تجارة المواد الغذائية في غزة.. أسعار جنونية يفاقمها الاستغلال
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
مع استمرار الحرب في قطاع غزة وتعثر المساعدات الدولية، سعت بعض الشركات الخاصة إلى سد احتياجات السكان وتزويدهم بالغذاء والسلع الأساسية، لتصبح مسؤولة عن توريد نسبة كبيرة من الحاجات الغذائية، متفوقة بذلك على وكالات الإغاثة الإنسانية التقليدية، وفق تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
بيد أن ذلك التحول، أفسح المجال أمام "استغلال" المواطنين من خلال رفع الأسعار بشكل كبير، حسب "الصحيفة البريطانية".
ووفق بيانات الجيش الإسرائيلي، فقد ارتفعت حصة المساعدات القادمة من الجهات الخاصة من 5 بالمئة في أبريل، إلى حوالي 60 في المئة في أغسطس وسبتمبر المنصرمين.
ومع ذلك، يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة من ارتفاع جنوني في الأسعار، حيث يتعين على التجار دفع رسوم ضخمة في السوق السوداء للحصول على تصاريح استيراد صادرة عن إسرائيل، بالإضافة إلى تكاليف باهظة لتأمين الحماية المسلحة لقوافلهم.
ووفقًا لعدد من العاملين في مجال الإغاثة والتجار في غزة، فإن هذه التكاليف "يتم تحميلها مباشرة على السكان المحليين"، الذين يعانون من الجوع ونقص الغذاء.
ولفت أحد التجار الفلسطينيين إلى أن "كل وسيط يأخذ حصته من الأرباح على طول الطريق، وهناك قلة قليلة تربح بشكل كبير، بينما يعاني المستهلك"، مؤكدا أنه رغم توفر بعض المواد الغذائية بكميات جيدة، فإن أسعارها أصبحت خارج متناول الكثيرين.
ويتم توفير السلع الطازجة من قبل التجار الخاصين، كتكملة للمواد الجافة والمعلبة التي توفرها وكالات الإغاثة. لكن هؤلاء التجار يستوردون أيضًا سلعًا غير ضرورية مثل رقائق البطاطا، حسب "فاينانشال تايمز".
وتعتبر إسرائيل جميع هذه السلع التجارية مساعدات إنسانية. ومع ذلك، أظهرت البيانات العسكرية الإسرائيلية أن حجم المساعدات الغذائية التي دخلت غزة الشهر الماضي، هو "الأدنى منذ فبراير".
وفي هذا الصدد، قال مدير التخطيط في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، سام روز: "السلع التي يجلبها القطاع الخاص ليست مساعدات"، مضيفا أن تلك السلع لا تلبي احتياجات السكان المحليين، "بل تعكس فقط ما يمكن أن يتوفر في السوق".
وفي الفترة بين مايو ويوليو، دخلت قطاع غزة شاحنات خاصة أكثر بمرتين من تلك التي أرسلتها المنظمات الإنسانية، حيث تعمل شبكة من التجار بين القاهرة والضفة الغربية وإسرائيل وغزة على تنسيق دخول الشاحنات عبر معبر كرم أبو سالم.
تراجع دور الأمم المتحدةومع ازدياد الفوضى وانعدام الأمن على طول طرق التوصيل، تراجع دور الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في إيصال المساعدات، حيث أدى إغلاق معبر رفح مع مصر إلى تقليل عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى أقل من الثلث، مقارنةً بالفترة بين أبريل وسبتمبر.
ووصف أحد التجار الفلسطينيين كيف أجبرته تكاليف السوق السوداء، التي تشمل شراء تصاريح الاستيراد واستئجار الحماية المسلحة، على رفع الأسعار في غزة.
وأوضح أن تكلفة استيراد شاحنة واحدة من الضفة الغربية إلى غزة كانت لا تتجاوز 300 دولار قبل الحرب، بينما تصل التكاليف في الوقت الحالي إلى ما بين 5000 و35000 دولار، حسب قيمة البضائع، بالإضافة إلى 3000 دولار للحماية و4000 دولار كحد أدنى لرسوم النقل.
ومنذ نوفمبر وحتى مايو، سمحت السلطات الإسرائيلية لخمس شركات فلسطينية فقط بالحصول على تصاريح لإدخال البضائع إلى غزة، مما منح هذه الشركات سيطرة كاملة على السوق، "لتبدأ في بيع التصاريح لتجار آخرين"، وفق "فاينانشال تايمز".
وعلى الرغم من توسيع نطاق منح التصاريح منذ أبريل، فإن التصاريح لا تزال تتركز في أيدي عدد قليل من التجار، مما يثير تساؤلات بشأن آلية منحها.
وفي هذا الصدد، أوضحت الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون الإنسانية في غزة (كوغات)، أن "العديد من التجار يُسمح لهم بتسليم المساعدات، بشرط اجتيازهم فحوصات أمنية دقيقة".
ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، تعاني غزة من نقص حاد في السيولة وارتفاع البطالة، مما جعل المواد الغذائية المتوفرة بأسعار مرتفعة، غير متاحة للكثير من السكان.
وأوضح أبو شكري، الذي يعمل في مبادرة تضامن مجتمعية بوسط غزة، أنه لم يعد يستطيع تحمل شراء الطعام الطازج لجيرانه.
وحسب برنامج الأغذية العالمي، ارتفعت أسعار الخضروات الطازجة بنسبة 170في المئة منذ بداية الحرب، بينما زادت أسعار الفاكهة الطازجة بنسبة 228 بالمئة.
وفي خان يونس، قفز سعر الكيلوغرام الواحد من الطماطم إلى 5 أضعاف. وفي هذا الصدد، أوضح الباحث في وزارة الاقتصاد الفلسطينية في غزة، محمد بربخ أن سعر الكيلوغرام من الطماطم وصل إلى 35 شيكلًا (حوالي 9.17 دولار).
وقد تسببت المخاوف من إغلاق المعابر في الفترة القادمة، بسبب سلسلة من الأعياد اليهودية، في زيادة تخزين السلع، مما أدى إلى تفاقم الأزمة.
وفي شمال غزة، حيث تزداد الأوضاع سوءًا، يعيش السكان على الدقيق والمواد المعلبة القادمة من شاحنات الإغاثة، في ظل عدم السماح للتجار بجلب البضائع عبر المعابر التي تفصل الجنوب عن الشمال.
وأحد التجار الفلسطينيين، الذي كان يستورد بضائع من دبي والهند، أشار إلى أنه قلّص وارداته بشكل كبير لأن السكان لم يعودوا قادرين على شراء المنتجات، مضيفا: "السوق ممتلئ، لكن الناس لا يملكون القوة الشرائية".
ارتفاع جنوني للأسعار بمدينة غزةوفي مدينة غزة، ارتفعت أسعار الطماطم بنسبة تتجاوز 8690 بالمئة، فيما ارتفعت أسعار البيض بنسبة 1829بالمئة.
وما يزيد الوضع تعقيدًا، أن إسرائيل لا تسمح بمرور السلع بين مناطق القطاع المختلفة، مما يعمق من حدة الجوع في الشمال.
ولحماية بضائعهم من السرقات والنهب، يلجأ معظم التجار إلى توظيف "شركات أمنية"، وهي عبارة عن مجموعات مسلحة تتألف من 20 شخصًا أو أكثر، يحملون أسلحة تتراوح بين العصي والبنادق.
وأوضح تاجر يدير أعماله من العاصمة المصرية القاهرة: "لا خيار أمامنا سوى توظيف الحماية".
من جهتها، ترفض الأمم المتحدة استخدام الحماية المسلحة، مما يجعلها عرضة للنهب، خاصة أن السجائر، الممنوعة من قبل إسرائيل، يتم تهريبها ضمن شاحنات المساعدات، مما يزيد من جاذبيتها كهدف للنهب، وفق الصحيفة البريطانية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أسعار جنونية لتذاكر مباراتي ريال مدريد وبرشلونة في دوري الأبطال
أعلن ناديا ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين عن قيمة تذاكر مباراتيهما في الدور ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ضد أرسنال الإنجليزي وبوروسيا دورتموند الألماني على التوالي، حيث وصفت صحيفة "ماركا" الإسبانية الأسعار بأنها "جنونية".
ويستضيف برشلونة نظيره دورتموند يوم الأربعاء 9 أبريل/نيسان 2025 على ملعب مونتجويك الأولمبي في ذهاب دور الثمانية، بينما يستقبل ريال مدريد ضيفه أرسنال على ملعب سانتياغو برنابيو في الإياب وذلك يوم الأربعاء 16 من الشهر نفسه.
View this post on InstagramA post shared by UEFA Champions League (@championsleague)
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2توأم نجم مان يونايتد السابق يحملان شارة قيادة منتخبين مختلفينlist 2 of 2نجل رونالدو يحق له تمثيل 5 منتخبات بينها أفريقيend of listوأكدت "ماركا" أن من يفكّر في حضور مباراة ريال مدريد وأرسنال من على مدرجات ملعب البرنابيو عليه الاستعداد لدفع مبلغ كبير.
وأوضحت أن قيمة تذكرة هذه المباراة تتراوح بين 125 يورو للمدرّجات العلوية إلى 450 يورو للمقاعد على جانبي الملعب، وهي أسعار "قياسية" وغير مسبوقة في تاريخ النادي الملكي.
???? Real Madrid will break their all time ticket record at the Santiago Bernabéu, for their Champions League quarter-final clash, vs Arsenal. ????️????
The Spanish side will set their highest prices ever, between €125-€450. ????????
[@marca] pic.twitter.com/oxiQMBuBzP
— DailyAFC (@DailyAFC) March 29, 2025
إعلانوتجاوزت هذه الأسعار قيمة تذاكر مباريات سابقة لريال مدريد في دوري الأبطال، منها ضد مانشستر سيتي وأتلتيكو مدريد بالنسخة الحالية حيث تراوحت الأسعار بين 115 إلى 325 يورو.
كما قفزت عن أعلى سعر لمباريات النادي الملكي بالبطولة الأوروبية العريقة بالموسم الماضي ضد السيتي وبايرن ميونخ حيث بلغ ثمن التذكرة حينها 445 يورو.
اللافت أن التذاكر ذات الأسعار الأقل ستكون من نصيب أنصار أرسنال، حيث سيحصل النادي الإنجليزي على 4 آلاف تذكرة مخصصة للمدرجات العلوية، قيمة كل منها 60 يورو فقط.
???? Los precios de las entradas para el Real Madrid – Arsenal de Champions en el Santiago Bernabéu. pic.twitter.com/AafjOIGfh2
— madridistaReal (@RMadridistaReal) March 28, 2025
ويعود سبب الأسعار المنخفضة لتذاكر مشجعي أرسنال إلى قواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" التي تفرض حدا أقصى لسعر التذاكر الخاصة بجماهير الفرق الزائرة.
على الجهة المقابلة فإن أرخص تذكرة لمباراة برشلونة ودورتموند سيصل سعرها عند 159 يورو أما الأغلى فستكلّف 359 يورو.
أما سعر تذاكر جماهير دورتموند فتستقر عن 60 يورو حالها كحال جماهير أرسنال.