مضاد حيوي لعلاج الأمراض المنقولة جنسياً... كيف؟
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
خلال تجارب سريرية، تبيّن أنّ المضاد الحيوي الدوكسيسيكلين، وعند تناوله بعد ممارسة الجنس من دون وقاية، يقلّص بشكل كبير خطر الإصابة بثلاثة أمراض هي والسيلان وداء الزهري.
ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، وهي أبرز وكالة صحة فدرالية أميركية، مقدمة على اتخاذ قرار بشأن توصيات جديدة مرتبطة باستخدام الدوكسيسيكلين، وعليها الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى احتواء الأمراض التي تصيب ملايين الأميركيين ولكن أيضاً احتمال أن تزداد مقاومة المرضى للمضادات الحيوية.
وقال جوناثان ميرمين، وهو مسؤول في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الابتكار والإبداع مهمان في مجال الصحة العامة، ونحن بحاجة ماسة إلى أدوات جديدة". وقد لا تُعنى بالتوصيات التي من المتوقّع نشرها هذا الصيف، سوى الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذه الأمراض التي تُنقل جنسياً، أي الرجالالمثليون والنساء المتحولات جنسياً الذين أُصيبوا سابقاً بأحد الأمراض.
ولكن مع انتشار الأنباء المرتبطة بالتوصية، بدأ بعض الأطباء يصفون الدوكسيسيكلين لمرضاهم. وسبق لمالك (37 عاماً) المقيم في واشنطن والذي لم يرغب في ذكر كنيته، أن استخدم الدوكسيسيكلين مرتين للوقاية من الأمراض، نزولاً عند توصية طبيبه، بعد ورود تقارير خطرة بينها ما يفيد بأنّ أحد الأشخاص لم يبلغ شريكه بأنه أزالالواقي الذكري أثناء ممارسة الجنس معه. وتتزايد الإصابات بالأمراض المنقولة جنسياً الثلاثة منذ عقد، ووصلت إلى 2,5 مليون حالة عام 2021 في الولايات المتحدة.
وعملياً، كلما زاد عدد الإصابات زاد انتشار المرض، بالإضافة إلى أنّ استخدام الواقي الذكري تقلّص منذ ابتكار "بريب"، وهو دواء يؤخَذ كإجراء وقائي لتجنب الإصابة بمرض الإيدز. وبما أنّ المرضى الذين يتناولون "بريب" عليهم إجراء فحوصات كل ثلاثة أشهر، تُسجَّل تالياً إصابات أكثر. وأظهر الدوكسيسيكلين فعالية في ثلاث من أصل أربع تجارب سريرية أجريت.
وقالت أنّي لوتكيمير التي قادت تجربة سريرية أميركية لوكالة فرانس برس "رصدنا انخفاضاً بمقدار الثلثين في عدد الإصابات بالأمراض المنقولة جنسياً". وأُجري هذا الاختبار على 500 رجل يمارسون الجنس مع رجال ونساء متحولين جنسياً.
وكانت فعالية الدواء أعلى ضد الكلاميديا وداء الزهري (أقل بـ80% من الإصابات) من السيلان (أقل بـ55% من الإصابات). أما الآثار الجانبية فكانت محدودة. لكنّ توسيع نطاق استخدام الدوكسيسيكلين أثار مخاوف عدة، كاحتمال أن يظهر مُتناولوه مقاومة ضد المضادات الحيوية وبخاصة المصابين بمرض السيلان الذي تتحوّر البكتيريا الخاصة به سريعاً. إلا أنّ التحليلات الأولية أتت مطمئنة.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
تحديد خلايا جديدة في العين قد تفتح آفاقا لعلاج العمى
الولايات المتحدة – اكتشف فريق من العلماء نوعا جديدا من الخلايا في شبكية العين البشرية، قد يساهم في عكس فقدان البصر الناجم عن أمراض شائعة، مثل التنكس البقعي.
وأظهرت الدراسة أن هذه الخلايا، التي عُثر عليها في أنسجة جنينية متبرع بها، تتمتع بقدرات تجديدية واعدة، ما يفتح آفاقا لعلاج أمراض الشبكية.
تلعب شبكية العين دورا أساسيا في الرؤية، إذ تلتقط الضوء وتحوله إلى إشارات عصبية يفسرها الدماغ. لكن مع التقدم في العمر أو بسبب أمراض مثل السكري والإصابات الجسدية، يمكن أن تتدهور الشبكية، ما يؤدي إلى فقدان البصر. وتتركز العلاجات الحالية على إبطاء تدهور الخلايا الشبكية وحماية السليمة منها، لكنها لا تقدم حلولا فعالة لإصلاح التلف واستعادة البصر.
ولطالما سعى العلماء لاستخدام الخلايا الجذعية لاستبدال الخلايا التالفة في الشبكية، لكن لم يتم العثور على خلايا جذعية مناسبة داخل شبكية العين البشرية لهذا الغرض. ومع ذلك، كشفت الدراسة الجديدة عن نوعين من الخلايا الجذعية الشبكية القادرة على التجدد والتكاثر:
– الخلايا الشبيهة بالخلايا الجذعية العصبية الشبكية البشرية (hNRSCs).
– الخلايا الشبيهة بالخلايا الجذعية الظهارية الصبغية الشبكية (RPE).
ووجد العلماء أن كلا النوعين قادران على استنساخ نفسيهما، لكن الخلايا العصبية فقط تستطيع التحول إلى أنواع أخرى من خلايا الشبكية، ما يجعلها مرشحا محتملا للعلاجات المستقبلية.
وأنتج العلماء نماذج ثلاثية الأبعاد لشبكية العين البشرية تعرف باسم “العضيات”، لمحاكاة تعقيد الأنسجة البشرية بشكل أكثر دقة من النماذج الحيوانية. وأظهرت التحليلات أن هذه العضيات تحتوي على خلايا جذعية عصبية مشابهة لتلك الموجودة في الأنسجة الجنينية.
كما حدد الفريق التسلسل الجزيئي الذي يحوّل هذه الخلايا إلى خلايا شبكية أخرى، وينظم عملية الإصلاح. وعند زرعها في فئران مصابة بمرض مشابه لالتهاب الشبكية الصباغي، تحولت الخلايا الجذعية إلى خلايا شبكية قادرة على التقاط ومعالجة الضوء، ما أدى إلى تحسن بصر الفئران واستمرارية هذا التأثير طوال مدة التجربة التي امتدت 24 أسبوعا.
وتشير هذه النتائج إلى إمكانية استخدام الخلايا الجذعية العصبية الشبكية البشرية (hNRSCs) في تطوير علاجات جديدة لاضطرابات الشبكية لدى البشر. ومع ذلك، يؤكد العلماء الحاجة إلى مزيد من الدراسات السريرية لتأكيد فعاليتها وضمان سلامتها قبل اعتمادها كعلاج لاستعادة البصر.
نشرت الدراسة في مجلة Science Translational Medicine.
المصدر: لايف ساينس