الوطن:
2024-11-24@19:09:15 GMT

علي الفاتح يكتب: ويسألونك عن الدولة الوطنية

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

علي الفاتح يكتب: ويسألونك عن الدولة الوطنية

الدفاع عن كرامة وحرية الدولة الوطنية العربية الحديثة وحماية استقلالها كان أحد أهم أهداف حرب أكتوبر المجيدة، لذلك هبَّت معظم الدول لمساندة مصر ضد العدو الصهيونى بصور وأشكال مختلفة.

ولأن عقل الدولة الوطنية الحديثة فى مصر أدرك مبكراً أنه لا مجال للنمو والاستقرار فى ظل بقاء أراضٍ عربية تحت الاحتلال الصهيونى، سارع الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى البناء على الانتصار العكسرى العظيم فى السادس من أكتوبر، بالمضى فى مسار السلام، وكانت كل الأراضى العربية المحتلة على أجندة التفاوض فى مبادرته.

رفض العرب مجتمعين الطرح المصرى، وفى الوقت ذاته لم يقدموا خياراً بديلاً لدعم القضية الفلسطينية، فتوحش الاحتلال وتجبَّر ليصل إلى ما وصلنا إليه اليوم.

كان من الطبيعى أن تنشأ حركات مقاومة وطنية تصد عدوان المحتل الذى مد أذرعه إلى لبنان، وكان من الطبيعى أيضاً أن تملأ إيران، الجمهورية الإسلامية الناشئة وقتها، الفراغ الذى خلَّفه العرب.

قد يكون من حقك البكاء على ما فات فهذا شأن يخصك، لكن المؤكد أنه ليس من حقك الاعتراض على الواقع الذى جد، وليس أمامك سوى محاولة احتوائه حتى لا تكون خسارتك مضاعفة.

جرائم الاحتلال الصهيونى طوال العقود الماضية جعلت عدم الاستقرار السمة الرئيسية للشرق الأوسط، وعطلت أغلب مسارات التنمية، وبات من الصعب الحديث عن خطط مستقبلية للتعاون الاقتصادى المشترك بين الأطراف العربية.

فى الوقت نفسه تباينت مواقف تلك الأطراف، ليس فقط إزاء الاحتلال الصهيونى (العدو المشترك) وإنما تجاه قضايا المنطقة المختلفة على مدار العقود الماضية، وصولاً إلى قضايا السودان وليبيا والصومال وأمن البحر الأحمر.

وسط كل ذلك بقى الموقف المصرى ثابتاً، يحافظ على السلام، ليس خوفاً من الكيان الصهيونى، أو احتراماً فقط لاتفاقية كامب ديفيد، وإنما دفعاً لشبح حرب إقليمية لم يغادر المنطقة يوماً، ولا يقوى على خوض غمارها أحد باستثناء مصر التى تملك أقوى جيوش الشرق الأوسط وأكثر شعوبها خبرة وعزماً، ويعلم العدو الصهيونى قبل غيره أنه أضعف من مجرد التفكير فى دخول مواجهة مع الجيش المصرى.

فى الواقع لم تفعل دول الإقليم ما يتعين عليها فعله من أجل تقوية وتعزيز مقومات الدولة الوطنية الحديثة، ليكون لديها ما تواجه به التحديات السياسية والأمنية التى أوجدها المحتل الصهيونى.

ومن ثم لم تجد ما تطرحه من آليات من شأنها أن تفرض على العدو الاستجابة لما عرضته من مبادرات تحت عنوان «الأرض مقابل السلام» ولأنها تعمل فرادى لم تستطع صياغة موقف استراتيجى موحد يوقف عدوان المحتل الغاشم على الشعب الفلسطينى طوال عام منصرم، وبالتبعية جرائمه ضد الشعب اللبنانى التى خلَّفت ضحايا بالآلاف خلال الأيام الأخيرة.

ما يشكل تهديداً حقيقياً على الدولة الوطنية العربية الحديثة ومخططاتها بشأن المستقبل هو استمرار احتلال الكيان الصهيونى للأراضى العربية فى فلسطين وسوريا ولبنان، وليست فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية كما يدّعى البعض.

بل وتُعد مواجهة مخططات الكيان الصهيونى فى غزة والضفة الغربية ولبنان دفاعاً عن استقلال الدولة الوطنية العربية، وعدم هزيمة فصائل المقاومة، ولا أقول انتصارها، يحمى دول المنطقة من غرور قادة الكيان الصهيونى ورغبتهم فى تغيير خريطة الشرق الأوسط على نحو يفرض هيمنة الكيان على باقى الإقليم.

وظنى أن هذه اللحظة هى الأنسب لاحتواء إيران حتى لا تعود إلى مقعد المصارع على النفوذ، خاصة فى ظل ما أعلنته دول الخليج العربى من موقف محايد تجاه صراع طهران العسكرى المحتمل مع الكيان الصهيونى.

بل إن تحالفاً بين «القاهرة والرياض وأنقرة وطهران» من شأنه نزع فتيل حرب مرتقبة وتحجيم الدعم الغربى لجرائم الإبادة فى المنطقة، وقد يكون شرطاً لنجاح مساعى ما يسمى بالتحالف الدولى من أجل إقامة دولة فلسطينية والذى أعلنت المملكة السعودية عن تشكيله مؤخراً بين عدد من الدول العربية والأوروبية، إذ يلزم لنجاح هذا التحالف أولاً وجود تعاون استراتيجى بين دول الإقليم الكبيرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدولة الوطنية كرامة حرية الکیان الصهیونى الدولة الوطنیة

إقرأ أيضاً:

"المجاهدين": إصدار أوامر اعتقال لنتنياهو وغالانت خطوة مهمة لمحاسبة مجرمي الكيان

صفا

قالت حركة المجاهدين الفلسطينية، يوم الخميس، إن قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال لمجرمي الحرب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه السابق يوآف غالانت خطوة مهمة على طريق محاسبة وملاحقة مجرمي الكيان الذين ارتكبوا وما زلوا أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.

وأضافت المجاهدين، في تصريح وصل وكالة "صفا"، أنه يجب أن يلحق هذا القرار خطوات تنفيذية، وأن لا يبقى حبرا على ورق، ومواجهة التدخل الأمريكي السافر لمنع تنفيذه أو إجهاضه.

وأكدت أن هذا القرار المتأخر كان يجب أن يشمل جميع قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين وجنوده الذين مارسوا ويمارسون كل أنواع الجرائم البشعة والتطهير العرقي ضد شعبنا منذ عقود لا سيما في قطاع غزة.

ودعت حركة المجاهدين لتكثيف الجهود الدولية الشعبية والقانونية لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة والعمل الجاد لوقف المحرقة التي تنفذها عصابة نتنياهو النازية في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • مستقبل وطن: رفع 716 اسما من قوائم الإرهاب يؤكد تفعيل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
  • على الفاتح يكتب: يوم الصفعات على وجه واشنطن..!
  • الكيان الصهيوني يقتحم مدينة الخليل
  • عقيلة صالح: إصدار قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية خلال أيام
  • الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على عدة مدن فلسطينية مساء اليوم
  • مسمار في نعش الكيان الصهيوني
  • حزب الله يواصل ضرباته الصاروخية في عمق الكيان الصهيوني الغاصب
  • مُحققاً إصابات مباشرة.. حزب الله يواصل ضرباته الصاروخية في عمق الكيان الصهيوني
  • "المجاهدين": إصدار أوامر اعتقال لنتنياهو وغالانت خطوة مهمة لمحاسبة مجرمي الكيان
  • حزب الله يواصل دك عمق الكيان الصهيوني الغاصب