الثورة نت:
2024-10-06@03:22:51 GMT

عام على الطوفان

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

عام على الطوفان

عام على طوفان الأقصى، وما بعد (7) أكتوبر 2023م، لم يعد كما قبله، فالطوفان غيّر كل المعادلات وكشف وهم منظومة الردع، وزيف مقولة الجيش الأقوى في المنطقة، وفضح كذبة الصدارة للقوة الأمريكية.

والطوفان فرز الغث من السمين على مستوى العقيدة وعلى مستوى الأخلاق والانتماء للنوع البشري، كما وبلور محور المقاومة، وعرّى نفاق الكيانات، أنظمة أو جماعات تجاه الشعب الفلسطيني، ثم الطوفان كشف أن الكيان وأمريكا والغرب، منظومة متكاملة في التآمر على العرب والمسلمين ولا يفهمون إلا لغة القوة، ومتى ما امتلكت الأمة عناصر القوة مادية ومعنوية أمكن لها أن توصل صوتها وموقفها للآخرين، هذا هو منطق هذا الزمان الذي شوهت أمريكا من قيمه ومبادئه وعاثت فيه فسادا وإفسادا، في الطبيعة البشرية ومفاهيم التعايش والتكامل.

عندما لجأ الكيان الصهيوني إلى استخدام القوة المفرطة تجاه الشعب الفلسطيني هل كان يعلم أنه بذلك إنما يدق آخر مسمار على نعش حلم الصهاينة في تسيُّد المنطقة وإخضاعها لإرادته؟ لا شك أن حساباته كانت تذهب إلى التصور بأن القتل والتدمير كفيل بإخلاء محيطه من أي فعل مقاوم أو مُهدِد، ولأنه انطلق في ذلك من عُقدة التفوق، لذلك جاء فعله طائشا، كاشفا عن عدم اتزان، واهتزاز لشخصيته بذلك الطيش والذهاب بالعربدة إلى أكثر من اتجاء لإعطاء الشعور بالتفوق فيما هو لم يكن أكثر من محاولة للّعب على الجانب النفسي لمستوطنيه يمنحهم بذلك، الانطباع بأن كل خيوط المعركة في قبضة متطرفيهم.

عدا ذلك فإن ما ظهر من قدرات محور المقاومة – أكان لجهة المقاتلين وارتفاع مستوى الحماس والمعنويات، أو الأسلحة – شكّل هو أيضا صفعة مدويّة فاجأت كل المنظومة الغربية الاستعمارية بزعامة أمريكا، الأمر الذي فرض على واشنطن أن تعيد حساباتها المرتبطة بإعادة رسم خارطة المنطقة والتمكين المفتوح للكيان في التحكم بواقع شعوبها، كما فرض هذا الظهور القوي المفاجئ لمحور المقاومة إعادة رسم قواعد الاشتباك في الصراع مع أعداء الأمة، وفق رؤية المقاومة.

وليس ذلك كل شيء، فالوضعية التي صار إليها الكيان – كما وأمريكا التي ترى فيه، عَصَب الحياة الذي لا بد من حمايته – لم تعد في المستوى الذي يمنحهما القوة لوضع شروطهما أو إحياء أي أوهام قديمة، سواء لظهورهما بذلك الضعف عن رد الهجمات عنهما، أو لظهورهما بتلك النزعة الحيوانية في القتل للنساء والأطفال والشيوخ والتدمير للأعيان المدنية، وقد شهد العالم أن حرب المقاومة إنما كانت مع قطّاع طرق وعصابة مسلحة اسمها في الأصل الهاجانا، ليُنبئ المشهد بتحولات جديدة للمنطقة تتصدرها قوى من تُربة هذه الجغرافيا.

في المتغير كتداعيات لطوفان الأقصى أيضا أنه هزّ بشكل قوي من ثقة المستوطنين الصهاينة في قدرة قادتهم على توفير الحماية لهم في المناطق المحتلة، وباتوا يشعرون فعليا بالخطر الوجودي، كيف لا وهي العبارة التي قالها نتنياهو نفسه يوم انقشع غبار الطوفان على كارثة هزيمة مدوية لجيش الغاصبين داخل الكيان.

وكيف لا وردّ الفعل جاء طائشا لا ينُمّ عن ثقة وقدرة بقدر ما أكد الضعف والقلق، أراد استعادة هيبة الردع بتحرك عدواني مفرط فأحدث سلوكه، فعلا عكسيا فضح السقوط الأخلاقي والإنساني لهؤلاء الشرذمة من البشر ولكل الغرب معهم، كما وتلاشت بذلك خطابات المظلومية الصهيونية الزائفة التي كان يروج لها كهنة اليهود والمتطرفين، بتصوير وقوع مجتمع المستوطنين في دائرة اضطهاد واستهداف العرب والمسلمين.

وربما ما هو أكثر قساوة على العدو الصهيوني وأمريكا والغرب، هو أن الطوفان ركل حلم الصهاينة بإنشاء كيانهم المزعوم، إلى خارج حلبة المتاحات، وحفّز أكثر لامتلاك السلاح فظهر اليمن بشكل أكثر اقتدارا وبأسلحة نوعية نجحت في نسف كذبة المنظومة الدفاعية للكيان وجعل تل أبيب تحت طائلة القصف.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

قوات صنعاء تكشف تفاصيل العملية العسكرية التي استهدفت العمق الإسرائيلي

الجديد برس:

كشفت القوة الصاروخية في قوات صنعاء عن تفاصيل العملية العسكرية التي نفذتها أمس الأربعاء في العمق الإسرائيلي.

وصرح مصدر من القوة الصاروخية لقناة “الجزيرة” بأن “العملية استهدفت قاعدة نيفاتيم ومنطقة روتم الصناعية في النقب المحتلة”. وأوضح أن “العملية جاءت بعد عمليات الوعد الصادق الثانية، وكانت دقيقة وحققت أهدافها”.

كما أشار المصدر إلى أن العملية تمت باستخدام صواريخ قدس 5 المجنحة، والتي يكشف عنها لأول مرة، واصفاً إياها بأنها عملية ناجحة. وبيّن أن “الصاروخ من طراز قدس تم تطويره، وهو قادر على ضرب أي هدف في فلسطين المحتلة”.

وأكد المصدر أن هذه العملية تأتي في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد، مشيراً إلى أنها ستتسع يوماً بعد يوم.

وكان العميد يحيى سريع، المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء، قد أعلن عن تنفيذ العملية العسكرية التي استهدفت مواقع عسكرية في عمق الكيان الإسرائيلي باستخدام ثلاثة صواريخ مجنحة من نوع قدس 5، مؤكداً أن الصواريخ وصلت إلى أهدافها بنجاح، وسط تكتم من العدو بشأن نتائج العملية.

مقالات مشابهة

  • ضابط ميداني في غرفة عمليات المقاومة: أكثر من 25 ضابطاً وجندياً من نخبة العدو قتلوا
  • عام على "الطوفان الهادر" ضد الاحتلال.. صمود أسطوري للمقاومة والشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة والتجويع
  • "طوفان الأقصى".. الشرارة من غزة ولهيبها امتدّ للضفة
  • الكيان وأدواته .. ما بين نشوة أيلول وواقع أكتوبر
  • المقاومة العراقية تضرب الكيان بطائرات متطورة تستخدمها لاول مرة
  • عملية “يافا”.. تأكيد أن معركة الطوفان مستمرة في إيلام العدو الصهيوني
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • الرئيس الإيراني: أي خطأ يرتكبه الكيان الصهيوني سيلحقه رداً أكثر قسوة وتدميرا
  • قوات صنعاء تكشف تفاصيل العملية العسكرية التي استهدفت العمق الإسرائيلي