موقع 24:
2025-04-24@16:01:18 GMT

موسما الهجرة من لبنان وإليه!

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

موسما الهجرة من لبنان وإليه!

ربما جاز التأريخ لكسر الأساس الوطني للسياسة في لبنان بالعام 1982. صحيح أن الأساس هذا لم يكن صلباً، وكان دائماً عرضة لطعون واختراقات. لكنْ في 1982 نشأت، في النظرية كما الممارسة، منظومة سياسة أخرى مكتملة العدة، ما لبثت أن غلبت التقليد السياسي اللبناني وألحقته ذليلاً بها.

ما حصل آنذاك، مع انطلاق موسم الهجرة السياسية من لبنان، أن رئيس الجمهوريّة الياس سركيس، وبُعيد الغزو الإسرائيليّ، شكّل "لجنة خلاص وطني" ضمّت أبرز قادة الطوائف، ومنهم رئيس حركة أمل نبيه برّي.

لكنْ رداً على مشاركة برّي، انشقّ المدعوّ حسين الموسوي عن حركته، قبل أن يؤسّس "أمل الإسلامية".

وفيما اتّهم الموسوي بري وأمل بالخيانة ووصفهما هجائيّاً، بالعلمانيّة، كانت عناصر من الحرس الثوري الإيرانيّ تتدفّق، عبر دمشق، على بعلبك. وما لبثت "أمل الإسلاميّة" أن تحولت مصدراً من مصادر الحزب الجديد الذي أُسّس في السفارة الإيرانيّة بسوريا، حاملاً اسم حزب الله. وما هي إلاّ أشهر حتّى احتل شبان الحزب والحرس معاً ثكنة الشيخ عبد الله، أهمّ ثُكن الجيش في منطقة البقاع، فاستولوا عليها وأقاموا فيها.
هذا التأسيس، الذي تلازم مع الغزو الإسرائيليّ والحرب العراقية الإيرانيّة، وفّر لطهران قاعدة لم يُرد القيّمون عليها أن يفكّروا مع باقي اللبنانيين في كيفيّة الخروج من الاحتلال الإسرائيليّ، ولا في المسائل والنزاعات الإقليميّة التي يواجهها الوضع اللبنانيّ.
ومذّاك راحت تتكاثر محاور التحطيم المنهجيّ لأساس السياسة الوطنيّ. وحتى 2005، وباستثناءات نادرة، ارتبط تناسل تلك المحاور برعاية النفوذ الأمني والعسكري السوري.
فللمرة الأولى في لبنان، نشأت إيديولوجيا رسمية تعلمنا كيف ينبغي أن نفكّر، وما المقبول وما المرفوض، وهكذا حبلت "عروبة لبنان" السورية بثالوث "جيش وشعب ومقاومة" بوصفها ترصيعاً للبيانات الحكوميّة. وصار التعطيل سمة تلازم المؤسّسات، فيُغلَق البرلمان وتسقط الحكومات بـثلث معطّل ويُحال دون انتخاب رئيس للجمهورية، أو يُملى رئيس لا يُنتخب سواه، وذلك لأسباب يصعب ربطها بالحياتين السياسيّة والدستوريّة. وغدا العنف بأشكاله كافّة سمة من سمات الحياة العامّة. وقبل اغتيال رفيق الحريري وبعده، باتت أسماء المقتولين والمخطوفين، من سياسيّين وكتّاب وصحافيّين وضبّاط، ومن لبنانيّين وعرب وغربيّين، تنافس أسماء المنضوين في نقابات مهنيّة. ولئن ترافق الربع الرابع من تلك الحقبة مع انهيار اقتصاديّ فادح ومع تفجير المرفأ، تصدّى حزب الله للحركة الإصلاحيّة في 2019 تصديه للتحقيق بتفجير المرفأ، ما ذكّر بتصدّيه للتحقيق في اغتيال الحريري. وبعدما كان من مقوّمات الكيان اللبناني توسيع رقعة الصداقات مع الدول العربيّة والغربية سواء بسواء، قامت الحكمة الجديدة على تنفير الطرفين وتوسيع رقعة العداوات، ما انعكس عزلة للبلد وإضعافاً لقدرته على معالجة كارثته الاقتصاديّة. وبعد أن تحرّر لبنان في 2000، بقي السلاح غير الشرعي مرفوعاً، وبعد ستّ سنوات خطف الحزب جنديّين إسرائيليين فجر البلد إلى حرب مدمرة. وإذ أمكن التوصّل إلى القرار 1701 مُنع الجيش عملياً من التوجّه إلى الجنوب ووضعت العوائق أمام القوات الدوليّة التي وُصفت بالعمالة لإسرائيل. أما القرار الدوليّ 1559، الذي ارتكز إليه القرار 1701، فجُعل حديث خرافة. وشُنت على السوريين حرب احتلالية ساهمت في أعمال قتل وانتهاك وتهجير موسّعة، مُتوّجةً نشاطات تدخّليّة في العراق واليمن وسواهما. وبموازاة تطييف لا سابق لحدّته، شاعت في المجتمع أفكار وقيم شديدة الرجعيّة حيال المرأة والحرّيّة والتقدّم...
واليوم يقال إنّنا على وشك الدخول في موسم هجرة مضادة إلى لبنان وإلى تقاليده السياسية والأسس الملازمة لمعناه ولاشتغاله. فرئيسا المجلس والحكومة أصدرا بياناً غير مألوف يدعو إلى وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وانتخاب رئيس، وتحدث مندوب لبنان في الأمم المتّحدة بلغة لم تعد مسموعة منذ أربعة عقود. لكن هذه البدايات لا تزال متواضعة جداً قياساً بحجم الكارثة التي حلّت، والكارثة التي قد تحلّ فيما لو أفضى الجنون الإسرائيلي إلى احتلال الجنوب أو جزء منه. فنحن اليوم بحاجة إلى إجماع على إنهاء الحرب، يكون الحزب في عداده، وهذا كي يحملنا العالم على محمل الجد، فيضغط فعلياً على إسرائيل بما يوقف قتلها المعمّم ويؤهّلنا لمواجهة عزلتنا وإعادة البناء ومعالجة التهجير والنزوح المتفاقمين.
فلبنان ينبغي أن يعاد تأسيسه انطلاقاً من تجربته المُرّة وعِبَرها، لا بناءً على رسالة "الدعم لصمودنا" التي تلقّيناها من الوزير الإيرانيّ الزائر، أو على خطبة مرشده التي تحضّنا على مزيد من المقاومة، ولا تعدنا عملياً إلاّ بجنازات لائقة. فلا بدّ لإعادة التأسيس أن تقطع مع الماضي، ومع زمن الميليشيات، فتعلن بلدنا بلداً حيادياً حيال الصراعات المسلّحة، دولتُه الشرعيّة تقرّر أمره، وجيشها وحده يتولّى التنفيذ.
بهذا فقط نخرج من حالات الحرب الانتحاريّة من غير أن نعيش على حافّة الاحتراب الأهليّ أو في قلبه، وحينذاك يغدو الكلام عن موسم العودة السياسيّة إلى لبنان كلاماً مُقنعاً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل ة التی

إقرأ أيضاً:

وزير الصناعة: لتجنب المواجهة بين الحزب والجيش

أكّد وزير الصّناعة جو عيسى الخوري أنّ الدول العربية وايران وإسرائيل في صدد الذهاب نحو السلام.
وفي حديثٍ عبر قناة الـ"LBCI"، اليوم الأربعاء، قال الخوري إنّ الإشكالية في لبنان تكمن في الداخل في التعدديات، "فإن لم يحصل توافق لن نصل إلى هذه الخطوة وهذه الفترة ليست فترة تطبيع".
وتابع: "عندما تكلمت على سلام لم أقصد بين لبنان وإسرائيل بل على سلام في المنطقة واسنتدت على معطيات المنطقة والتغييرات في العلاقات الدولية".
وشدّد على وجوب تجنّب المواجهة بين "حزب الله" والجيش اللبنانيّ، كوضع مجلس الدفاع الأعلى جدولاً زمنياً لتسليم سلاح الحزب.
كذلك، لفت عيسى الخوري إلى أنّ الإشكالية التي يعاني منها رئيس الجمهورية جوزاف عون هي التوافق بين كسب ثقة الحزب من جهة، وكسب ثقة المجتمع الدوليّ من جهة أخرى.
وشدّد على أنّ على الحوار أن يكون متى وكيف سيُسلّم السلاح وليس ما إذا سيُسلم أم لا، وقال: "يجب على حزب الله الاعتراف بحقيقة أنّ سلاحه والسلاح الفلسطينيّ لا دور لهما بعد الآن، فهو لا يمكنه أن يعطي الخطاب نفسه والسيادة الداخلية تحتاج إلى بسط سلطة القوى الأمنية الشرعية".   وأعرب الخوري عن اعتقاده بأنّ الرئيس عون باشر بالمفاوضات مع الحزب من خلال رئيس مجلس النواب نبيه بري، مُعتبراً أن "حركة أمل أظهرت أنها لبنانية أكثر من الحزب".    وأضاف: "أمّا عن إشكالية صندوق النقد، فمكبرينا لأنّ معظم ما يطلبه من إصلاحات مقابل مساعدتنا قمنا به".
وأوضح أنّ الفساد في وزارة الصناعة يكمن في الواجهة أي بعض الموظفين/ ومكننة الوزارة تقتضي إلغاء ذلك بإقامة المعاملات إلكترونيًّا، كاشفًا أنّ هذا ما سيحصل خلال الأشهر المقبلة. مواضيع ذات صلة وزير الصناعة الفرنسي: أوروبا تريد تجنب التصعيد ويجب أن تبقى موحدة Lebanon 24 وزير الصناعة الفرنسي: أوروبا تريد تجنب التصعيد ويجب أن تبقى موحدة 23/04/2025 23:59:11 23/04/2025 23:59:11 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الصناعة جو عيسى الخوري: الحزب هُزم حين سقط النظام في سوريا وخسر الدعم الإيراني (LBCI) Lebanon 24 وزير الصناعة جو عيسى الخوري: الحزب هُزم حين سقط النظام في سوريا وخسر الدعم الإيراني (LBCI) 23/04/2025 23:59:11 23/04/2025 23:59:11 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الصناعة الفرنسي: على أوروبا إظهار قوتها والتخلي عن السذاجة في مواجهة رسوم ترامب Lebanon 24 وزير الصناعة الفرنسي: على أوروبا إظهار قوتها والتخلي عن السذاجة في مواجهة رسوم ترامب 23/04/2025 23:59:11 23/04/2025 23:59:11 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الصناعة: على "حزب الله" الاعتراف بالوقائع الجديدة Lebanon 24 وزير الصناعة: على "حزب الله" الاعتراف بالوقائع الجديدة 23/04/2025 23:59:11 23/04/2025 23:59:11 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً "سر ميداني".. ما الفرق بين حرب لبنان ومعركة غزة؟ Lebanon 24 "سر ميداني".. ما الفرق بين حرب لبنان ومعركة غزة؟ 16:43 | 2025-04-23 23/04/2025 04:43:51 Lebanon 24 Lebanon 24 مسؤول إقليميّ في البنك الدوليّ يكشف: هكذا سيُصرف قرض الكهرباء Lebanon 24 مسؤول إقليميّ في البنك الدوليّ يكشف: هكذا سيُصرف قرض الكهرباء 16:41 | 2025-04-23 23/04/2025 04:41:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بُشرى عن قطاع الكهرباء في لبنان.. إليكم التفاصيل Lebanon 24 بُشرى عن قطاع الكهرباء في لبنان.. إليكم التفاصيل 16:37 | 2025-04-23 23/04/2025 04:37:17 Lebanon 24 Lebanon 24 مقدمات نشرات الاخبار المسائية Lebanon 24 مقدمات نشرات الاخبار المسائية 16:35 | 2025-04-23 23/04/2025 04:35:00 Lebanon 24 Lebanon 24 كلام مهم لحاكم مصرف لبنان.. هذا ما أعلنه Lebanon 24 كلام مهم لحاكم مصرف لبنان.. هذا ما أعلنه 16:28 | 2025-04-23 23/04/2025 04:28:51 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة مرّة جديدة... قوى الأمن تختم منتجعاً سياحيّاً بالشمع الأحمر Lebanon 24 مرّة جديدة... قوى الأمن تختم منتجعاً سياحيّاً بالشمع الأحمر 06:06 | 2025-04-23 23/04/2025 06:06:27 Lebanon 24 Lebanon 24 أصبحت نسخة عنها.. ابنة هيفا وهبي تستمتع بوقتها على البحر بإطلالة صيفية (صورة) Lebanon 24 أصبحت نسخة عنها.. ابنة هيفا وهبي تستمتع بوقتها على البحر بإطلالة صيفية (صورة) 00:35 | 2025-04-23 23/04/2025 12:35:15 Lebanon 24 Lebanon 24 3 خطوط جديدة.. التنقل من بيروت وإليها أصبح أسهل وأرخص! Lebanon 24 3 خطوط جديدة.. التنقل من بيروت وإليها أصبح أسهل وأرخص! 09:30 | 2025-04-23 23/04/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد غياب 7 سنوات.. فنانة لبنانية تعود إلى الساحة الفنية (صور) Lebanon 24 بعد غياب 7 سنوات.. فنانة لبنانية تعود إلى الساحة الفنية (صور) 04:56 | 2025-04-23 23/04/2025 04:56:19 Lebanon 24 Lebanon 24 رحيله أحزن الجميع... هذا هو سبب وفاة الإعلاميّ صبحي عطري Lebanon 24 رحيله أحزن الجميع... هذا هو سبب وفاة الإعلاميّ صبحي عطري 08:47 | 2025-04-23 23/04/2025 08:47:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 16:43 | 2025-04-23 "سر ميداني".. ما الفرق بين حرب لبنان ومعركة غزة؟ 16:41 | 2025-04-23 مسؤول إقليميّ في البنك الدوليّ يكشف: هكذا سيُصرف قرض الكهرباء 16:37 | 2025-04-23 بُشرى عن قطاع الكهرباء في لبنان.. إليكم التفاصيل 16:35 | 2025-04-23 مقدمات نشرات الاخبار المسائية 16:28 | 2025-04-23 كلام مهم لحاكم مصرف لبنان.. هذا ما أعلنه 16:06 | 2025-04-23 فوق علما الشعب والضهيرة.. ماذا فعل جيش العدو؟ فيديو بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 23/04/2025 23:59:11 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 23/04/2025 23:59:11 Lebanon 24 Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) 04:17 | 2025-04-14 23/04/2025 23:59:11 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • حزب الله في لبنان.. من حرب العصابات إلى احتكار العمل المقاوم
  • مرصد حقوقي: الاحتلال الإسرائيلي يمارس تهجيرًا قسريًا معلنًا في غزة تحت عنوان الهجرة الطوعية
  • وزير الصناعة: لتجنب المواجهة بين الحزب والجيش
  • الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مدرسة يافا التي تؤوي نازحين بحي التفاح
  • السفير الإيراني في لبنان: نزع سلاح حزب الله "شأن داخلي"
  • سلاح حزب الله إلى دائرة الضوء
  • الحزب يواكب مفاوضات إيران أم حساباته داخلية؟
  • وزير الاقتصاد والصناعة يصدر قراراً بتشكيل ثلاث إدارات عامة ضمن الوزارة بدل الوزارات التي كانت قائمة قبل الدمج
  • ‏الرئيس اللبناني: استمرار الاحتلال الإسرائيلي لـ 5 تلال جنوبي لبنان لا يساعد على استكمال تطبيق القرار 1701
  • نزع سلاح حزب الله ضرورة لقيام دولة لبنان