شبكة قتل وخطف متعددة الجنسيات.. تفاصيل مخطط إيراني مزعوم
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة الصراع بين إيران وإسرائيل، يساور الغرب قلق من أن تعمد طهران إلى تنفيذ موجة من محاولات القتل والخطف في أوروبا والولايات المتحدة. وبحسب وكالة رويترز، فقد أعلنت واشنطن وحلفاؤها تسجيل ارتفاع حاد في مثل هذه المخططات في السنوات القليلة الماضية.
وخلصت رويترز من خلال فحص وثائق قضائية وتتبع تصريحات مسؤولين حكوميين، إلى أنه منذ عام 2020 سجل ما لا يقل عن 33 محاولة اغتيال أو خطف في الغرب تزعم سلطات الدول التي وقعت بها أو السلطات الإسرائيلية، ارتباطها بإيران.
ومن بين الأهداف المزعومة في الآونة الأخيرة مبنى يضم مركزا يهوديا ومطعما يقدم وجبات تتوافق مع القواعد اليهودية الخاصة بالغذاء (كوشر) في وسط أثينا.
وزعم محققون في وثائق قُدمت إلى السلطات القضائية، واطلعت عليها رويترز، أن باكستانيا في إيران يدعى "سيد فخر عباس" جند أحد معارفه القدامى الذين يعيشون في اليونان، وهو باكستاني أيضا يدعى "سيد ارتضاء حيدر"، وأصدر له توجيهات بمهاجمة الموقع. وأبلغه عباس بأنه يعمل لصالح مجموعة ستدفع نحو 15 ألف يورو عن كل قتيل يسقط، بحسب الوكالة.
وشملت الوثائق تفاصيل محادثات عبر تطبيق واتساب في يناير عام 2023 ناقش فيها الطرفان ما إذا كان الهجوم سيُنفذ بمتفجرات أو إضرام نيران. وشدد عباس على ضرورة تقديم دليل على كل حالة قتل أو إصابة بعد التنفيذ.
حيدر الذي يدفع ببرائته، كان قد أُطلق سراحه من الحبس الاحتياطي في ربيع العام الجاري مع فرض قيود عليه. وقال الشاب، البالغ من العمر 28 عاما، لرويترز إنه أرسل لعباس صورا للمبنى لكنه تعمد المماطلة في تنفيذ أي هجوم على أمل اقتناص أي أموال دون إيذاء أحد.
ويواجه زعيم الشبكة المزعوم عباس، الذي ما زال حرا طليقا، اتهامات تتعلق بالإرهاب، وقال مسؤول في الشرطة الباكستانية إنه مطلوب في باكستان للاشتباه في ارتكابه جريمة قتل.
ورفضت الشرطة اليونانية طلب رويترز للتعليق، في وقت أفاد محامي حيدر بأن القضية تنتظر قرارا من السلطات القضائية بشأن ما إذا كان ينبغي المضي قدما في المحاكمة.
يقول جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، الذي ساهم في التحقيق اليوناني، إن مخطط الهجوم من تدبير طهران في إطار شبكة متعددة الجنسيات تعمل انطلاقا من إيران، ورفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على القضية أو على أنشطة أخرى للموساد.
ومن بين أهداف المخططات المزعومة، بحسب رويترز، استهداف مسؤولين أميركيين كبار إلى جانب صحفيين إيرانيين وغيرهم من الإيرانيين في الخارج. وقالت حملة الرئيس السابق دونالد ترامب إن المخابرات الأميركية أطلعته على وجود "تهديدات حقيقية ومحددة من إيران لاغتياله".
وقال بريت هولمغرين القائم بأعمال مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، وهو من الجهات المشاركة في تنسيق معلومات المخابرات بالولايات المتحدة إن إيران "كثفت منذ 2020 بشكل كبير مخططات قتل تستهدف مسؤولين أميركيين سابقين ومعارضين إيرانيين ومصالح يهودية وإسرائيلية في الولايات المتحدة وخارجها".
وتنفي إيران هذه المزاعم، إذ قالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك لرويترز إن إيران "ليست لديها أي نية أو خطة للانخراط في عمليات اغتيال أو خطف، سواء في الغرب أو في أي دولة أخرى". ووصفت مثل هذه المزاعم بأنها "افتراءات" تهدف إلى "صرف الانتباه عن الفظائع التي يرتكبها النظام الإسرائيلي" في الحرب على غزة، بحسب وكالة رويترز.
يتضمن إحصاء رويترز للمخططات المنسوبة، وقائع أشارت مزاعم أو أدلة إلى أنها كانت من تدبير إيران، أو نُفذت لحسابها، أو صدرت التوجيهات لتنفيذها من أشخاص إما في إيران أو تربطهم بها علاقات وثيقة.
وقد يكون العدد الحقيقي أكبر، إذ تعتمد هذه التقارير فقط على الحالات التي خرجت بشأنها تصريحات من السلطات عن وجود صلة بإيران.
وكان مدير الموساد دافيد بارنيا قد قال العام الماضي إن المخابرات الإسرائيلية عملت على مدى عام مضى مع شركاء دوليين لتعطيل 27 فريقا حاولوا تنفيذ هجمات في الخارج كانت "بتنظيم من إيران وتخطيطها وتوجيها". ورفضت إسرائيل تقديم تفاصيل أكثر.
وكان من العوامل المشتركة في عدد كبير من المخططات التي اطلعت عليها رويترز الاستعانة بقتلة مأجورين، منهم من يعمل في أنشطة الجريمة المنظمة وأفراد عصابات، وتقول واشنطن وحلفاء لها إن الاستعانة بأطراف خارجية محاولة لإخفاء أي صلات لإيران.
ومثل ما ورد عن القضية اليونانية، قضت محكمة ألمانية في ديسمبر الماضي على رجل يحمل الجنسيتين الألمانية والإيرانية بالسجن عامين وتسعة أشهر بتهمة التخطيط لشن هجوم بإضرام حريق يستهدف كنيسا يهوديا، لحساب إيران.
وفي الولايات المتحدة، رفعت جهات ادعاء ما لا يقل عن خمس دعاوى بشأن عمليات اغتيال أو خطف منسوبة لإيران منذ 2020. وتضمنت ثلاث مخططات منها الاستعانة بقتلة مأجورين.
واتهم ممثلو ادعاء في الآونة الأخيرة باكستانيا يقولون إنه على صلة وثيقة بإيران فيما يتعلق بمحاولة فاشلة لاغتيال سياسي أو مسؤول حكومي بالولايات المتحدة ردا على قتلها في يناير عام 2020 قاسم سليماني الذي كان أبرز قيادات طهران العسكرية في ذلك الحين.
وقال ماثيو أولسن، مساعد المدعي العام الأميركي للأمن القومي، إن طهران لا تستطيع إخفاء تورطها في موجة من المؤامرات على الأراضي الأميركية. وأضاف نقلا عن رويترز، "نجحنا في عدد من تلك القضايا في تحديد الجهات الفاعلة الخبيثة التي تشكل جزءا من مجموعات الوكلاء تلك... وكذلك في الكشف عن علاقاتها المباشرة مع النظام الإيراني".
ومن بين المسؤولين الإيرانيين، الذين قالت واشنطن إنهم مسؤولون عن توجيه التخطيط للعمليات، محمد رضا أنصاري. وتقول الولايات المتحدة إنه عضو في وحدة تابعة للحرس الثوري الإيراني تركز على "العمليات المميتة" في الولايات المتحدة وأوروبا وأماكن أخرى.
وتقول واشنطن إن أنصاري حاول اغتيال اثنين من كبار المسؤولين الحكوميين الأميركيين السابقين بداية من أواخر 2021 بمساعدة إيراني آخر يدعى شهرام بورصافي.
واتهم مسؤولو الادعاء الأميركيون بورصافي، الذي يقولون إنه ينتمي إلى الحرس الثوري، بالتخطيط لقتل مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون وشخص آخر لم يُذكر بالاسم. وقال وزير الخارجية السابق مايك بومبيو في أحد كتبه إنه كان الهدف الثاني.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
إيران ترفع الإقامة الجبرية عن الزعيم المعارض مهدي كروبي
ذكرت وسائل إعلام إيرانية أنه سيتم، اليوم الإثنين، رفع الإقامة الجبرية عن الزعيم المعارض مهدي كروبي، بعد احتجازه لمدة 14 عاماً بسبب الاحتجاج على نتائج انتخابات رئاسية.
وقال نجله حسين كروبي لصحيفة جماران شبه الرسمية ذات الصلة بالفصائل السياسية المعتدلة إن حليف كروبي السياسي رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي ستُرفع عنه الإقامة الجبرية أيضاً في غضون أشهر.
أعلن حسين كروبي، ابن مهدي كروبي، أحد قادة الحركة الخضراء في #إيران، أن الإقامة الجبرية المفروضة على والده تم رفعها بناءً على أمر من رئيس السلطة القضائية. وقال حسين كروبي : "يوم الأحد أخبر عناصر الأمن والدي أن الحصار قد تم رفعه، ولكن لأسباب أمنية، سيظل أفراد الأمن متواجدين في مكان… pic.twitter.com/fiCwa96dad
— إيران إنترناشيونال-عربي (@IranIntl_Ar) March 17, 2025وخاض كروبي الذي يبلغ من العمر الآن (87 عاماُ) وموسوي (83 عاما) الانتخابات على أساس برنامج إصلاحي في انتخابات عام 2009 التي أعادت الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وهو من غلاة المحافظين، إلى السلطة وأطلقت شرارة مظاهرات حاشدة من المحتجين الذين قالوا إن النتائج جرى تزويرها.
وتم اعتقالهما في عام 2011 بعد أن لعبا دوراً قيادياً في الاحتجاجات، ولكن لم يخضعا لمحاكمة ولم توجه لهما أي اتهامات علنية.
ونقلت صحيفة جماران عن حسين كروبي القول "التقى مسؤولون أمنيون بوالدي وقالوا له إن اعتقاله سيرفع اليوم بناءً على أوامر رئيس السلطة القضائية" في إشارة إلى، اليوم الإثنين.
وقال إنه تم إبلاغ والده بأن رجال أمن سيكونون موجودون في منزله حتى الثامن من أبريل (نيسان) لضمان حمايته.
وأوردت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء خبر إطلاق سراح كروبي، لكنها لم تشر إلى قضية موسوي.
وقال حسين كروبي لموقع "إنصاف نيوز" العام الماضي إن والده لن يقبل أي خطوة لرفع الإقامة الجبرية عنه مع بقاء موسوي محتجزاً.
ووعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال حملته الانتخابية بالإفراج عن كلا السياسيين.