للبنانَ تنبثق الحروفُ باقاتٍ من نور، وتتواثبُ القلوبُ جمرات من نار الانتقام، وتتجسدُ المواقفُ أفعالاً لا أقوالا، كما لفلسطينَ تماماً، فالجرح واحد، والمعاناة واحدة، وصانعها واحدٌ، هو العدو الصهيوني، الذي ما برح يسيلُ دماء غزة والضفة، حتى التفتَ إلى الشمال، ليسيل الدماء في لبنان، متعطشاً للدم العربي، لا يفرق بين المسلمين وبين غيرهم من الملل والنحل، المهم لديه أن يسفك المزيد من الدماء، ليمنحَ حليفه الأمريكي ذريعةً للدخول المباشر في المجازر البشعة، حين تكون جرائمه قد أجبرت دولاً أخرى على التصدي له ولإرهابه الدموي.
إننا إذ نعلن تضامننا مع لبنان، في وجه العدوان الإسرائيلي السافر، نعلن أيضاً إدانتنا للإدارة الأمريكية، التي تدعم الكيان الإسرائيلي بالسلاح والعتاد والمال والموقف الرسمي والإعلامي، وتبرر له كل أعماله الهمجية، بدعوى حق الدفاع عن نفسه.. فمتى كان المعتدي مدافعاً، ومتى كان المعتدىٰ عليه بلا حقوقٍ حتى في أن يدفع المجتمعُ الدوليُ الأخطارَ عنه؟.
إن المجتمع الدولي يثبت هشاشته كل يوم، ومنظمات المجتمع الدولي قد سقطت منذ أول يوم ارتكب فيها العدو الإسرائيلي مجازره المريعة في غزة، قبل قُرابة العام، وأثبتت هذه المنظمات أنها تتبع أمريكا والصهاينة أكثر من ادعاء انتمائها للمجتمع البشري، وليس من سبيلٍ لوقف هذه المهزلة إلا بالتصدي العسكري الحازم والحاسم لهذه الهجمة الشرسة، التي سقطت فيها الإنسانية إلى قعرها، وانحطّت فيها البشرية إلى أرذل مواقعها…
فبينما تثورُ كافةُ شعوب الأرض ضد هذه المجازر، نجد الأنظمة العالمية، أو معظمَها على الأقل، تتواطأُ مع الصهاينة والأمريكان، وهي تشاهد كل يوم دماءَ الأبرياءِ من المدنيين تُسفكُ بآلة العدوان الصهيوني، المسلح بأحدث وأفتك الأسلحة الأمريكية.
ليس إلا محور المقاومة، الذي وقف مواقفَ جادّةً في وجه الهمجية الصهيونية، ولكن مهما تصدى المحور للصهاينة، نجدهم يتمادَونَ أكثر في خوض مستنقعات الدم العربي المسلم، مؤكدين بذلك ما ذهب إليه كثيرٌ من الخبراء والمحللين السياسيين، مِن أن المخطط الحاليَّ يقوم على فرض الحرب بقوة، وإدخالَ العالم العربي وما حوله في حالة فوضى عارمةٍ، تمهيداً لتغيير خارطة المنطقة، وإقامة (شرق أوسط) جديد، حسب تسميتهم، وهو ما صرح به مؤخراً رئيسُ حكومة الكيان في أمريكا، وعاد لتنفيذه يعد زيارته الأخيرة للولايات المتحدة.
إننا، كدول محور المقاومة، سنصعد من دعمنا وإسنادنا لكل من فلسطين ولبنان، ولن نتخلى عن واجبنا الديني والقومي تجاههما، ولتكن حرباً طاحنةً، ولتتجه أيّما اتجاهٍ، ما دمنا على الحق، حتى يحكم الله بيننا وبين القوم الكافرين، ولننطلق معتمدين على الله تعالى، متوكلين عليه، واثقين بوعده، بأن هذا الكيان السرطاني إلى زوال، فما بعد هذا العلو الكبير والاستكبار، إلا أن نَسوء وجوهَهم، ونجوسَ خلال الديار، كما وعدنا الله في كتابه المبين، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه… {وكان وعداً مفعولاً}.
* عضو رابطة علماء اليمن
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
المصريين: صوت مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين عزز موقف المجتمع الدولي برفض المخطط
أشاد المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب "المصريين"، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، بالجهود المصرية لاستكمال الهدنة في قطاع غزة وإتمام عملية تبادل الأسرى، وموقف مصر الثابت من رفض عملية التهجير القسري للفلسطينيين، فضلًا عن الجهود التي تبذلها الدولة المصرية لإنقاذ السلام في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى جهود إعادة الإعمار، مؤكدًا أن التاريخ يثبت كل يوم بأن مصر هي ركيزة الاستقرار، وأنها رمانة الميزان وأن جهود مصر هي الفرصة الأخيرة إذا أراد الجميع استقرار وأمان وتنمية في الشرق الأوسط والعالم.
ووجه "أبو العطا"، في بيان اليوم الاثنين، التحية والتقدير للقيادة السياسية المصرية التي نجحت في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحًا أن موقف مصر سيظل ثابتًا تجاه رفض التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، كونه يعتبر جريمة ضد الإنسانية، وتعدٍ سافر على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، إضافة إلى الجرائم السابقة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالمخالفة للقوانين الدولية والقوانين الإنسانية وحقوق الإنسان العالمية.
وأضاف رئيس حزب "المصريين"، أن موقف مصر من القضية الفلسطينية ودعمه للشعب الفلسطيني الشقيق لا يقبل التأويل، فهو موقف راسخ على مر التاريخ، وموقف لن ولا يقبل التأويل، فهو موقف صارم وواضح وصريح وكاشف لدعم مصر للقضية على مر التاريخ، وأن مصر قيادة وشعبًا تدعم القضية الفلسطينية ولن تسمح بتصفيتها بأى شكل من الأشكال، وكل ما يُثار من تصريحات بشأن التهجير لن يحدث على الإطلاق، ولن تسمح الدولة المصرية بالتدخل في الشأن الداخلي للدول، موضحًا أن مصر كانت وما زالت وستظل الداعم الأول للقضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة استكمال المفاوضات على كافة المستويات من أجل إنهاء الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد على ضرورة أن يُحافظ الشعب المصري على تماسكه وتلاحمه المجتمعي واصطفافه الوطني خلف قيادته السياسية الحكيمة والدولة المصرية داعمًا لها في مواجهة هذه الضغوط الشيطانية التي تُهدد بدورها أمن واستقرار الوطن، مؤكدًا على أهمية تعزيز الوعي في مواجهة التحديات الصعبة والكبيرة التي تُعاني منها مصر وتبذل جهودًا كبيرة لمواجهتها.
ولفت إلى أن الشعب المصري يقف صفًا واحدًا خلف الرئيس السيسي في أي قرارات من شأنها الحفاظ على السيادة والأمن القومي المصري، وعدم تصفية القضية الفلسطينية، وعدم تهجير فلسطيني واحد من أرضه، وأن الأمن القومي المصري خط أحمر، ولن يسمح أحد النيل منه بأي شكل من الأشكال وتحت أي مسمى، موضحًا أن التاريخ خير شاهد على لُحمة المصريين حين استشعار الخطر على الوطن، وأنهم يكونون على قلب رجل واحد للدفاع عن الوطن، وعدم السماح بالتفريط في ذرة تراب واحدة من أرض الوطن، وأي تصريحات أيًا كانت من أي شخصية تستهدف التدخل في الشأن الداخلي المصري وتصفية القضية الفلسطينية مرفوضة رفضًا نهائيًا.
وأكد أن المصريين جميعهم خلف قيادتهم للدفاع عن أمن الوطن، وأن الجميع لن يسمح بتصفية القضية الفلسطينية، أو التفريط في شبر من الأراضي المصرية، وعلى المجتمع الدولي أن يكون له موقفًا حاسمًا في هذا الصدد، وأن يكون للأمة العربية موقفًا موحدًا من التهجير والتدخل في الشأن الداخلي للدول العربية، وعلى العالم أجمع أن يعي جيدًا أن التهجير مرفوض رفضًا نهائيًا دون رجعة فيه، وهذه التصريحات ستحول المنطقة لمزيد من الصراع.
وثمن موقف الرئيس السيسي الثابت والرافض للتهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، موضحًا أن رسائل الرئيس السيسي بشأن التهجير طمأنت جموع الشعب المصري بأن مصر لم ولن تقبل التساهل أو التفريط في الحفاظ على أمنها واستقرارها وحماية أمنها القومي، وتأكيد تحذيرات مصر من تداعيات اتساع رقعة الصراع والحرب في غزة على المنطقة، وهو الأمر الذي لم ولن تُشارك فيه مصر أو تسمح به.
ونوه بأن مصر لم ولن تدخر جهدًا في دعم مسار السلام الشامل والعادل بالمنطقة الذي لا ينفصل عن مسار ضمان حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني على مدار أكثر من 7 عقود متواصلة، تجرع فيها الفلسطينيون مرارة الحرب والإبادة أمام مرأى ومسمع الجميع.
وأشار إلى أن هناك رفضًا دوليًا وقاطعًا لدعوات التهجير، مشيرًا إلى أن هذا الرفض ليس فقط موقفًا رسميًا من الحكومات، بل هو أيضًا موقف شعبي راسخ، موضحًا أن المجتمع الدولي عبّر عن رفضه الواضح لمثل هذه الخطط الخبيثة التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار الشرق الأوسط.