الوطن:
2025-04-29@05:06:19 GMT

أشرف غريب يكتب: لماذا انتصرت مصر في حرب أكتوبر؟

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

أشرف غريب يكتب: لماذا انتصرت مصر في حرب أكتوبر؟

حتى ظهر السادس من أكتوبر 1973، كان الموقف فى ما يتعلق بالصراع العربى - الإسرائيلى أقرب إلى الجمود، إذ لم تكن لدى القطبين الكبيرين الاتحاد السوفيتى -آنذاك- والولايات المتحدة الأمريكية، الإرادة الكافية لتحريك الوضع القائم منذ هزيمة يونيو 1967، فبدت المنطقة فى حالة اللاسلم واللاحرب، وهو وضع مريح بطبيعة الحال للجانب الإسرائيلى والقوى الكبرى التى تدعمه.

لكن الأمر لم يكن كذلك داخل مصر.. كان الشارع يغلى ويغل بفعل وعود عامين للحسم فى 1971 و1972 والمقاتل المصرى على الجبهة لا يغمض له جفن، طلباً للثأر، وبينما هذا كله يحدث على الساحتين الخارجية والداخلية كانت القيادتان السياسية والعسكرية فى مصر تعملان فى صمت تام وتناغم مُبهر، متحملتين كل الضغوط من أجل الوصول إلى ساعة الخلاص.

وفجأة جاءت هذه الساعة المنتظرة فى الثانية ظهر ذلك اليوم المجيد.. إنه السادس من أكتوبر 1973 أعظم يوم فى تاريخ العسكرية المصرية الحديث، وفخرها وشرفها ومبعث عزتها وكرامتها، يوم أن كسر خير أجناد الأرض حاجز الصمت الذى فرضه العالم علينا، ليُثبت أنه لا صوت يعلو على صوت المعركة، صوت الحق والكبرياء المصرى، بل والعربى أيضاً، لقد كان نصر أكتوبر العظيم نقطة فاصلة بين واقعين.. ليس فقط بين هزيمة وانتصار، يأس ورجاء، ظلام ونور، ضياع وانطلاق، وإنما وهو بجانب ذلك كله كسر ثوابت على الأرض، وحطّم أساطير فى الأذهان، وبدّد نظريات كان لها الرسوخ، وأعاد النظر فى استراتيجيات ثبت فشلها، وغيّر موازين القوى فى المنطقة، وأفرز أوضاعاً اقتصادية جديدة بفعل بروز سلاح البترول، فازدادت بعض الدول ثراءً، وظهرت مدن مستدامة ونشطت حركة عمران غير مسبوقة، وتحرّكت كل الأسعار حول العالم، فاختلفت أوضاع اجتماعية وتبدّلت معها أساليب حياة، باختصار.. لقد زلزل المقاتل المصرى بانتصارات أكتوبر العالم كله زلزالاً ما زلنا نعيش توابعه وتداعياته حتى اليوم.

ولكن لماذا حقق الجندى المصرى هذا الانتصار العظيم؟ هل لأنه كان يسعى وراء ثأره الذى كتمه فى صدره ست سنوات، فإذا به ينفجر حماساً وقوة أمام جندى إسرائيلى متغطرس؟ هل لأنها المرة الأولى فى مواجهاته مع إسرائيل التى يمتلك فيها زمام المبادرة، فجعل الإسرائيليين على غير ما يرغبون ويشتهون فى موقف الدفاع، فتكشف زيف نظرية الجيش الذى لا يُقهر؟ هل لأن مصر وهى تنوى الأخذ بزمام المبادأة خططت ونفّذت أكبر عملية خداع استراتيجى فى التاريخ كانت ضحيتها ليس إسرائيل فقط، وإنما أيضاً أجهزة استخبارات أكبر دول العالم؟ هل لأننا أخذنا بأسباب العلم وطورنا عقلية المقاتل المصرى ونوعيته بعد الاعتماد على خريجى الجامعات المصرية فى مختلف التخصّصات، فبات لدينا جيل من الجنود يستطيع التعامل بيُسر وحرفية مع أكثر الأسلحة تقدّماً، بل يضيف عليها من ابتكاراته فإذا بها أفضل أداءً وأشد أثراً؟ هل لأننا درسنا عدونا بدقة ووعى، وعرفنا مكامن قوته ومواطن ضعفه، مستفيدين من أخطاء كارثة يونيو 1967؟ هل لأن الأشقاء العرب دخلوا تباعاً على خط المعركة، كل فى حدود ما يملكه من سلاح؟

كل هذا صحيح تماماً، لكن الأصح هو أن جيش مصر العظيم، وهو يخوض معركة العزة والكرامة كانت وراءه جبهة داخلية صلبة ومتماسكة تحمّلت معاناة السنوات العجاف، وكانت نِعم العون والمدد للجندى المصرى على الجبهة، وصدق الرئيس عبدالفتاح السيسى حين قال قبل خمس سنوات فى الاحتفال بالذكرى السادسة والأربعين للعبور العظيم: «إن يوم السادس من أكتوبر عام 1973 لا يُمثل فقط نصراً عسكرياً باهراً حققته القوات المسلحة باقتدار، بل هو تعبير فريد عن إرادة أمة، وتماسك شعب استمد من تاريخه العريق صلابة وقوة لا تُقهر».

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر العرب 6 أكتوبر إسرائيل

إقرأ أيضاً:

وزير الاتصالات يشهد احتفالية مرور 100 عام على إصدار أول طابع بريد تذكارى مصرى

شهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فعاليات الاحتفالية التى نظمتها الهيئة القومية للبريد بمناسبة مرور 100 عام على إصدار أول طابع بريد تذكارى مصرى، وذلك بمتحف البريد المصرى، بحضور الأستاذة/ داليا الباز رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد.

وخلال الاحتفالية،افتتح الدكتور عمرو طلعت  معرضا خاصا للطوابع التذكارية التى توثق محطات بارزة فى تاريخ مصر. كما قام بتدشين طابع بريد تذكارى تخليدا لهذه المناسبة.

هذا وقد صدرت أول مجموعة طوابع تذكارية مصرية بمناسبة استضافة مصر لانعقاد الموتمر الدولي للجغرافيا فى أبريل 1925.

وفى كلمته؛ أكد الدكتور عمرو طلعت أن الاحتفال بمرور 100 عام على إصدار أول طابع بريد تذكارى مصري يعد من المناسبات التى تعكس تفرد تاريخ مصر وعمق حضارتها؛ مشيرا إلى أن طوابع البريد المصرى هى مرآة لحضارة مصر وتاريخها السياسى والاجتماعى والثقافى والفنى على مدار أكثر من قرن ونصف.

وأوضح الدكتور عمرو طلعت أن البريد المصرى الذى تأسس عام 1865، يُعد واحدا من أعرق الهيئات المصرية؛ حيث شهدت مسيرته منذ تأسيسه رحلة طويلة من الإنجازات والنجاحات والتطور؛ مضيفا أن هذه الاحتفالية معنية بمرور 100 عام على اصدار أول طابع تذكارى مصرى، فيما سيتم خلال الأشهر القليلة القادمة الاحتفال بمرور أكثر من 150 عامًا على إصدار أول طابع بريد مصرى.

كما أشار الدكتور عمرو طلعت إلى أنه منذ 2021 تم إدخال الرموز التفاعلية (QR Codes) على الطوابع البريدية لتوفير معلومات كاملة عن الطابع، بما يمثل خطوة تعكس توجه البريد نحو الرقمنة والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة؛ مؤكدا حرص البريد المصرى على الجمع بين الاعتزاز بتاريخه العريق والتطلع إلى مستقبل قائم على التكنولوجيا والحداثة؛ مشيرا إلى أن البريد المصرى سيظل رمزًا للحداثة، مستندًا إلى الثقة الكبيرة التى يحظى بها لدى المواطنين.

وأكدت الأستاذة/ داليا الباز رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد، أن هذه الاحتفالية تأتى فى إطار جهود الهيئة لإحياء التراث البريدى المصرى والترويج لمتحف البريد ومقتنياته الفريدة، حيث يُعد المتحف واحدًا من أعرق متاحف البريد فى العالم، ويضم مجموعة نادرة من الطوابع والمقتنيات التى توثق تطور البريد المصرى منذ عام 1865 وحتى اليوم، موضحة أن الاحتفال بمرور 100 عام على إصدار أول طابع بريد تذكارى مصرى يجسد أهمية الطوابع التذكارية فى حفظ ذاكرة الوطن، مشيرة إلى أن الهيئة حرصت على تنظيم هذه الاحتفالية بشكل يليق بعراقة البريد المصرى، من خلال تدشين طابع تذكارى خاص وإطلاق عدد من الفعاليات الثقافية والتفاعلية التى تعكس التطور التاريخى لطوابع البريد وأهميتها كوثائق تاريخية تعبر عن مراحل مختلفة من تاريخ مصر.

جدير بالذكر أن متحف البريد أنشئ عام 1934 ويقع على مساحة 7 آلاف متر مربع فى ميدان العتبة، وقد خضع مؤخرًا لعملية تطوير شاملة لعرض محتوياته بأساليب تفاعلية حديثة، منها استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى و"QR Code" والعرض بطريقة برايل، لتقديم تجربة شاملة تناسب جميع فئات الزوار، ويضم المتحف أدوات ومراسلات تعود للعصور الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية، بالإضافة إلى طوابع نادرة من مختلف قارات العالم، ووثائق تاريخية توثق مراحل تطور البريد المصرى، ليبقى شاهدًا على ريادة مصر فى هذا المجال على مدار أكثر من قرن ونصف القرن.

وقد اعلنت الهيئة القومية للبريد عن فتح متحف البريد مجانًا للزائرين طوال اليوم بمناسبة مرور 100 عام على اصدار أول طابع بريد تذكارى مصرى.

وتضمنت الاحتفالية العديد من الفعاليات الثقافية من بينها ندوات متخصصة عن تاريخ الطوابع التذكارية وأشهر إصداراتها، أبرزها ندوة حول أول مجموعة طوابع تذكارية مصرية، بالإضافة إلى حلقة نقاشية مخصصة لهواة الطوابع تتناول أساليب تحضير مجموعات الطوابع البريدية.

كما تضمنت الفعاليات عددًا من ورش العمل التفاعلية للأطفال والكبار، منها ورشة عن طرق ترميم الطوابع، وورشة تنظيف المقتنيات الثمينة، وأخرى لتصميم نماذج مشابهة لما هو معروض داخل المتحف، بالإضافة إلى الندوات التعليمية والألعاب الترفيهية للأطفال؛ بما يمكّنهم من الاطلاع على تاريخ البريد المصرى بطريقة تفاعلية جذابة.

مقالات مشابهة

  • هذه مجموعة إرهابية يتساهل معها العالم بشكل غريب ومخزي
  • من يقتل الحقيقة لا يحق له أن يكتب التاريخ
  • أفضل وقت لـ صلاة الضحى.. لا تفوت ثوابها العظيم
  • محمد كركوتي يكتب: في الإمارات النمو أسرع
  • وزير الاتصالات يشهد احتفالية مرور 100 عام على إصدار أول طابع بريد تذكارى مصرى
  • المتحدث العسكري: القوات المسلحة قادرة على مجابهة أى تحديات تفرض عليها
  • أيمن العشري يشارك رسميًا في ملتقى الأعمال المصرى السعودى بالرياض
  • د.حماد عبدالله يكتب: الحفاة، والجهل، والمرض !!
  • حسام الفقي يكتب: جنون الذهب.. وماذا لو عاد ترامب معتذرًا؟
  • لماذا يحتفل العالم بيوم لحماية الملكية الفكرية؟.. خبراء: حماية الإبداع استثمار استراتيجي للمستقبل.. وخطوة لبناء اقتصادات المعرفة الحديثة