الوطن:
2024-10-06@04:31:16 GMT

أشرف غريب يكتب: لماذا انتصرت مصر في حرب أكتوبر؟

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

أشرف غريب يكتب: لماذا انتصرت مصر في حرب أكتوبر؟

حتى ظهر السادس من أكتوبر 1973، كان الموقف فى ما يتعلق بالصراع العربى - الإسرائيلى أقرب إلى الجمود، إذ لم تكن لدى القطبين الكبيرين الاتحاد السوفيتى -آنذاك- والولايات المتحدة الأمريكية، الإرادة الكافية لتحريك الوضع القائم منذ هزيمة يونيو 1967، فبدت المنطقة فى حالة اللاسلم واللاحرب، وهو وضع مريح بطبيعة الحال للجانب الإسرائيلى والقوى الكبرى التى تدعمه.

لكن الأمر لم يكن كذلك داخل مصر.. كان الشارع يغلى ويغل بفعل وعود عامين للحسم فى 1971 و1972 والمقاتل المصرى على الجبهة لا يغمض له جفن، طلباً للثأر، وبينما هذا كله يحدث على الساحتين الخارجية والداخلية كانت القيادتان السياسية والعسكرية فى مصر تعملان فى صمت تام وتناغم مُبهر، متحملتين كل الضغوط من أجل الوصول إلى ساعة الخلاص.

وفجأة جاءت هذه الساعة المنتظرة فى الثانية ظهر ذلك اليوم المجيد.. إنه السادس من أكتوبر 1973 أعظم يوم فى تاريخ العسكرية المصرية الحديث، وفخرها وشرفها ومبعث عزتها وكرامتها، يوم أن كسر خير أجناد الأرض حاجز الصمت الذى فرضه العالم علينا، ليُثبت أنه لا صوت يعلو على صوت المعركة، صوت الحق والكبرياء المصرى، بل والعربى أيضاً، لقد كان نصر أكتوبر العظيم نقطة فاصلة بين واقعين.. ليس فقط بين هزيمة وانتصار، يأس ورجاء، ظلام ونور، ضياع وانطلاق، وإنما وهو بجانب ذلك كله كسر ثوابت على الأرض، وحطّم أساطير فى الأذهان، وبدّد نظريات كان لها الرسوخ، وأعاد النظر فى استراتيجيات ثبت فشلها، وغيّر موازين القوى فى المنطقة، وأفرز أوضاعاً اقتصادية جديدة بفعل بروز سلاح البترول، فازدادت بعض الدول ثراءً، وظهرت مدن مستدامة ونشطت حركة عمران غير مسبوقة، وتحرّكت كل الأسعار حول العالم، فاختلفت أوضاع اجتماعية وتبدّلت معها أساليب حياة، باختصار.. لقد زلزل المقاتل المصرى بانتصارات أكتوبر العالم كله زلزالاً ما زلنا نعيش توابعه وتداعياته حتى اليوم.

ولكن لماذا حقق الجندى المصرى هذا الانتصار العظيم؟ هل لأنه كان يسعى وراء ثأره الذى كتمه فى صدره ست سنوات، فإذا به ينفجر حماساً وقوة أمام جندى إسرائيلى متغطرس؟ هل لأنها المرة الأولى فى مواجهاته مع إسرائيل التى يمتلك فيها زمام المبادرة، فجعل الإسرائيليين على غير ما يرغبون ويشتهون فى موقف الدفاع، فتكشف زيف نظرية الجيش الذى لا يُقهر؟ هل لأن مصر وهى تنوى الأخذ بزمام المبادأة خططت ونفّذت أكبر عملية خداع استراتيجى فى التاريخ كانت ضحيتها ليس إسرائيل فقط، وإنما أيضاً أجهزة استخبارات أكبر دول العالم؟ هل لأننا أخذنا بأسباب العلم وطورنا عقلية المقاتل المصرى ونوعيته بعد الاعتماد على خريجى الجامعات المصرية فى مختلف التخصّصات، فبات لدينا جيل من الجنود يستطيع التعامل بيُسر وحرفية مع أكثر الأسلحة تقدّماً، بل يضيف عليها من ابتكاراته فإذا بها أفضل أداءً وأشد أثراً؟ هل لأننا درسنا عدونا بدقة ووعى، وعرفنا مكامن قوته ومواطن ضعفه، مستفيدين من أخطاء كارثة يونيو 1967؟ هل لأن الأشقاء العرب دخلوا تباعاً على خط المعركة، كل فى حدود ما يملكه من سلاح؟

كل هذا صحيح تماماً، لكن الأصح هو أن جيش مصر العظيم، وهو يخوض معركة العزة والكرامة كانت وراءه جبهة داخلية صلبة ومتماسكة تحمّلت معاناة السنوات العجاف، وكانت نِعم العون والمدد للجندى المصرى على الجبهة، وصدق الرئيس عبدالفتاح السيسى حين قال قبل خمس سنوات فى الاحتفال بالذكرى السادسة والأربعين للعبور العظيم: «إن يوم السادس من أكتوبر عام 1973 لا يُمثل فقط نصراً عسكرياً باهراً حققته القوات المسلحة باقتدار، بل هو تعبير فريد عن إرادة أمة، وتماسك شعب استمد من تاريخه العريق صلابة وقوة لا تُقهر».

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر العرب 6 أكتوبر إسرائيل

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس النواب يهنئ السيسي بالذكرى الـ 51  لنصر أكتوبر العظيم

بعث المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، برقية تهنئة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الحادية والخمسين لنصر أكتوبر العظيم .

حنفي جبالي: مصر حذرت من اتساع رقعة الحرب في المنطقة (فيديو) جبالي يفتتح جلسة البرلمان تمهيدًا لانتخابات اللجان النوعية

جاء نص برقية التهنئة : " ستظل ملحمة السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣، علامة فارقة ومؤثرة فى التاريخ السياسي والعسكري لمصر والمنطقة، ودرسا عملياً قاسياً لكل من تسول له نفسه الاعتداء على شبر واحد من أرض مصر.. نتذكر من خلالها تضحيات أبطالنا من رجال القوات المسلحة الذين هانت عليهم أرواحهم الطاهرة الزكية، ولم تهن مكانة الوطن في قلوبهم؛ فقهروا المستحيل وسطروا أروع صور البطولة التي سجلها التاريخ بحروف من نور ليحيا كل مصري وعربي كريماً مرفوع الهامة فخور بانتمائه لوطنه وأمته. "

وتابع رئيس مجلس النواب : " وبمناسبة حلول الذكرى الحادية والخمسين لهذا النصر العظيم، يشرفني أن أتقدم إلى سيادتكم - بالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن أعضاء مجلس النواب – بأسمى أيات التهاني وأطيب الأمنيات، راجيا العلي القدير أن تبقى مصر أرض الكنانة قيادة وشعبا في عزة ومنعة إلى يوم الدين، إنه تعالى نعم المولى ونعم النصير. " 

وكل عام وسيادتكم بخير.

مقالات مشابهة

  • د. منجي علي بدر يكتب: الذكرى 51 لنصر أكتوبر العظيم
  • الخارجية: نصر أكتوبر مبعث لعزة هذا الشعب العظيم وقواته المسلحة
  • اللواء محيى نوح أحد أبطال الصاعقة : معركة رأس العش كانت رمزاً للصمود والثأر ورفع معنويات الجيش المصرى والشعب
  • رئيس مجلس النواب يهنئ السيسي بالذكرى الـ 51 لنصر أكتوبر العظيم
  • أشرف غريب: الإذاعة المصرية سجلت 35 أغنية عن حرب أكتوبر خلال 20 يوماََ
  • أشرف غريب يكشف عن واقعة طريفة لوردة وبليغ حمدي بسبب أغنية "أنا على الربابة بغني"
  • أكتوبر العظيم
  • أشرف خضر يقود تدريبات الإسماعيلي مؤقتًا بعد فشل التعاقد مع شوقي غريب.. ومفاضلة بين اسمين
  • رئيس مجلس النواب يهنئ السيسي بالذكرى الـ 51  لنصر أكتوبر العظيم