مأساة في البوسنة: عائلة تفقد أربعة أفراد في انهيار أرضي
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
تعيش ألكا جوسيتش مأساة مؤلمة بعد أن فقدت أربعة من أفراد عائلتها عندما اجتاح انهيار أرضي قرية دونيا جابلانيكا في البوسنة يوم الجمعة. حيث جرفت المياه الهائجة شقيقها وزوجته وطفليهما.
في يوم السبت، شاركت جوسيتش تفاصيل هذه الكارثة الأليمة في وقت كانت فيه فرق الإنقاذ تبذل قصارى جهدها للعثور على المفقودين في القرية، عقب الفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية التي اجتاحت مناطق عدة من البوسنة، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 16 شخصًا وإصابة العشرات.
وعملت آلات البناء على إزالة أكوام الصخور والحطام التي غطت مدينة جابلانيكا المركزية نتيجة للعاصفة الممطرة التي ضربت المنطقة في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة.
فقد تسببت كميات هائلة من الأمطار في المناطق المحيطة بجابلانيكا وكونييتش القريبة في حدوث فيضانات مفاجئة اقتحمت منازل السكان أثناء نومهم.
علاوة على ذلك، أدت المياه الجارفة إلى انهيارات أرضية هائلة، مما تسبب في تدمير الطرق والتلال، وتغطية القرى بالطين وعزل مناطق كاملة عن محيطها.
وكانت الرئاسة الثلاثية للبوسنة قد أعلنت عن إصدار أوامر بتقديم مساعدات عسكرية عاجلة لمنطقة يابلانيتسا والمناطق المحيطة بها.
وجاء في بيان صادر عنها أنه "تم استدعاء وحدات الهندسة والإنقاذ، بالإضافة إلى طائرة هليكوبتر، لتقديم الدعم الفوري للسلطات المحلية".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فيضانات مفاجئة تجتاح البوسنة: تدمير واسع للبنية التحتية ومقتل 21 شخصا على الأقل البوسنة: فيضانات قوية تضرب كيسيلجاك والجيش وخدمات الطوارئ في حالة تأهب جنوب ووسط أوروبا يشتعل نيرانا.. حريق كبير في متنزه غابات في جمهورية البوسنة ضحايا فيضانات - سيول البوسنة والهرسكالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل لبنان حركة حماس حزب الله فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل لبنان حركة حماس حزب الله فرنسا ضحايا فيضانات سيول البوسنة والهرسك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل لبنان حركة حماس حزب الله فرنسا فيضانات سيول قطاع غزة غزة أمطار إجلاء اعتداء إسرائيل السياسة الأوروبية یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
التعطيش .. سلاح إسرائيلي يفاقم مأساة غزة وسط الحصار والقصف
الثورة / متابعات
في قطاع محاصر يختنق تحت الركام، لم يعد العطش مجرد معاناة يومية، بل تحول إلى تهديد وجودي يُهدد حياة السكان. غزة، التي ترزح تحت نير حرب متواصلة منذ أكثر من عام ونصف، تواجه اليوم إحدى أشد الأزمات الإنسانية في تاريخها، بعد أن أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطع شبه كامل لإمدادات المياه، في تجاهل صارخ لجميع الأعراف والاتفاقيات الدولية.
وسط دمار البنية التحتية، وانهيار محطات التحلية، وشحة الوقود، أصبح الوصول إلى الماء تحديًا يوميًا لأكثر من مليوني إنسان.
هذه ليست مجرد أزمة خدمات، بل مشهد متكامل لمأساة يخطط لها لتجفيف الحياة من جذورها.
استهداف ممنهج للبنية التحتية للمياه
قطاع غزة يعاني من أزمة عطش غير مسبوقة بعد قيام الاحتلال الإسرائيلي بقطع الإمدادات الرئيسية للمياه وتعطيل محطات التحلية ومنع دخول الوقود والمساعدات، خط “ميكروت” الذي يغذي مدينة غزة بنسبة 70% من احتياجاتها المائية تم إيقافه بشكل متعمد بعد أن مرّ عبر حي الشجاعية شرق المدينة، كما دُمّرت شبكات المياه والآبار بفعل الغارات المستمرة، ما أدى إلى انهيار شبه كامل في البنية التحتية المائية.
الاحتلال لم يكتفِ بقطع الإمدادات بل استهدف عمدًا المرافق الحيوية وشبكات التوزيع، ما جعل توفير المياه مهمة شبه مستحيلة.
انهيار حصة الفرد من المياه
وتشير تقارير فلسطينية رسمية إلى تراجع حصة الفرد من المياه من 84.6 لتر يوميًا قبل الحرب إلى ما بين 3 -15 لترًا فقط حاليًا، وهي كميات لا تغطي الحد الأدنى للبقاء.
الكميات المتوفرة حاليًا لا تتجاوز 10 – 20 % من احتياجات القطاع وتعتمد على توفر الوقود لتشغيل الآبار ومحطات التحلية المحدودة، النقص الحاد بالمياه أجبر السكان على الوقوف في طوابير طويلة للحصول على كميات محدودة، فيما أصبحت مشاهد نقل المياه في خزانات بدائية واقعًا يوميًا يعيشه أكثر من مليوني إنسان.
بلدية غزة تحذر وتطلق مناشدات عاجلة
بلدية غزة أكدت أن خط “ميكروت” الذي يمر عبر المنطقة الشرقية لحي الشجاعية قد توقف عن العمل نتيجة التوغل العسكري الإسرائيلي، مشيرة إلى أنها تجري تواصلاً مع الجهات المختصة لمحاولة الوصول إلى موقع الخط ومعاينته تمهيدًا لإعادة تشغيله.
البلدية دعت السكان إلى ترشيد استهلاك المياه وأعلنت عن توزيع كميات محدودة عبر شاحنات وخزانات متنقلة بالتعاون مع لجان الأحياء وأصحاب الآبار الخاصة.
كما أكدت أنها تبذل ما بوسعها لتوفير الحد الأدنى من المياه رغم محدودية الإمكانات واستمرار العدوان.
دمار واسع في مرافق المياه والصرف الصحي
الإحصاءات تفيد بتدمير 39 بئرًا بشكل كامل وتعرض 93 بئرًا لأضرار جسيمة، ولم يعد يعمل سوى 17% فقط من أصل 284 بئرًا جوفيًا.
كما تعرضت 67% من مرافق المياه والصرف الصحي للتدمير، وتوقفت 80% من آليات البلدية عن العمل، بما فيها مضخات المياه ومعدات المعالجة.
ومع توقف 95% من محطات التحلية الدولية بسبب انقطاع الكهرباء، بات الوصول إلى مياه نظيفة تحديًا وجوديًا في قطاع غزة، مما يهدد بانهيار صحي واسع النطاق.
تحذير من كارثة إنسانية
المقررة الأممية الخاصة فرانشيسكا ألبانيز صرّحت بأن انقطاع الكهرباء يعني توقف تام لمحطات التحلية مما ينذر بإبادة جماعية، بينما اتهمت منظمات دولية كهيومن رايتس ووتش وأوكسفام الاحتلال باستخدام المياه كسلاح حرب من خلال حرمان السكان من الحد الأدنى الإنساني للحياة والذي يتراوح بين 15 و20 لترًا يوميًا حسب منظمة الصحة العالمية.
مشاهد مأساوية
اضطر آلاف السكان إلى استخدام مياه البحر لأغراض الغسيل والاستحمام، كما حاول بعضهم تحليتها بطرق بدائية كالتبخير عبر الحطب دون جدوى تُذكر.
مشاهد شاحنات المياه غير المعقّمة، والطوابير الطويلة لملء خزانات متهالكة، تنقل صورة حية لكارثة إنسانية تهدد القطاع بالكامل، في ظل غياب الأفق وغياب أي تدخل دولي فعال حتى الآن.
استمرار الحصار، ومنع دخول المعدات الثقيلة ومواد البناء، يعرقل أي محاولة لترميم ما تبقى من شبكات المياه، ويزيد من احتمالية تفشي الأمراض مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الكثافة السكانية نتيجة النزوح المتكرر.