كتبت دوللي بشعلاني في" الديار":   ما أن اغتالت إسرائيل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، حتى أعلنت حكومة العدو أنّها تنوي "إلغاء اتفاقية الغاز مع لبنان"، في محاولة لتغيير المشهد البحري الاقتصادي الذي جرى الاتفاق عليه مع لبنان منذ نحو عامين. وقال وزير الطاقة "الإسرائيلي" إيلي كوهين إنّ "اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان كانت خطأ، وسنحرص على إصلاحها"، وأنّه "يبحث عن ثغرة لإلغاء هذه الاتفاقية "الفاضحة" مع لبنان".

فهل يمكن للعدو نقض هذه الاتفاقية الرسمية أو إصلاحها؟ وهل هذا الإصلاح يعني استعادة لبنان لحقوقه؟ أم على العكس انتزاع منه ما حصل عليه في الاتفاقية المذكورة، ومحاولة التعدّي أكثر على حقوقه البحرية من خلال العودة الى الخط 1، الذي سبق وأن طالب به "الإسرائيلي" لسنوات عن غير وجه حقّ، والذي يقضم مساحة شاسعة من حقوق لبنان البحرية؟!. يتمنّى بعض الخبراء والعسكريين في الواقع، أن يتمّ نقض اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل التي تخلّت عن الخط 29 البحري، بهدف استعادته بالدرجة الأولى. ويجدون في أنّ إلغاءها إذا كان صحيحاً، يُعتبر "هدية من الله" للبنان، لا سيما في هذه الظروف المأسوية التي يمرّ بها. فهل يستطيع "الإسرائيلي" إلغاء هذه الاتفاقية "المجحفة" من طرفه هو؟! يقولون انّه يمكن للدولة اللبنانية تعديل المرسوم 6433، والتمسّك مجدّداً بالخط 29 الذي يُعيد للبنان مساحة بحرية تبلغ 2430 كلم2، وأكثر من ذلك.   يمكن للدولة اللبنانية اللجوء الى محكمة العدل الدولية وتقديم شكوى الى مجلس الأمن حول اعتداء إسرائيل على مياهنا الإقليمية، ومخالفتها للقانون الدولي للبحار. ويقولون ماذا بقي لدينا لنخسره بعد كلّ هذا السيل من الدماء؟!. غير أنّ مصدراً ديبلوماسياً متابعاً لقضايا الحدود يجيب عن سؤال حول إذا كان بإمكان "الإسرائيلي" إلغاء "اتفاقية الغاز مع لبنان" متى يشاء، ومن طرفه وحده دون موافقة الدولة اللبنانية، بالقول إنّ هذه الاتفاقية التي وُقّعت من قبل لبنان وإسرائيل منذ عامين تقريباً برعاية الولايات المتحدة ووساطة آموس هوكشتاين، وأودعت لدى الأمم المتحدة من كلّ من الجانبين، قد ثبّتت حدود لبنان البحرية الرسمية. ولهذا فمن المستحيل اليوم تغييرها من دون اتفاقية جديدة ومفاوضات جديدة، أي من دون موافقة الطرفين. هذا بغض النظر عمّا إذا كانت لمصلحة لبنان أم لا. أمّا إذا أراد "الإسرائيلي" تغيير الاتفاقية بالقوّة أي من خلال التوغّل أو الاجتياح البرّي لمنطقة الليطاني أو لما وراء الليطاني، على ما أوضح المصدر الديبلوماسي، بهدف العودة الى الخط 1، فإنّ هذا الأمر سوف يُعتبر "احتلالاً" جديداً للأراضي اللبنانية. وهذا لا يمكن تثبيته رسمياً في الأمم المتحدة، لا بل على العكس يمكن للبنان الاعتراض عليه والعودة الى الاتفاقية المودعة لدى الأمم المتحدة. من هنا، ثمّة تكهّنات عديدة نسمع بها حالياً، على ما أضاف المصدر، تتحدّث عن أنّ إلغاء "الإسرائيلي" لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية، بهدف تغيير خريطة الحدود البريّة مع لبنان، وبالتالي احتلال الجنوب والاستيلاء على موارده المائية، وضمّه الى حلم مشروعه التوسّعي، كما سبق وأن ضمّ الجولان السوري. ولهذا عمل على تهجير سكّان الجنوب من منازلهم، واغتال السيّد نصرالله لتسهيل مخططه هذا.   كذلك، قام بحشد قوّاته عند الحدود الجنوبية ويُلوّح بشنّ توغّل برّي قريباً من أجل الاستيلاء على الأراضي اللبنانية وضمّها وبناء المستوطنات للتغيير السكاني في المنطقة... كذلك يعتبر "الإسرائيلي" أنّ الفرصة الانقضاضية سانحة اليوم أمامه لرفض القرار 1701 الذي سبق وأن طالب بتنفيذه، ورفض بالتالي عودة سكّان الجنوب الى قراهم، كونه يعتبرهم بيئة حاضنة لحزب الله.   غير أنّ كلّ ما يُقال في هذا السياق، لا يزال في إطار التوقّعات التي لن تتحقّق، سيما أنّ المجتمع الدولي لن يوافق على مثل هذا الاعتداء على الأراضي اللبنانية الذي يخرق السيادة اللبنانية، كما القرار 1701 الذي يطالب الجميع بتطبيقه اليوم بكلّ بنوده ومندرجاته، للضغط على إسرائيل لوقف الحرب، والذهاب الى حلّ ديبلوماسي يُنهي الصراع القائم. أمّا إذا وافق لبنان على مراجعة اتفاقية الغاز مع إسرائيل، فهذا يعني، بحسب المصدر الديبلوماسي نفسه، أنّه بإمكان الدولة اللبنانية عندئذ قلب الطاولة من جديد على "الإسرائيلي"، وتحصيل المزيد من الحقوق المسلوبة، لا سيما حقل كاريش وأبعد منه.   لكنّه في الوقت نفسه حذّر من العودة الى نقطة الصفر، بعد أن تمكّن لبنان من الحصول على الخط 23 الذي سبق وأن طالب به لسنوات، سيما أنّ "الإسرائيلي" تحدّث عن "البحث عن ثغرة في اتفاقية الغاز"، ما يعني أنّه لم يجدها حتى الآن، أو لعلّها غير موجودة فيها.   مع هذا، نبّه المصدر الى المخطط الذي يضعه الإسرائيلي نصب عينيه وهو الدخول الى جبل الشيخ، سيما أنّ المنطقة خالية من السكّان، والأوضاع مناسبة من وجهة نظره، والولايات المتحدة الأميركية تدعمه، من أجل السيطرة عليه واستغلال موارده المائية عنوة.      

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: اتفاقیة الغاز هذه الاتفاقیة مع لبنان ة الغاز سبق وأن الذی ی

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة اللبناني: 1974 شهيداً و9384 جريحاً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان

الجديد برس:

أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال في لبنان، فراس الأبيض، الخميس، أن حصيلة أعداد الشهداء وصلت إلى 1974، بينهم 127 طفلاً و261 امرأةً، إضافةً إلى 9384 جريحاً، منذ بداية العدوان الإسرائيلي في الـ8 من أكتوبر 2023، وتوسعه منذ نحو أسبوع.

وأشار الوزير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم حرب وينتهك كل القوانين ويستهدف العزّل ومن يحاول سحب الجرحى، و”كل حججه أن هناك أسلحة واهية”.

ودعا الأبيض المجتمع الدولي إلى تحمل كل مسؤولياته، و”سكوته يعني أنه شريك في الجريمة الإسرائيلية”، مشيراً إلى أن 9 مستشفيات و45 مركزاً طبياً و128 سيارة وآلية تعرضت للاستهداف الإسرائيلي، بينما استشهد 97 شخصاً من الطواقم الطبية والطوارئ من جراء الغارات الإسرائيلية.

وسبق أن أعلنت وزارة الصحة، اليوم، ارتفاع حصيلة شهداء الغارة الإسرائيلية على منطقة الباشورة إلى 9، بينما وصل عدد المصابين إلى 14 شخصاً. وأكدت أن العمل لا يزال مستمراً لإيضاح الحصيلة النهائية للغارة الإسرائيلية على الباشورة.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الموسع على لبنان، منذ 11 يوماً، مستهدفاً الضاحية الجنوبية لبيروت، والجنوب والبقاع وبعلبك – الهرمل وجبل لبنان، كما شمل عدوانه بيروت أيضاً.

في المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء فلسطين المحتلة، في إثر إطلاق كثيف من حزب الله لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم إسرائيلي صارم على الخسائر البشرية والمادية.

مقالات مشابهة

  • خبير يفتح ملف الاتفاقية البحرية مع الكويت ويؤشر احتيالا كويتيا على العراق
  • خبير يفتح ملف الاتفاقية البحرية مع الكويت ويؤشر احتيالا كويتيا على العراق- عاجل
  • لجنة التنسيق اللبنانية – الفرنسيّة: التدخل الإسرائيلي البري انتهاك جديد وخطير
  • 3 مستشفيات فى الجنوب اللبناني تعلق خدماتها بسبب غارات الاحتلال الإسرائيلي
  • وزير الصحة اللبناني: 1974 شهيداً و9384 جريحاً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان
  • وزير الخارجية لرئيس الحكومة اللبنانية: الرئيس السيسي وجه بكل الدعم المناسب لإغاثة الشعب الشقيق
  • وزير خارجية لبنان يكشف موافقة نصر الله على وقف إطلاق النار قبل اغتياله (شاهد)
  • الصحة اللبنانية: ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على وسط بيروت إلى 9 قتلى
  • الصحة اللبنانية: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 1928 شهيدا و9290 مصاباً