إسرائيل تتجسس على أصدقائها.. فما البال بأعدائها؟!
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وأجهزة استخباراته حاولت زرع جهاز تنصت فى دورة مياه مكتب رئيس الوزراء البريطانى الأسبق بوريس جونسون، وهو أحد أصدقائها المقربين، فماذا ستفعل مع خصومها وأعدائها أو التى تشعر بأن السلام معهم بارد ومجمد؟!
يوم الجمعة الماضى رجح جونسون على ذمة ما قاله لصحيفة الجارديان فى مناسبة قرب نشر مذكراته، أنه عندما استقبل نتنياهو فى مكتبه فى لندن فى عام ٢٠١٧، طلب الأخير أن يدخل دورة مياه المكتب، وبعدها وحينما قامت أجهزة الأمن بفحص المرحاض عثرت على جهاز تنصت.
نعرف أن جونسون كان من أشد المؤيدين فى حزب المحافظين لإسرائيل، وبالتالى فإذا كان نتنياهو سعى لزرع جهاز تنصت فى مكتبه، فالمؤكد أنه سيفعل ذلك هو وأجهزة مخابراته فى أى دولة أخرى.
ولماذا نذهب بعيدًا، وهل هناك دولة أقرب لإسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية؟!
المؤكد أن الإجابة هى لا، بل إن المرء الآن يحار هل هما دولتان منفصلتان أم دولة واحدة فى مكانين مختلفين؟!
رغم كل ما قدمته وتقدمه أمريكا إلى إسرائيل فإن الأخيرة حاولت أكثر من مرة التجسس عليها، والدليل الأبرز على ذلك هو قضية الجاسوس جوناثان بولارد.
هو أمريكى يهودى، وكان يعمل محلل استخبارات فى القوات البحرية الأمريكية وتجسس على بلاده لصالح إسرائيل وزودها بوثائق كثيرة مهمة منها ما ساعد إسرائيل على قتل قياديين فلسطينيين فى تونس.
تم القبض عليه واعترف بالتجسس وحكم عليه بالسجن مدى الحياة عام ١٩٨٦، ورغم الإنكار الإسرائيلى بأنها جندته، فقد منحته الجنسية الإسرائيلية عام ٢٠٠٨، وتم الإفراج عنه عام ٢٠١٥ بعد أن قضى فى السجن ٣٠ عامًا و٥ سنوات تحت الإفراج المشروط.
وبالتالى إذا كانت إسرائيل تتجسس على «ولية نعمتها» بكل ما يعنيه المصطلح من معنى، فالمؤكد أنها تتجسس أو تحاول التجسس على الجميع، وبالتالى فلا نندهش حينما نقرأ عن محاولات إسرائيل التجسس على أمريكا أو بريطانيا، والدولتان هما فى مقدمة داعميها بالمال والسلاح والدبلوماسية والإعلام وكل أنواع الدعم.
كما لا ننسى دور بريطانيا فى إصدار وعد بلفور المشئوم فى ٢ نوفمبر عام ١٩١٧ الذى أعطت بموجبه بريطانيا التى لا تملك وعدًا لإسرائيل التى لا تستحق الحق بإقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين.
أكتب عن هذا الموضوع لأن هناك تفكيرًا عاطفيًا عربيًا يقول إنه ما دام تمت إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وبعض الدول العربية. فإن ذلك يعنى توقف النشاط الاستخبارى الإسرائيلى ضد هذه الدول، وبالتالى فلا داعٍ لتضييع الوقت فى إنفاق الوقت والجهد والمال فى متابعة الأنشطة الاستخبارية الإسرائيلية.
هذا النوع من التفكير العربى هو أفضل هدية يمكن أن يتم تقديمها إلى إسرائيل على الإطلاق، خصوصًا فى هذه الأيام الصعبة التى كشرت فيها إسرائيل عن أنيابها الاستخبارية، وسجلت نجاحات ملحوظة خصوصًا فى اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية فى قلب أحد مقرات الحرس الثورى فى طهران أواخر يوليو الماضى ثم اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله والعديد من قادة حزب الله اللبنانى فى الأسابيع الأخيرة.
أتصور بعد تطورات الأسابيع الأخيرة وكذلك بعد عملية «البيجر» وتفجير هذه الأجهزة فى عناصر حزب لله، فقد يكون مطلوبًا من كل أجهزة الأمن العربية أن تعيد حساباتها وسائر عمليات تأمينها من جديد، خصوصًا أن إسرائيل تتلقى كمًا هائلًا من المعلومات الاستخبارية من الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية تجعلها تبدو عملاقًا استخباريًا، وهى ليست كذلك بالمرة، وهو موضوع يحتاج إلى نقاش لاحق.
(الشروق المصرية)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه التجسس العربية العرب الاحتلال تجسس مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ضابط بريطاني يصدم المتظاهرين: الاحتجاج لفلسطين ممنوع.. لكن لإسرائيل مسموح | شاهد
تجمع مجموعة من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين خارج مركز شرطة لندن احتجاجا على اعتقال متسلق برج بيج بن، حافي القدمين، وفق ما ذكرت صحيفة ديلي ميل.
تم تنظيم المظاهرة من قبل مجموعة حملة "المطالبة الشبابية" خارج مركز شرطة تشارينج كروس لدعم المتظاهر الذي تسلق وجلس على المعلم الذي يبلغ ارتفاعه 96 مترا لأكثر من 16 ساعة.
أثار الرجل حافي القدمين، المعروف باسم دان، حالة طوارئ كبرى عندما تسلق جزءًا من الهيكل بينما كان يلوح بعلم فلسطين .
توجه الشباب إلى مركز الشرطة للاحتجاج على اعتقاله.
وقال فريق ويستمنستر التابع لشرطة العاصمة إن الرجل ألقي القبض عليه بعد أن تم إحضاره وإنزاله على الأرض من مكانه على جانب برج إليزابيث، المعروف أكثر باسم بيج بن.
وهتف المتظاهرون "دعوه يرحل"، في إشارة إلى دان.
وقالت شابة ملفوفة بعلم فلسطين لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "أنا هنا بسبب اعتقال دان للاحتجاج على الإبادة الجماعية المستمرة وانتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في غزة".
وطالب المتظاهرون الذين رفعوا أعلام فلسطين الشرطة البريطانية بـ"اختيار الجانب الصواب".
في هذه الأثناء تداول متظاهرون مقطع فيديو لشرطي بريطاني طالبهم فيها بالاحتجاج فقط لأجل إسرائيل وليس فلسطين معتبرا المتظاهرين على الجانب الخطأ.
وقال "إذا كنت تدعم فلسطين، فأنت تخرق القواعد".
وأخبر ضابط الشرطة البريطاني المتظاهرين أنه يمكن اعتقالهم بسبب دعمهم لفلسطين، ولكن يمكنهم البقاء إذا دعموا إسرائيل.