وجه الملياردير إيلون ماسك، انتقادات لاذعة للانتخابات الرئاسية المقبلة خلال ظهوره يوم السبت مع دونالد ترامب في تجمع انتخابي، واصفا المرشح الرئاسي الجمهوري بأنه الوحيد القادر على "الحفاظ على الديمقراطية في أميركا".

وانضم ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي "سبيس إكس" و"تسلا"، والذي اشترى أيضا منصة "إكس"، إلى ترامب في بتلر بولاية بنسلفانيا حيث حاول مسلح اغتيال الرئيس الأميركي السابق خلال تجمع انتخابي في شهر يوليو الماضي.

وقفز ماسك على المنصة التي كان ترامب يخاطب من عليها أنصاره، وحذر من أن "هذه ستكون الانتخابات الأخيرة إذا لم يفز ترامب"، حسبما أوردت "الأسوشيتد برس".

وظهر ماسك وهو يرتدي قبعة سوداء تحمل شعار حملة ترامب "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".

وأمام حشد كبير، سعى ماسك إلى تصوير ترامب على أنه بطل حرية التعبير، بحجة أن الديمقراطيين يريدون "أن يسلبوك حرية التعبير، ويحرموك من حقك في حمل السلاح ومن معركتك للتصويت".

وخلال خطابه، أشاد ماسك بشجاعة ترامب قائلا: "أميركا هي موطن الشجعان، ولدينا رئيس يقاتل تحت النيران".

وكان هذا الظهور هو الأول التي ينضم فيه ماسك إلى إحدى تجمعات ترامب، ويعكس التحالف المتنامي بين الرجلين مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.

وأنشأ ماسك لجنة عمل لدعم المرشح الجمهوري، وقال ترامب إنه سيعينه لقيادة لجنة الكفاءة الحكومية إذا عاد إلى البيت الأبيض.

ويتعين على ترامب العمل على تعزيز إقبال الناخبين في معاقل المحافظين مثل مقاطعة بتلر، وهي مجتمع ريفي به أغلبية ساحقة من البيض، إذا أراد الفوز في ولاية بنسلفانيا في الانتخابات المقررة خلال شهر نوفمبر المقبل.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ماسك سبيس إكس تسلا إكس ترامب حملة ترامب الديمقراطيين السلاح أميركا الانتخابات الرئاسية المرشح الجمهوري البيت الأبيض بنسلفانيا إيلون ماسك ترامب اغتيال ترامب ماسك سبيس إكس تسلا إكس ترامب حملة ترامب الديمقراطيين السلاح أميركا الانتخابات الرئاسية المرشح الجمهوري البيت الأبيض بنسلفانيا أخبار أميركا

إقرأ أيضاً:

كيف يمكن تفسير التحول السياسي لإيلون ماسك؟

تناول هنري ماهر، محاضر في السياسة بجامعة سيدني، الدور غير المسبوق الذي لعبه إيلون ماسك في إدارة ترامب بعد دعمه المالي والسياسي الهائل لحملة إعادة انتخاب دونالد ترامب، إذ لم يكتف ماسك بتأمين نفوذه فحسب من خلال استثمار قدره 277 مليون دولار وحملات نشطة، بل أثار أيضاً تساؤلات حول دوافعه، سواء كانت مدفوعة بمعتقدات سياسية شخصية، أو مكاسب تجارية، أو مزيج منهما.

نقطة التحول الرئيسة كانت انفصاله عن ابنته

وسلط الكاتب الضوء، في مقاله بموقع "آسيا تايمز" على المسار السياسي لماسك، والتعقيدات التي أحاطت بتحوله من الليبرالية ذات الميول اليسارية إلى أقصى اليمين. وبالرجوع إلى الجذور التاريخية، صوَّت ماسك لمرشحين ديمقراطيين مثل باراك أوباما وجو بايدن. ومع ذلك، فهو يدعي الآن أن التحول التقدمي للحزب الديمقراطي جعله منعزلاً سياسياً، مما دفعه نحو تأييد الحزب الجمهوري.

وأشار ماسك إلى أن نقطة التحول الرئيسة كانت انفصاله عن ابنه الذي أجرى عمليه تحويل ليصبح أثنى، وأطلق على نفسه اسم، فيفيان جينا ويلسون. وألقى ماسك باللوم على "فيروس العقل المستيقظ"، وهو مصطلح يستخدمه كثيراً للتنديد بالأيديولوجيات التقدمية. وفي حين يبدو هذا الحادث محورياً، يقول الكاتب إن ماسك كان بالفعل على مسار سياسي يتماشى مع الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة. 

The White House Chief of Staff removed President Musk from the West Wing and send him to the office building across the street. That's how that went. People are getting tired of the little weasel. pic.twitter.com/KPpd5zRjes

— Maga Is A Mental Illness (@stephan72790281) January 26, 2025

ويرمز انتقال ماسك إلى ظاهرة أوسع نطاقاً وصفها الكاتب بأنها "خط أنابيب من الليبرالية إلى اليمين البديل"، حيث يتحول الليبراليون من المُثُل اليسارية إلى السياسة اليمينية المتطرفة.

ويعكس هذا الخط اندماج السياسات الاقتصادية الحكومية المحدودة مع المواقف الاجتماعية المحافظ، بما يعارض التعددية الثقافية والمساواة بين الجنسين والتنوع.

الليبرتارية تلتقي باليمين البديل

وأشار الكاتب إلى سياق التحول الأيديولوجي الذي حدث لماسك من خلال فحص الانقسام التاريخي لليبرتارية، مضيفاً أن الليبراليين اليساريين يدافعون عن الحكومة المحدودة إلى جانب القيم الاجتماعية التقدمية، مثل المساواة في الزواج وإلغاء تجريم المخدرات. ويشاركهم الليبراليون اليمينيون الرؤية الاقتصادية ولكنهم يعتنقون القيم المحافظة اجتماعياً مثل الوطنية والمواقف المناهضة للإجهاض. 

#ElonMusk’s alliance with Trump raises questions: Is he advancing an alt-right agenda or protecting his business interests? Beneath the surface, Musk’s alliance with Trump seems more transactional than ideological. #DOGEhttps://t.co/UuWg1hmfsL

— Asia Times (@asiatimesonline) January 27, 2025

وأوضح الكاتب أن اليمين البديل نجح في السنوات الأخيرة في جذب العديد من الليبراليين إلى صفوفه، خاصة من خلال ثقافته على الإنترنت المتمثلة في التصيد، و"الهيمنة"، والترويج لنظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة.

ويعكس سلوك ماسك، خاصة على منصته على وسائل التواصل الاجتماعي، هذه الحساسيات اليمينية البديلة. فهو يعمل على تضخيم الخطاب القومي الأبيض، وينخرط في نظريات معادية للسامية مثل "الاستبدال العظيم"، ويروج لسرديات مثيرة للانقسام حول الهجرة والتنوع.

وقال الكاتب إن استخدام ماسك لهذه التكتيكات يتماشى مع مفهوم الفيلسوف هاري فرانكفورت "الهراء"، والذي يوضح تصريحات ماسك التي تبدو استفزازية ولكنها غير صادقة.

وأضاف الكاتب أن هدف ماسك لا يتعلق بمصداقية ادعاءاته بقدر ما يتعلق بإثارة الجدل وتقويض المنتقدين ووضع نفسه كضحية للاضطهاد اليساري.

ماسك في إدارة ترامب: القوة والتناقضات

يؤكد تعيين ماسك رسمياً كرئيس لـ"وزارة كفاءة الحكومة" على أجندته المتمثلة في الحكومة المحدودة وإلغاء القيود التنظيمية وخفض الميزانية. ويهدف ماسك إلى القضاء على 2 تريليون دولار من الإنفاق الحكومي، مع التركيز على البرامج المثيرة للجدال سياسياً مثل مبادرات "التنوع والمساواة والإدماج".

ولفت الكاتب النظر إلى أن هذه الإجراءات تؤكد على انحياز ماسك إلى أيديولوجيات اليمين البديل. ومع ذلك، غالباً ما تتعارض مبادئ ماسك الليبرالية مع أفعاله.

على سبيل المثال، على الرغم من الدعوة إلى الحد الأدنى من التدخل الحكومي، اعتمدت شركات ماسك، بما في ذلك تيسلا وسبيس إكس ونيورالينك، بشكل كبير على إعانات الدعم الحكومية، وتعكس مساهمات ماسك المالية في حملة ترامب على الأرجح توقعاته باستمرار الدعم الحكومي لمشاريعه.
ويسلط موقف ماسك بشأن الهجرة الضوء على تناقض آخر. فخلال الحملة، ردد نظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة، مدعياً بأن الهجرة غير الشرعية كانت مؤامرة ديمقراطية لاستبدال الناخبين الحاليين بـ "المهاجرين غير الشرعيين".
ومع ذلك، بعد الانتخابات، دافع ماسك عن برامج هجرة العمالة الماهرة مثل تأشيرات H1-B، والتي تفيد قطاع التكنولوجيا، بما في ذلك شركاته الخاصة. ويزعم المنتقدون أن هذه التأشيرات تستغل العمال في كثير من الأحيان، وتخلق ظروفاً أشبه بالعبودية.

أيديولوجية اليمين البديل 

وتابع الكاتب أن ميول ماسك اليمينية البديلة لا تتجلى فقط في الخطابة ولكن في أولويات السياسة أيضاً، متوقعاً أن يركز ماسك على خفض الجدل حول البرامج الحساسة سياسياً، مثل حقوق الإنجاب ومبادرات "التنوع والمساواة والإدماج" بينما يسعى في الوقت نفسه إلى زيادة النقاش حول سياسات تفيد أعماله. لذا، قد يكون دوره بمنزلة منصة لإثارة الجدل والحفاظ على مكانته العامة.

هش وقائم على المنفعة التجارية

ورأى الكاتب أن العلاقة بين ماسك وترامب بطبيعتها غير مستقرة، والتي تشكلت من خلال طموحاتهما المتداخلة والمتنافسة. فكلاهما بارع في التلاعب بوسائل الإعلام ويزدهران في إثارة الجدل، مما يخلق إمكانية للصراع.
وأشار الكاتب إلى الخلاف بين ماسك والزعيم المشارك السابق لوزارة الكفاءات، فيفيك راماسوامي، كمؤشر مبكر على التحديات.
يمثل هذا التحالف بين مليارديرين، وفق الكاتب، ظهور "عصر ذهبي جديد" يتميز بالفساد السياسي وعدم المساواة المتزايد.

وختم الكاتب بقوله إن "نفوذ ماسك، إلى جانب نهج ترامب القائم على الصفقات في إدارة الحكم، من شأنه أن يعيد تشكيل السياسة الأمريكية بشكل عميق، ويمزج بين مصالح الشركات والسلطة الحكومية بطرق غير مسبوقة".

مقالات مشابهة

  • رغم رحيل كهربا | لماذا فشل بن شرقي في ارتداء القميص 7ورقمه المرشح؟
  • فريدريش ميرز.. المرشح الأوفر حظا في الانتخابات الألمانية يخاطر بالتعاون مع اليمين المتطرف
  • من مستر بيست إلى إيلون ماسك.. من هو المرشح لشراء تيك توك؟
  • أميركا تمنع مؤقتا انهيار وقف النار في لبنان
  • " اليقين الوحيد هو عدم اليقين".. خبير بالبورصة يوضح أسباب جديدة لتراجع المؤشرات
  • كيف يمكن تفسير التحول السياسي لإيلون ماسك؟
  • كما قرر ترامب.. خرائط غوغل تغير خليج المكسيك إلى خليج أميركا
  • الأزمة مستمرة.. رئيس الوزراء الفرنسي: إيلون ماسك تهديد للدول الديمقراطية
  • رئيس وزراء فرنسا: إيلون ماسك تهديد للدول الديمقراطية
  • ترامب: المصالح الأمريكية تدهورت خلال الفترة الماضية.. ولكن هذا الأمر انتهى