار تساؤلات بشأن متانة اتفاق وقف إطلاق النار، وما يأتي بعد انتهاء "الفترة الأولية" في الـ26 من كانون الثاني 2025.
في المقابل، لفتت الصحيفة إلى أنّ تصرّفات حزب الله أصعب في التكهّن بها، مشيرةً إلى "تنبيه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى قيام الحزب بإطلاق قذيفتين على مزارع شبعا خلال الأيام الـ5 الأولى من الاتفاق.
وأكدت "واشنطن بوست" أنّه لم تكن هناك حالات موثّقة أو مزاعم بإطلاق حزب الله صواريخ على إسرائيل أو مهاجمة القوات الإسرائيلية منذ ذلك الحين، و"من غير الواضح عدد المقاتلين الذين ما زالوا في جنوب لبنان أو أين يتمركزون". (الميادين)