قد تكون مشكلة بعض اللبنانيين أنهم لا يرون الأمور على حقيقتها، بل يسعون دائمًا إلى إظهار أنفسهم على أنهم دائمًا ضحية "الحروب الكونية" عليهم. وما ينطبق اليوم على هذا الجزء من النسيج اللبناني سيكون متطابقًا غدًا أو بعده من الجزء الآخر. وهكذا يتساوى الجميع في تسجيل النقاط السلبية وفي إضاعة الفرص الضائعة، وقد يدخلون في هذا المجال قبل غيرهم في كتاب "غينيس".

ولأن اللبنانيين بارعون في تقطيع الوقت وهدر الفرص السانحة لا يزال الفراغ "محتلًا" الكرسي الرئاسي في بعبدا. ولأنهم لا يرون في كثير من الأحيان أبعد من أنوفهم نراهم يقعون في مطبّات هوائية مفتعلة، أو يغرقون في "شبر مي".   ففي الوقت الذي يستمر العدو الإسرائيلي في دك لبنان، بطوله وعرضه، بوابل من صواريخ حقده، يحلو للبعض أن يضعوا أمام أعينهم براقع تحجب عنهم الرؤية الصحيحة. وهذا ما يجعلهم مصابين بـ "عمى الألوان"، فلا يرون حقيقة ما يشاهدون، بل يجهدون في التفتيش عمّا يبرر ما يحجب عنهم الرؤية السليمة، ويحاولون أن يكابروا أو أن يلتفوا حول الحقيقة فلا يرون فيها سوى القشور الظاهرية من دون تكليف أنفسهم عناء التفتيش عن خلفية الأمور، والذهاب إلى الجوهر، وترك الشكليات والمظاهر، لأن المضمون هو أهم بكثير من القشور. ولو كانت النيات صافية لكان الذين لم يبهرهم سوى الشكليات غاصوا في المضمون لأنه هو الأساس، وتركوا الباقي للصبية والمراهقين.   ولئلا نبقى ندور حول الموضوع الأساسي تحايلًا نسأل الذين رأوا في "اللقاء الثلاثي" في عين التينة، والذي ضم الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري ووليد جنبلاط، أنه استغيب المكّون المسيحي، وهو شريك أساسي في تحمّل مسؤولية الإنقاذ: هل كان أي قيادي مسيحي سيلبي الدعوة إلى هكذا لقاء في حال وُجهت إليه. فلماذا يُلام من سعى إلى هذا اللقاء، وهو الداعي دائمًا إلى عقد لقاء إنقاذي يجمع بين جميع اللبنانيين للتوافق أقّله على كيفية الخروج من هذه الكارثة التي يمرّ بها كل لبنان، وليس فئة واحدة دون غيرها، وترك المواضيع الخلافية والمحاسبات إلى ما بعد انتخاب رئيس لقيادة البلاد نحو ميناء الخلاص؟   فلو كان المقصود من "لقاء عين التينة" تظهير المشهد الطائفي لما رأينا الرئيس ميقاتي في بكركي، ولما سمعناه يتكلم بلغة رجل الدولة، ويدعو إلى التلاقي قبل أن يسقط الهيكل على رؤوس الجميع. ولما كنا شاهدنا وفد "اللقاء الديمقراطي" في بكفيا وفي معراب وفي البترون.   ولكن ما يطمئن إلى أن الشكليات لم تعد بذي أهمية بعدما وضعت النقاط على الحروف هو ما سمعه رئيس الحكومة من البطريرك الماروني، وما نقله النائب وائل بو فاعور عن كل من رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ومن رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، ومن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، من كلام إيجابي، وخلاصته ضرورة الإسراع في تفعيل الخطوات الخارجية لوقف العدوان الإسرائيلي، والاستثمار الجيد في الخطوات الانقاذية للخروج من دوامة الانهيار، وذلك عن طريق انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خصوصًا أن "الثنائي الشيعي"، من خلال الرئيس بري، تبنى خيار الذهاب إلى رئيس توافقي، بعدما وافق أيضاً على وقف النار في لبنان، بمعزل عما يجري في غزة.   وإذا كانت مسألة وقف النار ولجم العدوان الإجرامي تبقى من مسؤولية الدول العشر الكبرى، فإن خطوات انتخاب رئيس للجمهورية تبقى من صميم المسؤولية الوطنية للأطراف السياسية، المعنية بإنقاذ البلاد من دوامة الانهيارات والإحباطات المتتالية، ومواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي الإجرامي على لبنان.
ويبقى السؤال: هل يُنتخب رئيس للجمهورية بمعزل عن حربي لبنان وغزة، وقبل أن يوضع حد لآلة القتل الاسرائيلية؟   المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مقتطفات إيمانية.. لقاء لخالد الجندي في الصالون الثقافي بقصر الإبداع الفني

ضمن ليالي رمضان الثقافية والفنية، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، استضاف الصالون الثقافي بقصر الإبداع الفني بمدينة السادس من أكتوبر، في دورته الرابعة، الداعية الشيخ خالد الجندي في لقاء بعنوان "مقتطفات إيمانية"، في إطار احتفالات وزارة الثقافة بشهر رمضان المبارك.

أقيم اللقاء بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وأدارته نورا كرامة، مديرة القصر، بحضور د. وليد الإمام مبارك، مدير مركز التراث العلمي بجامعة القاهرة، وتغريد كامل، مدير عام التسويق، قدرية حسن، مشرفة الصالون، إلى جانب نخبة من المثقفين ورواد القصر.

استهل الشيخ خالد الجندي حديثه بالإعراب عن سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء، مؤكدا أهمية نشر الوعي الديني الصحيح وتعزيز الفهم السليم للقيم الإسلامية، خاصة خلال شهر رمضان، الذي يمثل فرصة عظيمة للتقرب إلى الله بالعلم والعمل الصالح.

كما تناول خلاله شروط التوبة النصوح، والوصايا السبع التي تعين المسلم على الفوز بثواب الشهر الكريم، بالإضافة إلى الأعمال الرمضانية التي كان النبي الكريم يحرص عليها، والتي تعد نموذجا للاقتداء والتقرب إلى الله خلال هذا الشهر الفضيل.

وتناول اللقاء عددا من القضايا الدينية المهمة، حيث أوضح "الجندي" أن الإحسان هو أعلى مراتب الإيمان، بينما الإيمان ذاته أعلى من الإسلام. كما أجاب عن تساؤلات حول نية صيام رمضان إيمانا واحتسابا والفرق بين المعنيين، وكيفية حفظ القرآن الكريم في القلوب فهما وعملا.

شهد اللقاء تفاعلا من الحضور طرحت قدرية حسن سؤالا عن الفرق بين الإسلام والإيمان، وكيفية الوصول إلى أعلى درجات الإيمان. 
فيما استفسرت عفاف عبد العزيز عن سبب تأخر دفن النبي ثلاثة أيام بعد وفاته، فأوضح "الجندي" أن وفاة الرسول كانت حدثا جللا أربك الصحابة، مما أدى إلى تأخير دفنه.

كما تساءلت تغريد كامل عن المشككين في الإسراء والمعراج، فجاء رد "الجندي" مؤكدا أن الإسراء مذكور صراحة في القرآن الكريم في سورة الإسراء، أما المعراج فقد ورد في الأحاديث الصحيحة، وأشار إليه القرآن في سورة النجم، مشيرا إلى أن الإسراء والمعراج من المعجزات الكبرى التي يجب الإيمان بها كجزء من العقيدة الإسلامية.

جاء اللقاء ضمن فعاليات الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى، والإدارة العامة للقصور المتخصصة، برئاسة د. منى شعير، وذلك ضمن جهود قصر الإبداع الفني لتعزيز الوعي الثقافي خلال شهر رمضان المبارك.

وقد أعدت الهيئة العامة لقصور الثقافة برنامجا مكثفا لاحتفالات ليالي رمضان الثقافية والفنية، يشمل أكثر من 1640 فعالية كبرى في 11 موقعا مركزيا بالقاهرة والأقاليم، بالإضافة إلى أكثر من 3000 فعالية ثقافية وفنية في مختلف المواقع الثقافية بالمحافظات، على مدار الشهر الكريم.

مقالات مشابهة

  • ناشطون يتفاعلون مع لقاء اللواء عيدروس الزبيدي بالشيخ عبود هبود قمصيت
  • وفد من تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين زار وزير العمل محمّد حيدر
  • لقاء بين جهاز تنمية المشروعات و التصديري للأثاث لدعم برنامج "انطلاق"
  • التصديري للأثاث يعقد لقاء مع جهاز تنمية المشروعات للتعريف ببرنامج انطلاق
  • لقاء سياسي حاشد اليوم في الميناء.. ميقاتي وطرابلس: على الموعد دائما
  • مقتطفات إيمانية.. لقاء لخالد الجندي في الصالون الثقافي بقصر الإبداع الفني
  • لقاء موسع في اللحية بالحديدة لتعزيز الأنشطة الثقافية والبرنامج الرمضاني
  • رئيس مدينة الغردقة يعقد لقاء المواطنين الدوري ويناقش 15 طلبا مقدما
  • المصري هاني أبو ريدة يُنتخب رئيسًا لاتحاد شمال إفريقيا لكرة القدم
  • موتسيبي يُنتخب مجددًا رئيسًا للكاف حتى 2029 وإيتو ينضم للجنة التنفيذية بعد صراع قانوني