هل يتغير تعاطي واشنطن مع هجمات الحوثيين المستمرة؟
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
أعلنت القيادة المركزية في الجيش الأمريكي أن قواتها نفذت ضربات ضد 15 هدفا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، الجمعة، فيما كشفت جماعة "أنصارالله" (الحوثيين)، أن الغارات استهدفت منطقة الكثيب ومطار الحديدة (غربا) بعدد من الهجمات، بالإضافة إلى غارة على مدينة ذمار (جنوب صنعاء) وقد سُمع دوي انفجارات عنيفة في العاصمة صنعاء، مما أثار الذعر بين السكان.
واستهدفت الغارات منطقة الصيانة بمديرية الثورة في صنعاء (شمال)، حيث يقع معسكر الصيانة الذي يعد أحد أهم المراكز العسكرية للحوثيين ويعد أكبر قاعدة متخصصة بالشؤون الفنية لقوات الجماعة.
الضربات الأمريكية جاءت بعد أيام من غارات إسرائيلية استهدفت ميناء الحديدة وخزانات الوقود فيه، ومحطة الكهرباء، السبت الماضي، في المحافظة الساحلية على البحر الأحمر، ما يفتح الباب واسعا أمام تساؤلات عدة عن المقاربة الأمريكية وهل يتغير تعاطي واشنطن مع جماعة الحوثيين في ظل تعهدها بالمضي في عملياتها البحرية وضد أهداف تابعة لدولة الاحتلال في أراضي فلسطين المحتلة؟
أم أن الولايات المتحدة ما تزال تراهن على احتواء الجماعة ووقف هذا التصعيد؟
"بدأ العد التنازلي"
وفي السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، عادل الشجاع أنه من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تقف إلى جانب الحوثيين بوصفهم امتداد لحلف المقاومة الشيعي الذي تظهر العداء له وتخفي المودة، ذلك أن الحلف الشيعي احتفت به أمريكا مثلما احتفت بالصحوة الإسلامية في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي ثم انقلبت عليهم بعد أن أكملوا المهمة التي عليهم.
وقال الشجاع في حديث لـ"عربي21" إن الصعود الشيعي اليوم، يؤدي نفس الدور وينتظره نفس المصير والحوثيين جزء من هذا الحلف الذي بدأت الولايات المتحدة تعمل على قص أجنحته، مضيفا أن الحوثيين سيلاقون نفس المصير الذي تلقاه حزب الله في لبنان"، على حد قوله.
وأشار الأكاديمي اليمني إلى أن واشنطن مازالت تبحث حاليا عن قوى بديلة تقدم ضمانات بعدم التنكيل بالحوثيين وفتح باب الثارات التي ستكون نتيجتها وخيمة بسبب الجرائم التي ارتكبوها بحق اليمنيين، متابعا القول: "لقد انتهى دور الحوثيين وبدأ العد التنازلي لهم".
"تقويض قدرات الجماعة".
من جانبه، قال الكاتب والباحث في مركز واشنطن للدراسات اليمنية، سيف المثنى إن التعاطي الأمريكي مازال في مرحلة تقويض قوات الحوثي عسكريا، في ظل عدم وجود استراتيجية واضحة من أهدافها.
وتابع المثنى حديثه لـ"عربي21": "كل ما تسعى إليه واشنطن هو تأمين الملاحة الدولية والممرات البحرية، وهذا الهاجس يؤرق واشنطن لحماية مصالحها ومصالح إسرائيل الأمنية".
وحسب الباحث اليمني فإن واشنطن لديها قناعة أن الحوثي سيتوقف في حال توقفت الحرب في غزة، مؤكدا أن الولايات المتحدة في الوقت نفسه، ليس لديها أبعاد ماذا بعد البحر الأحمر، وهل سيتراجع الحوثي أم سيبقى جزءا من هذه المعادلة|؟.
وقال إنه على الأرجح أن الإدارة الأمريكية ستذهب إلى مفاوضات مع الحوثيين حول ما بعد غزة.
وكشف الكاتب في مركز واشنطن للدراسات اليمنية أن هناك تحركات جدية في الكونجرس لإعادة إدراج الحوثي كجماعة إرهابية أجنبية بسبب ما يقوم به"، مؤكدا أن المشرعين بدأوا في صياغة المشروع، في ظل توقعات توافق من قبل الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وفي وقت سابق، قال محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي، إن المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي مفتوحة، متوعدا باستهداف "العمق الإسرائيلي، وكل المنشآت الحساسة بمختلف مستوياتها ستكون هدفا لنا".
وأضاف خلال مقابلة مع شبكة الجزيرة، أن "لا خطوط حمرا في ردنا على العدوان الصهيوني".
وأكد عبد السلام، أن "العدوان الإسرائيلي على الحديدة سافر والعدو بدأ حربا مفتوحة"، مبينا أن "الجماعة نفسها طويل والمعركة مهمة وكبيرة ولها تداعياتها".
وتضامنا مع غزة في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، باشرت جماعة الحوثي منذ تشرين الثاني/ نوفمبر، استهداف سفن شحن تابعة للاحتلال الإسرائيلي أو مرتبطة به في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.
منذ مطلع العام الجاري، بدأت واشنطن ولندن بشن غارات جوية وهجمات صاروخية على "مواقع للحوثيين" باليمن، وهو ما قابلته الجماعة بإعلانها أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية، وتوسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي أو أي مكان تطاله أسلحتها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الحوثيون الاحتلال الولايات المتحدة غزة الولايات المتحدة غزة قصف الاحتلال الحوثي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
إيران تخترق دفاعات إسرائيل عبر هجمات الحوثيين
أثار فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، في التصدي لآخر موجتين من الهجمات التي شنتها ميليشيا الحوثي على إسرائيل، تساؤلات بشأن مدى استفادة إيران من ثغرات في طبقات الحماية التي تشغلها إسرائيل للتصدي للهجمات الجوية.
وتسبب هجومان خلال الأيام الأخيرة في سقوط صاروخين بشكل مباشر على مناطق مأهولة في إسرائيل، ما أدى لإصابة عدد من الإسرائيليين، وفتح تحقيق حول فشل اعتراض الصواريخ الحوثية.وقال موقع "والا" الإسرائيلي إنه "بعد اعتراض الهجومين الصاروخيين الإيرانيين في أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول)، كان لدى المؤسسة الأمنية شعور بأن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، الذي تم بناؤه باستثمار مليارات الدولارات، سيخلق بالفعل جداراً ضد إيران".
فشلت محاولات اعتراضه.. سقوط صاروخ أطلق من اليمن قرب تل أبيب - موقع 24قال الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إن صاروخاً أطلِق من اليمن أصاب الأراضي الإسرائيلية قرب تل أبيب، بعد فشل محاولات اعتراضه. وأضاف الموقع: "أُطلقت مئات الصواريخ على إسرائيل، وكانت الأضرار طفيفة، لكن الهجمات الحوثية الأخيرة تثير المخاوف من أن الإيرانيين يعرفون أيضاً كيفية استخلاص الدروس من ساحة الاختبار الكبيرة، سواء في عمليات الإطلاق من إيران نفسها، أو في عمليات الإطلاق الآتية من اليمن التي ينفذها الحوثيون".
ويتكون نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي حالياً من 4 طبقات، صواريخ أرو-3 الاعتراضية، التي تعمل في الفضاء، وصواريخ أرو-2 الاعتراضية، التي تعمل في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وهي مصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية.
كما تضم منظومة الدفاع الجوي منظومة "مقلاع داود"، وهو نظام اعتراض مصمم للتصدي للصواريخ الباليستية قصيرة المدى وصواريخ كروز، وكذلك منظومة القبة الحديدية، التي من المفترض أن تعترض الصواريخ البدائية والطائرات بدون طيار.
وبحسب الموقع الإسرائيلي "يركز التحقيق الأكثر شمولاً الذي تجريه القوات الجوية بالتعاون مع مديرية الدفاع الجوي بوزارة الدفاع وصناعة الطيران وشركة رافائيل على مسألة الخطأ الذي حدث بالضبط، وخاصة ما إذا كان حادثاً لمرة واحدة أم أنه سلاح يكسر قواعد اللعبة قدمه الإيرانيون للحوثيين". إسرائيل تكشف سبب فشل اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون - موقع 24كشفت القناة 12 العبرية، السبب وراء فشل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض صاروخ حوثي، أسفر عن إصابة 16 شخصاً في تل أبيب. وأضاف أن "حقيقة العديد من الصواريخ الاعتراضية فشلت في تدمير الهدف تقلل من احتمال حدوث خلل فني في الصواريخ الدفاعية نفسها، ما يشير لاحتمالات أخرى".
وتابع: "التحقيقات الاولية تشير إلى أن الصواريخ التي استخدمتها ميليشيا الحوثي مؤخراً هي تطوير للصاروخ الإيراني القديم شهاب 3، لكن إيران تمتلك أيضاً صواريخ باليستية أكثر تقدماً، مثل "عماد" و"خيبرشكن"، وكلاهما تقول إيران إن لديهما القدرة على الإفلات من الصواريخ الاعتراضية من خلال القدرة على المناورة بعد دخولها الغلاف الجوي".
وبحسب الموقع "من المحتمل أن يكون الإيرانيون قد بدأوا في الأيام الأخيرة بإطلاق صواريخهم الأكثر تطوراً من اليمن، ما يشير إلى احتمال أن يكون الإيرانيون أجروا مزيداً من التغييرات على صواريخهم الباليستية، ويقومون باختبارها في ظروف حقيقية، وتحت غطاء الحوثيين".