(نجـــــــوم في الحــــرب)
سلسلة حوارات يجريها:
محمــد جمــال قنـــدول
وزير التجارة السابق الفاتح عبد الله لـ(الكرامة):
وفــــاة ابنتي (غرقًا) مأساة عايشتها أيام الحرب..
(….) هذا ما قاله منسوبو (الطاهر حجر) قبل الحرب بيومين
أول شخص هاتفته بعد اندلاع الحرب هو (….)
هذا ما قلته لوزير التجارة التركي عندما سألني عن (….


منزلي في (صالحة) اتسرق واتحرق
ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة.
ووسط كل هذا اللهيب والدمار والمصير المجهول لبلاد أحرقها التآمر، التقيتهم بمرارات الحزن والوجع والقلق على وطن يخافون أن يضيع.
ثقتي في أُسطورة الإنسان السوداني الذي واجه الظروف في أعتى درجات قسوتها جعلني استمع لحكاياتهم مع يوميات الحرب وطريقة تعاملهم مع تفاصيل اندلاعها منذ البداية، حيث كان التداعي معهم في هذه المساحة التي تتفقد أحوال نجوم في “السياسة، والفن، والأدب والرياضة”، فكانت حصيلةً من الاعترافات بين الأمل والرجاء ومحاولات الإبحار في دروبٍ ومساراتٍ جديدة.
وضيف مساحتنا لهذا اليوم هو وزير التجارة السابق الفاتح عبد الله، الذي عاش مأساة فقد ابنته في حادث غرق بولاية البحر الأحمر، فماذا قال:
أين كنت أول يوم الحرب؟
كنت في ولاية الجزيرة منطقة (الشكنيبة)، التي وصلتها قبل الحرب بثلاثة أيام بمعلومة.
ماذا تقصد بمعلومة؟
حينما اندلعت الحرب كنت وكيلًا لوزارة التجارة، كنا نقطن في سكن مجلس الوزراء بكافوري، والمخصص لمجموعة من وكلاء الوزارات، وأذكر أننا في إفطار رمضاني سمعت-وتحديدًا يوم 12 قبل الحرب بيومين- سمعت منسوبو الطاهر حجر في ذلك اليوم يقولون إنّه من المحتمل ان تندلع الحرب خلال الأسبوع الجاري.
كيف علمت بنبأ اندلاع الحرب؟
يوم السبت أيقظتني زوجتي من النوم حوالي التاسعة صباحًا وقالت لي إنّ هنالك ضرب في الخرطوم.
ماذا كان شعورك في تلك اللحظة؟
أجريت عددًا من الاتصالات.
ومن هو أول شخص هاتفته؟
عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر ولكنه لم يرد على الهاتف، ثم أرسلت له بالواتساب.
هل عدت للخرطوم بعد اندلاع الحرب؟
قعدت في ولاية الجزيرة لقرابة الشهرين.
وكيف وأين باشرت وزارة التجارة مهامها بعد الحرب؟
لم تباشر مهامها حتى منتصف مايو، حيث تحركت ووصلت بورتسودان في يوليو حيث أصبحت العاصمة الإدارية.
العمل في ظروف الحرب؟
عمل طوارئ والصعوبات التي واجهت الوزارة تغيير الوضع خاصة من سستم رقمي لورقي.
مأساة عايشتها أيام الحرب؟
مآسٍ كثيرة جدا، منزلي في صالحة اتسرق واتحرق، وكذلك وفاة ابنتي الصغرى غرقًا في البحر الأحمر في منطقة أم فحم، وهي بالنسبة ليست وفاةً طبيعيةً لأنّها الوحيدة (الما اتلقت).
لم تعثروا على الجثمان؟
نعم.. لم نجد الجثمان، وقصة الوفاة أنّه جاءني توجيه من الفريق أول كباشي بأن أُسافر للنيل الأبيض للتصديق على تجارة الحدود مع الجنوب، واتصل بي الفريق إبراهيم جابر طالبًا تأجيل سفري ليوم الاثنين لأذهب للدمازين بدلًا من السبت، وأيضًا للتصديق للدمازين بتجارة الحدود، وبالفعل تحركت مع الفريق إبراهيم جابر وأكملت الإجراءات و(جيت طوالي) لسنار ثم سنجة، ومن سنجة فارقت جابر وتحركت أنا للنيل الأبيض عشان أنفذ توجيه الفريق أول كباشي، ووصلت النيل الأبيض حوالي السادسة مساء الثلاثاء، و(بعداك) دخلت منزل الوالي أوصلت هاتفي بالإستار لينك الموجود بمقر سكن الوالي، في تلك اللحظة استقبلت اتصالًا من البورت أبلغتني فيه زوجتي بأنّ ابنتي (آية) غرقت أمس الاثنين ضمن 16 شخصًا غرقوا في مركب.
يوميات الحرب؟
حاولنا ندعم النازحين الذين نزحوا إلينا بالجزيرة لإسكانهم وإعاشتهم.
الجزيرة لاحقًا سقطت؟
كنت في بورتسودان حينما سقطت، كان محبطًا جدًا لدرجة أنّ أسرتي حينما وصلوني في بورتسودان بعد أن سقطت الجزيرة بالطريق البري عن طريق سنجة ثم القضارف وكسلا لمدة ثلاثة أيام حتى وصلوا البورت.
هل للحرب فوائد؟
أي حروب يأتي بعدها استقرار، والإيمانيات القوية ولكن الناس تحتسب أنها فقدت وتضررت والحمد لله الناس متماسكة.
هذه حرب مختلفة؟
نعم مختلفة تمامًا، لأنّ السودان أصلًا مستهدف لموارده والقوة البشرية، وهو استهداف مباشر ومن سنين.
عادة فقدتها مع الحرب؟
التواصل مع الأرحام، وكل زول في حتة بقينا معزولين.
هل سنعود قريبًا؟
سوف نعود وقد شارفت طبول العودة والانتصارات والفرحة، وكنت واثقًا بأنّ 2024 ستكون حاسمةً، والدليل حينما زرت تركيا والتقيت وزير التجارة التركي قبل عيد الأضحى الماضي وسألني من ضمن الأسئلة المباشرة معه متى ستنتهي وقلت له: سيكون قبل نهاية العام الجاري.
كلمة أخيرة؟
أتمنى في القريب العاجل بأن ينعم السودانيون بالرجوع لمناطقهم وننعم بالأمن والسلام.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: اندلاع الحرب قبل الحرب

إقرأ أيضاً:

والي ولاية الجزيرة .. بلغة الديسمبريون (تسقط بس)

إن فوكس
نجيب عبدالرحيم
najeebwm@hotmail.com

لا تزال ولاية الجزيرة وخاصة مدينة ود مدني تعاني من تداعيات الانسحاب الكارثي للقوات النظامية وسقوطها في قبضة مليشيا الدعم السريع في ظل فشل إداري وأمني واضح من والي الولاية الطاهر إبراهيم وقيادة الجيش على حد سواء.
الوالي الطاهر إبراهيم كان على رأس عمليات الاستنفار قبل احتلال ود مدني وأطلق الوعود المتكررة بالدفاع عن المدينة مرتديًا الزي العسكري وقائدًا للمستنفرين لكنه عند اللحظة الحاسمة كان من أوائل (الهاربين) قبل حتى أن تنسحب الحامية العسكرية من المدينة. هذا الفشل يُحتم وضعه تحت التحقيق الفوري في ملابسات انسحابه وتقديمه للمحاسبة على تضليل المواطنين وعدم تحذيرهم من خطورة الوضع مما أدى إلى خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات.
إلى جانب مسؤولية الوالي فإن قيادة الجيش تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن انسحاب القوات النظامية دون خطة واضحة لحماية المدنيين تاركة المدينة عرضة للفوضى والنهب والانتهاكات الجسيمة. انسحاب الجيش بهذه الطريقة يعكس إما سوء تقدير أو تواطؤًا ضمنياً في ترك المدينة تواجه مصيرها المحتوم دون حماية.
رغم انسحاب مليشيا الدعم السريع من المدينة إلا أن دخول قوات درع السودان والمليشيات الإسلامية المختلفة بقيادة الزعيم الجن**جويدي السابق كيكل لم يكن أقل وطأة على السكان فالتفلتات الأمنية مستمرة والنهب لم يتوقف حيث لا تزال محلات المنطقة الصناعية تُكسر وتُسرق وتتم عمليات تشليح السيارات المدمرة في الشوارع من قبل أفراد ببيزات عسكرية يدّعون انتماءهم لقوات درع السودان.
شرطة الولاية طالبت الوالي بإخراج المسلحين لتمكينها من أداء مهامها لكنه رفض في حين تستمر معاناة المواطنين مع نقص المياه والكهرباء وتكدس النفايات بينما تُباع الإغاثة في الأسواق بدلاً من أن تصل إلى مستحقيها.
سبق أن تم إرسال نداءات للوالي بخصوص أبناء ود مدني النازحين إلى دنقلا الذين يواجهون أوضاعًا مأساوية ويرغبون في العودة الطوعية لكن الوالي لم يحرك ساكنًا رغم أنه كان يدعو للعودة وكأن الأوضاع طبيعية.
الأزمة لم تتوقف عند حد الفشل الإداري بل تجاوزته إلى تحيز واضح حيث انشغل الوالي بتقديم الامتيازات لحاضنته من تجار المناقل الذين باتوا يديرون الولاية فعليًا في وقت تُرك فيه أبناء ود مدني لمصيرهم.
ما يحدث في ولاية الجزيرة هو انعكاس لحالة السودان ككل أزمات متراكمة وإدارات غير كفؤة وقيادات عاجزة عن اتخاذ القرارات الصحيحة لحماية المواطنين. والي الجزيرة والقيادة العسكرية يتحملان مسؤولية مباشرة عن الكارثة التي حلت بالولاية وأقل ما يمكن فعله هو عزل الوالي وفتح تحقيق شامل في أسباب انسحاب الجيش وتبعاته.
أهل الجزيرة وجدوا أنفسهم كالمستجير من الرمضاء بالنار بعدما تحول خروج الد**عم السريع إلى بداية لمعاناة جديدة تحت احتلال من نوع آخر ..النهب لم يتوقف والأمن شبه معدوم ونقاط الإرتكاز لم تقم بالدور المطلوب منها في تفتيش السيارات القادمة إلى ودمدني وخاصة كبري ببكة وكبري العسكري وهنا مكمن الخطورة وبداية (الكتاحة) ربما تكون الموجة الثانية لأن ( جنجو**بد) الأمس الذي مارسوا أفظع الانتهاكات في الولاية سرقوا ونهبوا وقتلوا واغتصبوا الجرائر والآن خلعوا ملابس الدعا**مة وارتدوا زي القوات المسلحة على (نفس الزول) الكتل ولدك وقلدك والطاسة ضايعة.. وفي ظل الهشاشة الأمنية ستجعل المواطنون يغادرون المدينة في رحلة نزوح ثانية ريما تكون رحلة بلا عودة !!
مدينة مدني أصبحت الأوساخ والنفايات وجيوش من البعوض تحيط بكل أركانها مع تزايد إنتشار الأمراض ومؤسسات الدولة في (بيات صيفي).
وزير التربية والتعليم بولاية الجزيرة أرجع البصر كرتين (لا تعليم في وضع اليم).
نصيحة مجانية إلى الطاهر إبراهيم الخير والي ولاية الجزيرة أنت غير مؤهل لقيادة ولاية بحجم ولاية الجزيرة وتاريخها ويجب على حكومة بورتسودان عزلك اليوم قبل بكرة فالجزيرة ما شافت ( خير) منذ أن وطأة قدماك أرض المحنة لم نشهد غير الدمار والخراب والموت ونزوح أهلها الذين فقدوا كل شيء ولم تمنحهم الحرب أي خيارات بما تتركه من تداعيات وما تخلفه من معاناة وحالة الفقر المدقع طالت الجميع .. وإذا استمريت في تنفيذ أجندة حكومة بورتسودان سنجد (جنكيزخان) يعرض في ( مارنجان) والكل سيكون في خبر كان ..إنتهى.
لا للحرب .. لا والف لا.. والدولة مدنية مهما حدث وسيحدث.
المجد والخلود للشهداء
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك  

مقالات مشابهة

  • الجزيرة ترافق جنودا نرويجيين خلال مناورات فايكينغ 2025
  • سقطرى جنة مهددة…سائحة أجنبية تحذر من الاستثمار الإماراتي المتزايد في الجزيرة  
  • بعد انتقاده المنفي … اللافي يحذف منشوره
  • آخر حلقات مسلسل غرينلاند.. ترامب يقترح ضم الجزيرة إلى حلف الناتو
  • خالد سلك.. نذر صراع جديد يلوح في ولاية الجزيرة
  • والي ولاية الجزيرة .. بلغة الديسمبريون (تسقط بس)
  • محلل سياسي: المملكة سعت منذ بداية اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية لتخفيف التوتر .. فيديو
  • ???? الجزيرة عودة لقرى بائسة
  • الجزيرة تفقد مصداقيتها
  • فان دايك يثير قلق جماهير ليفربول.. إليك ما قاله عن مستقبله