قطاع الضيافة يستقطب الكوادر الوطنية بحزم دعم ومبادرات تدريبية
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
نجح قطاع الضيافة في دولة الإمارات، في استقطاب العديد من الكوادر الوطنية الشابة على مدار السنوات الماضية، في ظل ما تشهده الدولة من انتعاش سياحي ملحوظ يرافقه توسع كبير في الخدمات الفندقية ومرافقها، وما توفره من فرص عمل جاذبة للمواطنين.
ويشكل الحضور القوي للكوادر الوطنية الشابة في هذا القطاع الحيوي خطوة نوعية نحو ترسيخ مكانة الدولة كوجهة سياحية عالمية، لا سيما وأن توافر الكوادر الوطنية الكفؤة والمؤهلة أكاديميًا ومهنيًا في قطاع الضيافة والفندقة سيسهم في تعزيز تنافسية الإمارات كوجهة جاذبة للضيوف والزوار من دول العالم المختلفة.
ويحرص برنامج “نافس” على تعزيز ديمومة التوطين في قطاع الضيافة الإماراتي، باعتباره أحد الركائز الأساسية الداعمة للاقتصاد الوطني، وذلك من خلال العمل على تشجيع المواطنين على الدخول في القطاع عبر توفير حزمة من الدعم والبرامج التدريبية مثل برنامج “كفاءات الضيافة”، وتقديم التوجيه المهني الذي يعزز إسهامهم في تحقيق النمو المستدام فيه.
وأثبتت الكوادر الإماراتية العاملة في قطاع الضيافة قدرتها على تقديم تجربة مهنية ديناميكية؛ إذ يمثل حضورهم خطوة حيوية لتعزيز الهوية الوطنية وإظهار الثقافة المحلية لضيوف الدولة من أنحاء العالم المختلفة، وقد أثبتوا على مدى الأعوام الماضية جدارتهم في المناصب الإدارية والفنية في المنشآت الفندقية والمؤسسات السياحية والمطاعم.
وأكد عدد من الكوادر الوطنية الشابة في قطاع الضيافة لوكالة أنباء الإمارات “وام” أهمية هذا القطاع الحيوي وإسهامه في دعم مسيرة النمو الاقتصادي للدولة من خلال الاستثمار الصحيح في مهاراتهم وعكسها لخدمة تنمية الضيافة الإماراتية، موضحين أن هذا القطاع واعد ويوفر الكثير من الفرص أمام الكوادر الموهوبة.
وقالت ميرة النقبي، رائدة أعمال في قطاع الضيافة، إن تجربة العمل في القطاع مختلفة جداً وتخلق نوعاً من الجدية والمسؤولية تجاه المذاق الإماراتي، مؤكدة أن شغفها بفنون النكهة الإماراتية من أهم العوامل التي دفعتها إلى اختيار العمل في هذا القطاع الحيوي، كونه يخلق فرصا نوعية للمواهب لإبراز كفاءتهم لشغل الوظائف المختلفة.
وأشارت النقبي، إلى أهمية مشاركتها كطاهية إماراتية في قطاع الضيافة ووضع اللمسة الإماراتية في خارطة المذاق العالمي، موضحة أن هذا القطاع غني بالفرص الوظيفية أمام المواطنين الموهوبين والشغوفين بمجالاته، مستعرضة تجربتها في مختلف مهام الضيافة الميدانية كالتطوير والتدريب، والمهام الإدارية كالتعامل مع الموردين والزبائن ووضع خطط للمبيعات التي تختلف بحسب المناسبة.
ونجحت النقبي، خلال عملها في قطاع الضيافة، في افتتاح عدة مطاعم، وتأسيس أعمال تختص بتطوير النكهة الإماراتية شاركت فيها داخل الدولة وخارجها ولاقت إقبالا كبيرا من الجمهور المحلي والدولي.
من جانبها، شجعت نعيمة عوض، التي تعمل منذ 20 عاما كوكيل خدمات الضيوف في منتجعات وفنادق “جي آي”، المواطنين على الانضمام إلى العمل في القطاع الخاص وخاصة قطاع الضيافة لما يوفره من فرص تعليمية كبيرة، كونه يسهم في تطوير المدارك والمهارات واكتساب خبرات من الثقافات المختلفة، وحثتهم على اغتنام الفرص الحالية لتمثيل الدولة في أهم القطاعات التي تسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
بدورها، استعرضت نجلاء البدواوي، دورها كداعمة لتكنولوجيا المعلومات ومسؤولة الاستدامة في “JA”، في الحرص على تلبية رؤية وإستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، وذلك من خلال إيجاد الحلول اللازمة لتحقيق الاستدامة في ممتلكات المنشأة والعمل مع الجهات المختصة في هذا المجال، مؤكدة أن عملها في قطاع الضيافة أكسبها مهارات عدة في مجال تدريب الموظفين وتثقيف الزوار حول مجالات الاستدامة.
ويواصل قطاع الضيافة في دولة الإمارات تحقيق نمو غير مسبوق ليصبح أحد الركائز الأساسية الداعمة لازدهار الاقتصاد الوطني، معززا مكانة الدولة كوجهة سياحية عالمية، وذلك بفضل البنية التحتية المتطورة والخدمات السياحية المقدمة لضيوف الدولة من أنحاء العالم.
وشهد القطاع إقبالاً متزايداً من الزوار المحليين والدوليين، حيث حققت المنشآت الفندقية في الدولة توسعا ملحوظا في عمليات التشغيل خلال النصف الأول من العام الجاري 2024، وذلك وفقا للبيانات الرسمية الصادرة مؤخرا عن وزارة الاقتصاد، التي أكدت استقبال فنادق الدولة أكثر من 15.3 مليون نزيل ما يعادل نسبة نمو تصل إلى 10.5%.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الکوادر الوطنیة فی قطاع الضیافة هذا القطاع
إقرأ أيضاً:
حصاد مر للقطاع الصحي في غزة خلال 2024.. تدمير ممنهج يمارسه الاحتلال
يئن القطاع الصحي في قطاع غزة تحت وطأة استهداف مستمر وغير مسبوق تنفذه قوات الاحتلال، في محاولة لإيقاف الخدمات الطبية، وحرمان الفلسطينيين من حقهم في العلاج، ضمن سياسة أضحت واضحة، وتهدف إلى قتل وتشريد الأهالي.
وتشهد المنظومة الصحية واقعا مأساويا جراء استهداف الاحتلال للمستشفيات وإخراجها عن الخدمة، وحصارها المفروض على القطاع ومنعها دخول الأدوية ومستلزمات الصحة، وإيقافها حركة خروج المرضى والجرحى للعلاج خارج القطاع.
وخلال عام 2024 عاني القطاع الصحي من عمليات تدمير وتخريب مكثفة، واستهدافات لم تتوقف حتى اللحظة، خصوصا في مناطق شمال قطاع غزة التي يكثّف فيها الاحتلال عمليات القصف والتدمير والتحييد للمرافق الطبية المختلفة، في خطة تهدف إلى تهجير الأهالي من الشمال إلى الجنوب، عبر كشف الغطاء الطبي عنهم بتدمير المستشفيات، ومنعهم من تلقي الخدمات العلاجية اللازمة لإنقاذ حياتهم.
وتاليا ترصد "عربي21" أشكال الحرب التي تشنها قوات الاحتلال على القطاع الطبي:
استهداف المستشفيات والمراكز الطبية
نالت المستشفيات والمراكز الطبية نصيبها من حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة، ما تسبب في تدمير وتخريب العشرات منها وإخراجها عن الخدمة، ليصبح الآلاف من المحتاجين؛ خارج الغطاء الطبي يواجهون مصيرهم المحتوم بالموت.
آخر فصول هذه الاستهدافات انصبت على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، والذي يتعرض يوميا لسلسلة من عمليات القصف والاستهداف والتدمير البطئ، في محاولة لإخراجه عن الخدمة.
وقف مستشفى كمال عدوان حجر عثرة أمام خطة الاحتلال لتطهير شمال قطاع غزة من السكان، في إطار عملياته المستمرة منذ 75 يوما على التوالي، إذ رفضت إدارة المستشفى ممثلة بالدكتور حسام أبو صفية المغادرة صوب غزة، رغم التهديد بالقتل والاعتقال، وتدمير المستشفى على رؤوس من فيه.
يمثل بقاء المستشفى رغم عمله بالحد الأدنى بفعل شح الإمكانيات، أحد عوامل الصمود في شمال قطاع غزة، ويعتبر دافعا مهما لرفض الأهالي أوامر الإخلاء التي دأب الاحتلال على تنفيذها واقعيا بالقصف والقتل والتدمير اليومي، واستهداف كل معاني الحياة هناك.
ولذلك، يعمد الاحتلال إلى تحييد المستشفى، ووقفه عن العمل، أملا في دفع من تبقى من الأهالي في الشمال إلى المغادرة، فرغم انتشار الجوع في إطار سياسة الاحتلال لتفريغ المنطقة، لا يمكن أن تستمر الحياة هناك أيضا، دون غطاء طبي.
وتعرض مستشفى كمال لعمليات قصف عدة، واستهداف لطواقمه الطبية، منذ بداية العدوان قبل أكثر من عام، لكنه لا يزال يعمل بالحد الأدنى، جنبا إلى جنب مع مستشفيي العودة، والإندونيسي.
#شمال_غزة_يباد#غزة_ابادة_جماعية
مدير #مستشفى_كمال_عدوان شمال قطاع غزة الطبيب حسام أبو صفية يتحدث عن الأوضاع الكارثية في المستشفى في ظل القصف المتواصل وحصار الاحتلال. pic.twitter.com/rvG7lpMQhZ — Samar Jaber (@Waseem_Bassam1) December 19, 2024
وتعرضت عدة مستشفيات في القطاع خلال العام الجاري للتدمير الكلي أو الجزئي، منها مستشفى الشفاء الذي يعد الأكبر في قطاع غزة.
شهد "الشفاء" شهد تدميرا وقتلا للمرضى والجرحى بداخله، فضلا عن اعتقال آخرين، حين اقتحمت قوات الاحتلال المستشفى الواقع غرب غزة، في آذار/ مارس 2024، وانسحبت منه بعد عدة أيام تاركة خلفها تدميرا وتخريبا واسعين.
وتظهر البيانات والإحصاءات الصادرة عن مكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال أخرج 34 مستشفى و80 مركزا صحيا عن الخدمة، في حين استهدف 162 مؤسسة صحية و135 سيارة إسعاف.
منع دخول المواد الطبية
تمنع قوات الاحتلال دخول المواد والمستلزمات الطبية والأدوية المنقذة للحياة، وصلت في بعض الأحيان حد منع دخول الأكفان، ما دفع الفلسطينيين لاستخدام الأغطية لتكفين الشهداء.
ويأتي هذا المنع في إطار الحصار المطبق الذي تفرضه قوات الاحتلال، وسياسة "التقطير" بشأن دخول المساعدات، حيث لا تسمح سوى بدخول كميات محدودة جدا من الغذاء والمستلزمات الطبية الأخرى، بما لا يتجاوز 5 في المئة فقط من حجم الاحتياجات الهائل في القطاع. وفق إحصائيات محلية.
وعلى سبيل المثال، أعلن مدير مستشفى "كمال عدوان" حسام أبو صفية، الخميس، أن جيش الاحتلال منع دخول قافلة أممية محملة بوقود ومستلزمات طبية مخصصة لدعم المشفى شمالي قطاع غزة، مشيرا إلى وجود عجز في المستلزمات الطبية والتخصصات الجراحية اللازمة للتعامل مع طبيعة الإصابات التي تصل إلى المستشفى.
استهدف الكوادر الطبية
شنت قوات الاحتلال عملية استهداف ممنهجة للكوادر الطبية في شتى أرجاء قطاع غزة، بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية، حيق قتلت وأصابت مئات من الأطباء والمسعفين والعاملين في القطاع الصحي، فضلا عن اعتقال وتهجير العشرات من أماكن عمليهم داخل المستشفيات والمراكز الطبية.
آخر هذه الجرائم، كانت استهداف وقتل الدكتور سعيد جودة طبيب العظام الوحيد في جباليا، شمال قطاع غزة، حين كان متجها من مستشفى كمال عدوان إلى مستشفى العدوان، لإنقاذ حياة أحد الجرحى، حيث تعمدت طائرة تابعة للاحتلال بإطلاق النار عليه مباشرة، فأردته شهيدا.
وباستشهاد الطبيب سعيد جودة يرتفع عدد شهداء القطاع الصحي في قطاع غزة إلى 1750 منذ بداية الحرب.
منع علاج الجرحى في الخارج أو دخول الطواقم الأجنبية
يواصل الاحتلال منع خروج الآلاف من الجرحى المحتاجين إلى العلاج خارج البلاد، بفعل استمرار إغلاق معبر رفح منذ آيار/ مايو الماضي، حين اجتاحت قوات الاحتلال مدينة رفح وعاثت فيها تخريبا وتدميرا.
في المقابل تمنع قوات الاحتلال دخول الطواقم الطبية الأجنبية إلى قطاع غزة، لدعم ومساندة الكوادر الطبية التي تئن تحت ضغط ونزيف القطاع الصحي المتهالك بفعل استمرار استهداف المرافق الصحية والكوادر الطبية، لكنها تسمح لعدد قليل جدا من الدخول إلى القطاع، بعد جهود حثيثة تبذلها المنظمات الدولية، لا سيما منظمة الصحة العالمية.
وفي آخر حصيلة، أكدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أن 25 ألف مريض وجريح يحتاجون لإجلاء طبي فوري من القطاع، من بين أكثر من 106 آلاف جريح مسجلين في المستشفيات والمراكز الطبية في قطاع غزة.