تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

"لا أعتقد أنه ستكون هناك حرب شاملة، أعتقد أنه يمكننا تجنبها، لكن لا يزال هناك الكثير للقيام به"، هذا ما أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الخميس ٣ أكتوبر، في وقت يخشى فيه المجتمع الدولي حدوث حرب كبيرة حيث الصراع على نطاق واسع في الشرق الأوسط، وفي الواقع، فإن المنطقة قلقة من الرد الإسرائيلي، بعد الهجوم واسع النطاق الذي شنته إيران يوم الثلاثاء، والذي تضمن ٢٠٠ صاروخ، اعترضتها الدولة اليهودية والتحالف الدفاعي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وسيكون الهجوم المرتقب قبل كل شيء "رمزيا"، كما حلله ك. كامبل، المخضرم في المخابرات العسكرية الأمريكية، فى حديثه مع وكالة فرانس برس قائلاً: "جميع أنظمة الدفاع الجوي لديها نقطة تشبع، ويبدو أن إيران ظلت عمدا تحت نقطة تشبع الدفاع الجوي الإسرائيلي". 

ومع ذلك، قد يكون للهجوم الإيراني عواقب إقليمية، وفي وقت مبكر من مساء الثلاثاء، حذر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: "لقد ارتكبت إيران خطأً فادحاً وستدفع الثمن". فيما قال ديفيد خلفا، المدير المشارك لمرصد شمال أفريقيا والشرق الأوسط التابع لمؤسسة جان جوريس، لوكالة فرانس برس: إن الإسرائيليين "مضطرون إلى الانتقام بسبب حجم الهجوم والتغير في طبيعة الأهداف التي استهدفتها إيران (خاصة منشآت الموساد)، مقارنة بالهجوم الإيراني المباشر الأول على إسرائيل في أبريل الماضي". 

ما هو الشكل الذي يمكن أن يتخذه الرد الإسرائيلي؟ هل لا يزال من الممكن تجنب الحرب الشاملة بين إيران وإسرائيل؟.. بعد أشهر من التصعيد، أصبح خطر التحول نحو صراع شديد الحدة والذي قد يمتد إلى دول أخرى في المنطقة، أمرًا حقيقيًا للغاية بالنسبة للعديد من المحللين.

خيار هجوم جوي على المنشآت النووية؟

منذ بداية الأسبوع، تحدثت عدة أصوات في إسرائيل، بما في ذلك أعضاء في الحكومة، عن "فرصة تاريخية لإسرائيل لتسوية حساباتها بشكل نهائي مع النظام الإيراني"، حسبما يذكر ديفيد خلفا. وتحلل صحيفة "لوريان لو جور" الموقف بقولها: "في ظل هذه الظروف، يمكن لإسرائيل أن تعتبر أن الوقت قد حان لتوجيه ضربة قوية ضد إيران، التي أضعفتها الضربات القوية التي تلقاها حليفها اللبناني، حزب الله". 

كان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت قد دعا يوم الأربعاء بشكل خاص إلى توجيه ضربة حاسمة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، التي يشتبه في أن إيران ترغب في الحصول على قنبلة نووية، والتي لا تمتلكها حتى الآن سوى إسرائيل في المنطقة.

ومع ذلك، فإن توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية سيتطلب دعماً أمريكياً. لكن الرئيس جو بايدن كان واضحا للغاية بشأن هذا الموضوع وقال يوم الأربعاء "الجواب هو لا". لذلك، يجب استبعاد فرضية مسبقة، لأن الجيش الإسرائيلي، كما حللت صحيفة فايننشال تايمز، غير قادر على تنفيذ هذه العملية بمفرده: "أولاً، بسبب المسافة. أكثر من ألف كيلومتر تفصل إسرائيل عن المحطة النووية الرئيسية وثانياً من أجل الوصول إليها، سيتعين على إسرائيل عبور المجال الجوي للمملكة العربية السعودية والأردن والعراق وسوريا وربما تركيا، كما تواجه "مشاكل في التزود بالوقود". وأخيراً، تتعلق العقبة الثالثة بالدفاع الجوي الإيراني. فالمواقع النووية الرئيسية في البلاد تخضع لحراسة جيدة للغاية، ويجب حماية القاذفات الإسرائيلية بطائرات مقاتلة".

خيار التخريب عن بعد

وفي الوقت الحاضر، فإن الولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك المعدات والقوة العسكرية الكافية لتنفيذ مثل هذه العملية. يشير إلى ذلك نورمان رول، الخبير في شؤون المنطقة، وفق تحليله الذى نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال"

وقال فيه "إن الحرب مع إيران ستتطلب الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري، وحتى مشاركة الولايات المتحدة. ولا شك أن إسرائيل تدرك أن واشنطن ليس لديها مصلحة في الانخراط في مثل هذا الصراع، خاصةً مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية".

وبالتالي يبدو أن التخريب عن بعد لشبكة الكهرباء، أو الهجوم السيبراني، أكثر احتمالاً، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز. "في عام ٢٠٢١، أصاب انقطاع التيار الكهربائي، بسبب انفجار مخطط له على ما يبدو، شبكة الكهرباء الداخلية في نطنز٫ حيث يوجد مصنع لتخصيب اليورانيوم، شمال أصفهان، ينتج مستويات من اليورانيوم قريبة من مستويات القنبلة الذرية"٫ وفي عام ٢٠١٠، زُعم أن الولايات المتحدة والدولة اليهودية هاجمتا البرنامج النووي الإيراني بفضل فيروس الكمبيوتر ستوكسنت، لكن مثل هذه الهجمات لم تنجح في إيقاف عمله إلى أجل غير مسمى.

خيار الهجوم على المنشآت النفطية

ومن بين الخيارات، يدرس الخبراء ووسائل الإعلام الإسرائيلية أيضًا توجيه ضربات إلى مواقع استراتيجية. وقال جو بايدن يوم الخميس إنه يجري "مناقشات" مع إسرائيل بشأن هجمات محتملة على منشآت النفط الإيرانية. وبحسب موقع "أكسيوس"، قال مسؤول أمريكي إنه خلال المناقشات بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية يوم الثلاثاء، أوضحت الولايات المتحدة أنها ستدعم الرد الإسرائيلي، لكنها تعتقد أنه يجب أن يكون محسوباً. ويتابع "أكسيوس" قائلاً: "ينظر العديد من المسؤولين الإسرائيليين إلى منشآت النفط الإيرانية كهدف محتمل، لكن البعض يقول إن الاغتيالات المستهدفة وتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية هي احتمالات أيضاً".

ومع ذلك، فإن الهجوم على منشآت النفط وإضعاف التوازن في الخليج العربى يمكن أن يزيد من الضغوط الدولية ضد إسرائيل. ويمكن أن يكون محفوفا بالمخاطر بالنسبة لإسرائيل، المنخرطة عسكرياً بالفعل على عدة جبهات: في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية المحتلة، وضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وأخيرا في لبنان بعد التوغل البرى فى الأراضى اللبنانية.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جو بايدن إيران إسرائيل الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

إيران تكشف شرطها للتفاوض مع أمريكا.. ماذا تريد طهران؟

أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الدخول في محادثات مع الولايات المتحدة لم يعد ممكنًا إلا إذا أجرت الأخيرة تغييرات جوهرية في سياستها تجاه إيران.

جاءت التصريحات في ظل ترقب الإدارة الأمريكية رد طهران على دعوة لعقد مفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد، وهو ما يعكس تعقيد المشهد السياسي في ظل تباعد المواقف بين الجانبين.

وفي حديثه لوسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، شدد عراقجي على أن إيران ليست ضد مبدأ التفاوض، لكنها لا ترى فائدة من الحوار في ظل السياسة الأمريكية الحالية، التي وصفها بأنها تقوم على "الضغوط والابتزاز وليس الحلول العادلة".

وأوضح أن إيران لديها خبرة طويلة في التعامل مع الولايات المتحدة، وأنه من غير المنطقي الدخول في محادثات لمجرد التفاوض دون ضمانات واضحة بأن واشنطن ستلتزم بأي اتفاق يتم التوصل إليه.


وتشهد العلاقات الإيرانية-الأمريكية توترًا متزايدًا، بعد أن وجّه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، يُمهله فيها شهرين فقط للعودة إلى طاولة المفاوضات.

ووفقًا لمصادر أمريكية، فإن الرسالة تضمنت تهديدًا واضحًا بأنه في حال رفضت إيران التفاوض، فإنها ستواجه عقوبات اقتصادية غير مسبوقة ستؤثر على جميع القطاعات الحيوية في البلاد، بما في ذلك قطاع النفط والقطاع المالي.

ورغم التهديدات، جاء الرد الإيراني متسقًا مع الموقف الذي تبناه خامنئي منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018، ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية، تصريحات خامنئي التي قال فيها إن "التجربة أثبتت أن الحوار مع الولايات المتحدة ليس خيارًا حكيمًا، لأنهم لا يلتزمون بتعهداتهم ويستخدمون المفاوضات كغطاء لتحقيق أهدافهم الخاصة".


وأضاف أن "إيران لن تقدم أي تنازلات تحت الضغوط، وأن أي مفاوضات يجب أن تتم بشروط عادلة ومتوازنة، وهو ما لا توفره السياسة الأمريكية الحالية".

وفي سياق متصل، أفادت تقارير إعلامية بأن واشنطن تسعى من خلال الاتفاق الجديد إلى فرض قيود أكثر صرامة على البرنامج النووي الإيراني، مع تضمين قيود على البرنامج الصاروخي لطهران، وفرض رقابة دولية على أنشطتها الإقليمية في الشرق الأوسط، وهذه الشروط تُعد خطًا أحمر بالنسبة لإيران، التي تؤكد أنها لن تتخلى عن برامجها الدفاعية ولن تسمح لأي جهة خارجية بالتدخل في سياساتها الداخلية.

مقالات مشابهة

  • هل تعاني إدارة ترامب من الانقسام تجاه إيران؟
  • إيران.. إزاحة الستار عن مدينة صاروخية تحت الأرض
  • مصادر إسرائيلية: مصر تهدد حماس بطرد الأسرى إذا لم تقبل شروط تل أبيب
  • عاجل | وزير خارجية إيران: نحذر من استغلال واشنطن قواعدها العسكرية والمجال الجوي لدول المنطقة للاعتداء على شعوبها
  • إيران: الطريق مفتوح لإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة
  • هذا "لم ولن يحدث".. واشنطن توضح غرض رسالة ترامب إلى إيران
  • إيران تحدد شروط الدخول بـ«مفاوضات مباشرة» مع أمريكا
  • هل تعقد إيران صفقة مع أمريكا أم تمضي في طريق صنع أول قنبلة نووية؟
  • لم تسقط الخيار العسكري.. هذه سُبل إيران لمواجهة تهديدات ترامب
  • إيران تكشف شرطها للتفاوض مع أمريكا.. ماذا تريد طهران؟