الحاضر والمستقبل.. إيران وإسرائيل
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
آخر تحديث: 6 أكتوبر 2024 - 8:48 صبقلم:إبراهيم الزبيدي مقدما، لا بد من القول بأن معاداة إسرائيل لا تمنح شهادة شرف وحسن سلوك لمن يقتل أهله ويعتدي على جيرانه، ويستأجر الوكلاء الفاسدين لقتل شعوبهم وإفقارها وإذلالها، ولا تصدّر لجيرانها غير القتل والحرق والاغتيال وتجارة السلاح والمخدرات. فهناك حكومات تلهج بمعاداة إسرائيل وتحرير فلسطين ولكنها أسوأ وأشد وأقسى من يقمع أهله، ويستعبدهم ويفقّرهم ويصادر حرياتهم وكراماتهم.
كما أن هناك حكومات غير معادية لإسرائيل، وقد تكون من المطبعين معها، ولكنها عادلة جدا مع شعبها، وراحمة، وجاهدة في إسعادهم وإغنائهم وحفظ حرياتهم وكراماتهم، ومسالمة جدا مع غيرها من حكومات في المنطقة والعالم. طبعا، لا ينكرنَّ أحد أن للنظام الديني الطائفي المتشدد الإيراني أنصارا كثيرين في داخل إيران، وفي دول عربية وأجنبية متعددة. ولكن بالمقابل هناك ملايين أخرى بدأت مؤيدة لنظام الخميني، وحتى لوريثه علي خامنئي، وظلت مؤمنة بصدقه في نصرة المظلوم الضعيف، ومقاومة الظالم القوي، خصوصا في فلسطين، ثم فقدت ثقتها به، وإيمانها بصدق شعاراته التي ثبت، بسلوكه المرئي والمسموع والملموس، أنه لا يقل عن إسرائيل تدميرا لحياتها وتهديدا لمستقبل أجيالها القادمة. لم يكن غريبا أن يفرح العربي بسقوط الشاه محمد رضا بهلوي الذي نصبته أميركا وأوروبا شرطيهما في المنطقة لإذلاله، ولحماية مصالح الغرب، وأمن إسرائيل، وبتولي الخميني الإمام التقي الورع الذي أعلن أنه وكيل الله الجديد في أرضه، والموكّل من الإمام الغائب بنصرة الحق وإزهاق الباطل، والذود عن الله ورسوله والمؤمنين.وحتى حين ابتدع الحاكم الإيراني الجديد فلسفته المسلحة الداعية إلى تصدير الثورة إلى دول الجوار، باعتبارها الوسيلة الأفضل والأنسب للوصول إلى حدود فلسطين، تمهيدا لاقتحامها، وتحريرها، وطرد الوافدين إليها من يهود الخارج، وإعادتهم إلى البلدان التي جاؤوا منها، سكت العراقيون والسوريون واللبنانيون والفلسطينيون، على مضض، عن تدخل المندوبين السامين الإيرانيين في شؤون دولهم، وتسليم مقادير بلادهم لمسلحين موالين لجمهورية الحق الإلهي الخمينية، وذلك طمعا في النهاية السعيدة التي وعدهم بها الإمام. ولكن إيران الثورة الإسلامية والمقاومة والممانعة، راحت، شيئا فشيئا، تثبت أنها لا تقل عن حكومة الشاه ظلما وعدوانا وقمعا لكل من يعارضها من أهلها الإيرانيين ورعايا العواصم التي تمكنت من احتلالها. بل إنها فاقت عنجهية الشاه العنصرية الفارسية فأضافت إليها تعصبها المذهبي لتمعن في تفرقة الصفوف بمقولة الحرب الحسينية مع أحفاد يزيد.في العراق، سمحت لوكلائها بالتجبر والتكبر والتعالي، وبالفساد والسرقة والاختلاس والاغتيال والتهجير والتغييب، وتجارة الرقيق والمخدرات. فلم ترفض تهريب الأموال العامة المسروقة إليها، ولم تأمر القضاء الخاضع لإرادتها بمحاكمة كبار المختلسين، ومرتكبي جرائم قتل المتظاهرين، وأصحاب الشهادات المزورة، وتوزير الفاشلين والجهلة والأميين. كما لم تأمر وكلاءها بتوفير الماء والدواء والغذاء والكهرباء، لا لعموم العراقيين، بل لجماهير حاضنتها الشيعية، دون غيرها. وفي لبنان أغمضت عينيها عن اغتيالات حزب الله لمعارضيه، من رؤساء وزارات ووزراء ونواب وصحافيين ومثقفين وسياسيين ومواطنين آخرين، وباركت تعاليه على الدولة اللبنانية واحتقارها والعبث بأمنها وسيادتها، ولم تعترض على تخبئة السلاح والمقاتلين في منازل المدنيين، وأيدت زراعة المخدرات، وتصنيعها وتهريبها إلى دول الجوار، وأمرته بدخول سوريا لحماية حاكمها الدكتاتور الذي رأته يقتل أهله بالبراميل المتفجرة وأيدته، وسمحت لمسلحي حزب الله بقتل السوريين العزل، بالجملة، ونهب أموالهم وتهجيرهم واغتصاب منازلهم علنا ودون خوف ولا حياء.وفي فلسطين لم تدخر وسعا في تعميق الخلاف بين حماس والجهاد الإسلامي من جهة وبين السلطة الفلسطينية من جهة أخرى. بل بالغت في رعاية الاحتراب بين فلسطينيين وفلسطينيين، وموّلت وسلّحت وأوعزت بطوفان الأقصى ليجدها الحاقد المتعطش للدم العربي، نتنياهو، فرصة ذهبية لتهديم غزة على رؤوس نسائها وأطفالها وشيوخها، ولقتل الآلاف من أهلها، ثم ليتمادى ويقتحم الضفة، ويعبث بأمن أهلها، ثم يتفرغ للبنان، فيقتل الآلاف من مسلحيه ومدنييه، ثم يغتال أمين حزب الله، وجميع قياداته في خمس دقائق، ثم يمضي في رمي أطنان من القنابل والصواريخ على الأحياء المدنية في لبنان، وسوريا، ولن يتوقف. وفي اليمن دعّمت الفرقة الدامية بين اليمن الحوثي واليمن غير الحوثي، وأغرق اليمنيْن بحروب سالت وتسيل فيها دماء غزيرة ما تزال.وبسبب هذا، وبغيره مما لا يمكن لمقالة قصيرة كهذه أن تستوعبه كله، راحت الملايين العربية التي كانت تهتف بحياة الولي الفقيه، وبحياة وكلائه، تندب حظها، وتفقد صبرها، وتتحول إلى جموع موتورة تتمنى هزيمة غاصبها وظالمها، المسلم الشقيق، وتتشفى بخساراته، وتنتظر نهايته، حتى لو جاءت على يد شيطان رجيم مثل نتنياهو.بعبارة أوضح. إن إيران جنت على وكلائها العراقيين، واللبنانيين، والسوريين، والفلسطينيين، واليمنيين، والعرب الآخرين حين كشفت خياناتهم لأوطانهم، أولا، وغدرهم بطوائفهم ثانيا، وقرّبت عليهم يوم الحساب والعقاب، وبشرت شعوبهم بقرب تحررها من سطوتهم واستهتارهم وفسادهم، وبقرب التحاقها، أخيرا، بقطار المعاصرة والحداثة وحكم الجماهير، أسوة بشعوب العالم الحية التي أرادت الحياة فاستجاب لها القدر، وسلمها مفاتيح أبواب الغد المأمول. ومن يدري، فقد تكون أميركا وحليفاتها الأوروبيات قد تعمدت تسليم السلطة لأحزاب الدين السياسي الغارقة في الخرافة وقلة الضمير وسوء السلوك، وهي تعلم بأنهم، بفسادهم وجهلهم وتعدياتهم على أهلهم وليس على أعدائهم، لا بد ساقطون، ثم يكون سقوطهم بداية نهاية لكل دين سياسي، حتى لا تقوم له قائمة من الآن وإلى يوم يبعثون.بعبارة أصح، إن قيادة جمهورية إيران الإسلامية الطائفية المتشددة أنقضت ظهر شعبها الإيراني، أولا، وظهور أحبائها العراقيين والعرب الآخرين، ثانيا، فأفقرتهم، وأذلتهم، وأفسدت حاضرهم، وضيعت عليهم مستقبل حياتهم القادمة، مجانا وبلا أي فائدة، وسلّمتهم، بيديها الاثنتين، وعلى طبق من ذهب وألماس، إلى مملكة إسرائيل العظمى، غصبا، ليكونوا، كأشقائهم عرب الثمانية والأربعين، رعايا فيها من فصيلة (بدون).
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
إسرائيل التي تحترف إشعال الحرائق عاجزة عن إطفاء حرائقها
يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي إسماعيل المسلماني أن استعانة إسرائيل بدول أوروبية لإطفاء الحريق الضخم الذي اندلع غربي القدس دليل على فشلها في التعامل مع هذه الأزمات.
وتقف إسرائيل عاجزة عن التعامل مع الحريق الثاني الآخذ في الاتساع، والذي تتحدث وسائل إعلام محلية عن أنه ربما يكون بفعل فاعل وليس بسبب الأحوال الجوية.
وعلى الرغم من محاولة 120 فريق إطفاء الحريق من البر والجو فإنهم لم يتمكنوا من السيطرة عليه، مما دفع تل أبيب إلى طلب الدعم من دول أوروبية.
وأكد المسلماني -في مقابلة مع الجزيرة- أن هذا الحريق يعكس فشل إسرائيل في التعامل مع هذا الحوادث الكبرى رغم ما تمتلكه من تكنولوجيا متطورة، وقال إن استعانتها بدول أوروبية دليل على عدم امتلاكها البنية التحتية اللازمة للتعامل مع هذه الأزمات.
مشاهد من الحرائق المندلعة في أحراش غرب القدس المحتلة. pic.twitter.com/VEXoG6M48i
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 30, 2025
وهذه هي المرة الأولى التي تضطر فيها إسرائيل إلى إخلاء هذا العدد من السكان في منطقة غربي القدس، فضلا عن إغلاق كافة الطوارئ بالمنطقة، وهو ما يؤكد عجزها عن التعامل مع الحريق، برأي المسلماني.
إعلانويضع هذا الفشل الحكومة في مواجهة انتقادات كثيرة بالنظر إلى زعمها المستمر امتلاك الخبرة اللازمة للتعامل مع هذه الأزمات، وهو ما أثبت الواقع كذبه، وفق المسلماني.
ولا يمكن للحكومة القول إنه الفشل الأول لها في التعامل مع هذه الحرائق، لأنها فشلت في التعامل مع حريق مماثل الأسبوع الماضي، كما فشلت في التعامل مع الحرائق التي كانت تندلع في مئات الدونمات خلال المعارك بينها وبين حزب الله اللبناني، كما يقول المسلماني.
وهذا هو الحريق الثاني الذي تتعرض له غربي القدس خلال هذا الأسبوع، وقد أعلنت الحكومة حالة الطوارئ وألغت كافة احتفالات يوم الاستقلال، والتي كانت مقررة مساء اليوم الأربعاء.
واندلع الحريق في منطقتي القدس وتل أبيب، وقال قائد فريق الإطفاء إنه الأكبر في تاريخ إسرائيل، وإنه ربما ينتشر إلى جبال القدس الغربية، ومن المحتمل أن تبدأ الحكومة إخلاء مدينة إلعاد من السكان.
ووفقا للقناة الـ12 الإسرائيلية، فقد تم إجلاء سكان 8 بلدات غربي القدس بسبب هذه الحرائق المدفوعة بالسرعة الكبيرة للرياح، وصدرت أوامر بإخلاء مزيد من البلدات.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتقال 3 شبان فلسطينيين من القدس بسبب الاشتباه في تورطهم بإشعال الحريق كما قال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام، في حين نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر أمني أن هناك شبهة عمل إرهابي في هذا الحريق.
امتداد الحرائق إلى مستوطنة "بيتاح تكفا" شرقي "تل أبيب" وسط فلسطين المحتلة. pic.twitter.com/jfhn90HFPG
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) April 30, 2025
غموض بشأن الأسبابولا يزال الغموض مسيطرا على الأسباب الحقيقية لهذا الحريق، لكن دخول جهاز الشاباك على خط التحقيقات يشي بوجود شبهة جنائية فيه رغم غياب التأكيد الرسمي حتى الآن، كما يقول كرام.
ويدير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأزمة بنفسه، في حين يتساءل الإعلام الإسرائيلي عن كيفية عجز إسرائيل عن التعامل مع هذه الأحداث رغم ما تمتلكه من إمكانيات.
إعلانوتمتلك إسرائيل 24 طائرة لإطفاء الحرائق إضافة إلى 3 طائرات تابعة للشرطة، كما يقول كرام الذي أشار إلى أن تل أبيب تمتلك مئات الطائرات لإشعال الحرائق في قطاع غزة وسوريا ولبنان، لكنها لا تمتلك ما يكفي لإطفاء حرائقها.
وحتى هذه اللحظة تمنع الرياح القوية الطائرات من التدخل لإطفاء النيران، ومن المقرر أن تصل غدا الخميس 3 طائرات من كرواتيا وإيطاليا للتعامل مع الحريق.
وقالت قناة "كان" الرسمية إنه تم إخلاء أكثر من مستوطنات وإجلاء 10 آلاف شخص من منازلهم بسبب هذه الحرائق، في حين طالب قائد فرق الإطفاء في القدس بعدم الاقتراب من شارعي 1 و3 ومنطقة القدس، مؤكدا أن السيطرة على الحريق لا تزال بعيدة.