اليمنيون يرسمون أكبر أيقونة وفاء لشهيد الإسلام الأقدس السيد حسن نصر الله
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
الثورة / محمد الروحاني
مازال الحزن العميق على شهيد الإسلام الأقدس السيد حسن نصر الله ساكناً ومخيماً في قلوب اليمنيين الذين تفردوا على غيرهم من الشعوب في الوفاء لهذا القائد العظيم الذي تحضر ذكراه الطيبة خلال هذه الأيام في كل شيء في اليمن من خلال فعاليات التأبين ومجالس العزاء ورفع صوره في كل مكان وكل منطقة وصولا إلى حضور اليمنيين الكبير في مسيرات الوفاء لفلسطين ولبنان، حيث رسم اليمنيون أكبر أيقونة وفاء لهذا القائد العظيم الذي بقي واقفاً في كل المراحل مع قضايا الشعوب وصولاً إلى مظلومية الشعب اليمني.
وكيف لا يحزن اليمنيون على السيد نصر الله والذي لم يكن فقط شريكاً لهم في معركة مواجهة العدوان الأمريكي السعودي، بل كان حليفاً لهم في هذه المعركة ومن أشد المناصرين وأعظم المؤازرين وأكثر المواسين، ينتحب لمظلوميتهم ويتغنى بانتصاراتهم ويشيد ببطولاتهم وينظر فيهم وفي قائدهم بأنهم أعادوه إلى زمن الشباب وهو المدافع الأول عن الأمة وحامل رايتها في معركة مواجهة العدو الصهيوني ومعه انتهت مرحلة الهزائم مع العدو الصهيوني وبدأت مرحلة الانتصارات الممتدة إلى اليوم.
ووفق ما أكده نائب وزير الصحة ناشر العقود فإن خبر استشهاد السيد حسن نصر الله .. الأمين العام لحزب الله مثل لليمنيين صدمة تسببت في حزن عميق، حيث أن الفقد للرجال العظماء يمثل خسارة حقيقية للامة لكن عزاء الشعب اليمني أن هذا الشهيد العظيم لم يرحل هباءً ولم يرحل ترفا ولم يرحل في ميدان هامشي، بل رحل في اهم الميادين وهو ميدان المواجهة مع العدو الصهيوني العدو الأول للامة الإسلامية، ولذلك فالعزاء هو للأمة الإسلامية بكلها ولكافة المجاهدين في غزة ولبنان واليمن.
ويضيف انه مع التعزية يبعث الشعب اليمني بأحر التبريكات لمجاهدي المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، لأن الشهادة هي وسام عظيم لا يناله إلا المخلصين ومن اختارهم الله تعالى.
ويشير إلى أن تصعيد الرد على الكيان الصهيوني وتصعيد المعركة معه هو الذي يشفي صدور المؤمنين.. مؤكدا أن دماء الشهيد نصر الله ودماء الشهداء القادة وكل الشهداء الذين استشهدوا في هذا الطريق لن تكون إلا وقوداً للنصر والذي هو آت بإذن الله.
من جانبه يقول وكيل أمانة العاصمة محمد الشامي إسن الحزن العميق الذي يظهره اليمنيون على السيد حسن نصر الله، يؤكد أن مصابهم في هذا القائد كبير، فهو الذي وقف إلى جانبهم وناصرهم منذ بداية العدوان والى اليوم، حيث ظلت اليمن حاضرة في كل خطاباته بالرغم من حمله هم لبنان وفلسطين.
ويشير إلى أن الشعب اليمني لم ينس دموع السيد حسن نصر الله التي ذرفها في أحد خطاباته تعليقا على كلام السيد القائد عبدالملك الحوثي، الذي قال فيه إن الشعب اليمني مستعد أن يتقاسم لقمة العيش مع الشعب الفلسطيني، وكذلك كلام السيد حسن نصر الله عندما قال انه يتمنى أنه جندي يقاتل مع الشعب اليمني ضد العدوان الأمريكي السعودي تحت قيادة السيد القائد عبدالملك الحوثي.
ومع الحزن العميق الذي يسكن قلوب اليمنيين على السيد نصر الله يبرز الإصرار على الانتقام لدماء هذا القائد العظيم والدعوات للتصعيد مع كيان العدو الصهيوني، حيث أكد المحتشدون الذين التقت بهم « الثورة» في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء خلال مسيرات الوفاء لفلسطين ولبنان استمرارهم في نهج القادة في المعركة مع الصهاينة واستعدادهم للمضي في تضحية القائد السيد حسن نصر الله في سبيل الله وتحرير فلسطين.
ووفق ما أكده المواطن محمد الحمزي فإن استهداف السيد حسن نصر الله جعل من الشعب اليمني بركانا ثائراً لن ينتهي إلا بتحرير القدس ودحر الصهاينة من كل أرض فلسطين.
وفي حديثه، دعا المواطن الحمزي القوات المسلحة اليمنية لتكثيف العمليات ورفع حالة التصعيد مع كيان العدو الإسرائيلي مؤكدا أن كل أبناء الشعب اليمني اليوم يقفون إلى جانب السيد القائد عبدالملك الحوثي، والى جانب القوات المسلحة في معركتها ضد العدو الإسرائيلي ومستعدون لتحمل كافة التبعات لهذا الموقف.
من جهته أكد المواطن مصطفى أحمد هاشم أن اغتيال العدو الصهيوني للسيد نصر الله، زاد اليمنيين إصراراً على الاستمرار في مواجهة هذا العدو والانتقام من هذا العدو لكل دماء قادة المقاومة وكل الشهداء في فلسطين ولبنان.. مشيرا إلى أن الشعب اليمني جرح جرحا كبيرا باستشهاد السيد حسن نصر الله وأن هذا الجرح لن يداويه سوى تدمير كيان العدو الصهيوني وتطهير كافة فلسطين من دنس الصهاينة المحتلين.
وهذا هو لسان حال الشعب اليمني يقول: نعم خسرناك يا سيد حسن وخسارتنا فيك عظيمة ونحن في أول طريقنا إلى القدس، ولكن عزاءنا أنك عبدت لنا الطريق وأنرت لنا الدروب وسنمضي في دربك مع قائدنا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في هذه المعركة إلى النهاية مهما كانت التضحيات.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: السید حسن نصر الله العدو الصهیونی الشعب الیمنی هذا القائد
إقرأ أيضاً:
سماحة السيد كان أباً لهذه الأمة وتيتمت بفقده
الثورة / متابعات
لم يكن الشهيد السيد حسن نصر الله قائداً عادياً فحسب، بل كان أيضاً الأب الذي احتضن الأمة بكل حب، وتقول زينب نصر الله: “سماحة السيد كان أباً حقيقياً لهذه الأمة، وليس قائداً فقط، وتيتمت هذه الأمة بعد فقده”.
السيد والعائلة
وفي حوار أجرته قناة الميادين مع ابنة سيد شهداء الأمة باشرت كريمة السيد كلامها بالافتخار بأنّها ابنته، قائلةً: “فخر لي أن أكون ابنة سماحة السيد حسن نصر الله”.
وتشير زينب إلى أنّها لم تحظَ في طفولتها بالعيش كما سائر الناس: “حُرمت عيش حياة الابنة مع الوالد نظراً إلى وضعه”، مضيفةً أنّه “كان للوالدة الفضل الكبير في تربيتنا، وكانت متفقة على أسس التربية مع سماحته، نظراً إلى كثرة غيابه”.
وبشأن تربيته، “كان السيد صارماً في الخطوط الحمر، التي تربّينا عليها”، وفق ما قالته زينب، مشيرةً إلى أنّه “كان فعلاً نموذج الزوج المثالي، والذي يتخلّق بأخلاق أهل البيت، عليهم السلام”.
وأضافت أنّ “سماحة السيد كان إنساناً شفافاً جداً، وإنساناً عاطفياً وحنوناً، ولم يكن يفرض علينا شيئاً. دائماً نتّبع توجيهاته لأننا نقتنع بالكلام الذي يقوله”.
وبشأن شقيقها، الشهيد هادي، قالت إنّ “السيد لم يفرض موضوع الجهاد عليه”، مشيرةً إلى أنّ “شهادة هادي أعطتنا دافعاً أكبر وثقة أكبر بين الناس لمواساة عوائل الشهداء”.
وعلى صعيد اجتماعات العائلة، قالت زينب إنّ “الأحفاد كانوا ينتظرون شهر رمضان، لأنّه كان يخصص لنا في شهر رمضان إفطاراً لكل عائلة، حتى يعطينا حقّنا”، كاشفةً أنّ القيود الأمنية لم تكن في خلال حياته فقط، بل “حتى بعد شهادته، إذ حُرمنا زيارة ضريحه، حيث دُفن وديعةً، بسبب الوضع الأمني”.
وأتت السيدة زينب نصر الله على ذكر زوجها الشهيد حسن قصير، والذي استُشهدَ في أثناء قيامه بواجبه في الحرب، بحيث أشارت إلى أنّ “زوج مجاهد منذ نعومة أظفاره، ختم حياته بالشهادة، وكان دائماً في الخطوط الأمامية”.
وأضافت أنّه “شارك في اقتحام كثير من المواقع، التي جرى اقتحامها أو فتحها، ولاسيما العملية الشهيرة لاقتحام موقع بيت ياحون، عام 1999م”.
وبشأن علاقته بالسيد الشهيد، قالت زينب إنّ “زوجي كان محبّاً لسماحة السيد إلى درجة كبيرة جداً، لا لأنه والد زوجته، وإنما كونه قائداً يقتدي به، وكونه إنساناً لمس أخلاقه وصدقه وإيمانه”.
وذكرت كريمة السيد أنّ “ألم فراق السيد كبيراً جداً، ويمكن أن نلمس ألم الناس عليه، فكيف ألم فراقنا له كعائلة”؟
السيد والناس
وبشأن علاقته بالناس، استفاضت زينب في الحديث، نسبةً إلى ما كانت تراه في عينَي والدها، بحيث “كان ينظر إلى الناس على أنهم أولاده، ومسؤولون منه”.
ولفتت السيدة زينب نصر الله إلى أنّه “في آخر اتصال بيني وبينه، والذي كان قبل مناسبة عاشوراء، شدّد السيد على مسألة كيف نُعيد تقريب الناس إلى الله”، مضيفةً أنّه، إلى جانب سعيه لمعيشة أفضل للناس، اجتماعياً واقتصادياً، كان أيضاً “يحرص على إيمانهم”.
واستذكرت كريمته وصية أستاذه، الأمين العام الأسبق لحزب الله، الشهيد السيد عباس الموسوي، “سنخدمكم بأشفار عيوننا”، مشيرةً إلى أنّها “كانت تشغل بال سماحة السيد حسن، فهو كان لديه هاجس الاهتمام بأمور الناس عبر تأمين حوائجهم” ورعايتهم.
وأضافت أنّ “كلامه في المحاضرات كان دائماً يُوجّهه إلى الصغار والكبار، فخطاباته كانت لكل الفئات والثقافات والعقول”.
ورأت زينب نصر الله أنّ “سماحة السيد كان أباً حقيقياً لهذه الأمة، وليس قائداً فقط، وتيتمت هذه الأمة بعد فقده”، مستدلّةً على أنّ “تبادل الحب بين سماحة السيد والناس وصل إلى درجة أن فقدهم للسيد ربّما خفّف كثيراً وطأة فقدهم أولادهم وأزواجهم وأحباءَهم”.
تأثّره واستمرار المسيرة
في معرض حديثها عن الأعلام، الذين كان يتّبعهم سماحة السيد، قالت زينب إنّ والدها الشهيد “تأثر بشكل عميق بالسيد موسى الصدر، الذي كان بمنزلة القدوة له، في مختلف جوانب الحياة، وكان هذا التأثر مصدر إلهام للسيد، الذي أصبح نموذجاً عن القائد والمرشد، إيمانياً وإنسانياً واجتماعياً”.
ولم يترك السيد نصر الله العلم حتى قبل شهادته، بحيث “كان يتابع دروس البحث الخارجي عند سماحة السيّد القائد علي خامنئي، في الحوزة، وهي أعلى درجات الصفوف العلمية”.
وعبّرت كريمة السيد للميادين عن أسفها لعدم وجود سماحة السيد في أثناء فترة ما بعد وقف إطلاق النار، مشيرةً إلى “أننا شعرنا بأن هذا الانتصار كان يتيماً من دون سماحته، وحتى الناس شعروا بذلك، وما زالوا في انتظاره، ليخرج ويبشرهم ويهنئهم بالنصر”.
وبشأن مستقبل حزب الله، قالت زينب نصر الله إنّ “القيادة الجديدة في حزب الله هي استكمال لقيادة سماحة السيد”، مشيرةً إلى أنّ “الموجودين في القيادة الحالية هم إخوة سماحة السيد ورفاقه، الذين كانوا موجودين معه في القيادة السابقة، والذين نهضوا بالحزب، وأوصلوه إلى ما وصل إليه من عزة وكرامة”.
واختتمت زينب بدعوة “أشرف الناس وأحب الناس إلى قلب السيد”، إلى الإيمان بهذه القيادة، وأن يكونوا هم أيضاً داعمين لها، من أجل “حفظ دماء سماحة السيد”.
نصرالله في قلوب اليمنيين ..
زخم ورسائل وفاء تسبق مراسم تشييعه
/ جميل القشم
في لحظة مفصلية وفارقة من تاريخ الأمة، وفيما يستعّد أحرار العالم لتشييع سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، يفيض وجدان اليمنيين بمشاعر العرفان والوفاء لقائد صدح بالحق بلا هوادة، وظل سيفه مشرعًا في مواجهة الظلم والطغيان.
من مواقع التواصل إلى المنصات الإعلامية، تعج الساحة اليمنية برسائل التقدير والوفاء، في مشهد يعكس حجم الارتباط العاطفي والفكري الذي جمع بين اليمنيين وبين قائد لم يتوان يومًا عن مساندة قضاياهم والتعبير عن موقفه الصلب تجاه عدوان وحصار التحالف الأمريكي، السعودي والإماراتي على اليمن.
لم يكن السيد نصرالله مجرد زعيم سياسي في نظر اليمنيين فحسب، وإنما كان رمزًا لمقاومة لا تعرف الخنوع، وصوتًا للمظلومين في زمن اشتد فيه الجور، طوال السنوات الماضية، اسمه حضر في وجدان اليمنيين، إذ خاطبهم في خطاباته، واستنهض فيهم العزيمة، وأثبت أن المقاومة ليست مجرد فكرة، بل عقيدة تمارس على الأرض.
ومع شيوع نبأ موعد تشييعه، تدافعت الكلمات على الألسنة والأنامل، لترسم لوحة من الحزن العميق، لكنها في الوقت ذاته تبقى لوحة زاخرة بالفخر والإجلال لشخصية سكنت القلوب قبل أن تسكن ذاكرة التاريخ.
كتب الناشطون عبارات تمزج بين الرثاء والوفاء، تصف السيد نصرالله بأنه “القائد الذي لم يساوم والصوت الذي لم يخفت يوما أمام الاستكبار”، فيما عبر آخرون عن خسارتهم لرجل لم يكن لبنانيًا فقط، بل كان عربيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقائدًا تاريخيًا، حمل هم المستضعفين في كل بقاع الأرض.
وصفه البعض بقامة سامقة في ميادين العزة، وصوت صادح بالحق يوم أُسدل ستار الخذلان، وحين اجتمعت سيوف الغدر على اليمن، كان هو الرمح الذي لم ينكسر، والموقف الذي لم ينحنِ، بقي نبراسًا للأوفياء، ورمزًا خالدًا في سفر المواقف العظيمة.
لم تكن كلمات الرثاء مجرد عبارات بروتوكولية، بل خرجت من قلوب أناس رأوا فيه نصيرًا لهم، رجلًا لم يكن صامتًا حين تخلى العالم عنهم، تداولوا خطاباته، واستعادوا مقولاته التي نقشت في ذاكرتهم، وأعادوا نشر صوره التي باتت رمزية للموقف والمبدأ.
رأى كثيرون أن السيد نصرالله لم يكن مجرد شخصية سياسية، وإنما كان مشروعًا متكاملًا من المقاومة والكرامة، عاش مدافعًا عن وطنه وعن الأمة، ومات شامخًا كما عاش، وكان أيقونة للصمود والإرادة، ورمزًا لموقف لا يلين أمام الظلم والاستبداد، ما جعله حاضرًا بقوة في وجدان اليمنيين الذين رأوا فيه حليفًا لقضيتهم وناطقًا باسم المظلومين في كل مكان.
تحولت وسائل ومنصات الإعلام إلى طوفان من الرسائل، ليس للتأبين والحزن بل لشحذ الهمم، ومناسبة لترسيخ القيم التي عاش لأجلها السيد نصرالله، وكأن الأثر الذي تركه لا يزول، بل يمتد ليلهب الحناجر ويملأ القلوب بالثبات، كيف لا؟ وهو القائد الذي نطق بالحق حين صمت الجميع، وفي أشد لحظاته، حين خذله القريب قبل البعيد.
ومع حلول موعد مراسم تشييعه، تتدفق رسائل العرفان والوفاء للسيد حسن نصرالله، بتدوينات تعكس حجم التأثر برحيل رجل لم يعرف التراجع، رجل كان صوته كالسيف، وحديثه يقينًا في زمن التردد، صوت الحق الذي دوى حين خفتت الأصوات، وراية العز التي خفقت يوم سقطت المواقف.
من كلمات الرثاء إلى مقاطع الفيديو والصور، ومن الأبيات الشعرية للخطابات المليئة بالعرفان، بدى اليمنيون كأنهم في حالة إجماع على تكريم رجل منحهم الإلهام وأمدهم بالعزم، كان السند الذي لم يتخل، والموقف الذي لم يساوم في زمن الخذلان.
دلالات استمرار الزخم الإعلامي ليس لاستذكار شخصية رحلت، بل بمثابة تجديد للعهد مع مبادئ المقاومة والوفاء لمن وقف إلى جانب الشعوب في أصعب اللحظات، فحين تكسّرت المواقف على صخرة المساومات، بقي نصرالله جبلًا لا تهزه الرياح، فارس المبدأ، وصرخة الأحرار، ونبض القضية الذي لا يخفت.
نخب واسعة من إعلاميين وسياسيين وأكاديميين، عبروا بمشاعر مفعمة بالعزة والإيمان عن مواقف سيد شهداء المقاومة الذي تفرد بثباته يوم تهاوت المواقف، واعتلى صهوة الحق حين ارتمى غيره في وحل الخنوع، فكان مثالًا للقائد الملهم، والمجاهد الاستثنائي على طريق القدس، وسيفًا مسلولا يشق غياهب الخذلان.
وفي خضم المشاعر العميقة، كان واضحًا أن اليمنيين لم يكتبوا فقط عن قائد فقدوه، بل عن رمز تتردد أصداؤه في أروقة التاريخ، ورثوا منه دروس العزة والكرامة، لأن العظماء وإن رحلوا، تخلّد مآثرهم في سفوح المجد، وسيرتهم تتحول إلى شعلة تنير درب الأحرار في كل زمان ومكان.
التفاعل الواسع، يمثل شهادة حيّة على العلاقة العميقة التي ربطت القائد نصر الله بشعب رأى فيه أنموذجًا للصمود والإباء، وكما خلّد التاريخ أسماء العظماء الذين دافعوا عن قضايا الأمة بصدق، يكتب اليمنيون اليوم بمداد الوفاء اسمه الذي سيظل محفورًا في قلوبهم، وحاضرًا في وجدانهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها.