ضربات صاروخية مكثفة من حزب الله تطال أهدافاً إسرائيلية استراتيجية
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
الجديد برس:
نفذ حزب الله اللبناني، مساء السبت، عدة عمليات دعماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإسناداً لمقاومته، ودفاعاً عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للقرى والمدن والمدنيين في لبنان.
واستهدف حزب الله تجمعاً لجنود جيش الاحتلال في موقع “جل الدير”، الواقع عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية، بصليةٍ صاروخية، عند الثامنة والنصف مساءً (بتوقيت بيروت والقدس الشريف).
واستهدف مرابض الاحتلال وتجمعاته في حرج مستوطنة “دان”، شمالي فلسطين المحتلة، بصلية صاروخية كبيرة. وعند الساعة السابعة مساءً، قصف تجمعات للجنود في مستوطنة “كتسرين”، في الجولان السوري المحتل، بصلية صاروخية.
أما عند الـ4:50 من بعد الظهر، فقصف حزب الله شركة “إلتا” الإسرائيلية للصناعات العسكرية، قرب “سخنين”، في خليج عكا المحتلة، بعد أن قصف ثكنة “معاليه غولاني” عند الرابعة، بحيث استهدف كلاً منهما بصلية صاروخية.
يُذكر أن “إلتا” متخصصة بالصناعات الجوية والفضائية الإسرائيلية، وهي أكبر شركة في “إسرائيل” في مجال صناعة الطائرات. وعالمياً، تُعدُّ إحدى الشركات الرائدة في مجال الأنظمة الإلكترونية.
وتقوم هذه الشركة بالتطوير والتصنيع والإنتاج في عدة مجالات، تشمل الطيران والبر والبحر وأنظمة الفضاء والأنظمة الدفاعية والعسكرية والمنتوجات السيبرانية والإلكترونية.
في غضون ذلك، وبالتوازي مع مواصلة عملياته ضد الاحتلال، نشر الإعلام الحربي لحزب الله مشاهد توثق استهداف تجمع “الكريوت”، المحاذي لساحل خليج مدينة حيفا، شمالي فلسطين المحتلة.
وأظهرت المشاهد صليات الصواريخ التي أطلقها حزب الله، في اتجاه “الكريوت”، وهو تكتل عمراني عالي الكثافة، تبلغ مساحته نحو 20 كلم مربعاً، ويبعد قرابة 28 كلم عن الحدود اللبنانية – الفلسطينية، إضافةً إلى مشاهد صورها مستوطنون تُظهر تحقيق إصابات مباشرة.
https://www.aljadeedpress.net/wp-content/uploads/2024/10/استهداف_المقاومة_الإسلامية_تجمّع_الكريوت_المحاذي_لساحل_خليج_مدينة.mp4ونشر حزب الله مقطع فيديو آخر، يُظهر قيام المقاتلين الذين يتصدون لقوات الاحتلال الإسرائيلي بتجهيز أسلحتهم.
https://www.aljadeedpress.net/wp-content/uploads/2024/10/مقاتلو-حزب-الله-يجهزون-أسلحتهم.mp4يُضاف ذلك إلى ما أعلنه الإعلام الحربي سابقاً بشأن عمليات نفذها حزب الله منذ ساعات الفجر، شملت التصدي لمحاولة تسلل إسرائيلية في محيط بلدة عديسة والاشتباك مع الجنود، واستهداف دبابة “ميركافا” في أثناء محاولة تقدمها إلى مرتفع الباط، في آخر حرج مارون.
وتضمنت العمليات استهداف تجمعات جنود الاحتلال في خلة عبير و”كفر جلعادي” و”كفر يوفال” بالصواريخ، إضافةً إلى قصف صفد المحتلة ومستوطنتي “كرمئيل” و”سعسع” وقاعدة “رامات دافيد”.
في كيان الاحتلال، تحدثت القناة الـ”12″ عن إطلاق 800 صاروخ من لبنان في اتجاه “إسرائيل”، بينما أقر المتحدث باسم جيش الاحتلال بإصابة جندي بجروح خطرة، الجمعة، خلال المعارك جنوبي لبنان.
وبينما يفرض الاحتلال الرقابة العسكرية بهدف التكتم عن الخسائر التي يتكبدها في مواجهة حزب الله، اعترف إيهود أولمرت، الذي تولى رئاسة حكومة الاحتلال في حرب تموز عام 2006، بأن “إسرائيل تدفع أثماناً في هذه الحرب، ونمتنع عن التحدث عن جزء منها”.
وفي حديث إلى القناة الـ”12″، أقر أولمرت بأن “حزب الله باقٍ”، مشيراً إلى “إطلاق الحزب مئات الصواريخ السبت، بينما نصف إسرائيل في الملاجئ، وسكان الشمال لم، ولن، يعودوا”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟
تناول سيث جاي. فرانتزمان، زميل مساعد في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية، وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحزب الله، والذي بدأ في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بعد أكثر من عام من الصراع المكثف.
عودة حزب الله إلى المنطقة قد تقوض وقف إطلاق النار
وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار، الذي تم تحديده في البداية لمدة ستين يوماً، في أعقاب العملية البرية التي شنتها إسرائيل في لبنان في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2024، والتي استهدفت قادة حزب الله ومستودعات الصواريخ.
وتهدف الاتفاقية إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي ظل غير مفعَّل منذ حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006.
تحديات الحفاظ على وقف الناروسلط فرانتزمان، مؤلف كتاب "حرب السابع من أكتوبر: معركة إسرائيل من أجل الأمن في غزة" (2024)، الضوء على تحديات الحفاظ على وقف إطلاق النار والديناميكيات الجيوسياسية وإمكانية تجدد الصراع.
ويقضي اتفاق وقف إطلاق النار بانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في غضون 60 يوماً بينما من المتوقع أن ينتشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود لمنع عودة حزب الله.
Can The Israel-Hezbollah Ceasefire Hold? https://t.co/m1NzQB7I9a
by @sfrantzman via @TheNatlInterest
With a new administration in Washington and a renewed focus on the West Bank, it is in Israel’s interests to maintain the ceasefire in Lebanon.
وأوضح الكاتب في مقاله بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن التأخير في انسحاب إسرائيل واستمرار وجود حزب الله في جنوب لبنان يعقد الوضع. وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار،
With a new administration in Washington and a renewed focus on the West Bank, it is in Israel’s interests to maintain the ceasefire in Lebanon, writes Seth J. Frantzman.https://t.co/Yal2uIO9GB
— Center for the National Interest (@CFTNI) January 29, 2025لكنه شدد على أن الأمن يظل أولوية غير قابلة للتفاوض. لذا، في الوقت نفسه، واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها بالقرب من الحدود، وصادرت الأسلحة وفككت البنية التحتية لحزب الله.
وما يزال حزب الله، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدها خلال الصراع، قوة فعالة. فقد استغلت الجماعة تاريخياً فراغ السلطة في جنوب لبنان، كما رأينا بعد انسحاب إسرائيل في عامي 2000 و2006.
عودة حزب الله تقوض وقف إطلاق الناروحذر فرانتزمان من أن عودة حزب الله إلى المنطقة قد تقوض وقف إطلاق النار.
بالإضافة إلى ذلك، واجه دعم إيران لحزب الله انتكاسات بسبب سقوط نظام الأسد في سوريا، والذي سهّل في السابق نقل الأسلحة إلى الجماعة.
اختراق للهدنة.. الجيش الإسرائيلي يقصف معدات هندسية تابعة لحزب الله - موقع 24قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارة جوية الليلة الماضية في جنوب لبنان على معدات هندسية يستخدمها حزب الله لإعادة بناء "البنية التحتية العسكرية" في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.وتعهد نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، بمواصلة المقاومة ضد إسرائيل، نافياً السيطرة المباشرة على حزب الله لكنه أكد على الدعم الأيديولوجي لإيران.
تحديات تواجه لبنانوتناول فرانتزمان أيضاً السياق الإقليمي الأوسع، بما في ذلك جهود الحكومة اللبنانية الجديدة لتحقيق الاستقرار في البلاد.
اختراق للهدنة.. الجيش الإسرائيلي يقصف معدات هندسية تابعة لحزب الله - موقع 24قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارة جوية الليلة الماضية في جنوب لبنان على معدات هندسية يستخدمها حزب الله لإعادة بناء "البنية التحتية العسكرية" في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.وقال إن الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام يواجهان التحدي الفوري المتمثل في نشر الجيش اللبناني على الحدود ومنع عودة حزب الله.
ومع ذلك، فإن نفوذ حزب الله الراسخ في لبنان يشكل عقبة كبيرة أمام هذه الجهود.
ويشكل الانتشار الأخير للجيش اللبناني في كفر شوبا في جنوب لبنان خطوة إلى الأمام، لكن قدرة الجماعة على إعادة التجمع تظل مصدر قلق.
اتفاق غزةعلى الجانب الإسرائيلي، يتزامن وقف إطلاق النار مع حزب الله مع هدنة مؤقتة مع حماس في غزة، والتي بدأت في 19 يناير (كانون الثاني) 2025. وتبدي الحكومة الإسرائيلية اهتماماً بتحويل انتباهها إلى مكافحة الجماعات الإرهابية في الضفة الغربية، كما يتضح من إطلاق "عملية الجدار الحديدي".
وصاغ وزير الدفاع يسرائيل كاتس العملية على أنها رد على التهديدات المدعومة من إيران، مما يشير إلى تصميم إسرائيل على معالجة التحديات الأمنية على جبهات متعددة.
مقتل 10 فلسطينيين بقصف إسرائيلي في الضفة الغربية - موقع 24قتل 10 فلسطينيين مساء اليوم (الأربعاء) بقصف إسرائيلي في بلدة طمون جنوب مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية.وأوضح الكاتب أن الحفاظ على وقف إطلاق النار في لبنان يتماشى مع المصالح الاستراتيجية لإسرائيل، خاصة وأن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس ترامب تسعى إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي وتعزيز جهود التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
مدى نجاح وقف إطلاق النارومع ذلك، يرى الكاتب أن نجاح وقف إطلاق النار يتوقف على قدرة الحكومة اللبنانية على فرض سيطرتها على جنوب لبنان ومنع إعادة تسليح حزب الله. إن سقوط نظام الأسد وتولي قيادة لبنانية جديدة ووقف إطلاق النار في غزة كلها عوامل تخلق مجتمعةً فرصةً لاستمرار وقف إطلاق النار في لبنان إلى ما بعد فترة الستين يوماً الأولية.
ولفت الكاتب النظر إلى الطبيعة الهشة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مشيراً إلى التفاعل المعقد بين العوامل العسكرية والسياسية والإقليمية.
وفي حين يوفر وقف إطلاق النار هدنة مؤقتة من الصراع، فإن قابليته للاستمرار على المدى الطويل يعتمد على قدرة كل من إسرائيل ولبنان على معالجة المخاوف الأمنية الأساسية ومنع عودة حزب الله إلى الظهور.