بقلم : سمير السعد ..

وردت تصريحات بشأن المحاولات الهادفة إلى خلق إدارة بديلة لقطاع غزة خارج إطار الإجماع الوطني الفلسطيني وقرار الشعب. تأتي هذه التصريحات في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحاول باستمرار فرض أجنداته السياسية على أرض الواقع.
تؤكد هذه التصريحات أن أي محاولة لفرض إدارة جديدة على غزة دون موافقة الشعب الفلسطيني ومؤسساته الوطنية ستُعامل كما يُعامل الاحتلال، في إشارة واضحة إلى رفض التدخلات الخارجية أو المحلية التي تتجاوز إرادة الشعب الفلسطيني وقيادته.

وتعد هذه المحاولات جزءاً من مشاريع الاحتلال الرامية إلى تفتيت وحدة الشعب الفلسطيني وإضعاف مقاومته ضد الاحتلال.
مع ذلك ثمنت القيادات الوطنية مواقف الشعب الفلسطيني بمكوناته المختلفة، والتي تقف بصلابة ضد هذه المشاريع والمخططات. يعكس هذا الرفض تمسك الشعب الفلسطيني بحقه في تقرير مصيره، ورفضه لأي محاولات لتقسيم أو تجزئة أرضه ونضاله المستمر من أجل الحرية والاستقلال.
الموقف الواضح الذي تتخذه الفصائل الوطنية والحية الفلسطينية يعزز الوحدة الوطنية ويؤكد على أن الفلسطينيين لن يسمحوا لأي قوة، سواء كانت داخلية أو خارجية، بفرض أي تغييرات على الأرض دون الرجوع إلى الإرادة الشعبية والشرعية الوطنية.
الرسالة الواضحة من هذا الموقف هي أن الشعب الفلسطيني سيظل موحدًا في وجه الاحتلال ومخططاته، ولن يتخلى عن حقه في مقاومة أي محاولات لتقسيم وحدته أو استهداف قراره الوطني.
في ظل تصاعد التحديات التي يواجهها قطاع غزة، يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى بشكل مستمر إلى تفتيت الصف الفلسطيني من خلال محاولات خلق واقع سياسي جديد يتجاوز المؤسسات الشرعية للشعب الفلسطيني. تسعى هذه المحاولات إلى فرض إدارة بديلة على قطاع غزة، وذلك بغرض إضعاف المقاومة وضرب الوحدة الوطنية التي تشكل الأساس لمواجهة المخططات الاحتلالية.
لكن موقف الشعب الفلسطيني الصارم في مواجهة هذه المحاولات يبرز أن أي محاولة لتجاوز الإرادة الوطنية ستواجه برفض شعبي ومقاومة شديدة. الفصائل الوطنية في قطاع غزة، وكذلك مكونات المجتمع المدني والمؤسسات الحية، عبرت مراراً عن موقفها الرافض لهذه المشاريع، معتبرةً إياها جزءاً من استراتيجية الاحتلال طويلة الأمد لإحكام السيطرة وتقسيم الشعب الفلسطيني.
هذه المحاولات التي قد تبدو وكأنها تهدف إلى “تخفيف” الواقع في غزة أو تقديم حلول بديلة، يتم النظر إليها بعيون الشعب الفلسطيني كجزء من عملية تطويع للإرادة الوطنية، واستكمال لسياسات الحصار والضغط الاقتصادي والسياسي على القطاع. الشعب الفلسطيني يرى أن الحل الحقيقي للوضع في غزة لا يأتي من خلال فرض إدارة خارجية أو بديلة، بل من خلال إنهاء الاحتلال ورفع الحصار وتحقيق الوحدة الوطنية.
وبالتزامن مع ذلك، يقدر الفلسطينيون المواقف الثابتة لمكونات المجتمع التي ترفض أي نوع من التطبيع أو التنازل عن الحقوق الوطنية. الوحدة الوطنية هي القوة الأبرز التي تحمي القضية الفلسطينية من التفتت أو السقوط في فخ المخططات الخارجية التي تهدف إلى تقويض صمود الشعب وإضعاف مقاومته.
تأتي هذه الأحداث في إطار أوسع من محاولات إعادة رسم المشهد السياسي في الأراضي الفلسطينية، خاصة مع ما يرافق ذلك من تطبيع إقليمي ومحاولات فرض تسويات سياسية لا تلبي الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال. لكن الشعب الفلسطيني يظل متمسكاً بخياره الواضح: أي محاولة خارج الإرادة الشعبية ستُعتبر استمراراً للاحتلال، وسيُنظر إليها باعتبارها جزءاً من الحرب التي تُشن ضد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
خلاصة القول ، الرسالة التي يرسلها الفلسطينيون للعالم هي أنهم لن يقبلوا أي حل أو إدارة لا تنبع من إرادتهم، وأن النضال من أجل الحرية والوحدة سيستمر حتى تحرير الأرض وإقامة الدولة المستقلة.

سمير السعد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الشعب الفلسطینی الوحدة الوطنیة هذه المحاولات

إقرأ أيضاً:

“الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث ” تستضيف تمرين “ميتافيرس الأزمات” الوطني

 

أعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث اختتام النسخة الأولى من تمرين “ميتافيرس الأزمات” الوطني الذي تم استضافته بمركز أبوظبي الوطني في المعارض “أدنيك”.
يهدف التمرين – الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة – إلى تعزيز الاستجابة الوطنية لحوادث المواد الخطرة وذلك عبر محاكاة سيناريوهات افتراضية تحاكي حوادث حقيقية مثل الطوارئ الكيميائية والإشعاعية والنووية.
أتاح التمرين من خلال تصميمه المبتكر والمُعتمد على تقنيات الواقع الافتراضي، للفرق المختصة من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث فرصة فريدة لتحسين مهاراتهم في الاستجابة الفورية لحوادث المواد الخطرة، واتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب، وذلك بالتزامن مع التنسيق الفعال مع الجهات المعنية.
وانطلقت فعاليات التمرين بحضور معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، ومعالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، قائد عام شرطة أبوظبي، وعدد من المدراء والمسؤولين من مختلف الجهات الوطنية والمحلية.
وأكد معالي عمر سلطان العلماء خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح تمرين ميتافيرس الأزمات أهمية الاستفادة من التقنيات الجديدة، في رفع مستوى الاستعداد الوطني، للتصدي الفعال للطوارئ والأزمات.
وقال معاليه إن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، أدركت مبكرا أهمية الاستثمار في التكنولوجيا وتسريع الخطى في هذا المجال المحوري والأساسي، وإن تعزيز الجهود وتطوير الحلول المستقبلية هو أساس تقدم دولة الإمارات ونهضتها.
وأضاف معاليه أن هذا التمرين الذي نشارك فيه اليوم الخطوة الأولى ضمن المبادرات والمشاريع الهادفة إلى الاستفادة من التحولات الرقمية المستقبلية، لكل من دولة الإمارات والدول الأخرى على حد سواء.

وقال معاليه :”نؤمن بأن مثل هذه المبادرات هي الأساس لإحراز التقدم التكنولوجي، وتحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة، لتطوير هذه التقنيات، ونأمل أن تستفيد منها سائر الجهات بالشكل الذي يضمن المواكبة المستمرة لهذا التقدم”.
وتضمنت فعاليات التمرين استضافة جلسة حوارية ترأسها سعادة حمد سيف الكعبي، مدير إدارة حوادث المواد الخطرة في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، التي نتج عنها مجموعة من المخرجات والتوصيات المتعلقة بتقديم وتوظيف التقنيات الجديدة والتحديات الناتجة عنها.

وانضم إلى سعادته في النقاش، كل من الدكتور مروان الزرعوني، الرئيس التنفيذي لمركز دبي لتكنولوجيا البلوك تشين، والدكتورة ابتسام المزروعي، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة AIE3 ورئيس مجلس الذكاء الاصطناعي التابع للأمم المتحدة، والمستشار سالم الزعابي، رئيس نيابة الطوارئ والأزمات والكوارث مكتب النائب العام الاتحادي.
تطرّق المشاركون في الجلسة الحوارية إلى ضرورة إنشاء نموذج مالي وإداري، لتوظيف تقنيات الميتافيرس والذكاء الاصطناعي بشكل صحيح، ضمن إطار الاستجابة الوطنية للطوارئ والأزمات والكوارث، بما يتماشى مع الأولويات المؤسسية والاحتياجات ذات الضرورة الملحة للهيئة، مع تحديد كافة العناصر والموارد اللازمة لضمان الاستخدام الأمثل بشكل مثمر وفعّال.
وشدّدت الجلسة الحوارية على ضرورة الالتزام بالقوانين والتشريعات المحلية والدولية، المتعلقة بحماية البيانات والخصوصية والأمن الرقمي، عند إنشاء أي نموذج يعتمد على هذه التقنيات المبتكرة، وذلك لضمان الاستخدام الآمن والفعال لهذه التقنيات.

وأشار المشاركون إلى الحاجة لتشكيل فرق فنية متخصصة لتقديم الدعم الفني اللازم عند استخدام الميتافيرس في الأنشطة الوطنية المشتركة عن بعد، لضمان استمرارية العمل بسلاسة وكفاءة داخل البيئات الافتراضية.
ومن بين التوصيات الرئيسية للجلسة والمتعلقة بالتبني المستقبلي لتقنيات الميتافيرس والذكاء الاصطناعي، نوّه المشاركون إلى ضرورة استحداث أدلة استرشادية، وأطر على المستوى الوطني، تتعلق بتوظيف هذه التقنيات، ضمن العمليات والتدريبات المؤسسية، إلى جانب أهمية المراجعات الدورية لإعادة تقييم أي مخاطر مرتبطة باستخدام هذه التقنيات لكل مؤسسة.
وأوصى المشاركون بإجراء دراسات حول مدى الحاجة لتوفر قدرات ذاتية، لتصميم نماذج افتراضية ضمن هيكل كل مؤسسة داعين إلى ضرورة وضع خطط للبدء بتصميم النماذج، التي سيتم استخدامها في التمارين والعمليات، بناء على أولويات تقييم المخاطر، إضافة للإشارة إلى أهمية إعداد وتصميم نماذج تتناسب مع احتياجات المؤسسات ومواءمتها، حسب كل مستوى، سواء مؤسسي، أو محلي، أو فيدرالي، أو وطني.
وقال معالي علي سعيد النيادي، رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث :”سعداء بالاختتام الناجح لتمرين ميتافيرس الأزمات الوطني الأول من نوعه في المنطقة، ومن خلال توظيف تقنيات الواقع الافتراضي لتحسين أساليب التدريب والاستجابة الوطنية للطوارئ، يمكننا تطوير قدرات الفرق المعنية للتعامل مع المواقف الحرجة، وتعزيز الأمن القومي من خلال الاستجابة الفعالة القائمة على المعلومات الدقيقة في الوقت الفعلي”.
وأضاف معاليه أن الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث تهدف إلى إرساء معايير جديدة في توظيف التكنولوجيا لإدارة الأزمات، وتعزيز الجاهزية الوطنية للتعامل مع الحوادث الحرجة بكفاءة وفعالية، إلى جانب تعزيز موقع دولة الإمارات الريادي العالمي في مجال إدارة الطوارئ والأزمات.
من جانبه، قال سعادة حمد سيف الكعبي، مدير إدارة حوادث المواد الخطرة في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث إنه تم تصميم وتنفيذ هذه الفعالية الاستثانية، تماشيا مع أحد الأهداف الاستراتيجية في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، التي تنص على تطويع التكنولوجيا المتقدمة ودعم التحول الرقمي.
وأضاف أنه من خلال هذه التقنيات المبتكرة أصبحنا قادرين على محاكاة سيناريوهات واقعية بكل دقة وأمان ما يتيح اختبار استراتيجياتنا وخططنا في بيئة افتراضية خالية من المخاطر”.

وأوضح أن هذه التجربة تمنح المشاركين القدرة على التفاعل مع الأزمات وكأنها تحدث على أرض الواقع، ما يعزز كفاءتهم في اتخاذ القرارات الحاسمة تحت الضغط، ويساهم في تحسين مستوى التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات المعنية، كما تساهم هذه التقنيات في اكتشاف فرص التطوير المستمر لأنظمتنا، وتوفير مساحة آمنة للتعلم من الأخطاء وتطوير حلول مبتكرة قبل حدوث الأزمات الفعلية.
شهد التمرين مشاركة ممثلين عن عدد من الجهات الاتحادية والمحلية، بما في ذلك الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، وهيئة الدفاع المدني، وشركة نواة للطاقة، ومركز إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لإمارة أبوظبي الذي يشرف على تكامل الجهود والتنسيق الفعال في التعامل مع الحوادث المتعلقة بالمواد الخطرة.
يذكر أنه تم الإعلان عن إنشاء الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث ضمن منظومة الهيكل التنظيمي للمجلس الأعلى للأمن الوطني بتاريخ 14/5/2007م وتعتبر الجهة الوطنية الرئيسية المسؤولة عن تنسيق ووضع المعايير والأنظمة واللوائح المتعلقة بإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، ووضع خطة وطنية موحدة للاستجابة لحالات الطوارئ.
وتقوم الهيئة بالإشراف على تطوير قدرات الاستجابة من خلال اقتراح وتنسيق البرامج بين الجهات المعنية على المستويين المحلي والوطني، إلى جانب دورها الرائد بتنسيق أدوار الجهات المعنية بالدولة عند وقوع الطوارئ أو الأزمات أو الكوارث، والمشاركة في إعداد وتنسيق خطط الطوارئ اللازمة للمنشآت الحيوية والبنية التحتية في الدولة ومتابعة تنفيذها بالتعاون والتنسيق مع الجهات المختصة بالدولة.
وتعمل الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث على إعداد الدراسات والأبحاث العلمية اللازمة من خلال إنشاء مركز المعلومات والموارد المتعلقة بالطوارئ والأزمات والكوارث والتنبؤ بوقوعها وكيفية التعامل معها بالتنسيق مع الجهات المعنية.وام


مقالات مشابهة

  • الفصائل الفلسطينية: عبور 7 أكتوبر كشف حقيقة الاحتلال أمام العالم
  • في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى.. الفصائل الفلسطينية تجدد تأكيدها على استمرار المقاومة حتى تحرير القدس
  • عاجل.. مظاهرات بـ لندن تضامناً مع الشعب الفلسطيني في الذكرى الثانوية للعدوان
  • بن يحيى لإدارة قمة الجولة الثالثة بين “السياسي” والمولودية
  • بن يحيي لإدارة قمة الجولة الرابعة بين “السياسي” و المولودية
  • العراق تؤكد مساندتها لأي جهد دبلوماسي يؤدي لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني
  • “الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث ” تستضيف تمرين “ميتافيرس الأزمات” الوطني
  • بعد انفصالها.. من هي “أم خالد” التي قلّدها المشاهير؟
  • “الثورة” ترصد شهداء الحركة الرياضية الفلسطينية”صور”